المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "واتس أب" "ويك أب" و "بلاشي ميك أب" !


الـدمـع حـبـر العـيـون
09-01-2013, 01:20 AM
http://img8.7ozn.com/files57/2012-12/400613551380862.png





"واتس أب" "ويك أب" و "بلاشي ميك أب" !










http://www.flflh.com/down-69890-9UOZ1.png








• مدخل :


كان من المفترض أن يكون عنوان هذا المقال ( نحن و "واتس أب" ) ..


لكنّه تقليدي ، فأتْت بنات عمّ أفكاري وأخواتهنّ بالعنوان أعلاه ، لأسباب قد تعرفونها لاحقا !



• تحويله :


وكما تلاحظون ليس في الآباء الثلاثة أعلاه "أمّ" واحده ؟! .. ومع قناعتنا "كرجِال" بأحقّية الكلمتين الأولتين بانتمائهما إلى "أب" إلا أنّا كنّا نأمل "كشركاء لهنّ في الحياة" أن تنتمي الكلمة الثالثة إلى "أمّ" لعلاقتها بإصلاح "ماأفسده الدهر" في وجوههن !



ولا علاقة بأي حال من الأحوال ، ولا من قريب أو بعيد بالمدعو – سيء الذكر – "سفن أب" !!



• مخرج :


لايوجد مخرج إلا في نهاية هذا المقال ، أسلك نفس الاتّجاه !



*******



يأتي "واتس أب" في زمنِ كثرتُ فيه وسائل التواصل التي في متناول اليد .. خلافا لوسائل التواصل الأخرى مثل "فيس أب" و " تويت أب" أيضاً وأيضاً !



يأتي بالمجّان ، مما أفقد شركات "الامتصاصات" الهاتفية هيمنتها التي مكثتْ أعواماً وهي تستنزف جيوب المستهلكين وحساباتهم مقابل الرسائل القصيرة التي لاتتجاوز الواحدة منها"70" حرفاً ! ، ورسائل الوسائط التي تُحسب فيها الرسالة أضعافاً مضاعفه !



مما قد يستدعي تلك الشركات أن تعلّق اللوحة المعروفة المعهودة على "دكاكين" الوسائط و الرسائل : "للتقبيل .. لوجود منافسٍ آخر" ، إن لم تكن قد علّقتها فعلا !!



يأتي "واتس أب" كوسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي ، لتكون "أرض الواقع" أقلّ بكثير من "سماء التوقّعات" !



فقد توقّع المجتمع على مختلف الأطياف والفئات والأعمار والأجناس أن تحقّق هذه الوسيلة أكبر قدرٍ من التواصل الاجتماعي المثمر ..



وهناك بعض التساؤلات التي مالبثتْ تتأرجّح في داخلي مابين رغبة في الخروج ، ورغبة أخرى في التقوقع الداخلي ، بحجّة "لكل زمان دولةٌ ورجال" ولكل زمن وسائله !



ولعلّ هذه التساؤلات قد تأرجحتْ في دواخل الكثير منكم ، إن لم يكن كلّكم !



- فهل حقّق "واتس أب" ماكنّا نصبو إليه ، وما كُنّا نأمله ونرجوه ؟!



- هل حقّق على مستوى المجموعات : مجموعات الأقارب مثلا ، ألأصدقاء ، زملاء العمل ، زملاء الدراسة ، شلّة الأُنس .. إلخ ، ذلك التقارب ، وجمع الشمل ، ولمّ الشتات ؟!



- وكذلك على مستوى الأفراد ؟!



- هل استثمر المشتركون في "واتس أب" هذه الوسيلة الّتي قرّبتْ البعيدْ ، وأرخصتْ المزيد ، خير استثمار ؟



- ىهل ساهم في إثراء الثقافة الإلكترونية المتنوعة ، لكل شخص ؟!



- أم أنّه ساهم في نشر ثقافة " النسخ واللصق" ؟!



أترك لكلّ واحدٍ منكم حرية اختيار إجابات هذه التساؤلات من خلال واقعه هو ، لا مِن خلال واقع الآخرين ..



لكن : ومن خلال تجربتي مع هذه الوسيلة الذي زادتْ على عامٍ ونيف منذ إتاحتها أجد الآتي :



# بعض المجموعات جمعها "وات ساب" ، وساهم في مدّ جسور التواصل بين افرادٍ ، لم يلتق بعضهم بعضاً لمدّة طويلة قد تزيد على خمسة عشر عاماً أو أكثر !



# لكنه في ذات الوقت ساهم في إيجاد الشحناء بين بعضهم ، بسبب "كلام زائد لامعنى له" أو " مهاترات لالزوم لها" ! ، وكان من المفترض - إن كان ولا بدّ منها من باب المزاح- أن تكون على الخاص !



# بعض المجموعات قائمةٌ أصلاً ، فساهمتْ هذه الوسيلة في الربط بينهم أكثر ، ومعرفة مناسباتهم وارتباطاتهم ومواعيدهم ، والتشاور فيما بينهم على مايستجدّ من أمورهم دنياهم ودينهم .. مثل مجموعات زملاء العمل ، والأقارب من أسرة واحده ، وغيرها ..


وعلى مستوى تجربتي لم ينجح من هذه المجموعات إلا مجموعة "الدرس القرآني" القائمة منذ ثمانية أعوام ، ولله الحمد ..



# أما مجموعة "الأقارب" فقد خيّبتْ الآمال المتوقّعة ، ولعلّها فعلتْ كذلك عند الكثير منكم ، مما يجعلنا نترحّم على أيام "الهاتف الثابت" وأيام الجوال "أبو عشرة آلاف ريال" .. إذ برغم ارتفاع الرسوم فقد كان التواصل لاينقطع !!



هل لاحظتم كلمة "أبو" هنا ؟! ، إنّها غير مقصودة ، لكنها تثبت الربط مابين ماورد أعلاه في المدخل والتحويله !! <<< " وقت مستقطع " !



أقارب ، وأصدقاء ، وزملاء عمل ، وزملاء دراسة سابقين ، وأصحاب ثلوثية ، أو اثنينية ، أو حتى "جمعية" .. تعلم أنّهم موجودين في هذه الحياة ، لكنّهم لايشعرونك بوجودهم ، ولا ينبضون بكلماتهم ، ولا يتواصلون بوسائلهم ، ولا يثبتون انّهم في زمرة الأحياء .. فهل ينطبق عليهم قول الشاعر :


" ليس من مات فاستراح بميتٍ ................... " ؟!



مع العلم أنّ الكلّ يشكو من انشغال النّاس دائماً بما بين أيديهم من جوالات ، وأصبحت ظاهرة ( أن ترى كلّ واحدٍ لايتعدّى نظرُهُ كفّيه الذي يحتضن جواله بكل حميمية ) !



وما قصّة ألأم " حصة" عنّا ببعيد ، والّتي تحكي فيها الصورة أنّها وضعتْ لافتة عند مدخل باب بيتها تلفت فيه نظر أبنائها وبناتها الزائرين لها أن يضعوا جوالاتهم في السلّة التي وضعتها خصيصاً لهذا الغرض ، وأن يتفرّغوا للحديث معها ..


وإن كانتْ القصّة من خيالٍ كاتب ، أو مخرجٍ للوسائط ، إلا أنّها تحكي واقعاً مريراً بات وأصبح وأضحى وأمسى يؤرّق الجميع !



إذن : ماذا يشغلهم في شاشات جوالاتهم ، إن لم يكونوا يفعّلون التواصل مع من يهمّهم أمرهم ؟!



ببساطة متناهية : هم مشغولون في ثقافة "النسخ واللصق" حتى لمعلوماتِ كاذبة ، وشائعات مغلوطة ، وأحاديث مكذوبة ، ووسائط ملهية اقلّ مايُقال عنها أنّها تدخل في دائرة "المكروه" !!



مجتمعٌ " شرق أوسطي" أتته الوسائط والوسائل وهي راغمة ، فأثبتَ من جديد أنّهم من فئة المستهلكين ، وبأنّهم شعوبٌ لاتقرأ ، رغم أنّهم أمّة "إقرأ" !!



ثقافة "النسخ واللصق" هي مايشغلهم ، وإطلاق الشائعاتِ هو ديدنهم ، ومشاهدة وسائط تافهة هو عشاءهم وغداءهم وإفطارهم ، وتحليتهم فيما بين الوجبات !!



رجاءٌ أوجّهه إلى مخترع "واتس أب" أن يلغيه تمامً ، طالما أنّه استزف أوقاتنا هكذا فيما لاطائل من ورائه ، ولا فائدة تُرجى منه !



لعلّ وعسى أن تعود تلك الأيام الجميلة في التقارب والتواصل بحميمية صادقة بين أفراد مجتمع ، من أهمّ ركائز دينهم "التواصل" ، بل ورتّب على ذلك أجوراً عظيمة ، لاتخفى على أحد !



نداء عاجل إلى "واتس أب" - إن لم يصل ندائي لمخترعه :


"ويك أب " / أستيقظ ، وقل لأعضائك أن يفهموا ويتفّهموا ويعلموا معنى "التواصل" !



"ويك أب" .. ودعك من عمليات الــ"ميك أب" .. ورتوش "النسخ واللصق" التي لايمكن بأي حال من ألأحوال أن تصلح ما أفسده الدّهر !





مخرج :


انتهى المقال .



*******



"شقيق المساء" باحث في شؤون التواصل الاجتماعي .



- مسموحٌ بإعادة "نسخ ولصق هذا المقال ، شريطة أن يبقى اسم الكاتب !

دمعة الكرار
09-01-2013, 02:08 AM
http://im18.gulfup.com/Z76H4.gif (http://www.gulfup.com/?H7wWkz)

الـدمـع حـبـر العـيـون
10-01-2013, 12:12 AM
شُكراً عَلى حُضُوركـِ ودي واحترامي