{{اللهٌمًُ صٌٍلِ ع محٌُمًُدٍُِ وع آِل محٌُمًَد ٍوعًُجٍُل فرٌجٍ قآٌئم آلٍ محٌمُِد}}
(( ذكرى وفاة السيدة رقية بنت الحسين عليها السلام - ))


{{ رقية يتيمة الحسين (عليهما السلام)}}

السلام عليكِ يا مولاتي يا رقية يوم ولدتِ ويوم استشهدتِ ويوم ترجعين بيوم المحشر لتكشفي للعالم عن مصابكِ الأليم
لعن من آذاكِ وقتلكِ وسلط سياط الظلم عليكِ ومن ظلمكِ وظلم أبيكِ الطاهر (علية السلآم ) وأيتمكِ وأنتِ صغيرة
حتى صرعكِ وأنتِ تحتضني رأس أبيكِ الشريف لأنكِ لم تتحملي أن ترين بحالته فضيعة
وجهه القمري مخسوف ولحيته مخضبة بالدماء
بين تلك الأزقّة المتعرجة، والبيوت المتكأة على بعضها بحنو أزلي والتي تحكي للناظر قصة تاريخ طويل، حيث تحوّل أديم الأرض إلى طبقات من العصور والأزمان والجماجم، نقلت قدميّ بخطى بطيئة،اتامل
تلك التعرجات والخدوش والزخارف الحجرية، فسافرت بين الذاكرة إلى الزمن البعيد، وأشرعت في قاربها الذي يلغي العصور والمسافات، وأخذت تطوف سجلات الزمن وتقلب أوراق التاريخ.
أما الآجر الذي بنيت به تلك البيوت، فما زال يحتفظ في تعرّجاته آثار الماضي العتيق وتنبعث منه رائحة السنين المحروقة، وحكايات طويلة عاشها أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) مع جبابرة العصر الأموي وبطشهم وتسلطهم وسفكهم للدماء ولويهم للحقائق.


رقية يتيمة الحسين (عليهما السلام)
في ذلك المكان العتيق، وفي تلك الزاوية من الزمن المنسي، يرقد بسلام جثمان طاهر لروح مطمئنة، تشكل أحد الرموز الدافقة التي اعتلتها واقعة الطف قبل ما يزيد على ألف وأربعمائة عام، ورغم كل ذلك الكم الهائل من السنين الطويلة تلتهب تلك الرموز كلما اقتربنا من العشرة الأولى لشهر محرم الحرام، حكمةٌ كان الله سبحانه أرادها أن تكون نبراساً خالداً لبني البشر، ذلك هو مرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) إحدى الوقائع المؤلمة التي امتازت بها واقعة الطف الخالدة. ذلك المرقد المقدّس الذي تعجّ ربوعه بالزائرين من كلّ فجّ عميق على طول فصول السنة، قضية محركة لأجيال الحاضر تشدها برموز الماضي، وتبحث في سببية تضحياتهم الكبيرة، في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض.
مرقد عتيق لجثمانٍ طاهر، يمثل رمزاً من رموز الحق في صراعه الأبدي ضد الباطل.
كل ذلك يؤكده الأثر التاريخي لتلك الواقعة التي يضمها الزمن السحيق ويحركها الجيل الحاضر، ويتوارثها الأبناء من الآباء بما لها من مدلولات ورموز عميقة، تجعل الأمّة على درجة من التحمل والتصدي لما يثار من غبار حول الحقائق، يراد به طمس معالمها وإيغالها عنوة في مشروع حيوية الإنسان وإبعاده عن تاريخه ورموزه، وجعله كشجرة بلا جذور في مهب الريح.


رقية يتيمة الحسين (عليهما السلام)
جثمان طاهر، وجسد صغير لمرقد يجثو بسلام في تلك المدينة العتيقة التي تسلّقها الزمن فأوصلها إلى بوابة العالم، وارتقت كتب التاريخ من جامعات الكون، منها العارفون، قصة المواجهة! قصة الصراع العنيف الذي دار بين الحق والباطل، قصة التمييز بينهما والتقييم للخاسر والمنتصر.
{{رقية في كتب الشيعة}}
لقد كان لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) عدة أولاد بنين وبنات، منهم طفلة ذات ثلاث سنين معروفة بـ (رقية) ومدفونة في سوق شارع العمارة في دمشق.
وقد ورد ذكرها في كتب أرباب المقاتل في واقعة كربلاء وناداها الإمام الحسين (عليه السلام) ونطق باسمها في أكثر من موضع وحادثة، وخصوصاً في الساعات الأخيرة من عمره الشريف عندما أراد أن يودّع أهله وعياله نادى بأعلى صوته يا أختاه! يا أم كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا رقية، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليّ جيباً، ولا تخمشن عليّ وجهاً، ولا تقلن عليّ هجراً) (اللهوف في قتلى الطفوف).
رقية يتيمة الحسين (عليهما السلام)
وكذلك جاء في (مقتل أبي ********) الذي هو أقدم مقتل لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، نادى في يوم عاشوراء لكي يودع أهله وعياله يا أم كلثوم، ويا سكينة، ويا رقية، ويا عاتكة، ويا زينب، يا أهل بيتي عليكن مني السلام)).
{{رقية في كتب السنّة}}
ذكر عبد الوهاب بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى عام 973 هج ) مقام السيدة رقية (عليها السلام) في كتابه (المنن: الباب العاشر):هذا البيت بقعة شرّفت بآل النبي (صلى الله عليه وآله) في دمشق وبنت الحسين (عليه السلام) الشهيدة (رقية).
وقد ذكر العلامة الشيخ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي (المتوفى عام 1294 هـ) اسم رقية (عليها السلام) عن لسان أبي عبد الله الحسين (عليه السلام): ثم نادى(( يا أم كلثوم، ويا سكينة، ويا رقية، ويا عاتكة، ويا زينب، يا أهل بيتي عليكنّ مني السلام)).
{{رقية في اللغة}}
إن للاسم تأثيراً عميقاً على نفس الإنسان كما ثبت ذلك في علم النفس، ولذا ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): ((إن من حق الولد على والده ثلاثة: يحسن اسمه، ويعلمه الكتاب، ويزوجه إذا بلغ)). وأما كلمة (رقية) - كما جاء في اللغة - فهي تصغير راقية بمعنى الارتفاع والسمو والتصغير هنا للتحبيب.
وهكذا جميع أسماء ربائب الوحي فهي جميلة ورزينة ترمز وتشير إلى معاني الرفعة والطهر والنقاء والخير والصلاح، وأقل ما نقول للمستهزأ بها إنه لا يعرف العربية.
أما الأسماء الدخيلة والمتعربة و... فلا ترمز عادة إلا للفساد والإفساد جاءت بها أيادي مجهولة وأخذها بعض البسطاء والسذّج بدون وعي ومعرفة وبعضهم أخذها تشبها أو حقداً.
{{الولادة والشهادة}}
الذي يبدو من مجمل التواريخ أن السيدة رقية (عليها السلام) ولدت ما بين عام (57 هـ و58 هـ) ووفاتها في (5 صفر 61 هـ) (ستاره درخشان شام: للشيخ علي الرباني الخلخالي: ص 219).
{{قصة الشهادة}}
قصة شهادة يتيمة الحسين (عليه السلام) رقية في الخربة بدمشق تؤلم كل ذي قلب حنون، وكل من يحمل المعاني السامية الإنسانية، ويستطيع الزائر لمقامها المبارك أن يحسّ بمظلومية هذه اليتيمة وما جرى عليها وعلى أهل بيتها (عليهم السلام) بمجرّد أن يدخل مقامها الشريف خاشعاً متواضعاً، فسرعان ما ينكسر قلبه ويجري دمعه على خدّيه، إنها المظلومة التي تحرّك الضمائر الحية وتهزّ الوجدان من الأعماق وتجعل الإنسان ينحاز إليهم ويلعن ظالميهم وغاصبي حقوقهم.
أما كيفية شهادتها فتقول كتب التاريخ: أن السيدة رقية (عليها السلام) في ليلة قامت فزعة من منامها وقالت: أين أبي الحسين (عليه السلام)؟ فإني رأيته الساعة في المنام مضطربا شديدا، فلما سمعن النساء بكين وبكى معهن سائر الأطفال، وارتفع العويل، فانتبه يزيد (لعنه الله) من نومه وقال: ما الخبر؟ ففحصوا عن الواقعة وقصّوها عليه، فأمر أن يذهبوا برأس أبيها إليها، فأتوا بالرأس الشريف وجعلوه في حجرها، فقالت: ما هذا؟ قالوا: رأس أبيك، ففزعت الصبية وصاحت فمرضت وتوفيت في أيامها بالشام.
وفي بعض الأخبار: فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطى بمنديل ديبقي فوضع بين يديها وكشف الغطاء عنه فقالت: ما هذا الرأس؟ قالوا: إنه رأس أبيك، فرفعته من الطّشت حاضنة له وهي تقول: يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه من الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني؟ يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟
ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها، فلما حركوها فإذا هي قد فارقت روحها الدنيا، فلما رأى أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى عليها أعلوا بالبكاء واستجدوا العزاء وكل من حضر من أهل دمشق، فلم ير ذلك اليوم إلا باك وباكية.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

نسآالكم خالص الدعآء ..~
(( ذكرى وفاة السيدة رقية بنت الحسين عليها السلام - ))


{{ رقية يتيمة الحسين (عليهما السلام)}}

السلام عليكِ يا مولاتي يا رقية يوم ولدتِ ويوم استشهدتِ ويوم ترجعين بيوم المحشر لتكشفي للعالم عن مصابكِ الأليم
لعن من آذاكِ وقتلكِ وسلط سياط الظلم عليكِ ومن ظلمكِ وظلم أبيكِ الطاهر (علية السلآم ) وأيتمكِ وأنتِ صغيرة
حتى صرعكِ وأنتِ تحتضني رأس أبيكِ الشريف لأنكِ لم تتحملي أن ترين بحالته فضيعة
وجهه القمري مخسوف ولحيته مخضبة بالدماء
بين تلك الأزقّة المتعرجة، والبيوت المتكأة على بعضها بحنو أزلي والتي تحكي للناظر قصة تاريخ طويل، حيث تحوّل أديم الأرض إلى طبقات من العصور والأزمان والجماجم، نقلت قدميّ بخطى بطيئة،اتامل
تلك التعرجات والخدوش والزخارف الحجرية، فسافرت بين الذاكرة إلى الزمن البعيد، وأشرعت في قاربها الذي يلغي العصور والمسافات، وأخذت تطوف سجلات الزمن وتقلب أوراق التاريخ.
أما الآجر الذي بنيت به تلك البيوت، فما زال يحتفظ في تعرّجاته آثار الماضي العتيق وتنبعث منه رائحة السنين المحروقة، وحكايات طويلة عاشها أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) مع جبابرة العصر الأموي وبطشهم وتسلطهم وسفكهم للدماء ولويهم للحقائق.


رقية يتيمة الحسين (عليهما السلام)
في ذلك المكان العتيق، وفي تلك الزاوية من الزمن المنسي، يرقد بسلام جثمان طاهر لروح مطمئنة، تشكل أحد الرموز الدافقة التي اعتلتها واقعة الطف قبل ما يزيد على ألف وأربعمائة عام، ورغم كل ذلك الكم الهائل من السنين الطويلة تلتهب تلك الرموز كلما اقتربنا من العشرة الأولى لشهر محرم الحرام، حكمةٌ كان الله سبحانه أرادها أن تكون نبراساً خالداً لبني البشر، ذلك هو مرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) إحدى الوقائع المؤلمة التي امتازت بها واقعة الطف الخالدة. ذلك المرقد المقدّس الذي تعجّ ربوعه بالزائرين من كلّ فجّ عميق على طول فصول السنة، قضية محركة لأجيال الحاضر تشدها برموز الماضي، وتبحث في سببية تضحياتهم الكبيرة، في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض.
مرقد عتيق لجثمانٍ طاهر، يمثل رمزاً من رموز الحق في صراعه الأبدي ضد الباطل.
كل ذلك يؤكده الأثر التاريخي لتلك الواقعة التي يضمها الزمن السحيق ويحركها الجيل الحاضر، ويتوارثها الأبناء من الآباء بما لها من مدلولات ورموز عميقة، تجعل الأمّة على درجة من التحمل والتصدي لما يثار من غبار حول الحقائق، يراد به طمس معالمها وإيغالها عنوة في مشروع حيوية الإنسان وإبعاده عن تاريخه ورموزه، وجعله كشجرة بلا جذور في مهب الريح.


رقية يتيمة الحسين (عليهما السلام)
جثمان طاهر، وجسد صغير لمرقد يجثو بسلام في تلك المدينة العتيقة التي تسلّقها الزمن فأوصلها إلى بوابة العالم، وارتقت كتب التاريخ من جامعات الكون، منها العارفون، قصة المواجهة! قصة الصراع العنيف الذي دار بين الحق والباطل، قصة التمييز بينهما والتقييم للخاسر والمنتصر.
{{رقية في كتب الشيعة}}
لقد كان لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) عدة أولاد بنين وبنات، منهم طفلة ذات ثلاث سنين معروفة بـ (رقية) ومدفونة في سوق شارع العمارة في دمشق.
وقد ورد ذكرها في كتب أرباب المقاتل في واقعة كربلاء وناداها الإمام الحسين (عليه السلام) ونطق باسمها في أكثر من موضع وحادثة، وخصوصاً في الساعات الأخيرة من عمره الشريف عندما أراد أن يودّع أهله وعياله نادى بأعلى صوته يا أختاه! يا أم كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا رقية، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليّ جيباً، ولا تخمشن عليّ وجهاً، ولا تقلن عليّ هجراً) (اللهوف في قتلى الطفوف).
رقية يتيمة الحسين (عليهما السلام)
وكذلك جاء في (مقتل أبي ********) الذي هو أقدم مقتل لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، نادى في يوم عاشوراء لكي يودع أهله وعياله يا أم كلثوم، ويا سكينة، ويا رقية، ويا عاتكة، ويا زينب، يا أهل بيتي عليكن مني السلام)).
{{رقية في كتب السنّة}}
ذكر عبد الوهاب بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى عام 973 هج ) مقام السيدة رقية (عليها السلام) في كتابه (المنن: الباب العاشر):هذا البيت بقعة شرّفت بآل النبي (صلى الله عليه وآله) في دمشق وبنت الحسين (عليه السلام) الشهيدة (رقية).
وقد ذكر العلامة الشيخ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي (المتوفى عام 1294 هـ) اسم رقية (عليها السلام) عن لسان أبي عبد الله الحسين (عليه السلام): ثم نادى(( يا أم كلثوم، ويا سكينة، ويا رقية، ويا عاتكة، ويا زينب، يا أهل بيتي عليكنّ مني السلام)).
{{رقية في اللغة}}
إن للاسم تأثيراً عميقاً على نفس الإنسان كما ثبت ذلك في علم النفس، ولذا ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): ((إن من حق الولد على والده ثلاثة: يحسن اسمه، ويعلمه الكتاب، ويزوجه إذا بلغ)). وأما كلمة (رقية) - كما جاء في اللغة - فهي تصغير راقية بمعنى الارتفاع والسمو والتصغير هنا للتحبيب.
وهكذا جميع أسماء ربائب الوحي فهي جميلة ورزينة ترمز وتشير إلى معاني الرفعة والطهر والنقاء والخير والصلاح، وأقل ما نقول للمستهزأ بها إنه لا يعرف العربية.
أما الأسماء الدخيلة والمتعربة و... فلا ترمز عادة إلا للفساد والإفساد جاءت بها أيادي مجهولة وأخذها بعض البسطاء والسذّج بدون وعي ومعرفة وبعضهم أخذها تشبها أو حقداً.
{{الولادة والشهادة}}
الذي يبدو من مجمل التواريخ أن السيدة رقية (عليها السلام) ولدت ما بين عام (57 هـ و58 هـ) ووفاتها في (5 صفر 61 هـ) (ستاره درخشان شام: للشيخ علي الرباني الخلخالي: ص 219).
{{قصة الشهادة}}
قصة شهادة يتيمة الحسين (عليه السلام) رقية في الخربة بدمشق تؤلم كل ذي قلب حنون، وكل من يحمل المعاني السامية الإنسانية، ويستطيع الزائر لمقامها المبارك أن يحسّ بمظلومية هذه اليتيمة وما جرى عليها وعلى أهل بيتها (عليهم السلام) بمجرّد أن يدخل مقامها الشريف خاشعاً متواضعاً، فسرعان ما ينكسر قلبه ويجري دمعه على خدّيه، إنها المظلومة التي تحرّك الضمائر الحية وتهزّ الوجدان من الأعماق وتجعل الإنسان ينحاز إليهم ويلعن ظالميهم وغاصبي حقوقهم.
أما كيفية شهادتها فتقول كتب التاريخ: أن السيدة رقية (عليها السلام) في ليلة قامت فزعة من منامها وقالت: أين أبي الحسين (عليه السلام)؟ فإني رأيته الساعة في المنام مضطربا شديدا، فلما سمعن النساء بكين وبكى معهن سائر الأطفال، وارتفع العويل، فانتبه يزيد (لعنه الله) من نومه وقال: ما الخبر؟ ففحصوا عن الواقعة وقصّوها عليه، فأمر أن يذهبوا برأس أبيها إليها، فأتوا بالرأس الشريف وجعلوه في حجرها، فقالت: ما هذا؟ قالوا: رأس أبيك، ففزعت الصبية وصاحت فمرضت وتوفيت في أيامها بالشام.
وفي بعض الأخبار: فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطى بمنديل ديبقي فوضع بين يديها وكشف الغطاء عنه فقالت: ما هذا الرأس؟ قالوا: إنه رأس أبيك، فرفعته من الطّشت حاضنة له وهي تقول: يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه من الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني؟ يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟
ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها، فلما حركوها فإذا هي قد فارقت روحها الدنيا، فلما رأى أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى عليها أعلوا بالبكاء واستجدوا العزاء وكل من حضر من أهل دمشق، فلم ير ذلك اليوم إلا باك وباكية.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

نسآالكم خالص الدعآء ..~
تعليق