مقابلة مع خطيب المنبر الحسيني الدكتور الشيخ محمد باقر المقدسي حفظه الله

أجر ت المقابلة مع الخطيب الدكتور المقدسي مجلة الفجر الصادق وقد حاولنا نقلها في منتدى منبر الخطابة لأجل الفائدة وللتبادل الإعلامي الولائي الشيعي وقد أرسلت لي هذه المقابلة على إيميلي من قبل أحد الأصدقاء الأعزاء..
*نلتقي في هذا العدد مع العلامة الشيخ خطيب المنبر الحسيني وخادم أهل البيت الدكتور الشيخ محمد باقر المقدسي حفظه الله تعالى· فهو من مواليد العراق مدينة النجف الأشرف في عام 1939م· وقد تطرق اللقاء إلى عدة نقاط مهمة· وفي البداية نبارك لكم حصولكم على درجة الدكتوراه·
السؤال الأول: من أين حصلتم على درجة الدكتوراه، وما موضوع الرسالة؟
جواب: إن موضوع الرسالة هو دور المنبر الحسيني في التوعية الإسلامية من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن بتاريخ 26/9/2000م·
السؤال الثاني: ما المواضيع التي تطرحها رسالة الدكتوراه؟
جواب: تحتوي الرسالة على دور المنبر الحسيني في التوعية الإسلامية، وهي كالآتي:
1- المقدمة: وفيها يتحدث الباحث عن سبب انتخابه لهذا الموضوع وذلك لأثر المنبر الحسيني في توعية الجماهير توعية إسلامية، واستعراض البحوث التي سبقت هذا البحث من قريب او بعيد·
2- التمهيد: ذكر فيه الباحث تاريخ المجالس الحسينية ومسيرة القراءة الحسينية، وتحتوي الرسالة على ثلاثة أبواب هي،
الباب الأول: المنبر والتوعية الإسلامية ويشتمل على ثلاثة فصول·
الفصل الأول: المقصود من المنبر ومن التوعية·
الفصل الثاني: أدوات ووسائل التوعية، وأهم الأدوات الصحف والمجلات والأشرطة السمعية والبصرية وشبكة الإنترنت والإذاعة والتلفزيون، أما أهم الوسائل الفاعلة فالمنبر الديني ومعه منبر خطب الجمعة والمناسبات الدينية، والمنبر الحسيني وهو أهمها وأكثرها أثراً· ثم ذكر مميزات المنبر الحسيني عن غيره من وسائل التوعية·
الفصل الثالث: أهم أساليب التوعية عند أهل البيت (ع)·
أ - الأسلوب العاطفي ؛ أي ذكر المأساة·
ب - الأسلوب الاجتماعي ؛ أي عقد المآتم والمجالس·
جـ - الأسلوب النفسي ؛ أي الزيارة والسجود على التربة الحسينية وذكر الحسين (ع) عند شرب الماء·
الباب الثاني: المنبر الحسيني والخطابة الحسينية · وتعتمد الخطابة الحسينية على الخطيب والخطبة، فهذه عناصر المنبر الحسيني تحدّث عنها في ثلاثة فصول هي الخطابة والخطيب والخطبة·
أولاً: الخطابة: تعريف الخطابة، علم الخطابة، فن الخطابة، ملكة الخطابة، فائدة الخطابة، موضوع الخطابة·
ثانياً: الخطيب: المواصفات والمؤهلات الذاتية للخطيب، المؤهلات العلمية للخطيب، المواصفات الأخلاقية للخطيب·
ثالثاً: الخطبة: تعريفها، شروطها، أجزاؤها·
الباب الثالث: أهم الطرق المساعدة في التوعية ويشتمل على ثلاثة فصول·
الفصل الأول: التعريف بأقسامه المختلفة· التعريف اللغوي، التعريف الاصطلاحي، التعريف بالتشبيه والتمثيل·
الفصل الثاني: القيام بعمليات للتوضيح والتبيين كالتفسير والتجزيء، ذكر الخاص بعد العام، والتفصيل بعد الإجمال، المقابلة، المقارنة، المفاضلة، المقايسة، ضرب الأمثال والقصص، ذكر العلة أو الحكمة··· ألخ·
الفصل الثالث: دراسة وتحليل الأخبار والأحاديث· لقد طرأ على الأحاديث والأخبار كذب ووضع ودس وتحريف وأقاويل من قبل أهل الكتاب والمنافقين والسلطات الظالمة، فلا بد من دراسة الأخبار وتمحيصها لانتخاب الصحيح منها·
الخاتمة: وتنتهي بذكر استعراض البحوث التي تحدّث عنها في الرسالة ثم تطلعات المنبر للصعود به إلى مستوى العصر وليكون وسيلة مهمة في توعية الجماهير توعية إسلامية ليحقق المنبر الحسيني أهدافه التي تأسس من أجلها وأهمها إيصال فكر أهل البيت عليهم السلام، وعلمهم وأخلاقهم وسلوكهم للتعرف عليهم والاهتداء بهم والنجاة في الدنيا والآخرة·
وهذه محاولة جديدة ورائدة توضح أسس وأصول وقواعد للمنبر الحسيني الذي هو أهم وسيلة للتوعية الإسلامية·
السؤال الثالث: من الذي اشرف على رسالة الدكتوراه؟
جواب: مدة الإعداد لهذه الرسالة ثلاث سنوات والإستاد المشرف هو د/السيد مرتضى الشيرازي من جامعة طهران، أما المناقشون للرسالة فهم: د/حميد النجدي و د/قاسم البريسم بإدارة د/إبراهيم العاتي رئيس قسم الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن·
ثم تطرق الحديث إلى عدة نقاط·
كيف بدأ الخطابة وأين أكمل تعليمه؟
بدأ الخطابة وله من العمر 19 عاما فتتلمذ على يد أستاذه الخطيب السيد إبراهيم البهبهاني ثم على يد الخطيب الشيخ محمد جواد قسام، وكان قرأ المقدم لبعض الخطباء لمدة خمس سنوات، ثم استقل بنفسه، فقرأ في البصرة والكويت والبحرين وقطر ومسقط والإمارات ولبنان ولندن·
أما بداية حياتي التعليمية فبعد الدراسة الابتدائية والمتوسطة التحقت في الحوزة العلمية في النجف الأشرف عام 1958 وفي سنة 1960 التحق في كلية الفقه في النجف الأشرف وتخرج منها في سنة 1964 وبعد تخرجه بقى ملازماً للدروس في الحوزة، ثم هاجر من العراق إلى الأهواز عام 1970 ثم المحمرة، وأذيعت له محاضرات دينية كثيرة في إذاعة الأهواز وأدعية متعددة أهمها فضل الإمام علي بن أبي طالب (ع) وهو أول من قرأ دعاء كميل في إذاعة الأهواز ثم دعاء أبي حمزة الثمالي ودعاء الندبة وغير ذلك من زيارات الأئمة عليهم السلام·
السؤال الرابع: الشيخ الدكتور محمد باقر المقدسي، ما الصفات والمؤهلات التي يجب إن تتوفر في الخطيب كي يصبح خطيباً لامعاً ؟
جواب: المؤهلات هي:
المؤهلات الذاتية: حسن الصوت وقوته، حسن المنظر، حسن البيان وطلاقة اللسان، الحافظة القوية، الذكاء والجرأة·
المؤهلات العلمية: إن يدرس الدروس الحوزوية بالإضافة للدروس الحديثة مثل علم النفس والاجتماع والتربية والأدب العربي والشعر·
المؤهلات الأخلاقية: إن الخطيب يعتبر قدوه، ومعلماً ومرشداً، وهادياً فلا بد له إن يتخلق بأخلاق الإسلام حتى يتأثر الناس به، ويستفيدون من هديه وسلوكه ولا يكون ممن قال الله تعالى فيهم {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} صدق الله العلي العظيم·
السؤال الخامس: ما الفرق بين خطيب الأمس واليوم، وكذلك المستمع ؟
جواب: هناك ثوابت في المنبر الحسيني لا تتغير بمرور الزمن، فهناك ذكر واقعة كربلاء ومأساة الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، وهناك متغيرات منها ما يفرضه العصر والتطور، كمعالجة الخطيب اليوم لكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والأخلاقية والعقائدية لذا لأن لابد للخطيب من التزود بالعلوم الحديثة والاطلاع على المستجدات·
السؤال السادس: هل ترى هناك ضرورة للمقدم الذي يقرأ قبل الخطيب في الوقت الحاضر ؟
جواب: كل الأعمال نحتاج في تعلمها إلى أستاذ خبير قد قطع شوطاً في ذلك العلم أو الفن والخطابة، كذلك نحتاج إلى التدرب والتمرن على يد أستاذ قد مارس الخطابة مرة· فمن فوائد القراءة مع الخطيب الاستفادة من توجيهاته وتجاربه وصقل مواهبه وحصول الجرأة في مواجهة الجماهير·
وللدكتور الشيخ محمد باقر المقدسي مجموعة من الكتب والمؤلفات والتحقيقات كالبحوث والمقالات ومجموعة كبيرة من التسجيلات الدينية·
وقد صدق الشاعر حسين الصدر حين قال مادحاً الخطيب الدكتور محمد باقر المقدسي:
الســبـط قلدك الـوســام *** فـصرت معجـزة المنابر
فـهـنا بموصول الـنجاح *** من الأوائل إلى الأواخر
وقد شطرها أحد الأدباء فقال:
الســــبط قلدك الوســـام *** فأنـت للمـظلـوم ذاكـــــر
وسَمَوْت في فن الخطاب *** فـصرت معـجـزة المنابر
فـهنأ بمـوصـول النجـاح *** للـعــلـوم غــدوت باقــر
وأبشر بمـوفور الـثـواب *** من الأوائل إلى الأواخر
وأخيراً تشكر مجلة الفجر الصادق الدكتور الشيخ محمد باقر المقدسي وتتمنى له مزيداً
من التوفيق لخدمة المنبر الحسيني وأهل البيت عليهم السلام·
المصدر : مجلة الفجر الصادق
تحياتي للجميع
تعليق