إنا أعطيناك الكوثر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    إنا أعطيناك الكوثر


    قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ {3} ﴾




    ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير معنى سورة الكوثر نوجزها في ما يلي:



    جاء في الأمالي للشيخ المفيد (قدس الله نفسه الزكية):


    قال: أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن البغدادي قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن الصلت (1) قال: حدثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله ابن العباس قال:

    لما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " إنا أعطيناك الكوثر "،...

    قال له علي بن أبي طالب (عليه السلام): ما هو الكوثر يا رسول الله ؟

    قال: نهر أكرمني الله به،...

    قال علي (عليه السلام): إن هذا النهر شريف، فأنعته لنا يا رسول الله،...

    قال: نعم يا علي، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله عز وجل، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، حصاؤه الزبرجد والياقوت والمرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله عز وجل.

    ثم ضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده على جنب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا علي إن هذا النهر لي ولك ولمحبيك من بعدي (2).



    وورد في تفسير الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل لآية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: (3)


    " الكوثر ": من الكثرة، وبمعنى الخير الكثير، ويسمى الفرد السخي كوثرا.

    وفي معنى " الكوثر " ورد أنه لما نزلت سورة الكوثر صعد رسول لله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر فقرأها على الناس.

    فلما نزل قالوا: يا رسول الله ما هذا الذي أعطاك الله ؟

    قال: " نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، وأشد استقامة من القدح، حافتاه قباب الدر والياقوت... ". (4)



    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في معنى الكوثر قال: " نهر في الجنة أعطاه الله نبيه عوضا من ابنه " (5).



    وقيل: هو حوض النبي الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة.

    وقيل: هو النبوة والكتاب،...

    وقيل: هو القرآن...

    وقيل: كثرة الأصحاب والأشياع...

    وقيل: هو كثرة النسل والذرية وقد ظهرت الكثرة في نسله من ولد فاطمة (عليها السلام) حتى لا يحصى عددهم، واتصل إلى يوم القيامة مددهم، وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه الشفاعة (6) الفخر الرازي نقل خمسة عشر رأيا في تفسير الكوثر، ولكن هذه التفاسير تبين غالبا المصاديق البارزة لمعناها الواسع وهو " الخير الكثير ".



    وجاء في تفسير التبيان للعلامة الشيخ الطوسي (قدس الله نفسه):

    ثلاث آيات هذا خطاب من الله لنبيه صلى الله عليه وآله على وجه تعداد نعمه عليه. يقول (إنا أعطيناك الكوثر) فالإعطاء إخراج الشئ إلى آخذ له، وهو على وجهين: إعطاء تمليك وإعطاء غير تمليك. (7)

    فإعطاء الكوثر إعطاء تمليك، كإعطاء الأجر، وأصله التناول من عطا يعطوا إذا تناول.



    و(الكوثر) الشئ الذي من شأنه الكثرة، والكوثر الخير الكثير. وهو (فوعل) من الكثرة، قال عطاء: هو حوض النبي صلى الله عليه وآله الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة. وقال ابن عباس: هو الخير الكثير. وروى عن عائشة: أن الكوثر نهر في الجنة جانباه قباب الدر والياقوت، وقال الحسن: الكوثر القرآن. وقال ابن عمر: هو نهر يجري في الجنة على الدر والياقوت.



    جاء في موسوعة بحار الأنوار للعلامة المجلسي (أعلى الله مقامه) (8):

    جاء في كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس، عن أحمد بن سعيد العماري، عن إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن عون، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: " إنا أعطيناك الكوثر "...



    قال: نهر في الجنة عمقه في الأرض سبعون ألف فرسخ، ماؤه أشد بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، شاطئاه من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت، خص الله به نبيه وأهل بيته عليهم السلام دون الأنبياء.



    وفي موضع آخر: (9) تفسير علي بن إبراهيم: " إنا أعطيناك الكوثر " قال: الكوثر نهر في الجنة أعطى الله محمدا عوضا من ابنه إبراهيم (عليه السلام).



    وورد أيضا في البحار: (10) في الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا مع رسول الله ومعي عترته على الحوض، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل بعلمنا، فإن لكل أهل بيت نجيب (11) ولنا شفاعة، ولأهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، حوضنا مترع، فيه مثعبان (12) ينصبان من الجنة، أحدهما من تسنيم والآخر من معين، على حافيته الزعفران وحصاه اللؤلؤ والياقوت وهو الكوثر. (13)



    تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - ص 366


    الحاكم الحسكاني قال: وبه (14) حدثنا حصين، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أريت الكوثر في الجنة قلت: منازلي ومنازل أهل بيتي (15).



    وجاء في كتاب مناقب علي بن أبي طالب (ع): (16)


    قوله تعالى: (إنآ أعطيناك الكوثر) (17)

    ابن مردويه، عن أنس، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " قد أعطيت الكوثر ". قلت: يا رسول الله، ما الكوثر ؟ قال: " نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيتشعث أبدا، لا يشرب منه من أخفر ذمتي، ولا من قتل أهل بيتي ". (18)


    1- هو أبو جعفر محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدي مولاهم الكوفي الأصم وثقه أبو حاتم، روى عن أبي كدينة مصغرا يحيى بن المهلب البجلي، وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ويعني بعطاء ابن السائب.

    2- قال في المجمع: الكوثر فوعل وهو الشئ الذي من شأنه الكثرة، والكوثر الخير الكثير. وقال في الدر المنثور: أخرج البخاري وابن جرير والحاكم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكوثر الخير الذي أعطاه الله إياه، قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن أناسا يزعمون أنه نهر في الجنة ؟ قال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه. وقال العلامة صاحب الميزان بعد نقله الأقوال في معنى الكوثر وأنها تبلغ إلى ستة وعشرين: وكيفما كان فقوله في آخر السورة: " إن شانئك هو الأبتر " وظاهر الأبتر هو المنقطع نسله وظاهر الجملة أنها من قبيل قصر القلب إن كثرة ذريته صلى الله عليه وآله هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وآله، أو المراد بها الخير الكثير وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير، ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله: " إن شانئك هو الأبتر " خاليا عن الفائدة إلى آخر ما أفاده رحمه الله.

    3- (ج 20 - ص 498 – 499)

    4- مجمع البيان، ج 10، ص 549.

    5- المصدر السابق.

    6- المصدر السابق.

    7- (ج 10 - ص 417 – 418)

    8- ( ج 8 - ص 25)

    9- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 8 - ص 135

    10- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 8 - ص 19 - 20

    11- (نجيبا خ ل)

    12- (مثقبان خ ل)

    13- وفى المصدر: شعبان. م

    14- قوله: وبه أي بالاسناد السابق وهو: أخبرنا الوالد، عن أبي حفص ابن شاهين في التفسير، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، أخبرنا أحمد بن الحسن، حدثنا أبي، حدثنا حصين.

    15- شواهد التنزيل: ج 2، ح 1162، ص 486.

    16- كتاب مناقب علي بن أبي طالب (ع): وما نزل من القرآن في علي (ع) - أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني - ص 350

    17- الآية: 1.

    18- الدر المنثور، ج 6، ص 402. ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 376)، قال: حدثني الماوردي قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن جعفر الأصبهاني، حدثني سليمان بن أحمد اللخمي، حدثني روح بن الفرج، حدثني يوسف بن عدي، حدثني حماد المختار، عن عطية العوفي، عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله فقال: " قد أعطيت الكوثر ". قلت: وما الكوثر ؟ قال: " نهر في الجنة، عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب أحد منه فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد أبدا فيشعث، لا يشربه إنسان خفر ذمتي، ولا من قتل أهل بيتي ".



  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    #2

    تعليق

    • الـدمـع حـبـر العـيـون
      • Apr 2011
      • 21803

      #3

      بارك الله فيــــــــــك
      وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة

      تعليق

      • ** خـادم العبـاس **
        • Mar 2009
        • 17496

        #4
        سلمت يداكــ بما كتبتــ لنا هنا
        بانتظار جديد قلمكــ الفياض والمبدع
        باحاسيس جميلة ورائعة
        وبانتظار ابداعاتكــ المتميزة
        الف تحية لك

        تعليق

        • محـب الحسين

          • Nov 2008
          • 46763

          #5
          جزاك الله خير الجزاء

          تعليق

          • نور البتول الطاهرة
            • Aug 2010
            • 3064

            #6
            بارك الله فيك على الطرح القيم
            جعلها في ميزان حسناتك
            جزاك الله خير

            تعليق

            • عبد الحق
              • Sep 2011
              • 5697

              #7
              بسم الله
              السلام عليكم

              جميل أيها المحب

              جزاك الله خير الجزاء

              تعليق

              • نهر الشوق
                • Mar 2013
                • 23

                #8
                جزاك الله خيرا

                تعليق

                • الظهور
                  • Sep 2012
                  • 456

                  #9
                  جاء في تفسير الصافي الاتي:
                  سورة مكية وقيل مدنية وهي ثلاث آيات بالاجماع
                  بسم الله الرحمن الرحيم (1) إنا أعطيناك الكوثر الخير المفرط الكثرة وفسر بالعلم والعمل والنبوة والكتاب وبشرف الدارين وبالذرية الطيبة.
                  وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) هو الشفاعة. وعنه (عليه السلام) قال هو نهر في الجنة اعطاه الله نبيه عوضا من ابنه.
                  والقمي مثله
                  وفي الامالي عن ابن عباس قال لما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنا أعطيناك الكوثر قال له علي بن أبي طالب (عليه السلام) ما الكوثر يا رسول الله قال نهر أكرمني الله به قال علي (عليه السلام) ان هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول الله قال نعم يا علي الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه اشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل والين من الزبد حصاه الزبرجد والياقوت والمرجان حشيشه الزعفران ترابه المسك الاذفر قواعده تحت عرش الله عز وجل ثم ضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جنب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال يا علي هذا النهر لي ولك ولمحبينك من بعدي.

                  وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه سئل عنه حين نزلت السورة فقال نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير وهو حوضي ترد عليه امتي يوم القيامة انيته عدد نجوم السماء فيختلج (1) القرن منهم فأقول يا رب إنهم من امتي فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

                  وفي الخصال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي عترتي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا فان لكل أهل نجيبا ولنا نجيب ولنا شفاعة ولاهل مودتنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض فانا نذود عنه أعدائنا ونسقي منه أحبائنا وأوليائنا من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا حوضنا فيه مشعبان ينصبان من الجنة أحدهما من تسنيم والاخر من معين على حافتيه الزعفران وحصاه اللؤلؤ وهو الكوثر.

                  (2) فصل لربك فدم على الصلاة
                  وانحر في المجمع عن الصادق (عليه السلام) هو رفع يديك حذاء وجهك وفي رواية فقال بيده هكذا يعني استقبل بيده حذاء وجهه القبلة في افتتاح الصلاة.
                  وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما نزلت هذه السورة قال النبي (صلى الله عليه وآله) لجبرئيل ما هذه النحيرة التي امرني بها ربي قال ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت فانه صلاتنا وصلاة الملائكة في السموات السبع فان لكل شئ زينة وان زينة الصلاة رفع الايدي عند كل تكبيرة.
                  وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) انه سئل عنه فقال النحر الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه ونحره.

                  أقول: وفي تفسير العامة إن المراد بالصلاة صلاة العيد وبالنحر نحر الهدي والا ضحية.

                  (3) إن شانئك مبغضك هو الابتر الذي لا عقب له إذ لا يبقى له نسل ولا حسن ذكر وأما انت فتبقى ذريتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة ولك في الاخرة ما لا يدخل تحت الوصف
                  القمي قال دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن العاص فقال عمرو يا أبا الابتر وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمي أبتر ثم قال عمرو إني لا شنئ محمدا أي ابغضه فأنزل الله على رسوله السورة ان شانئك هو الابتر يعني لا دين له ولا نسب.

                  في ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق (عليه السلام) من كانت قراءته انا اعطيناك الكوثر في فرائضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة وكان محدثه عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أصل طوبى.

                  اعتذر منكم للاطالة
                  اسألكم الدعاء

                  تعليق

                  • نور الزهراء
                    • May 2012
                    • 3660

                    #10
                    جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
                    بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
                    آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
                    دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
                    ..:ღ:..

                    تعليق

                    يعمل...
                    X