فاطمة الزهراء (عليها السلام) بضعة المصطفى وريحانته العبقة بالنور، سيدة الكمال النسوي بكل تجلياته العقائدية والروحية والنفسية، أدّبها الله سبحانه فأحسن تأديبها فأضحت محطات حياتها المقدسة منطلقات مُثلى تشعّ بكل معاني السمو والرقي والتهذيب. فمن تنشد الجمال والجلال عليها أن تقتفي بآثارها النورانية وتفهم أن الأنوثة دوح عطر وطهر وعفة يعبق في مروجه رشد الزهراء وحكمتها الفذة، ومن طلبت بيتاً سعيداً وعشاً آمناً فلتفتح نافذة قلبها على بيت الزهراء الكريم وتتتبع سيرتها بوعي وإرشاد، وعلى بركتها وفي محبتها اجتمعت الأمهات في المنتدى ليتجاذبن في موضوع سيرتها العطرة.
هناك محطات هامة في حياة الزهراء لازمة للمرأة المسلمة:
أولاً: العفة والحجاب:
قال النبي (ص) للزهراء ((أي شيء خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجل ولا يراها رجل، فضمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض)).
على المرأة ما استطاعت أن تبتعد عن مخالطة الرجال غير الضرورية وإذا اضطرت إليها فينبغي لها أن تتعامل بحزم وقوة من دون لين في الكلام ولا رقة في التعامل.
ثانياً: العطاء والإيثار:
النبي (ص) صنع لفاطمة قميصاً جديداً ليلة عُرسها وزفافها، وإذا بسائل على الباب يسأل: أطلب من بيت النبوة قميصاً. فتذكرت قوله عز وجل: ((لن تنالوا البرّ حتى تُنفقوا مما تحبون)) (آل عمران /92). فدفعت له الجديد، فلّما قرب الزفاف نزل جبريل وقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام وأمرني أن أسلَّم علي فاطمة وقد أرسل لها معي هديّة من ثياب الجنة من السندس الأخضر.
ثالثاً: زوجة تخدم أسرتها بصبر وحب:
الزهراء عليها السلام كانت تقوم بطحن القمع والشعير وكانت تذوق مرارة الدنيا لتحظى بحلاوة الآخرة، لم يكن لها خادمة، فأمرها النبي (ص) أن تقول: الله أكبر (34) مرة، والحمد لله (33) مرة، وسبحان الله (33) مرة بعد الانتهاء من الصلاة، وبعد ممارستها للتسبيحات التي تعلمتها من أبيها رزقها الله بخادمة اسمها ((فضة)).
رابعاً: عباءة الزهراء:
كانت الزهراء البتول (ع) تقف بين يدي ربها خاشعة متضرعة لا يُسمع منها إلا أنين ولا يُرى منها إلا انهمار الدموع وقد قال فيها الرسول في خبر طويل ((أما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين متى ما قامت في محرابها بين يدي ربها جلّ جلاله زهر نور لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض)).
ودمــــــــــــــــتم بخــــــــــــــــــــــــــــير
"عاشقة النور"
تعليق