إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان

    آية الله الشيخ عبد الله جوادي آملي
    قال رسول الله (ص) «إذا اشتقتُ إلى الجنة شممتُ رائحة فاطمة» (1).
    إن وجود السيدة الزهراء (ع) هو مسجد العشق وريح الرضوان.
    ومهما كان القول متعالياً متسامياً فإنّه عاجز عن تعريف شخصية يعود أصلها إلى الملكوت، وتعود جذورها وأوراقها إلى عالم الناسوت،
    فالكلام هو حقيقة تعود إلى مكانٍ ما، وتلك الشخصية تعود إلى مكان آخر.
    لذلك قَدّم القرآن الكريم وصفاً للدنيا في قالب الكلام والأوصاف اللذين لا يمكنهما الحكاية عن صورة اللوح المحفوظ.‏

    * لذة الخدمة الإلهية عند السيدة فاطمة الزهراء (ع)‏
    كانت فاطمة (ع) لا تُقبل على شيء كما تُقبل على طاعة الله، والتي كانت تشكل عندها لذة وحلاوة خاصة، فهي سبيل الوصول إلى العظمة الإلهية: «شغلتني عن مسألته لذة خدمته؛ لا حاجة لي غير النظر إلى وجهه الكريم» (2). ومن هنا لم يكن هناك أي شيء يمكنه تسكين هذا العشق سوى ذكر الله الذي كان دائماً على لسانها: «وارزقني (...) بشرى منك يا رب ليست من أحد غيرك تثلج بها صدري وتسرّ بها نفسي، وتقرّ بها عيني، ويطمئن بها قلبي» (3).‏
    لو طالعنا ساحة السلامة الروحية والنفسية لوجدنا طائراً طاهراً خفيف الجناح، بعيداً عن كل ما هو قبيح قد ملأ حسنُه وفضائلُه الأرجاء: «اللهم انزع العجب والرياء والكبر والبغي والحسد والضعف والشك والوهن والضرّ والأسقام والخذلان والمكر والخديعة والبلية والفساد من سمعي وبصري وجميع جوارحي وخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى» (4).‏

    * العالمة والمعلِّمة‏
    لو عدنا إلى ساحة العلم لوجدنا أن حقيقة العلم في سماء وجودها هي كنجمةٍ مضيئةٍ تترك شعاعاً خاصاً، فترى بذلك كل ما كان في الماضي الأزلي، وتدرك ما يجري في الحاضر وتعلم أسرار المستقبل «نادت (فاطمة): أُدن (يا أبا الحسن) لأحدثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حتى تقوم الساعة» (5).‏
    كانت فاطمة (ع) تتعلّم كل ما تسمعه من الوحي النبوي، ثم تبذل قصارى جهدها في الحفاظ على تلك العلوم السماوية، فكانت تعتقد أن لا شيء يعدل ذلك، لا بل كانت على استعداد لتقديم ولديها الحسنين (ع) على أن لا تتخلى عن الكلام السماوي والنداء الملكوتي: «فإنها تعدل عندي حسناً وحسيناً» (6).‏
    وكانت (ع) لا تتعب في مقام تعليم المعارف الإلهية، ولا يضنيها أي صعوبةٍ أو ألمٍ في ذلك، وكانت روحي فداها تقول: «اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً فأحرى أن لا يثقل عليَّ» (7).‏

    * كفؤ الزهراء (ع)‏
    كان الإمام علي (ع) يعتقد أن أفضل زوجة ليست تلك التي لا تسمح لزوجها بالوقوع في الأخطاء، وليست تلك التي لا تمنع زوجها من الحركة في مسير الكمال والعبودية لله تعالى، بل هي التي تساعده في هذا المسير الصعب. يقول الإمام عليّ (ع): «الزهراء نعم العون على طاعة الله» (8).‏
    إذا كانت معرفة الكفؤ وسيلة لمعرفة الشخص، فلا يمكن معرفة الزهراء (ع) إلا من خلال كفئها عليّ (ع)، فلو لم يكن عليٌّ لما كان للزهراء (ع) كفؤ. عن الإمام أبي عبد الله (ع): «لولا أنّ أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفؤ على وجه الأرض إلى يوم القيامة من آدم فمن دونه» (9).‏

    * دفاعها (ع) عن حريم الولاية‏
    إن فاطمة في مجال الدفاع عن حريم الولاية كانت كالبحر الهائج الذي وصلت أمواجه إلى الأوج فكان كل ما لديها فداءً لعليّ (ع) ولمقام علي (ع)؛ وهي التي قالت: «روحي لروحك الفداء ونفسي لنفسك الوقاء» (10). وعندما شاهدتهم يأخذون علياً مكرهاً إلى المسجد قامت قائلةً: «خَلُّوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلّوا عنه لأنشرنَّ شعري ولأضعنَّ قميص رسول الله (ص) على رأسي ولأصرخنَّ إلى الله تبارك وتعالى فما ناقة صالح بأكرم على الله مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي» (11).‏

    * مظهر الرأفة الإلهية‏
    الزهراء (ع) هي المظهر الكامل للعطف والحنان والرأفة الإلهية، حتى أنها كانت بالنسبة للعصاة من الشيعة كمطر الرحمة الذي يجلي الذنوب ويرفع الكدورات: «إلهي وسيدي، أسألك بالذين اصطفيتهم وببكاء ولديَّ في مفارقتي أن تغفر لعصاة شيعتي وشيعة ذريتي» (12).‏

    * ابتعادها عن الدنيا (ع)‏
    من الجميل أن ننظر إلى الزهراء (ع) كيف كانت تتعاطى في مسألة الابتعاد عن الدنيا والميل نحو العقبى، عندها ربما نفهم لمَ كانت الآلام والصعاب تَسْهل وتَهون عليها. كان رسول الله (ص) يخاطبها عندما يشاهدها تطحن القمح بإحدى يديها وتمسح وجه الحسن بالأخرى: «يا بنتاه! تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة؛ فتقول: يا رسول الله!، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه» (13).‏

    * الزهراء (ع) في مقام تربية الأبناء‏
    أما الزهراء (ع) في مقام تربية الأبناء، فكانت كالمزارع العطوف الذي يتعامل بكل رفقٍ وحنانٍ مع زهوره، يتابعها بكل عناية ودقة حتى يحين وقتها فينتشر عطرها في وجود المجتمع البشري، فتنقله إلى أوج العبودية والعدالة. لقد كانت (ع) تأمر أبناءها بطاعة الله والعبودية لله وتوصيهم بوصايا تجعلهم في مصافّ والدهم عليّ (ع).‏
    أشبه أباك يا حسن!‏
    واخلع عن الحق الرسن‏
    واعــبـــــــــد اللــــــــــــــــــــــه ذا مـنــــن‏
    ولا تــــــــوال ذا الإحـــــن (14).‏

    * تحملها (ع) المصائب‏
    لقد ارتقت الزهراء (ع) إلى مستوى الصلابة في تحمل المشكلات وقبول المصائب التي لم تهز بنيانها الثابت:
    «يا ممتحنةُ امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة» (15).‏
    بناءً على ما تقدم يجب القول إن السيدة الزهراء (ع) كانت قدوةَ النساء وإمامَ الرجال وزعيمةَ قاطبةِ الفضلاء. وبما أن الرضا والغضب وصفان يجمعان كافة الأوصاف الإنسانية، على أساس أن عمل الإنسان إما أن يكون مورد رضى الله تعالى أو مورد غضبه، وبما أن فاطمة (ع) مظهر رضا الله وغضبه، قال رسول الله (ص): «يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك» (16)، لذلك من المناسب دراسة جميع الأوصاف الإنسانية طبق معيار رضى فاطمة (ع) وغضبها.‏
    *****‏
    الهوامش:‏
    (1) علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 218.‏
    (2) الخصائص الفاطمية، الشيخ محمد باقر الكجوري، ج 2، ص 385.‏
    (3) بحار الأنوار، ج 83، ص 67، ذكر تعقيب صلاة الظهر.‏
    (4) بحار الأنوار، م.س، ج 83، ص 86.‏
    (5) عيون المعجزات، حسين بن عبد الوهاب، ص 54.‏
    (6) دلائل الإمامة، محمد بن جرير الطبري (الشيعي)، ص 66.‏
    (7) بحار الأنوار، م. س، ج 2، ص 3.‏
    (8) م. س، ج 43، ص 117.‏
    (9) أمالي الصدوق، ص 474، ح 18.‏
    (10) الأنوار العلوية، الشيخ جعفر النقدي، ص 280.‏
    (11) بحار الأنوار، م. س، ج 28، ص 206.‏
    (12) ذخائر العقبى، أحمد بن عبد الله الطبري، ص 53.‏
    (13) بحار الأنوار، م. س، ج 43، ص 86.‏
    (14) فضائل الخمسة، الفيروز آبادي، ج 3، ص 21.‏
    (15 ) بحار الأنوار، م.س، ج 97، ص 114، زيارة السيدة الزهراء (ع).‏
    (16) كشف الغمة، ابن أبي الفتح الإربلي، ج 1، ص 458.‏

  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    سلام الله على مولاتنا الزهراء
    بوركتِ اختي العزيزه
    جزاكِ الله أحسن الجزاء

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4
        ســـــــــــــــــلام الله على مولاتـــــــنا ام ابيـــــــــهـا

        {.. بارك الله فيك ،،
        وآآثابك المولى على طرحك القيم ..}~

        تعليق

        • عاشقة السيدة زينب ع
          • Jul 2010
          • 8202

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطااهرين وعجل فرجهم وألعن أعدااائهم
          السلام عليكِ ياا فااطمة الزهراااء(عليه السلام)
          مشكورة أختي الموااالية دمــعة الــكراار على الموضوع الولائي
          الله يعطيش ألف عاااافية
          جزاااكِ الله خير جزاااء المحسنين

          تعليق

          • عاشقة ام الحسنين
            كبار الشخصيات

            • Oct 2010
            • 16012

            #6
            اللهم صلّ على محمد وآل محمدوعجل فرجهم الشريف يا كريم
            السلاام عليك ياسيدتي ومولاتي يافاطمة الزهراء
            شكراً لك ع الطرح القيم ورااااقي
            بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
            ربي يعطيك الف عافيه ع مجهودالرائع






            تعليق

            • نبض قلبي حسين
              • Feb 2012
              • 1593

              #7
              جزاك الله خير الجزاء
              جعله الله في ميزان حسناتك
              وفقك الباري بحق الزهراء

              تعليق

              • دمعة الكرار
                • Oct 2011
                • 21333

                #8

                تعليق

                • محب الرسول

                  • Dec 2008
                  • 28579

                  #9
                  شكرا لك للإختيار المميز للموضوع الرائع
                  أبدعت في طرحها وصياغته على أمل أن نجد منك
                  مواضيع مميزة بمثل هذا التألق والإبداع
                  تقديري وإحترامي لكل جهودك . وفقك الله

                  تعليق

                  • ** خـادم العبـاس **
                    • Mar 2009
                    • 17496

                    #10
                    شكرا جزيلا لك اختي
                    بارك الله بك

                    تعليق

                    • دمعة الكرار
                      • Oct 2011
                      • 21333

                      #11

                      تعليق

                      • نور الزهراء
                        • May 2012
                        • 3660

                        #12
                        جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
                        بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
                        آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
                        دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
                        ..:ღ:..


                        تعليق

                        يعمل...
                        X