خريف العمر

[شيعيه والفخر ليه]

في الخريف توجد أشجار لكنها جرداءٌ عطشى ..
تنتظر الربيعُ القادم ..
يقولون أنهُ قادم ..
كلنا نعرف أنّ طريق عودتهِ لا يمر على القرية ..
لقد أصبحَ الخريف دهراً ..
والربيع نقطةٌ تلاشى عند الأفق .. وفي الخريف الأصفر ..
حاولت أن أكون حمامةً .. فلم أستطع إلاّ أن أكون بلا جناح ..
ولا حنجرةٌ للهديل .. قالوا سينبت ريشٌ على هذهِ الأعواد الخرساء
عن الحفيف .. لكنني لم التقي إلاّ بكذبهم .. وادعائهم .. وخوفهم ..
أنهم يخافون مني .. ومن جناحيّ .. وحنجرتي ..
يخافون أن أكونَ سفيراً بينَ الأغصان ..
أغني على الأخضر .. وأقبل الأصفر منها..
لأمنحهُ حياةٌ جديدة ..
كسَروا ما تبقى من جناحيّ .. منحوني الحزن .. والدموع ..
وحقولاً غادرها الماء .. حتى صارت كالأطفال المفطومينَ ،
على عجز الآباء التعساء .. يحلمون بالشكولاته وعصير الرمان ..
فلا يجدونَ سوى حباتُ الرمل تحتضن الثدي المثكول ..
وأظافر أبيَّ الوحشية .. تفتحُ فيهِ حصناً عباسياً جديداً ..
تضاف أميّ كما كانت إلى فتوحاتهم .. وغنائمهم .. وسباياهم ..
ومساحات قصورهم العامرة ..
وأضاف أنا في رحمها لحزنها وبؤسها .. أنها تفكر ..!
لعلّ الذي في أحشائها سيصنع معجزة .. ولكنها نست أنهُ مربوط إلى رحمها
بحبال الآلام .. آهٍ ياقدري
أمامك لا أطمح بالحب أبداً ..
ومعك لا أحلم بثوبٍ جديد لي أو لأمّي ..
فحاول أن تنساني .. لعلَّ الله يقرأ في عينيَّ تساؤلاً ..