
~*¤§()§¤*~ عظم الله لكم الأجر ~*¤§()§¤*~
بقلب مشتت ونفس حزينة أتقدم بخالص التعازيإلى الإمام القائم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
وإلى جميع الأمة الإسلامية في وفاة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
سائلين المولى عز وجل أن يعجل لوليه الفرج ويجعلنا ممن يأخذ معه بثار جدته الزهراء(ع)
وعظم الله أجورنا وأجوركم
السلام على البتول الشهيدة السلام عليك يا فاطمة الزهراء(ع)
خصوصية خلق الزهراء (عليها السلام)
ان خلق الزهراء (عليها السلام) كخلقة سائر الائمة (عليهم السلام) أجمعين بلطف من الله سبحانه وتعالى، حيث ميزهم في خلقهم عن سائرالناس، بما انه يعلم انهم يعبدون الله ويخلصون الطاعة له، وخصص في خلقتهم خصيصة يمتازون بها عن سائرالخلق، كما يشهد بذلك خلقة عيسى (عليه السلام)، حيث تكلم وهو في المهد: (قَال إِنّي عَبدُاللهِ ءاتانيَ الكِتابَ وَجَعلَني نَبِيّاً)(1).
وكانت تنزل عليها الملائكة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله)، ويشهد بذلك الروايات المتعددة، منها: صحيحة أبي عبيدة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: (ان فاطمة (عليها السلام) مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرائيل (عليه السلام) فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيِّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك).
وكذا غيرها من الروايات الواردة في المقام.
وحديث الملائكة مع الزهراء (عليها السلام) فقد ذكر القرآن ان الملائكة حدّثت مريم ابنة عمران (وَإِذ قالَتِ الملائكَةُ يا مَريمُ إِنَّ اللهَ اصطَفاكِ وَطَهَّرك).
[وهذا يدفع للغرابة في حديث الملائكة مع الزهراء (عليها السلام)، كما ذكر الكافي ان ملكاً من الملائكة كان ينزل على الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها ويسليها ويحدثها بما يكون من الاُمور وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك وهو ما اُسمي بمصحف فاطمة (عليها السلام)] ومن المعلوم أفضلية الزهراء على مريم ابنة عمران، كما ورد في النصوص المعتبرة من ان مريم سيدة نساء عالمها وان فاطمة سيدة نساء العالمين.
مقام الزهراء (عليها السلام)
ويقف فضيلة الشيخ عند حديث الامام العسكري (عليه السلام) عن الزهراء (عليها السلام) والذي قال فيه (هي حجة علينا) يبين الشيخ معنى الحجة معنى الحجة قائلاً:
(كان عند الأئمة مصحف فاطمة (سلام الله عليها) وهو حجة على الائمة في بعض اُمورهم، لأن فيه علم ما كان وما يكون، كما في الرواية الواردة عن الامام الصادق (عليه السلام): (وعندنا مصحف فاطمة...)، وأما كمالات النبي (صلى الله عليه وآله) وأميرالمؤمنين (عليه السلام) والزهراء (سلام الله عليها) كلٌ في رتبة مقام نفسه تامة، إلا أن رتبة أحدهم بالاضافة الى الآخر مختلفة، فرتبة النبوة متقدمة على رتبة الوصاية، ورتبة الوصاية متقدمة على رتبة الكفاءة المذكورة في الحديث الوارد في حقها. فكما لا يعني قوله تعالى في آية المباهلة: (وَأنفُسَنا وأنفُسَكم)(8) ثبوت النبوة لأمير المؤمنين (عليه السلام) كذلك لا يعني الحديث المذكور في حق الزهراء (عليها السلام) وأنها كفء لعلي (عليه السلام) وأن علياً (عليه السلام) كفء لها (عليها السلام) لا يدل على أن لها (عليها السلام) رتبة الوصاية، وكذا ما ورد في حقها من قول النبي (صلى الله عليه وآله) بحق الزهراء (سلام الله عليها) وأنها روحه التي بين جنبيه لا يدل على أن لها (سلام الله عليها) رتبة النبوة.
وأما الامتحان المذكور في زيارة الزهراء (عليها السلام) فالمراد به علم الله بما يجري عليها وصبرها على جميع الابتلاءات السابقة على وجودها المادي الخارجي مما أوجب إعطاءها المقام الخاص بها كما هو جار في سائر الائمة (عليهم السلام)، ويدل على ذلك جملة من الأدلة، منها ما ورد في حقهم في دعاء الندبة المعروف المشهور).
والزهراء (عليها السلام) ليلة القدر فمن عرفها (عليها السلام) أدرك ليلة القدر، لأنه لما كانت السيدة الزهراء (عليها السلام) جامعة لعلوم القرآن وكانت ليلة القدر ظرفاً لنزول القرآن صح القول بأن الزهراء (عليها السلام) هي ليلة القدر.
ولقد حلّّّ الرزء بها
هذه الزهراء (عليها السلام) وهذه لمحة من مكانتها عند الله بل ورد الخبر في الاثر عن الباري جل وعلا انه قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا احمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)(11)، ومع اطباق الجميع على هذا الأمر إلا أنه تظافر الظلم عليها بمجرد رحيل والدها وما أقسى الظلم الواقع عليها وهي عزيزة الله وعزيزة والدها!
قصة مظلومية الزهراء (عليها السلام)
يرى فضيلة الشيخ (دام ظله) انه ينبغي لكل مؤمن أن يعرف قصة مظلومية الزهراء (عليها السلام) بالتفصيل.
وإذ ذلك نستعرض ظلاماتها بنحو الاجمال وعلى القارئ أن يراجع الكتب المفصَّلة في الموضوع.
غصب فدك:
ونهبوا منها (عليها السلام) فدك التي ورثتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وردّوا شهادة الصحابة العدول بحجة ان الأنبياء لاتورث، وهذا ما أثبته أصحاب الجبت والطاغوت الهجوم على دار الزهراء (عليها السلام):
وما كفاهم ذلك بل جمعوا شرّ خلق الله وجاؤوا الى دار الزهراء (عليها السلام) واقتحموا الدار، إذ كسر الثاني بابها الذي كان يستأذن الرسول (صلى الله عليه وآله) في الدخول منه.

حرق بيت فاطمة:
تنقل مصادر الفريقين ان القوم بعد رحيل الرسول (صلى الله عليه وآله) هجموا على بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأضرموا فيه النار، وروى خبر الهجوم وحرق الدار جملة من ائمة المخالفين
ضرب الزهراء (عليها السلام):
ولم يكتفِ الثاني بالهجوم على الدار واحراقها بل رفع السيف من غمده ووجأ به جنبها، ولما صرخت (سلام الله عليها) رفع السوط فضرب به ذراعها،حتى صاحت (عليها السلام): (يا أبتاه)
كسر ضلعها:
ولما ضربها (لعنه الله) ألجأها الى عضادة بيتها، فدفعها (عليها السلام)، فكسر ضلعها من جنبها،
انبات المسمار:
ولما ضربها اللعين وكسر ضلعها دفع الباب دفعة فعصرها (عليها السلام) ما بين الحائط والباب حتى كادت روحها أن تخرج من شدّة العصر فنبت فيها مسمار من الباب، ونبع الدم من صدرها ومن ثدييها .
إسقاط جنينها المحسن (عليه السلام):
وإثر كسر الضلع وانبات المسماروعصرها بين الباب والحائط أسقطت (عليها السلام) جنينها من

(8) بيت الأحزان:
وإثر كل ذلك الظلم الذي حلّ عليها ظلت محزونة مكروبة باكية حتى سمع أهل المدينة بكاءها فصنع لها الامام علي (عليه السلام) بيتاً كانت تلجأ له لتعيش وجعها بما جرى عليها، عُرف ببيت الأحزان.
بكاء الزهراء (عليها السلام)
ويرى فضيلة الشيخ أن المراد من بكاء الزهراء (عليها السلام) ليلاً ونهاراً ليس استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر.
وأن بكاءها (عليها السلام) لا ينافي التسليم لقضاءالله وقدره والصبر عند المصيبة ما دام إظهاراً للرحمة والشفقة، فقد بكى النبي يعقوب (عليه السلام) على فراق ولده يوسف حتى ابيضّت عيناه من الحزن، كما ذكر في القرآن مع كونه نبياً معصوماً.
فقد كان بكاء الزهراء (عليها السلام) أمراً وجدانياً لفراق أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله) واظهاراً لمظلوميتها ومظلومية بعلها (عليها السلام) وتنبيهاً على غصب حق أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخلافة وحزناً على المسلمين من انقلاب جملة منهم على أعقابهم، كما ذكرته الآية المباركة: (أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم)، بحيث ذهبت أتعاب الرسول (صلى الله عليه وآله) في تربية بعض المسلمين سدى
استشهاد الزهراء (عليها السلام)
وظلّت على هذا الحال حتى ابتدأ بها الوجع فتمرّضت (عليها السلام) فبعث الله (عزّ وجلّ) إليها مريم ابنة عمران لتمرّضها وتؤنسها في علتها، فقالت (عليها السلام): (ياربّ، إني قد سئمت الحياة وتبرَّمت بأهل الدنيا، فألحقني بأبي) فيلحقها الله (عزّ وجلّ) برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد أوصت بأن تدفن ليلاً ولا يعلم بجنازتها ولاقبرها إلا الصفوة من الأصحاب، وفعل ذلك سيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، آجره الله.
علاقة استشهاد الزهراء (عليها السلام) بالعقيدة
وفي محاولة للبعض من تهميش ما جرى على الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من ظلم ثم تحديد تلك الأحداث والتصور حولها في الدائرة التاريخية لكي يبقى الجدل حولها جدلاً فنياً، وفي مقابل ذلك وقف فضيلة الشيخ ليحدد القضية والحدث في الإطار العقائدي قائلاً:
(قضية فاطمة الزهراء (عليها السلام) وما كان لها حال حياة أبيها وما جرى عليها بعد وفاة أبيها هي أحد الأدلة القاطعة لحقانية مذهب التشيع، حيث إنها باتفاق جميع التواريخ قد اُوذيت بعد وفاة أبيها من قبل الجماعة مع أن الله سبحانه قال في كتابه المجيد: (قُل لاَّ أسئلُكُم عَلًيهِ أجراً إلاّ المَوَدّة في القُربى)(14) ولم يكن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) قربى أقرب من فاطمة (عليها السلام)، وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنما فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبني)(15)، فلم يراعوا حقها واَذوها وأجروا عليها من الظلم حتى استشهدت وذهبت من الدنيا وهي ساخطة عليهم غير راضية عنهم. كيف، ولو كانت فاطمة راضية عنهم غير ساخطة عليهم، فَلَم أوصت بدفنها ليلاً وتجهيزها سرّاً وإخفاء قبرها؟ وهل الغرض في ذلك إلا لتكون علامة على سخطها على الجماعة ودليلاً على مصائبها التي جرت عليها بعد أبيها؟ ذاك السخط الذي يغضب الله ويسخط له كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) في الحديث المروي في كتب الفريقين: (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)(16)، وهذه الإشارة كافية لمن له قلب سليم وألقى السمع وهو شهيد) .
وفي مورد آخر قال: (إنّ ما ثبت من الظلامات الكثيرة التي جرت على الصديقة الزهراء فاطمة (عليها السلام) لها مساس تام بالولاية التي هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو صريح عدة من النصوص المعتبرة منها صحيح زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام): (بني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية)(18) ويظهر مساس هذه الظلامات بالولاية لمن تأمل وتمعّن في ملابسات هذه الحوادث ودوافعها).
بقلب مشتت ونفس حزينة أتقدم بخالص التعازيإلى الإمام القائم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
وإلى جميع الأمة الإسلامية في وفاة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
سائلين المولى عز وجل أن يعجل لوليه الفرج ويجعلنا ممن يأخذ معه بثار جدته الزهراء(ع)
وعظم الله أجورنا وأجوركم
السلام على البتول الشهيدة السلام عليك يا فاطمة الزهراء(ع)
خصوصية خلق الزهراء (عليها السلام)
ان خلق الزهراء (عليها السلام) كخلقة سائر الائمة (عليهم السلام) أجمعين بلطف من الله سبحانه وتعالى، حيث ميزهم في خلقهم عن سائرالناس، بما انه يعلم انهم يعبدون الله ويخلصون الطاعة له، وخصص في خلقتهم خصيصة يمتازون بها عن سائرالخلق، كما يشهد بذلك خلقة عيسى (عليه السلام)، حيث تكلم وهو في المهد: (قَال إِنّي عَبدُاللهِ ءاتانيَ الكِتابَ وَجَعلَني نَبِيّاً)(1).
وكانت تنزل عليها الملائكة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله)، ويشهد بذلك الروايات المتعددة، منها: صحيحة أبي عبيدة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: (ان فاطمة (عليها السلام) مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرائيل (عليه السلام) فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيِّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك).
وكذا غيرها من الروايات الواردة في المقام.
وحديث الملائكة مع الزهراء (عليها السلام) فقد ذكر القرآن ان الملائكة حدّثت مريم ابنة عمران (وَإِذ قالَتِ الملائكَةُ يا مَريمُ إِنَّ اللهَ اصطَفاكِ وَطَهَّرك).
[وهذا يدفع للغرابة في حديث الملائكة مع الزهراء (عليها السلام)، كما ذكر الكافي ان ملكاً من الملائكة كان ينزل على الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها ويسليها ويحدثها بما يكون من الاُمور وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك وهو ما اُسمي بمصحف فاطمة (عليها السلام)] ومن المعلوم أفضلية الزهراء على مريم ابنة عمران، كما ورد في النصوص المعتبرة من ان مريم سيدة نساء عالمها وان فاطمة سيدة نساء العالمين.
مقام الزهراء (عليها السلام)
ويقف فضيلة الشيخ عند حديث الامام العسكري (عليه السلام) عن الزهراء (عليها السلام) والذي قال فيه (هي حجة علينا) يبين الشيخ معنى الحجة معنى الحجة قائلاً:
(كان عند الأئمة مصحف فاطمة (سلام الله عليها) وهو حجة على الائمة في بعض اُمورهم، لأن فيه علم ما كان وما يكون، كما في الرواية الواردة عن الامام الصادق (عليه السلام): (وعندنا مصحف فاطمة...)، وأما كمالات النبي (صلى الله عليه وآله) وأميرالمؤمنين (عليه السلام) والزهراء (سلام الله عليها) كلٌ في رتبة مقام نفسه تامة، إلا أن رتبة أحدهم بالاضافة الى الآخر مختلفة، فرتبة النبوة متقدمة على رتبة الوصاية، ورتبة الوصاية متقدمة على رتبة الكفاءة المذكورة في الحديث الوارد في حقها. فكما لا يعني قوله تعالى في آية المباهلة: (وَأنفُسَنا وأنفُسَكم)(8) ثبوت النبوة لأمير المؤمنين (عليه السلام) كذلك لا يعني الحديث المذكور في حق الزهراء (عليها السلام) وأنها كفء لعلي (عليه السلام) وأن علياً (عليه السلام) كفء لها (عليها السلام) لا يدل على أن لها (عليها السلام) رتبة الوصاية، وكذا ما ورد في حقها من قول النبي (صلى الله عليه وآله) بحق الزهراء (سلام الله عليها) وأنها روحه التي بين جنبيه لا يدل على أن لها (سلام الله عليها) رتبة النبوة.
وأما الامتحان المذكور في زيارة الزهراء (عليها السلام) فالمراد به علم الله بما يجري عليها وصبرها على جميع الابتلاءات السابقة على وجودها المادي الخارجي مما أوجب إعطاءها المقام الخاص بها كما هو جار في سائر الائمة (عليهم السلام)، ويدل على ذلك جملة من الأدلة، منها ما ورد في حقهم في دعاء الندبة المعروف المشهور).
والزهراء (عليها السلام) ليلة القدر فمن عرفها (عليها السلام) أدرك ليلة القدر، لأنه لما كانت السيدة الزهراء (عليها السلام) جامعة لعلوم القرآن وكانت ليلة القدر ظرفاً لنزول القرآن صح القول بأن الزهراء (عليها السلام) هي ليلة القدر.
ولقد حلّّّ الرزء بها
هذه الزهراء (عليها السلام) وهذه لمحة من مكانتها عند الله بل ورد الخبر في الاثر عن الباري جل وعلا انه قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا احمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)(11)، ومع اطباق الجميع على هذا الأمر إلا أنه تظافر الظلم عليها بمجرد رحيل والدها وما أقسى الظلم الواقع عليها وهي عزيزة الله وعزيزة والدها!
قصة مظلومية الزهراء (عليها السلام)
يرى فضيلة الشيخ (دام ظله) انه ينبغي لكل مؤمن أن يعرف قصة مظلومية الزهراء (عليها السلام) بالتفصيل.
وإذ ذلك نستعرض ظلاماتها بنحو الاجمال وعلى القارئ أن يراجع الكتب المفصَّلة في الموضوع.
غصب فدك:
ونهبوا منها (عليها السلام) فدك التي ورثتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وردّوا شهادة الصحابة العدول بحجة ان الأنبياء لاتورث، وهذا ما أثبته أصحاب الجبت والطاغوت الهجوم على دار الزهراء (عليها السلام):
وما كفاهم ذلك بل جمعوا شرّ خلق الله وجاؤوا الى دار الزهراء (عليها السلام) واقتحموا الدار، إذ كسر الثاني بابها الذي كان يستأذن الرسول (صلى الله عليه وآله) في الدخول منه.

حرق بيت فاطمة:
تنقل مصادر الفريقين ان القوم بعد رحيل الرسول (صلى الله عليه وآله) هجموا على بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأضرموا فيه النار، وروى خبر الهجوم وحرق الدار جملة من ائمة المخالفين
ضرب الزهراء (عليها السلام):
ولم يكتفِ الثاني بالهجوم على الدار واحراقها بل رفع السيف من غمده ووجأ به جنبها، ولما صرخت (سلام الله عليها) رفع السوط فضرب به ذراعها،حتى صاحت (عليها السلام): (يا أبتاه)
كسر ضلعها:
ولما ضربها (لعنه الله) ألجأها الى عضادة بيتها، فدفعها (عليها السلام)، فكسر ضلعها من جنبها،
انبات المسمار:
ولما ضربها اللعين وكسر ضلعها دفع الباب دفعة فعصرها (عليها السلام) ما بين الحائط والباب حتى كادت روحها أن تخرج من شدّة العصر فنبت فيها مسمار من الباب، ونبع الدم من صدرها ومن ثدييها .
إسقاط جنينها المحسن (عليه السلام):
وإثر كسر الضلع وانبات المسماروعصرها بين الباب والحائط أسقطت (عليها السلام) جنينها من

(8) بيت الأحزان:
وإثر كل ذلك الظلم الذي حلّ عليها ظلت محزونة مكروبة باكية حتى سمع أهل المدينة بكاءها فصنع لها الامام علي (عليه السلام) بيتاً كانت تلجأ له لتعيش وجعها بما جرى عليها، عُرف ببيت الأحزان.
بكاء الزهراء (عليها السلام)
ويرى فضيلة الشيخ أن المراد من بكاء الزهراء (عليها السلام) ليلاً ونهاراً ليس استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر.
وأن بكاءها (عليها السلام) لا ينافي التسليم لقضاءالله وقدره والصبر عند المصيبة ما دام إظهاراً للرحمة والشفقة، فقد بكى النبي يعقوب (عليه السلام) على فراق ولده يوسف حتى ابيضّت عيناه من الحزن، كما ذكر في القرآن مع كونه نبياً معصوماً.
فقد كان بكاء الزهراء (عليها السلام) أمراً وجدانياً لفراق أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله) واظهاراً لمظلوميتها ومظلومية بعلها (عليها السلام) وتنبيهاً على غصب حق أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخلافة وحزناً على المسلمين من انقلاب جملة منهم على أعقابهم، كما ذكرته الآية المباركة: (أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم)، بحيث ذهبت أتعاب الرسول (صلى الله عليه وآله) في تربية بعض المسلمين سدى
استشهاد الزهراء (عليها السلام)
وظلّت على هذا الحال حتى ابتدأ بها الوجع فتمرّضت (عليها السلام) فبعث الله (عزّ وجلّ) إليها مريم ابنة عمران لتمرّضها وتؤنسها في علتها، فقالت (عليها السلام): (ياربّ، إني قد سئمت الحياة وتبرَّمت بأهل الدنيا، فألحقني بأبي) فيلحقها الله (عزّ وجلّ) برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد أوصت بأن تدفن ليلاً ولا يعلم بجنازتها ولاقبرها إلا الصفوة من الأصحاب، وفعل ذلك سيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، آجره الله.
علاقة استشهاد الزهراء (عليها السلام) بالعقيدة
وفي محاولة للبعض من تهميش ما جرى على الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من ظلم ثم تحديد تلك الأحداث والتصور حولها في الدائرة التاريخية لكي يبقى الجدل حولها جدلاً فنياً، وفي مقابل ذلك وقف فضيلة الشيخ ليحدد القضية والحدث في الإطار العقائدي قائلاً:
(قضية فاطمة الزهراء (عليها السلام) وما كان لها حال حياة أبيها وما جرى عليها بعد وفاة أبيها هي أحد الأدلة القاطعة لحقانية مذهب التشيع، حيث إنها باتفاق جميع التواريخ قد اُوذيت بعد وفاة أبيها من قبل الجماعة مع أن الله سبحانه قال في كتابه المجيد: (قُل لاَّ أسئلُكُم عَلًيهِ أجراً إلاّ المَوَدّة في القُربى)(14) ولم يكن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) قربى أقرب من فاطمة (عليها السلام)، وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنما فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبني)(15)، فلم يراعوا حقها واَذوها وأجروا عليها من الظلم حتى استشهدت وذهبت من الدنيا وهي ساخطة عليهم غير راضية عنهم. كيف، ولو كانت فاطمة راضية عنهم غير ساخطة عليهم، فَلَم أوصت بدفنها ليلاً وتجهيزها سرّاً وإخفاء قبرها؟ وهل الغرض في ذلك إلا لتكون علامة على سخطها على الجماعة ودليلاً على مصائبها التي جرت عليها بعد أبيها؟ ذاك السخط الذي يغضب الله ويسخط له كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) في الحديث المروي في كتب الفريقين: (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)(16)، وهذه الإشارة كافية لمن له قلب سليم وألقى السمع وهو شهيد) .
وفي مورد آخر قال: (إنّ ما ثبت من الظلامات الكثيرة التي جرت على الصديقة الزهراء فاطمة (عليها السلام) لها مساس تام بالولاية التي هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو صريح عدة من النصوص المعتبرة منها صحيح زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام): (بني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية)(18) ويظهر مساس هذه الظلامات بالولاية لمن تأمل وتمعّن في ملابسات هذه الحوادث ودوافعها).

ثبوت ظلامات فاطمة الزهراء (عليها السلام)
وربما يمتد الى أسماع البعض الإشكالات على متون الروايات الناقلة لظلامات الزهراء (عليها السلام) أو التوقف في أسانيدها، وفي ذلك يقول الشيخ (أعلى الله شأنه):
(مظلومية الزهراء (عليها السلام) من المسلَّمات ولا يحتاج ثبوتها الى أزيد من أنها أوصت بدفنها ليلاً، لئلا يحضر جنازتها من ظلمها، وإخفاء قبرها).
وقال في مورد آخر: (كفى في ثبوت ظلامتها وصحة ما نقل من مصائبها وما جرى عليها خفاء قبرها ووصيتها بأن تُدفن ليلاَ إظهاراً لمظلوميتها (عليها السلام)، مضافاً لما نُقل عن علي (عليه السلام) عند دفنها. كما في مولد الزهراء (عليها السلام) من كتاب الحجة قال (عليه السلام): (وستنبئك ابنتك بتظافر اُمتك على هضمها فاحفَّها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد الى بثه سبيلاً، وستقول ويحكم الله، وهو خير الحاكمين)، وقال (عليه السلام): (فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً ويهضم حقها وتمنع إرثها، ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر، والى الله يا رسول الله المشتكى). وفي الجزء الثاني من نفس الباب بسند معتبر عن الكاظم (عليه السلام) قال: (إنها صدّيقة شهيدة) وهو ظاهر في مظلوميتها وشهادتها، وعن الصادق (عليه السلام): (وكان سبب وفاتها أن قنفذاً أمره مولاه فلكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسناً).
تعليق