[frame="12 98"]
{{اللُهم صُلِ ع محٌمد وع آِل محٌمد وعجٌل فرٍٍج قآئٌٍم آل محٌٍِمد }}
((اُنشودة الحياة))
العشق اُنشودة الحياة ، وسيبقى نشيد العشّاق خالداً بخلود الزمان ، ويطرب الكلّ على نغمات الحبّ والعشق ، تجذبهم نسمات الجوى إلى وادي الهيام والفناء في جمال المعشوق ، ولا يمكن لأحد أن ينكر آثار الحبّ والهوى ، فأجمل الأشعار والأنشايد ، وأبدع الصور والتماثيل ، وأروع الحوادث والقصص ، وحتّى الوقائع السياسية والفتوحات العسكرية إنّما هي نتائج الحبّ والعشق.
ثمّ للعشق وجوه متفاوتة ومختلفة ، بدايتها العشق الجنسي بين الاُنثى والمذكّر ، فهناك جذبة باطنية تنتهي بمعانقتهما ومغازلتهما ، ليبقى النوع بتوالدهما ، وهذا العشق سار في النباتات والحيوانات والإنسان ، وفي عالم الحيوان ربما ينتهي العشق الجنسي إلى سفك الدم والقتل من أجل الوصول إلى المعشوقة ، وربما البلابل تصدح وتغرّد بعشق الزهور والورود في أيام الربيع.
ثمّ يتقدّس العشق الجنسي بعشق الاُمّ لأولادها ، ويزداد طهارةً ونزاهة عندما يكون المعشوق نزيهاً وجميلا ، فينتهي العشق إلى العشق الحقيقي وهو حبّ الله جلّ جلاله ، ويكون الإنسان الكريم خليل الله وحبيبه ، كشيخ الأنبياء إبراهيم وخاتمهم محمّد (عليهما السلام) ، فكان إبراهيم الخليل (عليه السلام) حنيفاً طالباً للحقّ مسلماً لله سبحانه ، وفي مقام الحبّ والعشق والعبادة لم يشرك بالله أحداً ، فإنّ العاشق يكون موحّداً لا يرى إلاّ وجه المعشوق وجماله.
وفي القرآن الكريم وإن لم يرد كلمة العشق ، وذلك ربما لعدم اُنس العرب آنذاك بهذه الكلمة ، إلاّ أ نّه ورد كلمة الحبّ والشوق والشغف ، وهي مرادفات العشق فيحبّون الله ، والذين آمنوا أشدّ حبّاً لله ، يبتغون وجه الله ، فهم أولياء الله ، والولاية تعني نهاية الحبّ والفناء في المحبوب ، والإيمان عمل القلب وإنّه يعني الحبّ لله ، وأنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إلاّ ما اُشرك به ، فإنّه لا يرضى لنفسه أن يكون له شريكاً ، بل يريد أن يكون هو المعشوق الأوّل والأخير للإنسان الذي جعله خليفته في الأرض ، وعلّمه الأسماء كلّها ، فمن يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحاً ، ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً ، وقد ثبت أنّ شرط قبول الأعمال ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وهل الولاية إلاّ الحبّ ، وهل الدين إلاّ الحبّ والبغض ، الحبّ لله وأوليائه والبغض لأعدائه وأعدائهم ، وما أكثر المناجاة والأدعية التي تشير إلى الحبّ والعشق :
« اللهمّ إنّي أسألك أن تملأ قلبي حبّاً لك ».
« وحبّب إليَّ لقاءك ».
« يا غايتي في رغبتي ».
« واجعل قلبي بحبّك متيّماً ».
وسرّ العشق في المخلوقات هو الفقر الذاتي والاحتياج المكمون في حقيقتهم ، فالعشق سير من الفقر إلى الغنى ، ومن العدم إلى الوجود ، ومن النقص إلى الكمال ، ومن القبيح إلى الجميل . والعشق بحر موّاج متلاطم ، بعيد الأطراف عميق الغور ، لا ساحل له.
وما دام الفقر والاحتياج فإنّه تكون الحركة والحياة ، ورأس المال في الحركة هو الرجاء والأمل في الحياة ، فيبذل الإنسان ما بوسعه ، ويسلك الطريق الوعر وذات الأشواك بكلّ شوق وعشق حتّى يصل إلى محبوبه ومعشوقه ، فالعشق يعني الحرارة والعمل ، ونتيجتهما الحركة نحو المعشوق ، وهذه الحركة في كلّ الخلق من ذرّاته وحركة الألكترون حول البروتون ، وإلى المجرّات والمنظومة الشمسية ، وحركة الكواكب السيّارة حول الشمس ، وإلى حركة الإنسان من عشقه الجنسي ، وإلى عشقه العرفاني.
وكلّ ما يقال في العشق من الوصف ، فإنّما هو نسيم من حدائقه الناظرة ، وبساتينه الفيّاحة.
وقبلة العشّاق جمال المعشوق ، وصلاتهم نحو الجمال ، فيفنى العاشق في إرادة المعشوق ، لا أن يحلّ فيه أو يتّحد معه ، وما يقال في هذا الباب إنّما هو تسامحٌ في التعبير ، ومن ضيق العبارات ، بل بمعنى أنّ العاشق يكون وجهاً للمعشوق ، ومرآةً لجماله ، فيمكن أن نرى المعشوق من خلال عاشقه ، لما يحمل العاشق من أوصاف معشوقه ، وبهذا كان الأنبياء والأوصياء هم وجه الله سبحانه وتعالى.
نسآلكم خالص الدعاء ..
[/frame]
{{اللُهم صُلِ ع محٌمد وع آِل محٌمد وعجٌل فرٍٍج قآئٌٍم آل محٌٍِمد }}
((اُنشودة الحياة))
العشق اُنشودة الحياة ، وسيبقى نشيد العشّاق خالداً بخلود الزمان ، ويطرب الكلّ على نغمات الحبّ والعشق ، تجذبهم نسمات الجوى إلى وادي الهيام والفناء في جمال المعشوق ، ولا يمكن لأحد أن ينكر آثار الحبّ والهوى ، فأجمل الأشعار والأنشايد ، وأبدع الصور والتماثيل ، وأروع الحوادث والقصص ، وحتّى الوقائع السياسية والفتوحات العسكرية إنّما هي نتائج الحبّ والعشق.
ثمّ للعشق وجوه متفاوتة ومختلفة ، بدايتها العشق الجنسي بين الاُنثى والمذكّر ، فهناك جذبة باطنية تنتهي بمعانقتهما ومغازلتهما ، ليبقى النوع بتوالدهما ، وهذا العشق سار في النباتات والحيوانات والإنسان ، وفي عالم الحيوان ربما ينتهي العشق الجنسي إلى سفك الدم والقتل من أجل الوصول إلى المعشوقة ، وربما البلابل تصدح وتغرّد بعشق الزهور والورود في أيام الربيع.
ثمّ يتقدّس العشق الجنسي بعشق الاُمّ لأولادها ، ويزداد طهارةً ونزاهة عندما يكون المعشوق نزيهاً وجميلا ، فينتهي العشق إلى العشق الحقيقي وهو حبّ الله جلّ جلاله ، ويكون الإنسان الكريم خليل الله وحبيبه ، كشيخ الأنبياء إبراهيم وخاتمهم محمّد (عليهما السلام) ، فكان إبراهيم الخليل (عليه السلام) حنيفاً طالباً للحقّ مسلماً لله سبحانه ، وفي مقام الحبّ والعشق والعبادة لم يشرك بالله أحداً ، فإنّ العاشق يكون موحّداً لا يرى إلاّ وجه المعشوق وجماله.
وفي القرآن الكريم وإن لم يرد كلمة العشق ، وذلك ربما لعدم اُنس العرب آنذاك بهذه الكلمة ، إلاّ أ نّه ورد كلمة الحبّ والشوق والشغف ، وهي مرادفات العشق فيحبّون الله ، والذين آمنوا أشدّ حبّاً لله ، يبتغون وجه الله ، فهم أولياء الله ، والولاية تعني نهاية الحبّ والفناء في المحبوب ، والإيمان عمل القلب وإنّه يعني الحبّ لله ، وأنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إلاّ ما اُشرك به ، فإنّه لا يرضى لنفسه أن يكون له شريكاً ، بل يريد أن يكون هو المعشوق الأوّل والأخير للإنسان الذي جعله خليفته في الأرض ، وعلّمه الأسماء كلّها ، فمن يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحاً ، ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً ، وقد ثبت أنّ شرط قبول الأعمال ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وهل الولاية إلاّ الحبّ ، وهل الدين إلاّ الحبّ والبغض ، الحبّ لله وأوليائه والبغض لأعدائه وأعدائهم ، وما أكثر المناجاة والأدعية التي تشير إلى الحبّ والعشق :
« اللهمّ إنّي أسألك أن تملأ قلبي حبّاً لك ».
« وحبّب إليَّ لقاءك ».
« يا غايتي في رغبتي ».
« واجعل قلبي بحبّك متيّماً ».
وسرّ العشق في المخلوقات هو الفقر الذاتي والاحتياج المكمون في حقيقتهم ، فالعشق سير من الفقر إلى الغنى ، ومن العدم إلى الوجود ، ومن النقص إلى الكمال ، ومن القبيح إلى الجميل . والعشق بحر موّاج متلاطم ، بعيد الأطراف عميق الغور ، لا ساحل له.
وما دام الفقر والاحتياج فإنّه تكون الحركة والحياة ، ورأس المال في الحركة هو الرجاء والأمل في الحياة ، فيبذل الإنسان ما بوسعه ، ويسلك الطريق الوعر وذات الأشواك بكلّ شوق وعشق حتّى يصل إلى محبوبه ومعشوقه ، فالعشق يعني الحرارة والعمل ، ونتيجتهما الحركة نحو المعشوق ، وهذه الحركة في كلّ الخلق من ذرّاته وحركة الألكترون حول البروتون ، وإلى المجرّات والمنظومة الشمسية ، وحركة الكواكب السيّارة حول الشمس ، وإلى حركة الإنسان من عشقه الجنسي ، وإلى عشقه العرفاني.
وكلّ ما يقال في العشق من الوصف ، فإنّما هو نسيم من حدائقه الناظرة ، وبساتينه الفيّاحة.
وقبلة العشّاق جمال المعشوق ، وصلاتهم نحو الجمال ، فيفنى العاشق في إرادة المعشوق ، لا أن يحلّ فيه أو يتّحد معه ، وما يقال في هذا الباب إنّما هو تسامحٌ في التعبير ، ومن ضيق العبارات ، بل بمعنى أنّ العاشق يكون وجهاً للمعشوق ، ومرآةً لجماله ، فيمكن أن نرى المعشوق من خلال عاشقه ، لما يحمل العاشق من أوصاف معشوقه ، وبهذا كان الأنبياء والأوصياء هم وجه الله سبحانه وتعالى.
نسآلكم خالص الدعاء ..
[/frame]
تعليق