{{اللُهم صُلِ ع محٌمد وع آِل محٌمد وعجٌل فرٍٍج قآئٌٍم آل محٌٍِمدِ }}
(( العشق العرفاني))

العشق إنّما هو تابع لدرك جمال المعشوق ، والإدراك إمّا أن يكون حسّياً أو خيالياً أو عقلياً أو عرفانياً ، فالعشق يكون حسّياً أو خيالياً أو عقلائياً أو عرفانياً ، وعشق الإنسان في مقام الروحانيّة إنّما هو العشق العقلائي والعرفاني ، ويصل الإنسان إلى عشقه الإنساني بفطرته العاشقة ، كما يصل إلى العلم بفطرته العالمة ، والعشقان الأوّلان دنيويان ومن المادّيات ، والآخران اُخرويّان وأ نّهما أبديّان ويستوجبان معرفة الله وعبادته ، فإنّه سبحانه هو المعبود والمعشوق الحقيقي للإنسان.
والعشق الحسّي إنّما هو للجمال الحسّي ، كما أنّ العشق الباطني للجمال الباطني.
والإنسان في بداية الأمر يعشق نفسه ، ويحبّ ذاته ، وبهذا العشق يصل إلى معشوقه الحقيقي وهو الله سبحانه ، أي يصل إلى الكمال المطلق والجمال المطلق الذي هو بلا نهاية ، فهو الوجود الواحد الأحد ، وهو الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، والفطرة العاشقة تطلب الجمال اللامتناهي ، وهذا ما يحكم به العقل السليم والفطرة التوحيدية التي لا غبار عليها.
وأمّا العشق عند الغربيين ، وعند دعاة التمدّن والتحضّر ، فإنّما هو حبّ الشهوات والملاذ ، كما عند فرويد وأتباعه ، فعندهم العشق يعني إشباع الغريزة الجنسية بأيّ نحو كان.
وقد وصف أمير المؤمنين هؤلاء بقوله (عليه السلام) :
« أقبلوا على جيفة قد افتضحوا بأكلها واصطلحوا على حبّها ، ومن عشق شيئاً أعشى بصره وأمرض قلبه ، فهو ينظر بعين غير صحيحة ، ويسمع باُذن غير سميعة ، قد خرقت الشهوات عقله ، وأماتت الدنيا قلبه »[1].
وهذا نتيجة العشق الحسّي والخيالي إذا كان هدفاً ومحوراً في حياته الإنسانية ، وفي الحديث الشريف :
« رأس الآفات الوله بالدنيا ».
والعقل هو المخلوق الأوّل لله سبحانه ، فهو العاشق الأوّل لله ، وورد في الأحاديث الشريفة :
« بالعقل تنال الخيرات ».
و « أعقل الناس أقربهم من الله ».
و « أسعد الناس العاقل ».
فالسعيد هو العاشق ، وعشقه يدلّه على الخيرات ، وبها يتقرّب إلى الله سبحانه ، فالعقل يجذب الإنسان إلى ربّه فيعبده ، ويتّقيه حقّاً.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« أفضل الناس من عشق العبادة ، فعانقها وأحبّها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرّغ لها ، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا ، على عسر أم على يسر »[2].
ومن رأى جمال الله اطمأ نّت نفسه ، ويأتيه الخطاب الإلهي :
( يَا أيَّـتُهَا النَّـفْسُ المُطْمَـئِـنَّةُ * ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَـنَّـتِي )[3].
{وفي مناجاة الذاكرين لسيّد الساجدين }:
« إلهي بك هامت القلوب الوالهة ، وعلى معرفتك جمعت العقول المتباينة ، فلا تطمئنّ القلوب إلاّ بذكرك ، ولا تسكن النفوس إلاّ عند رؤياك ».
والعاشق يرى في كلّ شيء وجه معشوقه ، ويقول أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) :
« فما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله قبله ومعه وبعده ».
فيخاف العاشق هجران معشوقه ، فلا يغفل عنه ولا يعصيه ، ونسمع الإمام الصادق (عليه السلام) يقول :
عجبت لمن يدّعي حبّ الله كيف يعصيه ، فإنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع.
وبالعشق العقلائي يصل الإنسان إلى العشق العرفاني ، والأوّل يستلزمه معرفة جمال الصفات والأسماء ، والثاني يستوجب شهود الجمال ونفي الأغيار ورفع الحجب ، فيرى الجمال المطلق ومطلق الجمال ، بحسب طاقته البشرية.
( وَيَرَى الَّذِينَ اُوتُوا العِلْمَ الَّذِي اُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الحَقَّ )[4].
[1] نهج البلاغة : الخطبة 108.
[2] الكافي 2 : 83 ، باب العبادة ، الرواية 3.
[3]الفجر : 27 ـ 30.
[4] سبأ : 6.
نسآلكم خالص الدعاء ..
(( العشق العرفاني))

العشق إنّما هو تابع لدرك جمال المعشوق ، والإدراك إمّا أن يكون حسّياً أو خيالياً أو عقلياً أو عرفانياً ، فالعشق يكون حسّياً أو خيالياً أو عقلائياً أو عرفانياً ، وعشق الإنسان في مقام الروحانيّة إنّما هو العشق العقلائي والعرفاني ، ويصل الإنسان إلى عشقه الإنساني بفطرته العاشقة ، كما يصل إلى العلم بفطرته العالمة ، والعشقان الأوّلان دنيويان ومن المادّيات ، والآخران اُخرويّان وأ نّهما أبديّان ويستوجبان معرفة الله وعبادته ، فإنّه سبحانه هو المعبود والمعشوق الحقيقي للإنسان.
والعشق الحسّي إنّما هو للجمال الحسّي ، كما أنّ العشق الباطني للجمال الباطني.
والإنسان في بداية الأمر يعشق نفسه ، ويحبّ ذاته ، وبهذا العشق يصل إلى معشوقه الحقيقي وهو الله سبحانه ، أي يصل إلى الكمال المطلق والجمال المطلق الذي هو بلا نهاية ، فهو الوجود الواحد الأحد ، وهو الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، والفطرة العاشقة تطلب الجمال اللامتناهي ، وهذا ما يحكم به العقل السليم والفطرة التوحيدية التي لا غبار عليها.
وأمّا العشق عند الغربيين ، وعند دعاة التمدّن والتحضّر ، فإنّما هو حبّ الشهوات والملاذ ، كما عند فرويد وأتباعه ، فعندهم العشق يعني إشباع الغريزة الجنسية بأيّ نحو كان.
وقد وصف أمير المؤمنين هؤلاء بقوله (عليه السلام) :
« أقبلوا على جيفة قد افتضحوا بأكلها واصطلحوا على حبّها ، ومن عشق شيئاً أعشى بصره وأمرض قلبه ، فهو ينظر بعين غير صحيحة ، ويسمع باُذن غير سميعة ، قد خرقت الشهوات عقله ، وأماتت الدنيا قلبه »[1].
وهذا نتيجة العشق الحسّي والخيالي إذا كان هدفاً ومحوراً في حياته الإنسانية ، وفي الحديث الشريف :
« رأس الآفات الوله بالدنيا ».
والعقل هو المخلوق الأوّل لله سبحانه ، فهو العاشق الأوّل لله ، وورد في الأحاديث الشريفة :
« بالعقل تنال الخيرات ».
و « أعقل الناس أقربهم من الله ».
و « أسعد الناس العاقل ».
فالسعيد هو العاشق ، وعشقه يدلّه على الخيرات ، وبها يتقرّب إلى الله سبحانه ، فالعقل يجذب الإنسان إلى ربّه فيعبده ، ويتّقيه حقّاً.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« أفضل الناس من عشق العبادة ، فعانقها وأحبّها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرّغ لها ، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا ، على عسر أم على يسر »[2].
ومن رأى جمال الله اطمأ نّت نفسه ، ويأتيه الخطاب الإلهي :
( يَا أيَّـتُهَا النَّـفْسُ المُطْمَـئِـنَّةُ * ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَـنَّـتِي )[3].
{وفي مناجاة الذاكرين لسيّد الساجدين }:
« إلهي بك هامت القلوب الوالهة ، وعلى معرفتك جمعت العقول المتباينة ، فلا تطمئنّ القلوب إلاّ بذكرك ، ولا تسكن النفوس إلاّ عند رؤياك ».
والعاشق يرى في كلّ شيء وجه معشوقه ، ويقول أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) :
« فما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله قبله ومعه وبعده ».
فيخاف العاشق هجران معشوقه ، فلا يغفل عنه ولا يعصيه ، ونسمع الإمام الصادق (عليه السلام) يقول :
عجبت لمن يدّعي حبّ الله كيف يعصيه ، فإنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع.
وبالعشق العقلائي يصل الإنسان إلى العشق العرفاني ، والأوّل يستلزمه معرفة جمال الصفات والأسماء ، والثاني يستوجب شهود الجمال ونفي الأغيار ورفع الحجب ، فيرى الجمال المطلق ومطلق الجمال ، بحسب طاقته البشرية.
( وَيَرَى الَّذِينَ اُوتُوا العِلْمَ الَّذِي اُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الحَقَّ )[4].
[1] نهج البلاغة : الخطبة 108.
[2] الكافي 2 : 83 ، باب العبادة ، الرواية 3.
[3]الفجر : 27 ـ 30.
[4] سبأ : 6.
نسآلكم خالص الدعاء ..
تعليق