تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
العباس عليه السلآم ينطلق من المبادىء
من عادة الفارس الذي ينزل في ساحة القتال أن يُعرّف نفسه من هو ماهي مبادئه وأخلاقه .
وماهي المبادىء التي يناضل ويقاتل من أجلها . ومن هذا المبدأ انطلقت شعارات أبي الفضل
العباس عليه السلآم التي أطلقها يوم عاشوراء في مواطن عديدة
ففي وقوفه على الماء وامتناعه من الشرب قبل أخيه الحسين عليه السلآم كان له شعار يعكس
المبدأ العظيم والمبادىء القدسيه التي حملها وقاتل من أجلها ومنها الإيثار والمواساة , والدفاع عن
الحق , والعرض , والشرف إلى آخر نبضة في عروقه فكان يخاطب نفسه :
" يا نفس من بعد الحسين هوني " " هذا الحسين وارد المنون "
" وتشربين بارد المعين " " هيهات ما هذا فعال ديني "
" ولا فعال صادق اليقين "
فهو يؤكد هنا أن شرب الماء والالتذاذ بطعمه في مثل هذه الحالة يعد مخالفاً لمبادىء وفعال الدين
الإسلامي الحنيف .. لأنه دين الحق والإيثار والمواساة والنجدة .. دين الشجاعة والكرم والبسالة
وليس من النجدة أن أشرب الماء وإلى جواري نساء وأطفال صغار قد صرعهم العطش وهم يصرخون
العطش العطش قد قتلنا فهل إلى شربة ماء من سبيل ؟
هذا كان شعاره في وقوفه على الماء .
" سل الشريعة عنه يوم خاض بها
هل ذاق للماء طعماً وهو غارفه
رمى المعين بنهر من أنامله
وصدّ عنه وما بلت مراشفه
إن لم يزد معنى في شجاعته
على أبيه فقد ساوت مواقفه "
ونفس الشي نجده _ أي أبا الفضل العباس عليه السلآم _ يطلق أهدافه من خلال أرجوزته التي أطلقها
ساعة حمل بها على القوم وهو يرتجز ويقول :
" لا أرهب الموت إذا الموت زقا
حتى أوارى في المصاليت لقا
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقا
إني أنا العباس أغدو بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى "
ونحن هنا أمام لوحة رائعة تبين كرم وشجاعة هذا البطل العظيم ..
ليس فقط تبين شجاعته بل وأيضاً تبين هذه الأبيات مدى اهتمام أبي الفضل بقضاء حوائج الناس
والسعي من أجل إنقاذهم وخلاصهم وذلك بقوله " حتى أوارى في المصاليت لقا " .
والمصاليت جمع مصلات .. والمصلات من الرجال هو : الرجل الشجاع الماضي في الحوائج
يقال : هو من مصاليت الرجال
أي من شجعانهم الماضين في قضاء حوائج الآخرين .. هكذا جاء في كتب اللغة والأدب تفسير
هذه الكلمة وهي : المصاليت .
ولآ شك أنه باب من أبواب الله في قضاء حوائج المحتاجين وكشف كرب المكروبين
وماينطبق على هذين الشعارين , ينطبق أيضاً على الشعار الذي أطلقه أبو الفضل عليه السلآم ساعة فقد
يمينه في سبيل الله فقال :
" والله أن قطعتمو يميني
إني أحامي أبداً عن ديني
وعن إمام صادق اليقين
نجل النبي الطاهر الأمين "
فهو يعلن أمام الملأ أن قطع اليمين لا يثنيه عن مسيرته ولا يصده عن الحق .. بل بالعكس
إن قطع اليد في سبيل الحق لهو أكبر حافز على المضي في الطريق إلى نهاية الشوط .
لذلك يخاطبه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلآم بقوله :
" أشهد أنك لم تهن ولم تنكل وإنك مضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بالصالحين ومتبعاً للنبيين فجمع
الله بيننا وبينك في دار جنات النعيم " .
....
منقول
تعليق