محرم مدرسة التطهير والتزكية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الظهور
    • Sep 2012
    • 456

    محرم مدرسة التطهير والتزكية

    إن قضية عاشوراء تفرض نفسها على الإنسان، ولا ريب أن كثيراً من الناس يدخلون في هذا الشهر الحرام مثقلين بالذنوب والأمراض القلبية والخلافات الاجتماعية ثم يخرجون منه وقد طهرت قلوبهم، وزكت نفوسهم، وغفرت ذنوبهم، وأصبحوا أكثر حباً لاخوتهم، وأقدر على التعاون والعمل، وأبعد ما يكونون عن الكسل، والمحروم من محرم من لم يستفد من هذه المناسبة الفضيلة، والمحروم هو الذي لا يخشع قلبه لذكرى الحسين عليه السلام فيجلس ويستمع ولكن جدران قلبه من حديد، فيجعل بينه وبين الظاهرة التاريخية جداراً ضخماً، وحصناً قوياً.
    وهكذا فقد أبكى الحسين عليه السلام أعداءه بمأساته، فإن كنت لا تبكي، ولا تستفيد من هذه المأساة عبرة وخشوعاً في القلب ومعالجة لقسوته فلابد أن تنعى الإنسانية في نفسك، وإلى هذا يشير تعالى في قوله: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكْرِ اللَّهِ )(الزمر/22)، ذلك لأن قسوة القلب هي أشد أنواع الشقاء عند الإنسان، فعندما يكون قلب الإنسان قاسياً موغلاً في القسوة فإنه سوف لا يتأثر بأي شيء يزيل هذه القسوة.
    ومن هنا فإن هناك بعض الإرشادات التي لو اتبعت فإن حكمة هذه الذكرى العظيمة سوف لن تكون بعيدة عنا إن شاء الله تعالى.
    كيف نعيش ذكرى الحسين عليه السلام دوماً؟

    1- حاول أن تعيش المأساة في شهر محرم الحرام بكل أبعادها وكأنك تعيشها.

    2- عليك أن توحي لنفسك باستمرار أن الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته كانوا بشراً مثلنا ولكنهم رغم ذلك ارتفعوا إلى هذا المستوى من الشجاعة والتضحية والفداء، فلقد استشهد جميع أعزة الحسين عليه السلام أمام ناظريه إلا أنه كان كما يقول الراوي: فوالله ما رأيت مفجوعاً قط كالحسين كلما أصيب بمصيبة ازداد عزماً وقوة. وهذه هي الشجاعة الحقيقية التي هي أن تقتحم الموت خطوة فخطوة بكل إيمان وعزم دون أن تتردد لحظة واحدة.
    وقد كان الإمام الحسين عليه السلام إلى آخر لحظة من لحظات حياته شديدة العزم حتى وهو واقع على تراب كربلاء يعالج الموت في اللحظات الأخيرة. فلنتعلم الشجاعة منه عليه السلام ، فمن العار علينا أن لا نكون شجعان ونحن ندّعي السير على دربه، وانتهاج نهجه، فلنسأل أنفسنا: لماذا كان الحسين عليه السلام شجاعاً، بل لماذا كان القاسم بن الحسن بتلك الدرجة الرفيعة من البطولة دفعته إلى أن يقول للإمام الحسين عليه السلام حينما سأله: يا بني كيف الموت عندك؟ قال: يا عم، أحلى من العسل.
    وهكذا الحال بالنسبة إلى الآخرين من أهل البيت، فما الذي جعل علياً الأكبر شجاعاً، وما الذي جعل العباس وفياً، وما الذي دفع زينب إلى أن تكون صبورة؟
    فلنسأل أنفسنا: كيف نسير في دربهم حتى نصل إلى هذه النتيجة، كيف نربي هذه الشجاعة والإيمان والوفاء في أنفسنا؟ كيف نتصل بنور الله سبحانه وتعالى، حتى نصبح مثل الحسين وأصحابه وأهل بيته؟

    3- علينا أن نتعرف على فلسفة الحسين عليه السلام ، أي الفكر الذي يلخّص كل هذه المأساة. إن فلسفته عليه السلام تتمثل في أنه تنازل عن ذاته من أجل هدفه حتى أصبح المثال الأكمل في هذا المجال، ونحن أيضاً يجب أن لا نفكر في أنفسنا، فهناك الكثير من الناس يجعلون أنفسهم جزء من قضيتهم، فيسيرون بذلك على معادلة خاطئة ويتشدقون واهمين أنهم هم الذي يطبقون الحكومة الإسلامية، وأنهم هم الذي يجسدون تطلعات الأمة، وبذلك يتحول هدفهم من هدف مجرد عن الذات إلى هدف ممزوج بها، فيبتعدون عن تعريض أنفسهم للمشاكل والصعوبات لأنهم -حسب زعمهم- يتصورون أنهم إذا أصابهم قرح فإن الأمة ستفقد الذي يطبق حكم الله في الأرض، وتخسر الذي ينصح الناس ويعظهم، وهكذا تراهم دوماً وأبداً يبعدون أنفسهم عن الجهاد، ويعتبرون المحافظة على أنفسهم أهم من المحافظة على الدين!
    ومن هنا فإن الإمام الحسين عليه السلام هو بطل هذه المعادلة ، فلقد عرف كيف يقول (لا) لنفسه. فعندما عرف عليه السلام أن شهادته هي الطريق إلى تطبيق حكم الله لم يطرح نفسه رغم أنه إمام الأمة بنص رسول الله (ص) : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، فمع أنه عليه السلام كان يعلم أنه الإمام الحقيقي للأمة، ولكنك تراه يندفع إلى التضحية بنفسه، وبما يملك من أجل الدين، ذلك لأن الدين أهم من الإنسان وإن كان هذا الإنسان متمثلاً في الحسين عليه السلام ، فكيف بي وبك؟

    وهكذا فإن المأساة ينبغي أن تفتح الطرق إلى قلبك، أما إذا برّرت الأمور بطريقة ما وقلت أن الإمام الحسين عليه السلام كان إماماً وأنا لست إماماً، وأنه عاش في زمان غير زماني وما شاكل ذلك من التبريرات الواهية، فإنك ستحرم نفسك من دروس وعبر هذه الملحمة التاريخية.

    مستوحات من كتاب الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة للسيد محمد تقي المدرسي
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    #2

    تعليق

    • عاشقة السيدة زينب ع
      • Jul 2010
      • 8202

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطااهرين وعجل فرجهم وألعن أعدااائهم
      موضوع قيم
      سلمت يداااك
      الله يعطيك ألف عاافية
      في ميزاان أعماالك
      جزيت خيراً

      تعليق

      • محب الرسول

        • Dec 2008
        • 28579

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
        السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

        أحسنت كثيرااااا اخي الفاضل
        بارك الله بك وفي رووووعة ماطرحت
        أثابك الباري وجعله في ميزان حسناتك وموفق لكل خـــــير

        تعليق

        • الظهور
          • Sep 2012
          • 456

          #5
          جزيل الشكر على مروركم
          الذي اسعدني كثيرا

          تعليق

          • الـدمـع حـبـر العـيـون
            • Apr 2011
            • 21803

            #6

            بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد والنافع
            كل الشكر والتقدير

            تعليق

            • الظهور
              • Sep 2012
              • 456

              #7
              شكرا لمروركم الجميل على صفحتنا

              تعليق

              • نور الزهراء
                • May 2012
                • 3660

                #8



                جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

                بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ

                آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

                دمْت بـِ طآعَة الله ..}

                تعليق

                يعمل...
                X