المصائب وسيلة لتفجير القابليات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    المصائب وسيلة لتفجير القابليات

    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.ahbabhusain.net/vb/mextraedit4/backgrounds/27.gif');border:10px solid green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:10px solid white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    المصائب وسيلة لتفجير القابليات


    الكاتب



    آية الله الشيخ الشيخ جعفر السبحاني



    يحطّ الإنسان قدمه على هذه الأرض و هو يحمل في كيانه جملة كبيرة من القابليات و المواهب التي تبقى في مرحلة القِوى و في صورة الطاقات المعطّلة المخزونة، إلاّ أن تتوجّه إليها صدمة قويّة تحرك القابليات، و تفجّر المواهب، و تُظهر المعادن، و تصقل الجواهر.


    و بعبارة واضحة:





    إذا لم يتعرّض الإنسان للمشاكل في حياته فإنّ قابليّاته و مواهبه المكنونة بين جوانحه ستبقى جامدة هامدة لاتنمو و لاتنفتح، بل تبقى في مرحلة القوّة و الذخيرة المهملة، فإذا تعرّض الإنسان للمشاكل والمحن تفتّقت فيه تلك القابليات، و نمت تلك المواهب، و انتقلت الطاقات الكامنة من مرحلة القوّة إلى مرحلة الفاعلية، و تفتّحَ فكره، و تكامل عقله.

    و لايعني هذا أن يعمد الإنسان بنفسه إلى خلق المشاكل، و إثارة الشدائد و المصائب و جرّها إلى نفسه ابتداءً، بل يعني أن يستقبلها الإنسان ـ إذا جاءت ـ برحابة صدر، و يستفيد منها في تفجير قابلياته، و تنمية مواهبه، و إذكاء عقله، و تقوية روحه، لا أن يستسلم أمام عواصفها، أو ينهزم أو ينهار، فلا يحصد إلاّ الخسران، و لا يقطف إلاّ ثمرة السقوط المُرّة.


    إنّ البلايا و المصائب و المحن خير وسيلة ـ لو أحسن المرء استغلالها و استخدامها ـ لتفجير الطاقات، بل تقدّم العلوم، ورقيّ الحياة البشريّة.

    فهاهم علماء الحضارة يصرّحون بأنّ أكثر الحضارات لم تتفتّق و لم تزدهر إلاّ في أجواء الحروب و الصراعات و المنافسات، حيث كان الناس يلجأون فيها إلى استحداث وسائل الدفاع و في مواجهة الأعداءِ المهاجمين، أو إصلاح ما خلّفته الحروب من دمار و نقص و تخلّف، أو تهيئة ما يستطيعون به على مقاومة الحصار مثلاً.


    فقد كانت




    ـ في مثل هذه الظروف ـ تتفتّق المواهب و تتحرّك القابليّات لملافاة ما فات، و تكميل ما نقص و تهيئة ما يلزم.



    و من هنا قالوا:




    "إنّ الحاجة اُمّ الاختراع".



    قال العلامة الطباطبائي في هذا الصدد:




    «إنّ البحث الدقيق في العوامل المولّدة للسجايا النفسانيّة بحسب الأحوال الطارئة على الإنسان في المجتمعات يهدي إلى ذلك، فإنّ المجتمعات العائلية و الأحزاب المنعقدة في سبيل غرض من الأغراض الحيوية دنيويّة أو دينيّة في أوّل تكوّنها و نشأتها تحسّ بالموانع المضادّة و المحن الهادمة لبنيانها من كلّ جانب فتتنبّه قواها الدافعة للجهاد في سبيل هدفها المشروع عندها، و يستيقظ ما نامت من نفسيّاتها للتحذّر من المكاره، و التفدية في طريق مطلوبها بالمال و النفس، و لا تزال تجاهد و تفدي ليلها و نهارها، و تتقوّى و تتقدّم حتى تمهّد لنفسها فيها بعض الاستقلال و يصفو لها الجوّ بعض الصفاء، و تأخذ بالاستفادة من فوائد جهدها».


    ثم إنّنا لاندّعي بأنّ هذه النتائج و الثمار توجد دائًما في جميع الحوادث و الكوارث، و إنّما في أغلبها.

    فإنّ أغلبيّة هذه المصائب و البلايا تعطي دفعة قويّة لقابليات الأفراد، و تطرد الكسل عن نفوسهم و الجمود عن أفكارهم.



    أليس الحديد يزداد قوة و صلابة كلّما تعرّض للنار، و أليس السيف يزداد حدة و قاطعية كلّما تعرّض للمبرد.


    و من هنا



    فإنّ الوالدين اللذين يعمدان إلى تربية ولدهما تربية ناعمة مرفّهة بعيدة عن الصعوبات و الشدائد، لايقدّمان إلى المجتمع إلاّ إنسانًا هزيلاً ضعيف الإرادة فاقد الطموح، أشبه ما يكون بالنبتة الغضّة في مهبّ الريح، بل و التبنة الخفيفة الوزن أمام هبوب العاصفة تأخدها يمينًا و شمالاً.


    و أمّا الذي ينشأ نشأة خشنة محفوفة بالمشاكل و المصائب، و المصاعب و المتاعب، فإنّه يكون أشبه بالصخرة الصلبة التي تتكسر عليها كلّ السهام، و تتحطّم عندها كلّ العواصف أو كما وصف الامام علي (عليه السلام) إذ قال: «ألا إنّ الشجرة البرية أصلب عودًا، و الروائع الخضرة أرقّ جلوداً، و النباتات البدوية أقوى وقودًا، و أبطأ خمودًا».



    و إلى هذه الحقيقة ذاتها


    يشير قوله سبحانه:




    ﴿فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ [ النساء/19].



    و قوله تعالى:




    ﴿فَاِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * اِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ [الشرح/5و6].



    و قوله سبحانه:



    ﴿فَاِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَ اِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ [ الشرح/7و8].



    أي تعرّض للنصب و التعب بالإقدام على العمل و السعي و الجهد كلّما فرغت من العبادة، و كأنّ النصر و المحنة حليفان لا ينفصلان، و إخوان لايفترقان.



    و خلاصة القول:



    إنّ القدرة على المقاومة و الظفر بالنجاح يتوقّف على صلابة الإنسان الحاصلة من المرور بالصعوبات و المشاق، ليزداد قوّة إلى قوّة، و تماسكًا إلى تماسك كما يزداد الحديد صلابة إذا تعرّض لمطرقة الحدّاد، و لكي يخلص عقله و روحه من علائق الكسل و الجمود كما يخلص الذهب من الشوائب إذا تعرّض لألسنة اللهب.
    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN][/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    #2

    تعليق

    • الـدمـع حـبـر العـيـون
      • Apr 2011
      • 21803

      #3
      كل الشكر لك على تواجدك الجميل وردك الرائع
      اسعدني جدا مرورك .. ربي يعافيك ويسعدك
      دمت بالف خير .

      تعليق

      • عبد الحق
        • Sep 2011
        • 5697

        #4
        بسم الله
        السلام عليكم

        طرح جميل بارك الله فيك
        وشكراً جيلاً لك

        تعليق

        • احزان كربلاء
          • Feb 2010
          • 5533

          #5
          بارك الله فيك على الطرح القيم
          بوركتي

          تعليق

          • نور الزهراء
            • May 2012
            • 3660

            #6
            جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
            بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
            آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
            دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
            ..:ღ:..

            تعليق

            • الـدمـع حـبـر العـيـون
              • Apr 2011
              • 21803

              #7
              أشكركم على مروركم الرآآئع
              تتعطر وتشرف متصفحي بحضوركم
              لكِم أعذب زهور اليآسمين
              دمتِم بكل خير

              تعليق

              • dinaafifi
                عضو محظور
                • Apr 2013
                • 5

                #8
                مشكووووووور اخى

                تعليق

                • نور الزهراء
                  • May 2012
                  • 3660

                  #9

                  جـزاككم الله خير الجزاء

                  الله يعطيكم الف عافيه

                  لاعدمنا جمال اطروحاتكم

                  تححياتي

                  تعليق

                  • الـدمـع حـبـر العـيـون
                    • Apr 2011
                    • 21803

                    #10

                    كل كلماتي تنحني لك احترام
                    لمروورك الكريم على متصفحي المتواضع

                    تعليق

                    • ** خـادم العبـاس **
                      • Mar 2009
                      • 17496

                      #11
                      شكرا جزيلا لكِ اختي العزيزه
                      جزاكِ الله خير الجزاء

                      تعليق

                      • أنوار الولاية
                        • Dec 2010
                        • 2871

                        #12






                        يسلمو وبارك الله فيك على الموضوع الجميل






                        تعليق

                        • الـدمـع حـبـر العـيـون
                          • Apr 2011
                          • 21803

                          #13

                          مشكوورين علي المرور الكريم
                          و أسعدني وجودكم الرائع في
                          صفحتي المتواضعة

                          تعليق

                          يعمل...
                          X