أمــــا والله إن الظـــــــلم شـــــــــــــؤمٌ . . . ولا زال المــــســـيء هو الظلـــــــــومُ
إلــــى الديــــــان يوم الديـــــن نمضــي. . . وعنـــــد الله تجـــــتمع الخـــــصـــــومُ
ســـتعلم فــــي الحســــاب إذا التــقينـــا. . . غــدا عنـــد المليــــك – من الملــــوم؟
ســــتنقطــــع اللذاذة عـــــن أنـــــــاس. . . مــــــن الدنيــــــا وتنقطـــــع الهمـــوم
لأمــــــر مـــا تصـــــرّمت الليـــالـــــــي. . . لأمـــــر مــا تحركـــــــت النـــــجـــــوم
ســـــــل الأيــــــــام عــن أمم تقضـــــتْ. . . ســتنبــــيك المعــــــالم والرســـــــــومُ
تــــروم الخـــــــلد فـــــي دار الدنــــايـا. . . فكـــــــم قــــد رام غيـــرك مـــــا ترومُ
تـــــــنام ولـــــم تـــنم عنـــك المنـــايـــا. . . تـــنــبه للمنـــــــية يــــــــا نـــــــــؤوم
لـــــهوت عــــــن الفنــــــاء وأنت تفنى. . . فــــــما شــــيءٌ من الدنيـــــــا يــــدوم
تـــــموت غــــــدا وأنــــت قرير عيــــن. . . مـــن الشـــــهوات فـــي لُجج تعــــــوم
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرء ِ بعد الموت يسكُنها *** إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها *** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة ً *** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت *** أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها *** فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجلٍ *** من المَنِيَّة ِ آمالٌ تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضُها *** والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرة ٌ *** الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها *** والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها *** ولست ارشدُ إلا حين أعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها *** والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل *** والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة ً *** تسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها *** بركعة ٍ في ظلام الليل يحييها
مَا لِي وَقَفْتُ عَلَى القُبُـوْرِ مُسَلِّمـا *********** قَبْرَ الحَبِيْـبِ فَلَـمْ يَـرُدَّ جَوَابِـي
أَحَبِيْـبُ مَا لَكَ لاَ تَـرُدُّ جَوَابَنَـا *********** أَنَسِيْتَ بَعْـدِي خِلَّـةَ الأَحْبَـابِ
قَالَ الحَبِيْبُ : وَكَيْفَ لِي بِجَوَابِكم *********** وأنـا رَهِيْـنُ جَنَـادِلٍ وَتُـرابِ؟
أَكَلَ التُّرابُ مَحَاسِنِـي فَنَسيُتكُـم *********** وَحُجِبْـتُ عَنْ أَهْلِي وَعَنْ أَتْرَابِـي
فَعَلَيْكُمُ مِنِّـي السَّـلاَمُ تَقَطَّعَـتْ *********** مِنِّـي ومِنْكِـمُ خِلَّـةُ الأحْبَـابِ
أَحُسَيْـنُ إنِّـيَ واعِـظٌ وَمُـؤَدِّبُ *********** فَافْهَـمْ فَأَنْـتَ العَاقِـلُ المُتَـأَدِّبُ
وَاحْفَـظْ وَصِيَّـةَ وَالِـدٍ مُتَحَنِّـنٍ *********** يَغْـذُوكَ بالادابِ كيـلاَ تُعْطَـبُ
أَبُنَـيَّ إِنَّ الـرِّزْقَ مَكْفُـوْلٌ بِـهِ *********** فَعَلَيكَ بالإِجْمالِ فِي مـا تَطْلُـبُ
لا تَجْعَلَنَّ المـالَ كَسْبَـكَ مُفْـرَدا *********** وَتُقَى إلهِكَ فاجْعَلَنْ مـا تَكْسِـبُ
كَفَلَ الإلـهُ بـرزْقِ كُـلِّ بَرِيَّـةٍ *********** والمَـالُ عارِيَـةٌ تجِـيءُ وتَذْهَـبُ
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّـتِ ناظِـرٍ *********** سببا إلى الإنسـان حِيـنَ يُسَبَّـبُ
وَمِن السُّيُولِ إلـى مَقّـرِّ قَرَارِهـا *********** والطير لِلأَوْكـارِ حيـنَ تَصَـوَّبُ
أَبُنَـيَّ إِنَّ الذِكْـرَ فيـهِ مواعـظٌ *********** فَمَـنِ الَّـذِي بِعِظاتِـهِ يَتـأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَـابَ اللِه جُهْـدَكَ وَاتْلُـهُ *********** فيمَنْ يَقومُ بِـهِ هنـاكَ ويَنْصِـبُ
بِتَّفَكُّـرٍ وتـخـشُّـعٍ وتَقَـرُّبٍ *********** إِنَّ المقـرَّب عنـده الـمُتَقَـرِّبُ
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا الـمَعارِجِ مخلصـا *********** وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْـرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بِآيَةٍ وَعْظِيَّـةٍ تَصِـفُ *********** العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُـك يُسْكَـبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَـنْ يَشَـاءُ بِعَدْلِـه *********** لا تَرْمِنـي بَيْـن الَّذيـن تُعَـذِّبُ
إِنِّـي أبـوءُ بِعَثْرَتِـي وَخَطِيْئَتِـي *********** هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَـكَ مَهْـرَبُ
وإذا مَـرَرْتَ بـآيَـةٍ في ذِكْرِهـا *********** وَصْفُ الوَسِيْلَةِ والنعيـمُ المُعْجِـبُ
فاسألْ إِلَهَـكَ بالإنابَـةِ مُخْلِصـا *********** دَارَ الخُلُودِ سُـؤَالَ مَـنْ يَتَقَـرَّبُ
واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِـلَّ بأَرضِـهَا *********** وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِـنٍ لا تُخْـرَبُ
وتنال عَيْشـا لا انقِطَـاعَ لوَقْتِـهِ *********** وَتَنَـالَ مُلْكَ كَرَامَـةٍ لاَ تُسْلَـبُ
بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْـتَ بِصَالِـحٍ *********** خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَـبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىءٍ فاغْمُـضْ لـهُ *********** وتَجَنَّبِ الأَمْـرَ الَّـذي يُتَجَنَّـبُ
واخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلصَّدِيقِ وَكُنْ لَهُ *********** كَـأَبٍ علـى أولاده يَتَحَــدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِـوَارَهُ *********** حَـتّـى يَعُـدَّكَ وارِثـا يَتَنَسَّـبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَـنْ إذا آخَيْتَـهُ *********** حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْـرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَـبَ المَرِيْـض شِفَـاءَهُ *********** وَدَعِ الكَذُوبَ فَلَيْسَ مِمَّنْ يُصْحَبُ
وَاحْفَظْ صَدِيْقَكَ في المَوَاطِنِ كُلِّـها *********** وَعَلَيْكَ بالـمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْـذِبُ
وَاقْلِ الكَـذُوْبَ وَقُرْبَـهُ وَجِـوَارَهُ *********** إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَـنْ يَصْحَـبُ
يُعْطِيْكَ ما فَـوْقَ المنـى بِلِسَانِـهِ *********** وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يـروغ الثَّعْلَـبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَـامَ فَإِنَّهُـمْ *********** في النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ مِمَّـنْ يَخْطُـبُ
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُـوا بِـهِ *********** وإِذَا نَبَـا دَهْـرٌ جَفَـوا وتَغَيَّبُـوا
وَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نصيحَتِـي *********** والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَـبُ
تعليق