قصة الحكيم وابنه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آية بسمله
    • Sep 2012
    • 1054

    قصة الحكيم وابنه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي بعيد عن صخب المدينة وهمومها
    سلك الاثنان واديا عميقا تحيط به جبال شاهقة
    وأثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته
    سقط على ركبته صرخ الطفل على إثرها بصوت مرتفع تعبيرا عن ألمه : آه
    فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل : آه
    نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلا مصدر الصوت : ومن أنت ؟
    فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟
    انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكدا .
    : بل أنا أسألك من أنت ؟
    ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة
    : بل أنا أسألك من أنت ؟

    فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب ...
    فصاح غاضبا "أنت جبان"
    فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..
    وبنفس القوة يجيء الرد "أنت جبان"

    أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلا جديدا في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس .

    تعامل الأب كعادته بحكمة مع الحدث .
    وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي : " إني أحترمك "
    كان الجواب من جنس العمل أيضا .
    فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " .
    عجب الشاب من تغير لهجة المجيب .

    ولكن الأب أكمل المساجلة قائلا : " كم أنت رائع "
    فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "

    ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيرا من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .

    علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة " أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى )

    لكنها في الواقع هي الحياة بعينها
    إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها
    ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها
    الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك
    إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك
    وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك
    إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك
    وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك
    إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك
    وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولا
    لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .
  • نبض قلبي حسين
    • Feb 2012
    • 1593

    #2

    تعليق

    يعمل...
    X