

من أحداث الخطبه الفاطميه ( القاصعه ) في المسجد النبوي الشريف أنها :
... لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها ، ثم أقبلت في لمة من حفدتها و نساءِ قومِها ، تطأ أذيالها ، ما تخرم مشية رسول الله صلى الله عليه وآله
( كشف الغمه /ج1/ص 479 ) .
ومعنى المقطع بشكل مختصر ، لاثت خمارها : أي عصبته ، يقال : لاثَ العمامةَ على رأسِهِ يلوثها لوثاً ، أي شدها وربطها , والخمار المقنعه , سميت بذلك لأن الرأس يخمَّر بها أي يُغطى .
والجلباب وهو ثوب واسع أوسع من الخمارِ وَدونَ الرداء , تلويه المرأه على رأسِها وَ يبقى منه ما ترسله على صدرِها , ومعنى ( يدنين عليهن من جلابيبِهن ) أي يرخينها عليهن , ويغطين به وجوههن وأعطافهن .
( اشتملت ) الاشتمال على الشيءِ الاحاطه بهِ , والمراد أنَّها عليها السلام غطت رأسها و صدرها أولاً بالمقنعه , ثم لبسَت ملحفه تغطي جميع بدنها , فالتفت بها , وهذا كنايه عن غايةِ التستر وهيَ عادة النساء الخفرات , ( الخَفَرُ شدة الحياء ) , إذا أردن الخروج من الدار إلى الخارج تحفظاً عن الأجانب . و
( اللمة ) الجماعة والمراد أنَّها عليها السلام خرجَتْ في لمةٍ من نسائِها تتوطأ ذيلها .
و ( الحفده ) الأعوان والخدم وقيلَ ولد الولد أيضاً , والمراد هنا الأول .
والإتيان بلفظِ ( في ) في قولِه : ( وأقبلَتْ في لمةٍ من حفدتِها ) دونَ أن يقول ( معَ لمةٍ ) إشارةً إلى أنَّها كانت بينهن وهن مجتمعات حولها , محيطات بها , و ( تطأ ذيولها ) أيّ كانَت أثوابها طويله تستر قدميها .
حسن الهاشمي

تعليق