وصف نهاية العالم وبداية يوم القيامة في سورة الأنشقاق ج 5...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    وصف نهاية العالم وبداية يوم القيامة في سورة الأنشقاق ج 5...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    نهاية العالم وبداية يوم القيامة ....




    الآيات

    فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ(16) وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ(17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ(18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقَاً عَن طَبَق....


    سُنّة التغيّر!
    لمزيد من إيضاح ما ورد في الآيات السابقة بخصوص سير الإنسان التكاملي نحو خالقه سبحانه وتعالى.. تأتي الآيات لتقول: (فلا اُقسم بالشفق).
    (والليل وما وسق)، أي: وما جمع.
    (والقمر إذا اتسق)، أي: إذا اكتمل.
    (لتركبُنّ طبقاً عن طبق).

    «الشفق»: اختلاط ضوء النهار بسواد الليل عند غروب الشمس، و(الإشفاق): عنايه مختلطة بخوف، لأنّ (المشفق) يحب المشفق عليه ويخاف ما يلحقه(1).
    ويقول الفخر الرازي: تركيب لفظ «الشفق» في أصل اللغة لرقّة الشيء، ومنه يقال: ثوب شفق، كأنّه لا تماسك له لرقته، و(الشفقة): رقة القلب.
    (والظاهر أنّ قول الراغب أقرب للصواب).
    وعلى أيّة حال، فـ «الشفق» هو وقت الغروب، وقد اُختلف في تعيين وقته ما بين الحمرة التي تظهر في الاُفق الغربي عند بداية الليل، وبين ما يظهر بعد الحمرة من بياض، والمشهور بين العلماء والمفسّرين هو التعيين الأوّل، وهو المستعمل على لسان الاُدباء أيضاً حيث يشبهون دماء الشهداء بالشفق.

    وعلى أية حال، فقد جاء القسم بالشفق للفت الأنظار إلى ما في هذه الظاهرة السماوية الجميلة من معان، فمنه تُعلن حالة التحول العام من النهار إلى الليل، إضافة لما يتمتع به من بهاء وجمال، وكونه وقت صلاة المغرب.

    وأمّا القسم بالليل، فلما فيه من آثار كثيرة وأسرار عظيمة وقد تناولنا ذلك

    مفصلاً)(1).
    «ما وسق»(2): إشارة إلى عودة الإنسان والحيوانات والطيور إلى مساكنها عند حلول الليل (يلحاظ كون الوسق بمعنى جمع المتفرق)(3)، فيكون عندها سكناً عاماً للكائنات الحيّة، وهو من أسرار وآثار الليل المهمّة، كما أشارت الآية (61) من سورة غافر إلى ذلك: (اللّه الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه).
    (إذا اتسق): من (الإتساق)، وهو الإجتماع والإطراد، وتريد الآية به، اكتمال نور القمر في الليلة الرابعة عشر من الشهر القمري، حيث يكون بدراً.

    ولا يخفى ما لروعة البدر في تمامه، فنوره الهاديء الرقيق يكسو سطح الأرض، وهو من الرقّة واللطافة بحيث لا يكسر ظلمة الليل وسكونه، ولكنّه ينير درب سالكيه! فهو آية كبرى من آيات اللّه، ولذا جاء القسم به.

    وينبغي الإلتفات إلى الصلة الموجودة فيما أقسمت الآيات بهن: (الشفق، الليل، ما اجتمع فيه، والقمر في حالة البدر) وجميعها موضوعات مترابطة ويكمل بعضها البعض الآخر، وتشكل بمجموعها لوحة فنية طبيعية رائعة، وتحرّك عند الانسان التأمل والتفكير في عظمة ودقّة وقدرة الخالق في خلقه، ويمكن للإنسان العاقل بتأمل هذه التحولات السريعة من التوجه إلى قدرته جلّ شأنه على المعاد ما يحمل بين طياته من تغيّرات في عالم الوجود.

    والأمر المثير هو أنّ القرآن الكريم يشير هنا إلى اُمور متتابعة الوقوع، فعندما تغيب الشمس يظهر الشفق معلناً عن بداية حلول الليل، الذي تتجه الكائنات الحية فيه إلى بيوتها، ثمّ يخرج القمر بدراً تامّاً (علماً بأنّ البدر في ليلة تمامه يخرج مع بداية الليل!).

    ثمّ يأتي جواب القسم الوارد في الآيات أعلاه: (لتركبنّ طبقاً عن طبق)، إشارة إلى المراحل والتحولات التي يمرّ بها الإنسان في حياته.

    وقد ذكرت تفاسير مختلفة لهذه الآية المباركة، منها:
    1 ـ يقصد بها تلك الحالات المختلفة التي يمرّ بها الإنسان في كدحه وسيره المضني نحو اللّه جلّ وعلا، فيبدأ بحالة الدنيا، ثمّ ينتقل إلى عالم البرزخ ومنه إلى القيامة والآخرة (مع ملاحظة أنّ «طبق» من (المطابقة)، وهي جعل الشيء فوق شيء آخر بقدرة، وجاءت أيضاً بمعنى، المنازل التي يطويها الإنسان في عملية صعوده).
    2 ـ يقصد بها تلك الحالات التي يمرّ بها الإنسان منذ كونه نطفةً حتى يموت، (وقد عدّها البعض (37) حالة).
    3 ـ يقصد بها تلك الحالات التي يعيشها الإنسان في حياته من: سلامة ومرض، سرور وغم، اليسر والعسر، السلم والحرب...الخ.
    4 ـ يقصد بها تلك الحالات الصعبة التي ستواجه الإنسان يوم القيامة حتى يفرغ من حسابه، ويتجه إلى مصيره (الجنّة أو النّار).
    5 ـ يقصد بها تلك الحالات التي مرّت بها الأقوام السالفة بحلاوتها ومرّها، وكذلك الإشارة إلى ألوان التكذيب والإنكار الذي يقع في هذه الاُمّة، وهذا المعنى قد ورد في حديث ما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام).
    ولا يمنع من اعتبار كلّ ما جاء في التفاسير أعلاه مصاديق لمعنى الآية.
    وقيل: إنّ شخص النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) هو المخاطب في الآية، والآية تشير إلى طبقات السماء التي طواهنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) في معراجه.
    ولكن، يلحاظ وجود الضم على «الباء» في «لتركُبنّ»، يتّضح لنا أنّ المخاطب جمع وليس فرد هذا من جهة، ولو رجعنا إلى الآيات السابقة لرأينا النداء موجه

    إلى النّاس كافة من جهة اُخرى، وعليه، فهذا التّفسير بعيد عن مرام الآية.
    وعلى آية حال، فعدم استقرار الإنسان على حال ثابتة يدلل على فقر الإنسان واحتياجه، لأنّ كلّ متغيّر حادث، وكلّ حادث له محدث، كما وإنّ عدم استقرار هذا العالم علامة على حركة الإنسان المستمرة نحو اللّه والمعاد، وكما قالت الآية: (يا أيّها الإنسان إنّك كادح إلى ربّك كدحاً فملاقيه).
    ومن كلّ ما سبق.. يخرج القرآن الكريم بنتيجة: (فما لهم لا يؤمنون).
    فمع وضوح أدلة الحق، مثل أدلة: التوحيد، معرفة اللّه، المعاد، بالإضافة إلى ما من الآفاق في آيات مثل: خلق... الليل والنهار، الشمس والقمر، النور والظلمة، شروق الشمس وغروبها، الشفق، ظلمة الليل، اكتمال القمر بدراً، وكذلك الآيات التي في نفس الإنسان منذ أن يكون نطفة في رحم اُمّه، وما يطويه من مراحل حتى يكتمل جنيناً، مروراً بما يمرّ به من حالات في حياته الدنيا، حتى يدركه الموت.. فمع وجود كل هذه الأدلة والآيات لِمَ لا يؤمنون؟!..



    المصدر.....


    الامثل في تفسير كتاب الله المنزل
    سورةالأنشقاق(الجزءالعشرون)



    نسألكم صالح الدعاء...

  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    بوركتِ اختي العزيزه
    جزاكِ الله خير الجزاء

    تعليق

    • أنوار الولاية
      • Dec 2010
      • 2871

      #3

      جَزٱك ٱللۂ خٌيّر

      تعليق

      • @ميقات
        • Jan 2010
        • 1098

        #4

        تعليق

        • عاشقة ال المصطفى
          • Aug 2012
          • 532

          #5
          ابدعتي غاليتي
          وفقتي لكل خير
          ودمت بحفظ المولى

          تعليق

          • الـدمـع حـبـر العـيـون
            • Apr 2011
            • 21803

            #6
            منـوريـن حبـآايبـي
            يعـآافيكـم ربـي ولايحرمنـي مروركـم
            العطـر وطلتكـم
            الحلـوهـ

            تعليق

            • محب الرسول

              • Dec 2008
              • 28579

              #7
              احسنت

              جزاك الله كل خير

              بارك الله بك

              تعليق

              • الـدمـع حـبـر العـيـون
                • Apr 2011
                • 21803

                #8

                أج ــمل وأرق باقات ورودى
                لردك الجميل ومرورك العطر
                تــ ح ــياتيـ لكــ

                تعليق

                يعمل...
                X