المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل المجتمع الان وصل الى الصفة الفرعونية!!


قلبي حسين
22-04-2009, 04:26 PM
هل المجتمع الان وصل الى الصفة الفرعونية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213
وقال تعالى
وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }يونس19
وروي عن الامام الباقر عليه السلام في تفسير هذين الايتين
(ان الناس كانوا امة واحدة على فطرة الله فبعث الله النبيين)
اذا لماذا بعث الله النبيين اذا كانو على فطرة الله وعلى منهج الحق؟؟؟
الجواب هو الاختلاف والتشتت الذي حصل للمجتمع الفطري ولماذا هذا التشتت ؟
الجواب هو النزعة الفردية التي ظهرت عند الانسان ولماذا هذه النزعة؟
الجواب هو تطلع الانسان الى اشباع الرغبات التي تؤدي الى الانحراف في البحث عن هذه الرغبات ولماذا هذا الانحراف؟
الجواب:لان الانسان قد انحرف عن جادة الفطرة الالهية وظهور نزعة التملك والسيطرة والاستغلال من قبل اشخاص اقوياء سيطروا فيها على الضعفاء ونمت عند هؤلاء الجشع والظلم والسرقة المبطنة ثم الاستضعاف للبسطاء
وهكذا تغير المجتمع وفقد اغلب مظاهره الفاضلة ونشأت فيه مظاهر جديدة وافكار كلها من وضع المسغلين المتسلطينواعوانهم المتملقين ىلهم مما جعل رحلة النبوة والهداية في المجتمع تغير خطها وتصعد عملها
لان الانسان تغيرمن داخله ولم يعد خاضعا لتلك الندائات الخفية الربانية في داخله وفقد محتواه الانساني
وسد اذانه من الوعظ والهداية والصلاح
اذا اصبح المجتمع مع هذه التطورات والتقلبات والتسلطات والاستغلال اصبح يحمل الصفة الفرعونية
التي تريد تحطيم الفرد وقتل وحدته وتشتيت جماعته لكي تسهل السيطرة عليه والتسلط على ثروات الطبيعة
فالهدايةالمرجوة من الوجود الاجتماعي على مر العصور والازمنةوما تتبناه من فكر انقلبت الى ضلال وضياع بتأثير الافكار المنحرفةوالسفاسف والادعائات الباطلة والاعلام الظخمالموجه لتسفيه عقول الناس وسلبهم رشدهماذا عزة المجتمع في ظل هذهى الانحرافات تتحول الى هم وكرب يعيشه الانسان المستضعف
وما يحيط به من تهديدات مستمرة لكرامته وحقوقه وحريته المسلوبة في الفكر والسلوك وربما تصل الى
ان يكون الو جود الاجتماعي بوجود المتكبرين مصدر قلق وحرمان يعيشه المجتمع في ضل هؤلاء المتسلطين ويصبح الانسان في هذا الوجود الة جامة يستهلك كل جهدها ووقتها لتوفير القدر الادنى من الخبز, والوحدة والتألف والتكافل تتحول الى تشتت وتفرقة وتطاحن وصراعات مذهبية واقليمية وعرقية
والغرض من هذا الكلام هل ان المجتمع الان وصل الى الصفة الفرعونية من الاستغلال والتسلط والتكبر والطغيان والانحراف
ان الانظمة الفرعونية هي المستفيد الاول من كل ما يحصل للانسان من تبلد فكري وانحراف اخلاقي فالحاكم
الذي يقوم اساس حكمه على الظلم والاستغلال وتحصيل المكاسب الشخصية يرى في اي تطلع الى المستقبل من قبل المجتمع تجاوز للواقع الذي سيطر عليه بالقوةوحكم الناس بالوراثة او الانتخاب المزيف يجد في تلك الرؤى للمجتمع زعزعة لو جوده وهزا لمركزه لذى يكون من مصلحته ان يغمض اعين الناس عن اي اي تطلع الى جديد يكون اصلح للامة اذا كانت هذه الامة على غير خط هذا الحاكم الظالم فيقوم بتغير هذا الواقع الذي يراد منه التغيير الى مطلق الى اله الى مثل اعلى من خلال ما يطرحونه من فكر وشعارات وخطط وبرامج يوهم الناس بأن تلك هي الحياة الحرة من خلال حبس الافكار الصحيحة وسجنها حتى لاتتفشى في المجتمع فتنقلب على سلطانه وحصر المجتمع فقط على الافكار التي يروجونها هؤلاء الطغاة
لذى نرى من الطبيعي لهذه الفئة المستكبرة ان تبطش بأي فرد او جماعة تحاول تغذية المجتمع بتصورات يخلق عند المجتمع المستقبل الذي يرفضه المستكبرون
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38
ااذا المجتمع الان وعلى سبيل الحصر من خلال ما مر ويمر من تجارب الطواغيت وعلى مر العصور الى ان وصل الى هذا الزمن ان اي فئة مستكبرة متسلطة تريد حصر المجتمع بحدود النظرة الفكرية التي تطرحها
ولاتسمح لاي احد ان يتجاوزها ومن يفعل ذلك فمصيره الهلاك والقتل والتشريد والتطريد وهتك الاعراض
ليعتبر الناس ولايجرؤ احد على زعزعة سلطانهم
حيث قال تعالى
{{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الزخرف51
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ }الزخرف52
{فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ }الزخرف53
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }الزخرف54
هذا هو الحال الذي اصبحت فيه المجتمعات هي الطاعة العمياء للطواغيت والمتكبرين حيث اصبح القيد السلطان هو المحرك لهذه المجتمعات من خلال السكوت المطبق والرضا المطلق والانحراف نحو الملذات
والشهوات وعدم تحكيم العقل وفك قيود العبودية لاشخاص المتزيفين بلباس الدين وهم منه براء
اذا وصل المجتمع الى هذه الصفة لانه نزع المحتوى الانساني من داخله واصبح واصبح الة تسير حسب الهوى والفرعوني لانه ترك الثوابت الفطرية والنصائح النبوية في تسير الحياة الانسانية الى الكمال والرقي
واصبح مقيدا بقيد الهوى والشيطان والعبودية لطغيان الذات الفرعونية
نسأل الله تعالى ان يقوينا وان يثبتا على الفطرة الالهية التي فطر الله عليها الانسان من فعل الخير
انه سميع مجيب
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائمهم الامام المهدي المنتظر(روحي لمقدمه الفداء) ناشر العدل في الافاق ومبير الظلمة والسراق ومحي شريعة الاله الواحد الخلاق