
التوسل بالاولياء المقربين أفضل العبادات المقربة الى الله تعالى:
ان مودة اولياء الله المقربين محمد وآله صلوات الله عليهم اجمعين هي اهم مصاديق التوسل الى الله جل وعلا ولذلك جعلها الله اجر تبليغ خاتمة رسالاته وهو اجر عائد بنفعه على المتوسلين اليه الذين شاؤوا ان يتخذوا اليه سبيلاً لذلك كانت مودتهم عليهم السلام مفتاح القرب من الله جل جلاله وهي التي عرضها عز وجل على عباده من الاولين والاخرين في عالم الذر واخذ الميثاق بشأنها.
ان مودة اهل البيت عليهم السلام هي افضل العبادات المقربة الى الله عجز وجل وقد عرفنا ذلك من الاحاديث الشريفة فقد روى الشيخ البرقي رضوان الله عليه في كتاب المحاسن عن مولانا الصادق عليه السلام انه قال: ان فوق كل عبادة عبادة وحبنا اهل البيت افضل العبادة.
والسر في ذلك هو ان حب اولياء الله المقربين يفجر في الانسان ينابيع الخير الفطرية ويفتح ابواب الدخول في زمرتهم مهما كان الانسان ضعيفاً وعاجزاً عن الرقي الى المعارج العالية وهذا هو المستفاد بيسر من حديث مولانا الباقر عليه السلام المروي في سفينة البحار انه قال: والله لو احبنا حجر حشره الله معنا وهل الدين الا الحب. أي ان حبهم عليهم السلام ينفي عن الانسان الضعف ويبعث فيه الهمة العالية التي تزيل عنه العقبات المانعة عن التحرك في طي معارج الكمال والقرب من الله جل جلاله أي ان حبهم سلام الله عليهم يفجر في الانسان الطاقات اللازمة للتحرك نحو الكمال حتى لو كان فاقداً لها جميعاً كفقدان الحجر لها، ألم يضرب موسى عليه السلام بعصاه الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً؟
انها افضل العبادات وعمادها وشرط قبولها واعظمها اثراً في التقريب من الباري عز وجل لانها هي التي تفجر في وجود الانسان كل الطاقات اللازمة لحركته في القرب من الله عز وجل يقول مولانا الصادق عليه السلام في الحديث المروي عنه في كتاب المحاسن: من احبنا اهل البيت وحقق حبنا في قلبه جرت ينابيع الحكمة على لسانه وجدد الايمان في قلبه وجدد له عمل سبعين نبياً وسبعين صديقاً وسبعين شهيداً وعمل سبعين عابداً عبد الله سبعين سنة.
وكما هو واضح من صدر هذا الحديث الشريف فان تحقق هذه الآثار المباركة لمودة محمد وآل محمد عليهم السلام مشروط بان يتحقق حبهم في القلب والذي يحققه هو الاخلاص لله في حبهم فحبهم كما تقدم عبادة ونية التقرب الى الله شرط صحة العبادة كما هو ثابت في كتب الفقه فحبهم يجب ان يكون منطلقاً من نية الاخلاص في طاعة الله عز وجل لنتدبر معاً في الاحاديث الشريفة التالية المبينة لهذه الحقيقة:
قال مولانا الحسين عليه السلام: من احبنا لله وردنا نحن وهو على نبينا (صلى الله عليه وآله) هكذا وضم اصبعيه ومن احبنا للدنيا فان الدنيا لتسع البر والفاجر.
وقال امامنا الصادق عليه السلام: ان الله فرض ولايتنا واوجب محبتنا والله ما نقول باهوائنا ولا نعمل بآرائنا ولا نقول الا ما قال ربنا عز وجل، وعن مولانا الرضا عليه السلام قال: افضل ما يتقرب به العباد الى الله عز وجل طاعة الله وطاعة رسوله وحب الله وحب رسوله واولي الامر، وجاء في زيارة اخت الرضا فاطمة المعصومة المروية عن مولانا الرضا عليه السلام: اتقرب الى الله بحبكم والبراءة من اعدائكم والتسليم الى الله راضياً به.
رزقنا الله واياكم مودة اوليائه المقربين عليهم السلام وسيلة زكية نتقرب بها اليه تعالى ,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق