الخيانة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    الخيانة

    بسم ا لله الرحمن الرحيم
    « الخيــــــانـــة »
    التعريف:
    عدم نصح الانسان لما اؤتُمن عليه[1].أو يقال عدم أداء أونصح الانسان لما التزم بتأديته، و هي ضد الأمانة.
    الخيانة في ميزان الاعمال:
    الخيانة من الاعمال المحكوم بقبحها عقلاً و شرعاً
    أما عقلاً ؛‌فلما تتركه من المفاسد العظيمة و الاضرار الجسمية على الفرد و المجتمع.و أما شرعاً؛ فقد ورد في ذمّها و قبحها العديد من الآيات الشر يفة و الأخبار المستفيضة التي حذّرت منها أشدّ التحذير و وعدت مقترفها العقاب الشديد و سوء المنقلب يوم القيامة،‌ و اليك طرفاً من تلك الآيات الشر يفة و الأخبار:
    أ ـ الآيات:
    قوله تعالى ) يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون[2]( .
    و قوله تعالى : ) إنّ الله لا يحب من كان خوّاناً أثيماً( [3].
    و قوله تعالى: ) إن الله لا يحب كلَّ خوّانٍ كَفُورٍ([4] .
    و قوله تعالى: ) إن الله لا يهدي كيد الخائنين ( [5].
    و قوله تعالى : ) ضَرَبَ الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوحٍ و امرأت لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً و قيل ادخلا النارَ مع الداخلين( [6].
    ب ـ الأحاديث :
    ـ قال رسول الله‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : ) المكر و الخديعة و الخيانة في النار( [7].
    و قال‌ صلى الله عليه وآله: ) ليس مِنَّا من خان بالامانة( [8].
    و قال‌ صلى الله عليه وآله وسلّم: ) أربع لا تدخلُ بيتاً واحدةٌ منهن إلا خَرِب، و لم يعمر بالبركة: الخيانة، و السرقة، و شرب الخمر، و الزنا[9](.
    و قال‌ صلى الله عليه وآله وسلّم: )لا تخن مَن خانك فتكون مثله...([10] .
    ـ و قال أميرالمؤمنين‌ عليه السلام : ) رأس النفاق الخيانة([11] .
    و قال‌:‌) الخيانة غدر([12] .
    و قال‌ عليه السلام : ) إياك و الخيانة فانّها شرّ معصية، فإن الخائن المعذب بالنّار على خيانته[13]( .
    و قال‌ عليه السلام : جانبوا الخيانة فانها مجانبة الاسلام([14] .
    و قال‌ عليه السلام : الخيانة دليل على قلّة الورع و عدم الديانة([15] .
    ـ و عن أبي عبدالله‌ عليه السلام : )و هو يحاسب وكيلاً له و الوكيل يكثر أن يقول: و الله ما خنت(.
    فقال له أبو عبدالله‌ عليه السلام : ) يا هذا، خيانتك و تضييعك عليّ مالي سواء ، إلا إن الخيانة شرّها عليك. ثمَّ قال: قال رسول الله‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : لو أنّ أحدكم فرَّ من رزقه لتبعه حتي يدركه، و مَن خان خيانة حسبت عليه مِن رزقه و كُتب عليه وزرها([16] .
    و قال‌ عليه السلام : ) يُجبل المؤمن على كل طبيعة الا الخيانة و الكذب([17] .
    و قال‌ عليه السلام : لأبي هارون المكفوف: «يا أبا هارون إنّ الله تبارك و تعالى آلى على نفسه أن لا يجاوره خائن. قلت: وما الخائن؟ قال‌ عليه السلام :‌ من إدّخر عن مؤمن درهماً، أو حبس عنه شيئاً من أمر الدنيا»[18] .
    إتضح من خلال هذا الاستعراض السر يع لجملة من الآيات الشر يفة و الأخبار: ان الخيانة هي من الصفات الرذيلة و الاخلاق البشعة المسقطة للكرامة و المؤدية الى الفشل و الاخفاق، و التاركة على الفرد والمجتمع أسوء الآثار و أجسم الأضرار و سيتضح ذلك أكثر من فقرات البحث القادمة أنشاء الله، فحريُّ بكلِّ مؤمن ومؤمنة اجتناب هذا المنكر القبيح و الابتعاد عنه ما امكن الابتعاد كي يحضى بسعادة الدنيا في طاعة الله ونعيم الآخرة حيث الأجر و الثواب.
    أشكال الخيانة وصورها:
    للخيانة صور و أشكال مختلفة كثيرة تختلف باختلاف مواردها و مواضيعها أهمَّها:
    1ـ خيانة الله و الرسول، و يكون ذلك بمعصيتهما. قال الامام أبو جعفر الباقر‌ عليه السلام في قول الله عزّوجل: ) يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون( فخيانة الله و الرسول معصيتهما، و أمّا خيانة الأمانة ، فكلّ إنسان مأمون على ما افترض الله عزّ وجلّ عليه[19].
    2ـ الخيانة العلمية، وتتمثل بالدَّسِ و التحر يف و الوضع في الحقائق العلمية المقدسة و التأريخية .
    قال رسول الله‌ عليه السلام : )تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد في خيانته في ماله(.
    3ـ إفشاء أسرار الآخر ين. فقد جاء في وصية الرسول‌‌ صلى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذرّ : «المجالس بالامانة،‌و إفشاؤك سِرَّ أخيك خيانة فاجتنب ذلك و اجتنب مجلس العثرة »[20] .
    4ـ خيانة الودائع. بالتفريط بها و عدم حفظها أو بانكارها و من ثمّ غصبها.
    قال أميرالمؤمنين‌ عليه السلام : ) أفحش الخيانة خيانة الودائع[21]( .
    5ـ الامتناع عن تقديم العون للمؤمنين مع القدرة على ذلك. قال الامام الصادق‌ عليه السلام: « أيّما رجل من أصحابنا إستعان به رجل من إخوانه في حاجةٍ فلم يبالغ بكل جهده فقد خان الله و رسوله و المؤمنين»[22] .
    6ـ الاستئمان للخونة: قال الامام الجواد‌ عليه السلام : «كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة»[23] .
    7ـ خيانة نقض العهود. قال أميرالمؤمنين‌ عليه السلام : « غاية الخيانة خيانة الخلّ الودود و نقض العهود»[24] .
    8ـ الخيانة في المعاملات ، كالبيع ، من خلال إنقاص الكيل أو الميژان أو غش البضاعة أو غيرها. قال الامام الصادق عليه السلام : «شرّ التجار الخونة »[25] .
    9ـ إشغال النفس بما لا يعود خيره عليها مادياً أو معنوياً. قال أميرالمؤمنين (ع): ) الخائن من شغل نفسه بغير نفسه، و كان يومه أشرّ من أمسه([26] .
    علامات الخائن:
    للخائن علامات و دلائل يعرف بها و يميز عن غيره، يحسن بالمؤمنين معرفتها حتى يمكنهم من خلال ذلك الاستفادة في تشخيص صاحبها و من ثمّ عدم التورط معه في استئمانه، و هذه العلامات:
    1ـ العصيان لله ، و عدم التورع عن المحارم.
    2ـ إيذاء الناس، و بالأخص الجيران.
    3ـ الظلم للغير و الطغيان عليه.
    4ـ بغض الخُلطاء و الأقران.
    و قد جَمَعَ هذه العلامات حديث رسول الله‌ عليه السلام : حيث قال: «أمّا علامة الخائن فأربعة: عصيان الرحمن ، و أذى الجيران، و بغض الأقران، و القرب الى الطغيان»[27] .
    5ـ الاشتغال بما لا يعود عليه الا بالمضرّة للدين.
    6ـ التّردي في الحال و التغير نحو الأسوء.
    و النقطتان الاخيرتان يجمعهما حديث أميرالمؤمنين‌ عليه السلام في قوله:‌ ) الخائن من شغل نفسه بغير نفسه، و كان يومه شرّاً من أمسه ([28] .
    الأسباب و البواعث:
    يمكن إجمال أهم الاسباب و البواعث على الخيانة بالنقاط التالية:
    1ـ الجهل و قلة الوعي بالمعارف الدينية؛ الأخلاقية منها و العقائدية و الفقهية. قال رسول الله‌ صلى الله عليه وآله وسلّم: ) إن الجاهل من عصى الله و إن كان جميل المنظر عظيم الخطر(.[29] و قال أميرالمؤمنين‌ عليه السلام :)الجهل أصلُ كلِّ شرّ([30] .
    2ـ ترك الاهتمام بالنفس و عدم تزكيتها و تربيتها التربية الصالحة التي تجعل منها مترفّعَة عن ارتكاب المعاصي و اقتراف المآثم، لانها (النفس) و كما هو معلوم من أهم مصادر الشرور.
    قال تعالى: ) إنّ النفس لأمارة بالسوء الامارحم ربي [31]( .
    3ـ المحيط الملوث، و رفاق السوء، اذ لهما الأثر الفعّال في نشر و ارتكاب الكثير من الموبقات. قال الامام الصادق‌ عليه السلام :‌) قال لي أبي‌ عليه السلام: ‌يا بُني مَن يصحب صاحب السوء لا يسلم، و من يدخل مداخل السوء يتّهم، و من لا يملك لسانه يندم([32] .
    4ـ الطمع، من أجل الحصول علي مكسب دنيوي مادي أو معنوي أومن كليهما.
    5ـ إغراء و تحر يض الآخر ين من ذوي النفوذ و غيرهم و الاستجابة لهم مجاملةً أوخوفاً أو طمعاً.
    6ـ إشفاء الغيظ و الانتقام الناجم عن العداء و الخصومات المثيرة للحفائظ و الاضغان و الاحقاد.
    7ـ الاهمال و الكسل، فانهما قد يؤديان الى ارتكاب الخيانة، و بالاخص خيانة الودائع.
    8ـ البخل و الشّح، فهما العاملان الاساسيان الباعثان على الامتناع عن تقديم العون للاخ المحتاج عندالقدرة، و قد مرّ إنّ هكذا امتناع هو مِن الخيانة.
    المساوىء و الآثار:
    آثار الخيانة و مساوئها على جسامتها و كثرتها لا يمكن تقصيها و الاحاطة بها، فهي داء عضال إذا أصابت الفرد أو تفشت في المجتمع، أفرغتهما عن معظم محتوياتهما الانسانية و الدينية، و قعدت بهما عن مسير تهما التكاملية نحو الله تعالى، و أسرعت بهما نحو الحضيض ، و يمكن إجمال تلك المساوىء و الآثار بما يلي:
    على الفرد:
    1ـ الابتعاد عن محبة الله تعالى و البوء بغضبه. قال تعالى : «إنّ الله لا يحبّ من كان خواناً أثيما».
    2ـ السقوط الاجتماعي و رفع الثقة منه. قال رسول الله‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : « ليس لك أن تتهم من ائتمنته، و لا تأتمن الخائن و قد جرّبته»[33] .
    3ـ سقوط العدالة و عدم قبول شهادته في المحاكم و مجالس القضاء.
    قال النبي‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : «لا تجوز شهادة خائن و لا خائنة، و لا ذي غمز على أخيه، و لا ظنين في و لاء و لا قرابة، و لا القانع مع أهل البيت»[34] .
    4ـ الابتلاء بجلب الفقر اليه. قال رسول الله‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : ) الأمانة تجلب الرزق و الخيانة تجلب الفقر [35]( .
    5ـ خراب بيته و ارتفاع البركة عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ) أربع لا تدخل بيتاً واحدة منهنَّ إلاّ خرب و لم يعمر بالبركة: الخيانة و السرقة، و شرب الخمر و الزنا ([36] .
    6ـ الخروج عن تابعيّة الرسول‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : و أهل بيته‌ عليه السلام . قال رسول الله‌ صلى الله عليه وآله وسلّم: « ليس منّا من خان بالامانة »[37] . و قال‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : «ليس منّا من خان مسلماً في أهله و ماله»[38] .
    7ـ الإبعاد عن جِوار الله يوم القيامة. عن إبن هارون المكفوف قال: قال لي أبو عبدالله‌ عليه السلام : «يا أبا هارون إنّ الله تبارك و تعالى آلى على نفسه أن لا يجاوره خائن. قال: قلت: و ما الخائن: قال : من ادّخر عن مؤمن درهماً أو حبسَ عنه شيئاً من أمر الدنيا»[39] .
    على المجتمع:
    يمكن حصر تأثير الخيانة على المجتمع في محورين:
    الاوّل: التفشي في المجتمع، حالها حال الكثير من الرذائل الأخلاقية التي تنتشر في المجتمع متى ما تهيأت الظروف الملائمة لها.
    الثاني: ما يتسبب عن هذا التفشي من الأضرار و الدَّمار لبنية المجتمع و تركيبته و يمكن اجمال ذلك بالنقاط التالية:
    الف ـ اضعاف الثقة بين الافراد و شيوع التخاوف بينهم و انعدام الاطمئنان فيما بينهم بالمعاملات و غيرها مما يؤدي ذلك الى فصم روابط المجتمع و فساد مصالحه.
    ب ـ حدوث الدعاوي و الخصومات، التي قد تصل الى إشعال الفتن و سفك الدماء ، بالاخص في الخيانات التي تؤدي الى غصب حقوق و أموال الآخر ين أو الاعتداء عليها.
    ج ـ تفكك المجتمع و اضعافه و الاخلال بوحدته المتمثلة بتماسك أفراده و إتحادهم.
    دـ نزول البلاء بالقحط و السنين و رفع البركات. قال رسول الله‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : « لا تزال أمتي بخير، ما لم يتخاونوا، و أدوا الأمانة، و آتوا الزكاة ، فإذا لم يفعلوا ذلك، ابتلوا بالقحط و السنين»[40] .
    هـ ـ تردّي المجتمع و تأخره الحضاري في الميادين المختلفة، لما تتركه الخيانة من العراقيل في تنمية الطاقات، و إساءة الاستفادة منها.
    علاج الخيانة:
    للحد من هذا المرض الاخلاقي العِضال و علاجه: و كذا غيره من الخطايا و الأثام ، يمكن الالتزام بالنصائح التالية:
    1ـ رفع مستوى الوعي في المعارف الدينية المختلفة الفقهية و العقائدية و الاخلاقية، و الخروج من ظلمة الجهل الى نور العلم، اذهو الدليل الى السراط القويم و به تحيى النفوس و تزان العقول. و هو الذي أكّدت الشر يعة على طلبه و تحصيله، بل جَعَلَت ذلك فر يضة من أهم الفرائض على المسلمين. قال رسول الله‌ صلى الله عليه وآله وسلّم : «طلب العلم فر يضة على كل مسلم و مسلمة»[41] .
    2ـ تزكية النفس و تر بيتها و تهذيبها، و إبتغاء أفضل السبل و أنجع الطرق لذلك, و مجاهدة رغباتها و ميولها الطائشة و شهواتها، و ترويضها على الصبر على الطاعات و ترك المعاصي و الآثام.
    3ـ التفكير في عواقب و نتائج الخيانة و التملي من ذلك، بالاخص فيما يترتب عليها من العقاب الاخروي العظيم، الذي أعدّه الله سبحانه و تعالى لمقترفي هذه الموبقة، و معرفة ذلك من خلال الآيات و الروايات الواردة في ذلك، و تهويله في النفس، و اشعارها الخوف و الرهبة، لعلّه يكون رادعا لها عن اقتراف هذه الجريمة.
    حكاياتٌ وِعبَر:
    1ـ حكي أنّه قدم رجل الى بغداد و معه عقد يساوي ألف دينار، فجاء به الى عطّار موصوف بالصلاح، فأودعه عنده و مضى الى الحج، فلمّا قدم من الحج و أراده من العطّار جحده و ضر به و صدّقه الناس، فَعَرضَ قصته على عضد الدولة الديلمي، فقال له إذهب غداً و اجلس على دكّان العطّار ثلاثة أيام حتى أمرّ عليك في اليوم الرابع و أقف و أسلم عليك، فلا تز يد على ردّ السلام، فإذا انصرفت أعد عليه ذكر العقد، ففعل و لمّا كان في اليوم الرابع جاء عضد الدولة في موكبه العظيم، فسلّمَ على الرجل فلم يتحرك، و لكن ردّ عليه السلام فقال: يا اخي تَقدُم العراق و لا تأتينا و لا تعرض علينا حوائجك؟ فقال: ما اتفق هذا و العسكر واقف ، فانذهل العطّار و أيقن بالموت ، فلمّا انصرف التفت العطّار و قال: يا أخي متى أو دعتني هذا العقد، و في أي شيء هو ملفوف؟ فذكّرني لعلي أنا ناس . فذكر له أوصافه فحلّ له جراباً و أخرجه منه و قال: كنت ناسياً . و مضى الرجل الى عضد الدولة و أخبره فصلبه على باب دكّانه و نودي عليه هذا جزاء من استودع فجحد[42].
    2ـ حكي أنـــّه كان للحارث بن صعصعة نُدماء لا يفارقهم، فخرج في بعض متنزّهاته و معه ندماؤه، فتخلّف منهم واحد، فدخل على زوجته (زوجة الحارث)، فأكلا و شر با و اضطجعا. فوثب الكلب عليهما فقتلهما، فلمّا رجع الحارث الى منزله وجدهما قتيلين فعرف الأمر و أنشأ يقول:
    و ما زال يرعـــى ذمتي و يــحوطني و يحفــظ عرســــي و الـــخلّ يخـــــون
    فيــا عجبـاً للــخــلّ يهتك حــــرمتي و يــــا عجــباً للــكلب كـــيف يصـــون[43]
    3ـ كان رجل من أهل المدينة يذهب الى بعض الأرياف، لشراء الشاة و الدهن و الصوف و ما أشبهه، و كان له عميل في الر يف يرد عليه فيشتري له ما ير يد. و ذات مرّة أخذ معه مالاً ضخماً و قصد الر يف و نزل عند عميله و ذكر له حاجياته، و انه ير يد الشراء بمبلغ كذا.
    قال التاجر: و بمجرد أن ذكرت للعميل كمية المال الذي معي، و اذا بي أرى آثار التغير في وجه العميل، فعلمت أنّه أرادبي سوءً فندمت ... الى ان قال: و لكن لم يكن لي ملجأ ألجأ اليه في تلك الليلة، و بعد تناول الطعام فرش لي صاحب البيت في غرفة من غرف البيت، و ذهب هو و زوجته الى غرفة اخرى ، لكن النوم لم يزرعيني من القلق، و أخيراً قررت أن أخرج من غرفتي و أختفي في بعض زوايا البيت و هكذا فعلت، فخرجت، و حيث لم أجد مكاناً للاختفاء إلا الإسطبل اختفيت به، و أخفيت نفسي إلى رقبتي في التبن الذي خزّن في الاسطبل ... لكن عيني كانت تحدق باتجاه الغرفة. و اذا بي أرى نصف الليل أن شخصاً دخل الدار و ذهب الى غرفتي، و لم أعرف من هو ذلك الشخص.
    و بعد مدةٍ رأيت ـ في ضوء القمر ـ أنّ صاحب البيت و زوجته قاما و هما يتهامسان حتى دخلا و علمت أنهما ير يدان بي شرّا ، و لم تمض مدة إلا و رأيت الزوجين أسرعا و أضاء مصباحاً نفطياً و دخلا الغرفة، ثمّ رأيتهما يخرجان و يسحبان جثة إنسان ملفوف إلى السرداب.
    قال الرجل (التاجر): و لمّا دخلا السرداب قمت من مكاني و هر بت من القر ية قاصداً البلد و مشيت حتّى وصلت البلد بكلّ خوف و صعوبة، و أخبرت الشرطة بما جرى. فجاءت مفرزة من الشرطة معي الى القر ية، و ألقوا القبض على الزوجين، و دخلنا السرداب و حفرناه ، و إذا بجثة الرجل المذبوح، و بعد التحقيق تبيّن أن المذبوح ولد صاحب البيت و أنّه كان خارجاً لبعض شؤونه، و لما دخل الدار نام في تلك الغرفة، ‌و الزوجان ظنّاه أنّه التاجر فقتلاه و بعد ما تبيّن الأمر لهما دفناه خوف الفضيحة... ولكن ربك بالمرصاد[44].

    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] راجع لسان العرب، ج 4، ص: 252.
    [2] سورة الانفال، الآية ـ 27.
    [3] سورة النساء ، الآية ـ 107.
    [4] سورة الحج / الآية ـ 38.
    [5] سورة يوسف / الآية ـ 52.
    [6] سورة التحريم / الآية ـ 10.
    [7] الأخلاق و الاداب الاسلامية، ص: 138 (عن مستدرك الوسائل ج 2)
    [8] الأخلاق و الاداب الاسلامية، ص: 138 (عن البحار، ج 75)
    [9] ميزان الحكمة، ج 3، ص : 194.
    [10] الأخلاق و الآداب الاسلامية، ص: 138 . (عن البحار، ج 71).
    [11] الأخلاق و الآداب الاسلامية، ص: 138 . (عن مستدرك الوسائل).
    [12] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص: 194.
    [13] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص: 195. (عن مستدرك الوسائل: ج 2، ص: 506)
    [14] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص: 195. (عن مستدرك الوسائل: ج 2، ص: 506)
    [15] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص: 195. (عن غرر الحكم).
    [16] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص: 195.
    [17] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص: 194 .
    [18] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص: 197 .
    [19] تفسير نور الثقلين.
    [20] وسائل الشيعة، ج 12 ، ص 307.
    [21] ميزان الحكمة، ج 3، ص : 198.
    [22] الاخلاق و الاداب الاسلامية، ص : 139.
    [23] الاخلاق و الاداب الاسلامية، ص : 139.
    [24] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص : 198.
    [25] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص : 198.
    [26] ميزان الحكمة، ج 3 ، ص : 197.
    [27] الأخلاق و الآداب الاسلامية، ص: 139.
    [28] ميزان الحكمة ج3 ص: 197.
    [29] الأخلاق و الآداب الاسلامية، ص 694.
    [30] الأخلاق و الآداب الاسلامية، ص 694.
    [31] سورة يوسف / الآية 53.
    [32] الاخلاق و الآداب الاسلامية، ص:‌ 617. (عن البحار، ج 72).
    [33] وسائل الشيعة، ج 19، ص 81.
    [34] وسائل الشيعة، ج 27، ص 379.
    [35] وسائل الشيعة، ج 19، ص 76.
    [36] وسائل الشيعة، ج 28، ص 242.
    [37] الأخلاق الاسلامية، ص :‌138. (عن البحار، ج 75)
    [38] نفس المصدر السابق.
    [39] ميزان الحكمة, ص 3 ج 197.
    [40] أخلاق أهل البيت، ص : 65.
    [41] الأخلاق و الآداب الاسلامية، ص: 673.
    [42] عبر من التأريخ، ج 1 ، ص : 262. (باقر المحسني)
    [43] عبر من التأريخ، ج 1 ، ص : 4 . (باقِر المحسني)
    [44] الأخلاق و الآداب الاسلامية، ص :‌140 .
  • ج‘ـنٌوٌنْ !
    • Jul 2012
    • 9373

    #2




    . . . . عوٌفيت وٌسَلمت عزيْزيْ ..{:65:’


    -

    تعليق

    • خادمة فضه

      • Nov 2008
      • 5466

      #3


      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46763

        #4
        جزاك الله خير الجزاء

        تعليق

        • الـدمـع حـبـر العـيـون
          • Apr 2011
          • 21803

          #5

          سلمت الايادي الطيبة اخي
          في الابداع والتواصل المستمر
          في نشر الجديد والمفيد

          تعليق

          • أبو مرتضى عليّ
            • Nov 2008
            • 508

            #6


            أشكر لكم هذا العطاء والتميّز ..
            أبو مرتضى عليّ

            تعليق

            • ** خـادم العبـاس **
              • Mar 2009
              • 17496

              #7

              تعليق

              يعمل...
              X