تزكية النفس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مرام علي
    • Oct 2012
    • 1736

    تزكية النفس

    س1/ نظراً إلى ضرورة الحديث عن النفس وتزكيتها في عالم غلبت عليه الحياة المادية بكل ألوانها وصورها.. بداية هل يمكن أن تعرف لنا معنى التزكية وموقعها في الكتاب والسنة؟..
    البحث عن التزكية وعن تهذيب النفس كان شغل العلماء طوال التأريخ من علماء الإمامية وغيرهم ، والسيد الإمام في كتابه: (الأربعون حديثاً) سار على سنة أسلافه من العلماء ، من أجل بيان نظراته فيما يخص تربية النفس وتزكيتها ، واختار في كتابه هذا أربعين حديثاً من روائع الأحاديث ، فمن يريد أن يصل إلى شيء في هذا المجال من المناسب جداً أن يراجع هذا الكتاب النفيس..
    وأول حديث في هذا الكتاب والذي هو أيضاً أول حديث في كتاب وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي هو حديث جهاد النفس الجهاد الأكبر الذي عبر عنه النبي الأكرم (ص)..
    أولاً لفت نظري من خلال مراجعتي لكتاب وسائل الشيعة أن الحر العاملي - وهو طبعاً ألف كتاب فقهياً روائيا باسم وسائل الشيعة - عندما وصل إلى باب جهاد النفس صدر بابه بهذا التعبير: (باب وجوبه) أي وجوب مجاهدة النفس ، والمعروف في الأوساط العلمية أن الحر العاملي صاحب الكتاب قد يضمن فتاواه من خلال عناوين الأبواب ، ومع أن هذه الروايات ليس فيها ما يشعر بالوجوب الصريح ولكن صاحب الوسائل -رحمه الله- صدر كتابه بكلمة باب وجوبه ، مما يدل على أن القضية في مستوى عالٍ من الأهمية..
    السيد الإمام في كتابه والشيخ الحر العاملي في وسائله صدرا بحثهما بهذا الرواية عن النبي الأكرم (ص) : أن النبي (ص) بعث سرية فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر ، فقيل: يا رسول الله ما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس.
    حقيقة هذا الحديث على رغم أنه سطران ولكن فيه معان شامخة جداً :
    أولاً: النبي (ص) ما بعث هذه السرية لأجل السياحة أو للقيام بأمر استحبابي ، وإنما بعثهم للقيام بأمر واجب وهو دفع الأذى عن المسلمين أو مهاجمة الكفار ، فلما قال النبي (ص) عن جهاد الأعداء بأنه هو الجهاد الأصغر ، ومعلوم ضمناً بأنه واجب هذا الجهاد ، فمعنى ذلك أن هذا الوجوب موجود بشكل آكد وأشد في جهاد النفس ، والنبي سماه بالجهاد الأكبر..
    ثانياً: أن النبي (ص) أوجب على المسلمين أن يذهبوا للجهاد في هذه السرية ، رغم أن هذه السرية فيها الكثير من المخاطر ومنها الموت ، فإذا كان الموت من أجل أداء الجهاد الأصغر أمراً سائغاً ، فكيف بالجهاد الأكبر؟!.. فإنه لا شك أنه يحتاج أن يجهز الإنسان نفسه في هذا الطريق ليقضي نحبه ، طبعاً بالمعنى الباطني أي بمعنى مجاهدة النفس ، وقتل جهات الشر في نفسه ، من أجل أن يصل إلى مرحلة الكمال..
    ثالثاً: من الملاحظ أن النبي الأكرم (ص) قارن بين الجهاد الأكبر للنفس بالجهاد الأصغر في الميدان ، ومعنى ذلك أن هنالك حربا بين عدو خارجي كقريش يحارب المسلمين في بقعة جغرافية كبدر ، وبنفس المستوى هنالك حرب بين جبهة أعرض وأقوى من جبهة قريش ألا وهو الشيطان وأعوان الشيطان.. فجنود الجهل وجنود الشيطان في ناحية وهذا الإنسان الوحيد في ناحية أخرى ، ففي الجهاد الأصغر هنالك جيش يقاتل من المسلمين ، وهنا الإنسان وحده في قبالة عدو أقوى منه.. قريش ممكن رؤيته فيسهل قتاله ، ولكن الشيطان لا يمكن ان يرى.. فحقيقة الامر انها معركة مخيفة ومرعبة!..
    ثم يقول السيد الإمام (قده) في كتابه: هنالك سبعة أقاليم تدور فيها المعركة ، فمن المعلوم أن المعارك لها ساحات قتال ، وساحة قتال الجهاد الأكبر عبارة عن: الأذن ، والعين ، واللسان ، والبطن ، والفرج ، واليد ، والرجل.. أي أن كل هذه الأعضاء ساحات للقتال مع الشياطين وجنود الشياطين..
    فهذا تصوير عام للمعركة ، والفوز في هذه المعركة يعني الخروج بالتزكية ، إذ أن التزكية في هذه المعركة تساوي القضاء على العدو في المعركة الأخرى..
    وله تتمه
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    جزاكِ الله كل خير اختي الفاضله
    بارك الله بكِ

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • ** خـادم العبـاس **
        • Mar 2009
        • 17496

        #4

        تعليق

        يعمل...
        X