المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصوم لله// بقلم سماحة الشيخ منتظر الخفاجي


محب الرسول
10-08-2012, 05:25 PM
http://www.almujtaba.de/almujtaba/images/Besm.gif

الصوم لله




المتبادر الى الذهن أن الصوم هو تكليف إلهيفُرض على العباد، وينبغي أداءه . وهو أحد فروع الدين، أو ركن من أركان الإسلام، وبماقرره الفقهاء، أن فعل الصيام على صورته الشرعية وبشروطه ، مبرأ لذمة العبد ومُخرِجمن تبعاته، وهذا كله حق لا غبار عليه.

لكن ربما تكون هنالك زاوية نظر أخرى تسلطالضوء على الصيام من أعلاه، وهي الزاوية المستفادة من رواية الرسول الأعظم عن ربه جلجلال والتي رواها السنة والشيعة، حيث يقول سبحانه: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهولي وأنا أجزي به –أُجزى به-)، فإن نظرنا من هذه الزاوية فُتح لنا فهماً جديداً للصوم، وارتقينا به الى ما هو أدق من الفهم السابق وأعمق، وذلك بما أن الصوم لله على خلافبقية العبادات، يصبح حينئذٍ ليس تكليفاً ينبغي الخروج من عهدته - إنما هذا أدنى مراتبفهومه- ، بل هو تقدمة يقدمها العبد لمولاه، عندما يخبرنا ربنا متفضلاً أن هذا العملله وليس لنا ، وليس كبقية الأعمال تسجل لنا حسنات، يتوقع منا –لو جاز التعبير- أن نقبلعليه بصدور شَرِحة وقلوب فَرِحة، أن نقدم له هذه التقدمة بأكمل صوره وأتمها وأسناها،بل نبحث عن مكامن مرضاته في زوايا ذلك الفعل.

عندما يبين لنا الحق سبحانه العمل الذييريده له وليس لغيره –لأي علة كانت- ينبغي علينا أن نعي أن هذا باب فُتِح لنا لكي نقدمللمنعم والمتفضل الذي ما انقطع تفضله، ما نريد ونتمنى أن نقدمه له، وكأن سبحانه يقول:عبدي إن أحببت أن تقدم لي شيئاً فعليك بالصيام.

وعليه وجب على العاقل المحب المبصر لأياديربه، عندما يقدم هذه التقدمة ويرفعها الى حضرة الحق سبحانه، أن يقدمها في أعلى مراتبكمالها وجمالها ، وأن يصونها من كل شوب وعيب، كي تكون جديرة بأن ترفع لتلك الحضرة،فإن من يستقبلها هو الكمال المطلق سبحانه.

فوجب على من يرى صومه من هذه الزاوية ،أن يحقق أعلى مراتب الصوم لكي يتقبلها الله تبارك وتعالى بأعلى مراتب القبول ، ويُكّونمن خلالها صورته الجديدة التي يرسمها لنفسه في الملأ الأعلى ، ويمحو الصورة السابقة.

وللارتقاء بمرتبة الصوم والتسامي به الىمن يستحق أن يرفع له هذا العمل ، يكون عبر النظر العملي فيما بينه لنا سبحانه عن طريقكتبه ورسله وأولياءه.

فقد بين الرسول الأعظم (ص) بعض حدود الصومفي وصيته : (إذا صمت فانوِ بصومك، كف النفس عن الشهوات، وقطع الهمة عن خطوات الشيطان،وانزل نفسك منزلة المرضى لا تشتهي طعاماً ولا شراباً، وتوقع في كل لحظة شفاك من مرضالذنوب ، وطهّر باطنك من كل كذب وكدر وغفلة وظلمة يقطعك عن معنى الإخلاص لوجه اللهتعالى). وهذا الذي بينه الرسول الأكرم لا أظنه الصوم الذين يصمه أغلبنا!.

وكذلك بين أمير المؤمنين (ع) مرتبة أخرىمن مراتب الصوم، إذ يقول : (صوم الجسد الإمساك عن الأغذية بإرادة واختيار خوفاً منالعقاب وطمع ورغبة في الثواب والأجر، وصوم النفس إمساك الحواس الخمس عن سائر المآثم، وخلو القلب عن جميع أسباب الشر). والذي نفهمه من هذه المرتبة، هو تخلية القلب وتنزيههعن مسببات الشر والفساد ، وهي الصفات الدانية والأخلاق الرذيلة ، ثم السيطرة على منافذالقلب وهي الحواس الخمس ، لكيلا يدخل الى القلب ما يزرع فيه الشر والفساد.

وقد ورد أيضاً عنه (ع) : (صيام القلب عنالفكر في الآثام، أفضل من صيام البطن عن الطعام) أي إن صيام العقل عن الأفكار السيئةوالخواطر الفاسدة ، أعلى مرتبة من الصيام عن الأكل، لمن أراد الرقي بصومه.

ونستفيد من هذه الآثار، أن الصوم ليس مرتبةواحدة، وإنما مراتب متعددة متدرجة، ولكل جهة من جهات الانسان صومها الخاص بها. ومنأراد أن يقدم تقدمة الى ربه، وجب عليه أن يتحرى أزكاها وأعلاها وأنقاها، وإلا فقد بخلعلى ربٍ كريم. يقول عز وجلّ : (من لم تصم جوارحه عن محارمي فلا حاجة لي في أن يدع طعامهوشرابه من أجلي).

صـبا
10-08-2012, 08:21 PM
اللهُمَّ صلِّ على محمد وآلِ محمد وعجل فرجهُم والعَن عدوَّهُم
موضوع بقمة الفائده
بارك الله بروحك الطاهره

ج‘ـنٌوٌنْ !
10-08-2012, 08:29 PM




صَفْحَّه حَآقِلَه بِ أبْهَىَ آلْقِيَّمٍ ..
. . . . . . . . وٌسْموٌ آلمٌحتَوٌىَّ ..
لِاِعدمْنآ جمٍيْلْ فَيِضّكْ ..


-

الـدمـع حـبـر العـيـون
11-08-2012, 03:36 AM
{.. بارك الله فيك ،،
وآآثابك المولى على طرحك القيم ..}~

محـب الحسين
11-08-2012, 03:50 AM
جزاك الله خير الجزاء

** خـادم العبـاس **
11-08-2012, 09:29 PM
http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/55.gif

محب الرسول
15-08-2012, 06:23 PM
شكرا جزيلا على المرور اللطيف

المختار
15-08-2012, 09:30 PM
بارك الله فيك