:65:بسم الله الرحمن الرحيم :65:
هذه عدّة آياتٍ تعبّر عن الإنسان أنّه ظلومٌ:
(إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا**إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ظلوم يعني الإنسان كثير الظلم، الظلوم هو كثير الظلم، الإنسان كثير الظلم، هل الظلم صفة متأصلة في ذات الإنسان لا يمكن أنْ يفارقها كما يقول المتنبي؟
والظلمُ مِنْ شِيَمِ النّفوسِ فإنْ تجدْ ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يظلمُ
يعني الذي لا يظلم هو الاستثناء وإلا القاعدة هي أنْ يظلم الإنسانُ، فإنْ تجد ذا عفةٍ فلعلة لا يظلمُ، هل الظلم هكذا أم لا؟! القرآن يُرْجِعُ الظلمَ إلى جذرٍ آخر، يقول: الظلم ليس هو الأساس، الظلم عرضٌ له جذرٌ آخر، ما هو؟ (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)
متى يطغى؟ متى يظلم؟ إذا رأى نفسه استغنى عن الآخرين، مادام محتاجًا للآخرين فإنّه يعيش الانقيادَ ويعيش التّسليمَ، وبمجرّد أنْ يشعر بالغنى وعدم الحاجة يبدأ في الطغيان والاعتداء والظلم، (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى).
وهذا الطغيان وهذا الظلم منشؤه غريزةٌ وهي غريزة التّملك، كلّ إنسانٍ يعيش غريزةَ التّملك، يحبّ تملك الأشياء، يحبّ أنْ يسيطر عليها، يحبّ أنْ يستولي عليها، ولذلك الله سخّر له هذا الكونَ كله لأنّه ينسجم مع غريزة التّملك لدى الإنسان، (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ** وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)، غريزة التّملك هي غريزة متأصّلة، لكنّ الدّين عالجها، قال: اصرف غريزة التّملك للأمور المحللة ولا تذهب بها إلى الظلم والطغيان، "يُسْألُ العبدُ يوم القيامة عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، عن عمره فيما أفناه، عن ماله مِنْ أين اكتسبه، وفيما أنفقه".
سماحة العلامة السيد منير الخباز
هذه عدّة آياتٍ تعبّر عن الإنسان أنّه ظلومٌ:
(إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا**إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ظلوم يعني الإنسان كثير الظلم، الظلوم هو كثير الظلم، الإنسان كثير الظلم، هل الظلم صفة متأصلة في ذات الإنسان لا يمكن أنْ يفارقها كما يقول المتنبي؟
والظلمُ مِنْ شِيَمِ النّفوسِ فإنْ تجدْ ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يظلمُ
يعني الذي لا يظلم هو الاستثناء وإلا القاعدة هي أنْ يظلم الإنسانُ، فإنْ تجد ذا عفةٍ فلعلة لا يظلمُ، هل الظلم هكذا أم لا؟! القرآن يُرْجِعُ الظلمَ إلى جذرٍ آخر، يقول: الظلم ليس هو الأساس، الظلم عرضٌ له جذرٌ آخر، ما هو؟ (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)
متى يطغى؟ متى يظلم؟ إذا رأى نفسه استغنى عن الآخرين، مادام محتاجًا للآخرين فإنّه يعيش الانقيادَ ويعيش التّسليمَ، وبمجرّد أنْ يشعر بالغنى وعدم الحاجة يبدأ في الطغيان والاعتداء والظلم، (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى).
وهذا الطغيان وهذا الظلم منشؤه غريزةٌ وهي غريزة التّملك، كلّ إنسانٍ يعيش غريزةَ التّملك، يحبّ تملك الأشياء، يحبّ أنْ يسيطر عليها، يحبّ أنْ يستولي عليها، ولذلك الله سخّر له هذا الكونَ كله لأنّه ينسجم مع غريزة التّملك لدى الإنسان، (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ** وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)، غريزة التّملك هي غريزة متأصّلة، لكنّ الدّين عالجها، قال: اصرف غريزة التّملك للأمور المحللة ولا تذهب بها إلى الظلم والطغيان، "يُسْألُ العبدُ يوم القيامة عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، عن عمره فيما أفناه، عن ماله مِنْ أين اكتسبه، وفيما أنفقه".
سماحة العلامة السيد منير الخباز
تعليق