بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
الـرسـو ل الأكـرم مـثال العـشق الإلـهي
منذُ أوائل حياته المباركة يوم كان يرعى الغنم في أطراف مكة المكرمة ، كان يأنس بالعزلة والإنفراد بنفسه ، فكان يقضي الساعات الطوال في تلك الصحراء الصامتة ، غارقًا في بحار التأمل والتفكر في الوجود والحياة ، كان يعيش في دنيا غير دنيا قومه وعشيرته ، وما حضر يومًا مجالس لهوهم ولعبهم ، ولم يشترك في الاحتفالات التي كانت نُقام لأصنامهم ، ولم يلوث يده وفمه بلحم القرابين التي كانت تذبح لتلك الأصنام .
كان قد انتهى من سيره وتفكيره في الجزء الأول من كلمة التوحيد ( لا إله إلاّ الله ) وإنكار ما سواه ، كان يكره الأصنام ويقول إنهـا من ألد أعدائي .
كانت روحه الرفيعة التي وهبهـا الله له تبحث عن الجزء الثـاني من كلمة التوحيد وتتطلع إلى الأعالي متجاوزة السماوات ، والكواكب ، وحدود المادة والطبيعة ، إلى ما وراء الأستار وخلف هذه الكائنات الباهرة العابرة والسريعة الزوال حتى أدرك الخالق بديع السماوات والأرض . ولسان حاله يقول { وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومنذُ ذلك الحين ازداد حبه للعزلة والإعتزال عن الناس ، فوجد في جبل حراء خير مكانٍ يناسبه ، فأخذ يقضي جل أوقاته هنـاك .ولربما مكث ليالي معتكفًا مكتفيًا بالقليل من الزاد ، منصرفًا إلى عبادة الله والواحد الأحد .
إنه لمن المؤسف أن يلزم التأريخ الصمت إزاء كيفية عبادته خلال فترة اختلافه إلى الغار . لكن أتراه كان قادرًا على أن يقول شيئًا عن هذه الفترة ؟
أكان لأحدٍ إلى تلك الخلوة من سبيل ؟ إننا لا نعلم إن كان يجلس داعيًا ، أو يرفع يديه للدعـاء ، أو يخر ساجدًا يمرغ جبته الشريفة في التراب ! لعله كان يقوم بهذا كله .
كل ما في الأمر أنه كان قد أدرك حقيقة العبادة . وهل العبادة إلاّ التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وإنكار الذات والتسليم والرضا لـه جلّ جلاله ؟
أمّا آداب الوضوء والصلاة ، كما ورد في الشريعة فقد تعلمهـا بعد البعثة من أحد ملائكة الله سبحـانه ومُذْ ذلك الوقت أخذ يقيم الصلاة وفق تلك الشروط والآداب مع حضور قلبه الطاهر في ساحة القدس الأطهر . كان يقضي شطرًا كبيرًا من الليل في الصلاة والمناجاة والدعـاء ، حتى أنّ قدميه كانتا تتورمـان من طول القيام .
كان يرى العبادة من واجبات العبودية ، فكان يؤديهـا بكل اشتياق وتلهف ، من غير أن يتوجه في تفكيره إلى الثواب والجزاء أو الخوف من العقاب بل كـان يعبد خالقه لأن ذلك الخالق أهلاً للعبادة .
فكان يُقال لـه لماذا تُعذب نفسك هذا العذاب وأنت لا ذنب يُثقل كاهلك ؟ فكان جوابه صلوات الله عليه : أفلا أكون عبدًا شكورا !؟
السلام عليك يا رسول الله يوم ولدت ويوم عرجت روحك الطاهرة إلى عالم القدس الأطهر ورحمة الله وبركـاته .
نســـــــــــــــــــــــــــألـــــــكم الدعاء
تعليق