[frame="11 10"]
الامثل في تفسير كتاب
الله المنزل ( الجزء العشرون )
[/frame]
اللهم صل على محمد و آل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(ألم نجعل له عينين؟ ولساناً وشفتين؟ وهديناه النجدين)
في هذه العبارات القصيرة إشارة إلى ثلاث نعم مادية هامّة ونعمة معنوية كبرى هي بمجموعها من أعظم النعم الإلهية: نعمة العين واللسان والشفة من جانب، ونعمة الهداية ومعرفة الخير والشرّ من جانب آخر.
«النجد»: في الأصل يعني المكان المرتفع، ويقابلها «تهامة» وهي الأرض
«النجد»: في الأصل يعني المكان المرتفع، ويقابلها «تهامة» وهي الأرض
المنخفضة، وهنا كناية عن الخير والشرّ وعن سير السعادة والشقاء(1).
ويكفي أن نذكر في النعم السابقة أنّ:
«العين»: أهم وسيلة لإرتباط الإنسان بالعالم الخارجي، عجائب العين تدفع الإنسان حقّاً إلى الخضوع أمام خالقه، الطبقات السبع للعين وهي المسماة بالقرنية، والمشيمية، والعنبية، والجلدية، والزلالية، والزجاجية، والشبكية، لكلّ منها تركيب عجيب دقيق مدهش، روعيت فيها القوانين الفزيائية والكيمياوية المتعلقة بالنور وانعكاساته على أدق وجه، حتى إن أعقد أجهزة التصوير تعتبر تافهة مقارنة بهذا العضو.
ويكفي أن نذكر في النعم السابقة أنّ:
«العين»: أهم وسيلة لإرتباط الإنسان بالعالم الخارجي، عجائب العين تدفع الإنسان حقّاً إلى الخضوع أمام خالقه، الطبقات السبع للعين وهي المسماة بالقرنية، والمشيمية، والعنبية، والجلدية، والزلالية، والزجاجية، والشبكية، لكلّ منها تركيب عجيب دقيق مدهش، روعيت فيها القوانين الفزيائية والكيمياوية المتعلقة بالنور وانعكاساته على أدق وجه، حتى إن أعقد أجهزة التصوير تعتبر تافهة مقارنة بهذا العضو.
لو لم يكن في الكون سوى الإنسان، ولم يكن من وجود الإنسان سوى العين، لكانت مطالعة هذا العضو كافية وحدها لمعرفة علم اللّه الواسع وقدرته الجبّارة جلّ وعلا.
وأمّآ «اللسان»، فهو أهم وسائل ارتباط الإنسان بغيره من ابناء جلدته، ونقل المعلومات وتبادلها بين أبناء البشر في الجيل الواحد وفي الأجيال المتعاقبة، وبدون هذه الوسيلة الهامّة من وسائل الإرتباط ما كان بامكان الإنسان اطلاقاً أن يرتقي إلى ما ارتقى إليه في العلم والمعرفة.
و«الشفتان»: تلعبان أوّلاً دوراً هامّاً في النطق، إذ أن الشفتين مخرج لكثير من الحروف، والشفتان تقومان بدور أيضاً في هضم الطعام والمحافظة على رطوبة الفم، وشرب الماء، ترى لو انعدمت الشفتان فماذا كان وضع الإنسان في أكله وشربه ونطقه والمحافظة على ماء فمه وحتى جمال وجهه وشكله؟!
إنّ درك الحقائق يتمّ أوّلاً بالعين واللسان... ولذلك تقدم ذكرهما
_______________________________________
إنّ درك الحقائق يتمّ أوّلاً بالعين واللسان... ولذلك تقدم ذكرهما
_______________________________________
1 ـ وري عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام) أنّه قيل له: إنّ اُناساً يقولون في قوله (وهديناه النجدين) أنّهما الثديان (أي ثديا الاُم)فقال: «لا، هما الخير والشرّ» مجمع البيان، ذيل الآيات المذكورة، وضمناً التعبير بـ «نجد» على الخير من أجل عظمته وفي مورد الشرّ من باب التغليب.
ثمّ تبع ذلك ذكر الهداية، الهداية العقلية والفطرية (وهديناه النجدين)، ويشمل التعبير أيضاً «الهداية التشريعية» التي ينهض بمسؤوليتها الأنبياء والأولياء.
نعم... لقد أنعم اللّه على الإنسان بالبصر والبصيرة، وأنعم عليه بهداية الإرشاد إلى الطريق والتحذير من مغبة الإنحراف عنه، كي تكتمل الحجّة على الإنسان.
ومع كلّ هذه النعم، نعم الهداية، لو انحرف الإنسان عن جادة الحقّ، فلا يلومنّ إلاّ نفسه.
مع ذلك، فانتخاب الطريق بيد الإنسان... الإنسان هو الذي يتحكم في عينه ولسانه فيم يستعملها... في الحلال أو الحرام، وهو الذي يختار إحدى الجادتين «الخير» أو «الشر».
وفي الحديث القدسي أن اللّة سبحانه يخاطب أبناء آدم يقول: «يا ابن آدم إنّ نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق، وإن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق...»(1).
فاللّه سبحانه منح هذه النعم، ومنح وسائل السيطرة عليها، وتلك من الألطاف الإلهية الكبرى.
والملفت للنظر أنّ الآيات التي نحن بصددها أشارت إلى الشفتين بعد اللسان.
وفي الحديث القدسي أن اللّة سبحانه يخاطب أبناء آدم يقول: «يا ابن آدم إنّ نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق، وإن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق...»(1).
فاللّه سبحانه منح هذه النعم، ومنح وسائل السيطرة عليها، وتلك من الألطاف الإلهية الكبرى.
والملفت للنظر أنّ الآيات التي نحن بصددها أشارت إلى الشفتين بعد اللسان.
نور الثقلين، ج5، ص581
الامثل في تفسير كتاب
الله المنزل ( الجزء العشرون )
تعليق