شهر رمضان شهر التغيير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناصرة ام البنين
    • Oct 2009
    • 3252

    شهر رمضان شهر التغيير


    شهر رمضان شهر التغيير

    (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)

    الملاحظ في هذه الآية المباركة أن هناك تغييران، حيث فاعل التغيير الأول هو الله سبحانه وتعالى، وفاعل التغيير الثاني هم القوم، أو المجتمع، وإن كانت القدرة التغييرية الثانية، هي هبة من الله تعالى للقوم وإقدار منه تعالى للمجتمع على ذلك.




    وعلينا أن لا ننسى هذا التوزيع في العملية التغييرية، ولا نتوهم حصول التغيير من قبله، تعالى قبل حصوله من عند الناس أنفسهم.
    وأيضاً التغيير الذي ينبغي أن يحدث أولاً، هو التغيير الذي جعله الله مهمة القوم وواجبهم، بإقدار الله تعالى لهم على ذلك، والرجاء بأن يحدث الله تعالى التغيير الذي يخصه، قبل أن يقوم القوم أو المجتمع بالتغير الذي خصهم الله به، يكون هذا النظر مخالفاً لنص الآية، وإبطالاً لمكانة الإنسان وأمانته، ومسؤوليته.
    فهذا الأصل القرآني يبين واحداً من أهم المسائل الاجتماعية في الإسلام، يؤكد لنا أن أي تغيير خارجي مرتبط بالتغيير الداخلي للأمم، وأي نصر يصيب الأمة منبعه ذاك، والذين يبحثون عن العوامل الخارجية لتبرير أعمالهم وتصرفاتهم ويعتبرون القوى المستعمرة والمتسلطة هي السبب في شقائهم يقعون في خطأ كبير، لأن هذه القوى المعادية لا تستطيع أن تفعل شيئاً إذا لم تكن لديها أيد في داخل المجتمع.
    علينا أن نثور من الداخل كي ننهي حالة الشقاء والحرمان، ثورة فكرية وثقافية، ثورة إيمانية وأخلاقية، وأثناء وقوعنا في مخالب الشقاء يجب أن نبحث فوراً عن نقاط الضعف فينا، ونطهر أنفسنا منها بالتوبة والرجوع إلى الله، ونبدأ حياة جديدة مفعمة بالنور والحركة، كي نستطيع في ظلها أن نبدل الهزيمة إلى نصر، لا أن نخفي نقاط الضعف وعوامل الهزيمة هذه ونبحث عنها في خارج المجتمع ونظل نتيه في الطرق الملتوية.إن من المناسب جداً أن نجعل هذا الشهر الكريم بداية لسنة روحية جديدة.. فإن مجموع الغفلات، والشهوات طوال السنة الماضية جعلت الخطايا والذنوب تتراكم إلى درجة تجعل الإنسان في بعض الحالات غارقاً تحت ركام كبير من الحجب الظلمانية، والتي تحتاج إلى ثورة باطنية عارمة لقلب الوضع رأساً على عقب.. وهذا الأمر لا يتسنى إلا بمعونة إلهية، وهذه المعونة تتجلى في أعظم صورها في هذا الشهر الكريم، حيث الشياطين مغلولة، وأبواب الجنة مفتحة.
    فلا بد من العودة إلى الذات، واكتشاف مجاهيلها، والإطلاع على سبل تكاملها، والعلم بقدراتها الفعلية، وقدراتها المختزنة.. فإن ترقية النفس، لا تتم إلا من خلال التعرف عليها، فكيف يمكن أن يعالج الطبيب بدنا ليس أمامه؟.. أم كيف يمكن لمهندس أن يبني بناء على أرض لم يرها، ولا يعرف طبيعتها؟!.
    إن من المناسب أن نراجع أنفسنا بين فترة وأخرى لاكتشاف الأخطاء التي اعتادت عليها، فإن نفس ممارسة المنكر بشكل رتيب، ومتكرر، وفي جو غير مستنكر، يقلب ذلك المنكر معروفاً، وهذه مرحلة خطيرة لو استقر فيها الإنسان، فإنه لا يرجى أن يقلع عن الحرام، ومن هنا لا بد من وقفة حاسمة وصريحة مع النفس، التي ليس من السهل عليها أن ترفع اليد عن المنكر المألوف بسهولة، وخاصة إذا استذوقه المذنب استذواقاً، إن المنكرات على تعددها فإنها منحصرة غالباً في شبر مربع تقريباً!! فإن روافد الحواس الخمس هي بنفسها روافد الحرام، وكما أن هذه الحواس تنقل الأحاسيس البريئة والخالية من أي معنى سلبي، فكذلك تنقل الأحاسيس المريبة..وعليه، فإن إجراء مسح شامل لو أردات هذه الحواس، أمر ضروري لكشف كل ما هو غريب على هذا الوجود الذي فطره الله تعالى في أحسن تقويم.
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صلّ على محمد وآل محمدوعجل فرجهم الشريف يا كريم
    جزاكِ الله خير على الموضوع الراااائع
    يعطيك العافية على الطرح الرااااقي ومتميز دوم

    تعليق

    • محب الرسول

      • Dec 2008
      • 28579

      #3
      احسنتِ واجدتِ

      جزاكِ الله احسن الجزاء

      تعليق

      • ناصرة ام البنين
        • Oct 2009
        • 3252

        #4

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          • عاشقة السيدة زينب ع
            • Jul 2010
            • 8202

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطااهرين وعجل فرجهم وألعن أعدااائهم

            مشكورة أختي العزيزة على الموضوع الرااائع

            تعليق

            يعمل...
            X