تزكية النفس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مرام علي
    • Oct 2012
    • 1736

    تزكية النفس

    س4/ ظهر في هذا العصر الكثير ممن يدعي العرفان والوصول إلى الله تعالى والناس مبتلون كثيراً بهذا الأمر ، فكيف يمكن التمييز بين العارف الصادق عن غيره ممن يدعي العرفان ؟..
    إن هذه مصيبة المصائب وهو حديث ذو شجون!..
    فالمشكلة أن العلوم التخصصية الأكاديمية كالطب والهندسة والفقه والأصول -كما نعلم- تحتاج إلى سنوات من التخصص ، والإنسان الذي هو أجنبي عن المادة يتبين من خلال كلامه أنه لا يفقه شيئاً في هذا العلم ، بينما في القضايا الأخلاقية باعتبار أن القضية قضية سلوكية والمعلومات فيها واضحة ، فالأمر لا يحتاج إلى مستوى أكاديمي متميز ، فنفس سهولة المادة تجعل البعض من الأدعياء من النساء والرجال يتصدون لهذا الأمر ، وخاصة بأن القضية فيها بعض المزايا من جمع المريدين وجمع الأموال وأمور أخرى أيضاً لا يحسن ذكرها ، وبالتالي كثر المدعون طوال التاريخ وليس فقط في هذا العصر..
    ومع الأسف في هذا العصر باعتبار أن الناس - وخاصة في البلدان المترفة - وصلت إلى نهاية الترف ، حيث كل صور المتاع متاحة ، ومن هنا فالإنسان يرى نفسه أنه لازال ضائعا ولم يصل إلى بر الأمان ، وأنه يعيش حياة سرابية ، إذ جعل البيت مثلا هي الغاية فلما وصل إليها لم يجده شيئاً فوجد الله عنده فوفاه حسابه ، ولهذا إذا فتحت لهم كوة أو مجال لعالم الغيب وعالم الترقي الأخلاقي فإنهم يندفعون بسرعة ، فيأتي إنسان متطفل أو قاطع طريق ويسرق هؤلاء ويأخذهم إلى جهته..
    وأما كيف نميز بين الصادق والمدعي ، فهنالك عدة علامات فاضحة لمثل هؤلاء منها:
    أولاً: كثرة الدعاوى العريضة والمبالغة فيها..
    فالذي يريد أن يأخذ بيد الآخرين ويؤثر فيهم ، فلا ينبغي أن يعتمد على أساليب ملتوية وغير متعارفة ، بل عليه أن يبث علومه في الناس ويدعوهم إلى الله عزوجل ولا يكن همه المريدين ، وقد ورد هذا المضمون الجميل في روايات أهل البيت (ع): (إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأّسون ، فوالله ما خفقت النّعال خلف رجل إلا هلك وأهلك)..أي أن الذي يريد أن يسمع أصوات من يطأ خلفه من الرجال وغيرهم ، فهذا علامة على أنه إنسان لا حقيقة له ، ولا يرجى منه نفع لدنيا فضلاً عن الآخرة .
    والملاحظ - هذه الأيام وأنا أقول عن علم وشهادة حسية لا ظنية - هو الاتصال بالغيب عبر المنامات وعبر المكاشفات ، ونقل أوامر شرعية ، والادعاء بأخذ الكلام مباشرة من المعصوم الفلاني.. والقضية جداً خطيرة ، وحقيقة تصديق هؤلاء والسعي خلفهم والترويج لهم ومساعدتهم إعانة على هدم الدين..
    ثانياً: الابتعاد عن خط الكتاب والسنة..
    فالبعض قد يأتي بأمور مجانبة للشريعة.. ومن المعلوم أن الكتاب ما ترك شيئاً من الكليات ، وسنة أهل البيت (ع) ما تركت شيئاً في التفريعات ، فلماذا الاعتماد على أقوال لا أساس لها ممن هم لا يركن إليهم؟!..
    ثالثاً: الخواء العلمي..فالذي كتب في الأخلاق أمثال النراقي والحر العاملي والفيض الكاشاني والسيد الإمام والشهيد مطهري رضوان الله عليهم ، هؤلاء كانوا علماء ولم يكتبوا في العرفان والأخلاق من فراغ ، فقد درسوا الفقه والأصول والرجال والحديث.. أما أن يأتي إنسان من عامة الناس -كما هو الملاحظ هذه الأيام- ليس له من العلم شيئاً ، ولا يفقه أوليات الشريعة في الفقه ، ويريد أن يكون قدوة للعارفين كما يقولون.. فهذا أمر غير مقبول أبداً!..
    وله تتمه
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    جزاكِ الله كل خير اختي الفاضله
    بارك الله بكِ

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • ** خـادم العبـاس **
        • Mar 2009
        • 17496

        #4

        تعليق

        يعمل...
        X