سامري العصر!!.. ولعبة عِجل بني إسرائيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سكون الليل
    • Nov 2008
    • 2787

    سامري العصر!!.. ولعبة عِجل بني إسرائيل

    سامري العصر!!.. ولعبة عِجل بني إسرائيل



    يدور الزمان دورته، ويتوارث أعداء الإسلام حبَّ عجل بني إسرائيل، الذي ورثوها عن جدهم الأكبر (السامري)، حيث كان من قومٍ يعبدون البقر (كما ثبت في (حديث الفتون) الطويل الذي يرويه عبد الله بن عباس م)، فلما خرج بنو إسرائيل مع موسى من مصر، التحق بهم السامري؛ ولِما يعلمه السامري أنَّ بني إسرائيل بهم شغف قديم بالعجل وتعلق به، دخل عليهم السامري من هذا الباب واحتال عليهم واستغل ذهاب موسى لميقات ربه، فقال لهم: »قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ«، ثم قام بفعله الخسيس »فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ«، فقال الضُّلال من بني إسرائيل، أصحاب النفوس الضعيفة، الذين يفتتنون بكل جديد: »فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ«؛ أي: فنسي موسى ربه عندنا، وذهب يتطلبه، وربهُ هاهنا!، -تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا، وتقدست أسماؤه وصفاته، وتضاعفت آلاؤه وهباته-، قال الله تعالى ردًّا عليهم، وتقريعًا لهم، وبيانًا لفضيحتهم وسخافة عقولهم فيما ذهبوا له: »أَفَلا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا«، ولما تنبهوا لما فعلوا »وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ« أي: ندموا على ما صنعوا »وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ«.


    وقد حرص أعداء الدين -وعلى مرّ العصور- على فكرة استنساخ صور عصرية من عجل السامري!؛ ليضللوا الناس بأفكارهم، ويحيدوهم عن المسار الإيماني، والصراط الرباني. إنهم يسعون لأن يُشربوا المسلمين حبَّ عُجولهم، حتى يتخلصوا من الحصون الإيمانية حول أفئدتهم، فإذا وصلوا إليها واستحكموا على لبّها، وأصبح المرء تحت سيطرتهم باتباعهم حذو القذة بالقذة، أخذوا في بثِّ عقائدهم الفاسدة، وتنفيذ مخططاتهم الخطيرة!.. وها هي -كما ترون اليوم- تلكم الحقيقة المرّة، والورطة الكبرى، أنّ كثيرًا من المسلمين قد أشربوا من قلوبهم حب العجول، بسبب التضليل المسلط عليهم من قِبَل أعداء الدين من الخارج والداخل... فكلما جاءهم سامري يدعوهم إلى هواه، ويصنع لهم عجلًا ليسوقهم إلى مبتغاه، أطاعوه، وانقادوا لخواره،... إلا من رحم الله، وقليل من هم!



    أيها المسلمون، تأملوا معي هاتين الصورتين للسامريبن الجدد!، وعجولهم العصرية المبتكرة!، المسلطة على الإسلام وأهله!:

    أولها: سامريون من خارج أمة الإسلام، يسلطون عجولهم نحونا للنيل من بيضتنا.
    وآخرون: من أمتنا، ويظهرون حب نبينا، ألسنتهم أحلى من العسل، وفعالهم كالأسل في جلود الضأن على قلوب الذئاب، حادوا عن الجادة، واغتروا بالأفكار الغربية الهادة.


    وإليكم التفصيل:

    أولًا: (الإعلام) سامري العصر!!، وعِجله (الفضائيات)!!:

    إن لكل عصر سامري يضلل الناس عن ربهم، ويبعدهم عن أمر دينهم، وسامري العصر الأكبر ودجاله الأعظم ذلك (الإعلام المضلِل!)، وعِجله (الفضائيات المفسدة!).


    لقد تمكن أعداء الإسلام من توظيف هذا السامري العصري توظيفًا مخيفًا، وطلبوا منه تسليط عِجله الجديد على الأمة الإسلامية، فاخترقوا البيوت، وأسروا الألباب، ونشروا ثقافة حزب الشيطان وأصّلوها بين عباد الرحمن.

    إننا تجد أن الإعلام المسلط علينا يتحكم في جميع أمورنا الحياتية، ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصنا، يؤثر علينا، ويسلط سحره على عقولنا، ويتصرف في الحقائق على النحو الذي يرتضيه أعداؤنا، حتى أصبح جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية،.. لقد أصبحنا أما هذا الزخم الإعلامي المسلط علينا مُسَيرون بالدرجة الأولى لا مخيرون، مأسورون أمام ما يملى علينا.


    إخوة الاسلام، لو تمعنتم جيدًا في (التداعي) المقصود في حديث رسول الله حيث يقول: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم، من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها!»، لوجدتموه أوسع من أن يكون تداعيًا عسكريًا وتكتلًا مسلحًا فحسب، بل يمكن –تمامًا- أن يكون هذا التداعي يشمله –أيضًا- حشد أعداء الله لكل سلاحٍ يستطيعوا من خلاله الوصول إلى هدم هذا الدين، وكسر شوكة المسلمين.


    وقد تمكنوا مِن ذلك، من خلال (الإعلام العصري!!)، تلك الأداة التي برهنت أنها أشد فتكًا من أزير الرصاص ودوي المدافع وهدير الطائرات، فقد تم تسليطه على جميع شرائح الأمة الإسلامية وطبقاتها، فأثر فيها مالم تؤثر جميع الحملات العسكرية والتنصيرية عليها.




    فأنت ترى كيف أصبح الشباب متأثرًا بالثقافة الغربية المنحرفة؟!.. وكيف أصبحت الرموز الماسونية الكفرية الغامضة منتشرة بين المجتمعات المسلمة؟!.. وكيف استبدلت الرموز النيّرة من أبطال هذه الأمة –أمثال الصحابة الكرام، والأئمة الأعلام- برموز الغرب الماجن، حيث استطاع (الإعلام الغربي) من خلال (فضائياته المنحرفة) من ترسيخ أبطال صنعتهم (فضائياتهم، ودُور السينما، والملاعب!)؟!.. وكيف أن الكثير من النساء المسلمات أصبحن يتشبهن بالمرأة الغربية الكافرة في تبرجها وسفورها، بل وحتى في فكرها المنحرف؟!.. وها أنت ترى كيف تمكنت (الفضائيات العميلة!) مؤخرًا من تحريك الشارع العربي وإثارته؟!.. وما حصل كل ذلك إلا من بعد أن استطاع (الإعلام الغربي) من التأثير على عقول الأمة، وإشرابها الأفكار الهدامة والمعتقدات الضالة.
    ولكن الخير في هذه الأمة باقٍ..


    لقد بدأ التحرك الفعلي لمواجهة هذا الغزو الإعلامي الفكري على الأمة الاسلامية، فأنشأت في المقابل فضائيات تسعى فيما يبدو للمسلمين إلى إعلام صحيح، وتعمل على ترسيخ القيم الإسلامية، ونشر العلم والمعرفة بين المجتمع المسلم على نقص فيها، وتحزب يعتريها... نسأل الله أن يوفقنا ويعيننا لإيجاد إعلام سني من خلال إنشاء فضائيات علمية تربوية دعوية تهتم بتأصيل التوحيد الخالص، ونشر تعاليم الدين الحنيف، ونشر مبادىء الإسلام السمحة، وتنمية موارد الأمة الثقافية والاجتماعية، فهذا هو السبيل الوحيد لنصرة راية التوحيد، ونسف هذا العِجْل الجديد!






    ثانيًا: كلمات حق يراد بها باطل!.. «الشعارات الرنانة» أنموذجًا!




    في الجانب الشرقي من بغداد تقع (النهروان)، حيث يرفع الخوارج المصاحف على رؤوس الرماح، وتنتفخ أوداج القوم وتعلوا أصواتهم، مطالبين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ا بتحكيم القرآن –زعموا-، مرددين: »إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ«، ومستدلين بـ »وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ« (الظَّالِمُونَ) )الْفَاسِقُونَ(.. فيتنبه أمير المؤمنين علي لمآربهم، وتنكشف له مخططاتهم، فيوجه لهم رسالة جامعة مانعة ذات تأثير عجيب، صدع بها رضي الله عنه في وجه الخوارج الذين خرجوا عليه قائلاً: «لقد قالوا كلمة حق أرادوا بها باطلًا!».



    تلك الجملة المشهورة التي كانت كفيلة برد شبهات القوم وفضح أطماعهم،.. ثم أصبحت بعد ذلك سلاحًا لكل مسلم صادق يريد كشف زيف تلكم الشعارات الرنانة، والدعوات الهدامة، والمؤآمرات الغامضة، التي تحيط بالأمة الإسلامية.


    وها نحن اليوم، نعلنها مدوّية في وجه حَمَلة الرايات العمّية، والأصوات حزبية، التي تسترت خلف عجلٍ من سلالة العجول السامرية!، تلكم (الشعارات الرنانة!) كمطلب (الحرية والعدالة)، و(الحرية التعبير)، فجعلوا ظاهر شعاراتهم فيها الرحمة، وباطنها من قِبَلِهِ العذاب!.. إنهم يحاولون شرعنة الدعوة الماركسية!.. وإعادتها على الساحة العالمية!،.. بإلباسها العباءة الإسلامية!.. ليروجوا بضاعتهم الحزبية على الأمة المحمدية!.. لكي يصلوا -بعد ذلك- إلى أطماعهم الدنيوية!.


    فيا ترى، ما هي الحرية التي يدعون؟.. وما العدالة التي بها يطالبون؟.. وهل بمفهومهم للإسلام هم يصطدمون؟.



    ولذلك، فالواجب على الناس، أن يتنبهون لمكر هؤلاء (السامريين الجدد)، ويَحذَروا من (عجولهم المضللة)، ويقفوا صفًا واحدًا في وجه كل من يريد أن يفرق شمل الأمة، ويزيد الهوّة، ويبعدها عن المسار الصحيح.. «وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ» [فاطر: 10].


    أخيرًا وليس آخرًا..

    لأن ضلَّ بنو إسرائيل بسبب عجلٍ واحد سلطه عليهم السامري، فأغواهم واستحقوا سخط الله تعالى عليهم، فإن أمة محمد قد تكالبت عليها الأمم، وسلطت عليها عجول سامرية شتّى؛ ليضلوها عن الصراط المستقيم، وهدي سيد المرسلين،..


    إذن، فإما أن تتبعوا عجولهم؛ فيحل عليكم الغضب الرباني، والمقت الإلهي، وإما أن تقفوا في وجه هذه العجول الجديدة، وتحذروا من أساليبهم المريبة، وحزبياتهم المقيتة، فتكونوا أعزة، ويُمكّن الله لهذه الأمة، فتنعم بما وعدها الله تعالى به «وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ» [الروم: 4، 5]، وقال: «وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ» [المنافقون: 8].
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
    باركك الله على الطرح المميز
    الله يعطيك العافيه
    جزاك الله كل خير

    تعليق

    • سكون الليل
      • Nov 2008
      • 2787

      #3
      شاكر مروركي اختي

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4
        جَزّآَِكِـ آِللَهُ خَيْراً عِلْىَ طَيّبِ مَآ طَرِحْتِ ..
        طَرْحٌ قَيْمٌ جِدَاً ..

        تعليق

        • احزان كربلاء
          • Feb 2010
          • 5533

          #5
          بارك الله فيك خيي

          يعطيك العافيه على الطرح

          ننتضر جديدك

          تعليق

          • محب الرسول

            • Dec 2008
            • 28579

            #6
            جزاك الله احسن الجزاء
            بارك الله بك

            تعليق

            • محب الرسول

              • Dec 2008
              • 28579

              #7
              جزاك الله احسن الجزاء
              بارك الله بك

              تعليق

              • سكون الليل
                • Nov 2008
                • 2787

                #8
                شكرا نورتم موضوعي المتواضع

                تعليق

                • دمعة أهل البيت
                  • Dec 2012
                  • 921

                  #9

                  تعليق

                  • سكون الليل
                    • Nov 2008
                    • 2787

                    #10
                    نورتي متصفحي شكرا

                    تعليق

                    • نور الزهراء
                      • May 2012
                      • 3660

                      #11
                      جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
                      بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
                      آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
                      دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
                      ..:ღ:..


                      تعليق

                      يعمل...
                      X