اُنشودة الحياة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    اُنشودة الحياة

    [frame="12 98"]
    {{اللُهم صُلِ ع محٌمد وع آِل محٌمد وعجٌل فرٍٍج قآئٌٍم آل محٌٍِمد }}
    ((اُنشودة الحياة))
    العشق اُنشودة الحياة ، وسيبقى نشيد العشّاق خالداً بخلود الزمان ، ويطرب الكلّ على نغمات الحبّ والعشق ، تجذبهم نسمات الجوى إلى وادي الهيام والفناء في جمال المعشوق ، ولا يمكن لأحد أن ينكر آثار الحبّ والهوى ، فأجمل الأشعار والأنشايد ، وأبدع الصور والتماثيل ، وأروع الحوادث والقصص ، وحتّى الوقائع السياسية والفتوحات العسكرية إنّما هي نتائج الحبّ والعشق.
    ثمّ للعشق وجوه متفاوتة ومختلفة ، بدايتها العشق الجنسي بين الاُنثى والمذكّر ، فهناك جذبة باطنية تنتهي بمعانقتهما ومغازلتهما ، ليبقى النوع بتوالدهما ، وهذا العشق سار في النباتات والحيوانات والإنسان ، وفي عالم الحيوان ربما ينتهي العشق الجنسي إلى سفك الدم والقتل من أجل الوصول إلى المعشوقة ، وربما البلابل تصدح وتغرّد بعشق الزهور والورود في أيام الربيع.
    ثمّ يتقدّس العشق الجنسي بعشق الاُمّ لأولادها ، ويزداد طهارةً ونزاهة عندما يكون المعشوق نزيهاً وجميلا ، فينتهي العشق إلى العشق الحقيقي وهو حبّ الله جلّ جلاله ، ويكون الإنسان الكريم خليل الله وحبيبه ، كشيخ الأنبياء إبراهيم وخاتمهم محمّد (عليهما السلام) ، فكان إبراهيم الخليل (عليه السلام) حنيفاً طالباً للحقّ مسلماً لله سبحانه ، وفي مقام الحبّ والعشق والعبادة لم يشرك بالله أحداً ، فإنّ العاشق يكون موحّداً لا يرى إلاّ وجه المعشوق وجماله.
    وفي القرآن الكريم وإن لم يرد كلمة العشق ، وذلك ربما لعدم اُنس العرب آنذاك بهذه الكلمة ، إلاّ أ نّه ورد كلمة الحبّ والشوق والشغف ، وهي مرادفات العشق فيحبّون الله ، والذين آمنوا أشدّ حبّاً لله ، يبتغون وجه الله ، فهم أولياء الله ، والولاية تعني نهاية الحبّ والفناء في المحبوب ، والإيمان عمل القلب وإنّه يعني الحبّ لله ، وأنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إلاّ ما اُشرك به ، فإنّه لا يرضى لنفسه أن يكون له شريكاً ، بل يريد أن يكون هو المعشوق الأوّل والأخير للإنسان الذي جعله خليفته في الأرض ، وعلّمه الأسماء كلّها ، فمن يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحاً ، ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً ، وقد ثبت أنّ شرط قبول الأعمال ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وهل الولاية إلاّ الحبّ ، وهل الدين إلاّ الحبّ والبغض ، الحبّ لله وأوليائه والبغض لأعدائه وأعدائهم ، وما أكثر المناجاة والأدعية التي تشير إلى الحبّ والعشق :
    « اللهمّ إنّي أسألك أن تملأ قلبي حبّاً لك ».
    « وحبّب إليَّ لقاءك ».
    « يا غايتي في رغبتي ».
    « واجعل قلبي بحبّك متيّماً ».
    وسرّ العشق في المخلوقات هو الفقر الذاتي والاحتياج المكمون في حقيقتهم ، فالعشق سير من الفقر إلى الغنى ، ومن العدم إلى الوجود ، ومن النقص إلى الكمال ، ومن القبيح إلى الجميل . والعشق بحر موّاج متلاطم ، بعيد الأطراف عميق الغور ، لا ساحل له.
    وما دام الفقر والاحتياج فإنّه تكون الحركة والحياة ، ورأس المال في الحركة هو الرجاء والأمل في
    الحياة ، فيبذل الإنسان ما بوسعه ، ويسلك الطريق الوعر وذات الأشواك بكلّ شوق وعشق حتّى يصل إلى محبوبه ومعشوقه ، فالعشق يعني الحرارة والعمل ، ونتيجتهما الحركة نحو المعشوق ، وهذه الحركة في كلّ الخلق من ذرّاته وحركة الألكترون حول البروتون ، وإلى المجرّات والمنظومة الشمسية ، وحركة الكواكب السيّارة حول الشمس ، وإلى حركة الإنسان من عشقه الجنسي ، وإلى عشقه العرفاني.
    وكلّ ما يقال في العشق من الوصف ، فإنّما هو نسيم من حدائقه الناظرة ، وبساتينه الفيّاحة.
    وقبلة العشّاق جمال المعشوق ، وصلاتهم نحو الجمال ، فيفنى العاشق في إرادة المعشوق ، لا أن يحلّ فيه أو يتّحد معه ، وما يقال في هذا الباب إنّما هو تسامحٌ في التعبير ، ومن ضيق العبارات ، بل بمعنى أنّ العاشق يكون وجهاً للمعشوق ، ومرآةً لجماله ، فيمكن أن نرى المعشوق من خلال عاشقه ، لما يحمل العاشق من أوصاف معشوقه ، وبهذا كان الأنبياء والأوصياء هم وجه الله سبحانه وتعالى.




    نسآلكم خالص الدعاء ..

    [/frame]
  • احزان كربلاء
    • Feb 2010
    • 5533

    #2
    طرح غايه في الروعه
    وفقك الباري
    جزاك الله خير الجزاء

    تعليق

    • دمعة أهل البيت
      • Dec 2012
      • 921

      #3
      سلمت يداكــ بما كتبتــ لنا هنا
      بانتظار جديد قلمكــ الفياض والمبدع
      باحاسيس جميلة ورائعة
      وبانتظار ابداعاتكــ المتميزة
      الف تحية لك




      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4

        سسعدت بطلتكم في متصفحي
        اششكركم على كلماتكم العطرهـ

        تعليق

        • محب الرسول

          • Dec 2008
          • 28579

          #5

          تعليق

          • محـب الحسين

            • Nov 2008
            • 46763

            #6
            طرح رائع
            شكرا جزيلا اختي العزيزه

            تعليق

            • الـدمـع حـبـر العـيـون
              • Apr 2011
              • 21803

              #7

              آسعـدني هــذآ آلــح،،ــــــضور آلرآقـي
              ج،،ـــــــزيل شُكري وآمتنآني لكم

              تعليق

              • نور الزهراء
                • May 2012
                • 3660

                #8
                جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
                بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
                آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
                دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
                ..:ღ:..

                تعليق

                • الـدمـع حـبـر العـيـون
                  • Apr 2011
                  • 21803

                  #9
                  آشْكُرْ لَكــِ كَل الَشُكَرعُلى تَوآجدكــِ
                  تَحيّة مِنْ عُمقْ آلقَلْبْ ..

                  تعليق

                  يعمل...
                  X