حقيقة التوبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة ابوالحسنين
    • Nov 2009
    • 2933

    حقيقة التوبة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حقيقة التوبة..


    حقيقة التوبة الندم على الذنب لقبحه عند الله تعالى ، ولأن الإتيان به يكون خلافاً لرضاه تعالى .. قال عليَّ عليه السلام :
    « لا تنظر إلى صغر المعصية ، ولكن انظر إلى من عصيت ».
    اي لا تكن كغلام يعصي مولاه وهو غافل عن انّه يراه . وإذا فهم انّه يراه يندم قطعاً على سوء فعله .. أو كتاجر يخسر رأس ماله في تجارة ، ويصبح بذمته قرض عظيم ، فكم يا ترى يندم على تلك التجارة ؟.. ولاسيما ان كان صديقا عاقلا قد نهاه مسبقاًعن هذه التجارة .. او كرجل حذّره الطبيب من تناول طعام معين ، ولكن اكل منه فوقع في المرض ، فكم يندم على فعله؟..
    و من البديهي انّه كلّما ازداد ايمان المرء بالله واليوم الاَخر ، وبالاخبار الواردة في القراَن وعن الرسول والأئمة المعصومين ، كان ندمه على الذنب اشد.
    اذن حقيقة التوبة هي ان الإنسان إذا ارتكب معصية وندم عليها وتاب منها ، كفاه ذلك .. قال رسول الله صلّى الله عليه و اَله :
    « الندامة توبة ». وسائل الشيعة: كتاب الجهاد، الباب 83
    و جاء في كتاب اصول الكافي عن الإمام الباقر عليه السلام انّه قال :
    « كفى بالندم توبة ». وسائل الشيعة: كتاب الجهاد، الباب 83
    و قال الإمام الصادق عليه السلام :
    « ما من عبد اذنب ذنباً فندم عليه ، إلاّغفر الله قبل ان يستغفر ». وسائل الشيعة: كتاب الجهاد، الباب 83
    أجل ان حقيقة التوبة هو الندم القلبي واستشعار الالم من وقوع الذنب ، وكلما كانت الحسرة في القلب عليها أشد كانت التوبة اقرب إلى القبول ؛ لأنه كلما استعظم الذنب كَثر ندمه عليه ، وهو في ذلك كمن يفقد ماله وثروته في حادث حريق ، فكلما كانت ثروته التي احترقت عظيمة ازداد ألمه وحسرته على تهاونه في الحفاظ عليها ، وخاصة إذا كانت النار مما يصعب اطفأوه ، ثم يجد نفسه هو الاَخر عرضة للاحتراق ، بحيث لا يجد أمامه سبيلاً للهرب منها ولا يأتيه مغيث ولا يسعفه مسعف .
    و على المذنب أن يعلم أن نار الذنب الذي اقترفه لا مفر منها ولا احد قادر على إطفائها ، لانها نار يؤججّها غضب الله وسخطه ، كما وصفها امير المؤمنين عليه السلام في دعاء كميل بقوله :
    « فكيف احتمالي لبلاء الاَخرة وهو بلاء لا يكون إلا عن غضبك و انتقامك ».
    روي عن رسول الله صلّى الله عليه و اَله انّه قال :
    « فالويل من النار التي تكون نار الدنيا بالمقارنة معها راحة ».
    ثمة اَيات كثيرة في القراَن تتحدث عن غضب الله وسخطه ، وخلاصة مفادها ان المذنب عليه ان يخشى ربه ، ويكون في فرق شديد من عذابه ، ويداوم على البكاء والعويل ، ولا يقر له قرار ما دام غير متيقّن من طهارته من الذنب.. ومثل هذا اليقين لا يمكن بلوغه إلا عند الموت وحين تبشره ملائكة الرحمة.
    والعجيب هنا انّما قيل في انها - اي التوبة - ذوبان الحشا لما سبق من الخطأ ، والدموع والأنين والاَهات هي التي تطفئ نار جهنم ولهيبها ، حتى يصبح كما كان قبل اقتراف ، كما قال رسول الله صلى الله عليه واَله:
    « التائب من الذنب كمن لا ذنب له ». الصحيفة السجادية
    بل وقد يغدو حاله افضل مما سبق ؛ اي نتيجة لاستمرارالبكاء والأسف على ما صدر منه ، وسعيه الى ترويض نفسه ، يقرّبه من خالقه حتىّيصبح حبيباً له.. ﴿ ان الله يحب التوابين﴾
    ولهذا قال الامام السجاد عليه السلام : « واوجب لي توبة توجب لي محبّتك ». بحار الأنوار: ج6 ص21 ح16
    او كما جاء في دعاء ابي حمزة الثمالي : ``````````« وانقلني إلى درجة التوبة اليك ».
    أما تأثير التوبة في تطهير الذنوب ، فيتوقف مداه على مدى الندم .. وهذا ما يوجب عليه الندم على اشد ما يكون ، وافضل وسيلة في هذا الصدد هي التدبّر في الاَيات والاحاديث و قصص التوابين.

    قال الشاعر:
    تتوبَ من الذنوب إذا مرضتا وترجع للذنوب إذا بريتا
    إذا ما الضرُّ مسك أنت باك وأخبث ما يكون إذا قويتا
    فكم من كربة نجـاك منها وكم كشف البلاء إذابـليتا


    اسألكـــــم الدعاء..
  • محب العباس
    • May 2010
    • 1299

    #2

    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46763

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

      أحسنتِ اختي الكريمه
      جزاكِ الله خير الجزاء


      تعليق

      • المختار
        • Jul 2012
        • 168

        #4




        تعليق

        • محب الرسول

          • Dec 2008
          • 28579

          #5

          تعليق

          • عاشقة ام الحسنين
            كبار الشخصيات

            • Oct 2010
            • 16012

            #6
            اللهم صلّ على محمد وآل محمدوعجل فرجهم الشريف يا كريم


            شكراً لك على الموضوع القيم


            يعطيك العافية على الطرح الراائع ومتميز

            تعليق

            • عاشقة ابوالحسنين
              • Nov 2009
              • 2933

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صل على محمد وآل محمد


              سعدت لمروركم العطر احبتي
              ادآآم هذه الطله النيره
              دمتم بحفظ الله

              تعليق

              يعمل...
              X