{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا‎..}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا‎..}

    [align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.ahbabhusain.net/vb/mextraedit4/backgrounds/114.gif');border:9px solid deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
    اللهم صل على محمد و آل محمد


    بسم الله الرحمن الرحيم


    {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا..‎}

    ما تفسير هذه الآية..

    {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}
    ([110])
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
    أولاً: الاصطفاء يعني الاختيار، والذي اختار هنا هو الله سبحانه وتعالى، بل وفي الاصطفاء معنى آخر غير الاختيار، وهو الفضل على من اختير من بينهم ولذا كان من بين أشهر أسماء النبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم) هو المصطفى.
    وفي الآية أيضاً وصفٌ لهؤلاء المصطفين، وهو أنّهم عباد الله، وهو فضل عظيم لهم بلا شك، فأنت تجد أنّ خير ما تشهد به لرسول الله محمد (صل الله عليه وآله وسلم) أنّه عبد الله، وهذا الاسم لرسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) (عبد) ورد في القرآن وفي موضع مدح عظيم لرسول الله محمد (صل الله عليه وآله وسلم) في سورة النجم ([111.
    ثم إنّ هؤلاء العباد المصطفين أورثوا الكتاب، وورثة الكتاب هم الأنبياء والأوصياء لا غيرهم.
    فهنا تجد أوصافاً لا تنطبق إلاّ على نبي أو وصي، وهي أنّهم عباد الله حقاً، والشاهد لهم الله أنهم مصطفون، والذي اصطفاهم الله، إنّهم ورثة الكتاب والذي أورثهم الله سبحانه.

    ويبقى إنّهم ثلاث مراتب:


    1- ظالم لنفسه، 3- مقتصد، 2- سابق بالخيرات.

    والسابق بالخيرات: هم فقط محمد وآل محمد (صل الله عليه وآله وسلم
    .
    والمقتصد: هم نوح وإبراهيم (عليهما السلام)، والأنبياء والمرسلون الأئمة من ولد إبراهيم (عليه السلام).

    وظالم لنفسه: هم باقي الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) الذين سبقوا إبراهيم ومن ذرية إبراهيم (عليه السلام)([112

    قال تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ ([113])
    .
    أي الظالمون من الأنبياء، وظلم الأنبياء ليس بمعصية، بل هو تقصيراً في أداء العمل نسبة إلى غيره من الأنبياء الأئمة (عليهم السلام)، فنفس العمل إذا كلّف به يونس (عليه السلام) ومحمد (صل الله عليه وآله وسلم) لن يكون أداء يونس (عليه السلام) له بنفس مستوى أداء محمد (صل الله عليه وآله وسلم)، فهذا التقصير من يونس هو ظلم، سبّب له أن لا يكون من الأئمة من ولد إبراهيم (عليه السلام)، وسبّب له أن لا يكون بمرتبة محمد (صل الله عليه وآله وسلم) 114]).

    إقرأ المتشابهات إذا أردت تفصيلاً أكثر لهذه الآية ([115]).

    * * *


    هوامش :


    [111]- وهو قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم: 1 – 18. (المعلق)

    .
    [112]- هنا كلام السيد أحمد الحسن حول انطباق هذه الآية في الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ومحمد والأوصياء من عترته (صلى الله عليه وآله وسلم)، والكلام في هذا الجانب يختلف نسبياً عمّا لو كان في ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة، أي بغض النظر عن الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، وكلا الجانبين يدور حول معرفة فضل أهل البيت (عليهم السلام) والإقرار الكامل لهم، أي معرفة الإمام والتسليم له، كما في الرواية الآتية:
    عن سالم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
    (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ)
    قال: (السابق بالخيرات: الإمام،
    والمقتصد: العارف للإمام،
    والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام)

    الكافي: ج1 ص214
    .
    واعلم أن الظالم لنفسه ليس هو الخارج عن طاعة وولاية أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأن الذي يموت على غير ولاية أهل البيت(عليهم السلام) لا يدخل الجنة، بينما وصفت هذه الآية الأصناف الثلاثة بأنهم مصطفون، ومن أهل الجنة في الآيات التي تليها، ومن المعلم أن الله تعالى لا يصطفي من كان من أهل النار، وإنما الظلم هنا هو التقصير في المعرفة أو في الطاعة والاقرار والتسليم.
    وهذا ما نص عليه الإمام الرضا (عليه السلام) في الخبر الآتي:

    في مناظرة بين الإمام الرضا (عليه السلام) وبين علماء بعض الطوائف في مجلس المأمون العباسي:


    (... فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا). فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلكالأمة كلها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (عليه السلام): لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: أراد الله العترة الطاهرة.فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟ فقال له الرضا (عليه السلام): إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة، لقول الله تبارك وتعالى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ)
    فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم)

    الأمالي للشيخ الصدوق: ص615.

    ومن المعلوم أن الله تعالى أن الله تعالى امتحن الأمم السابقة والأنبياء والمرسلين بولاية أهل البيت (عليهم السلام) والإقرار لهم، كما أمتحن أمة محمد (صل الله عليه وآله وسلم) بذلك، كما في الرواية الأتية عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
    عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قوله تعالى:

    (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)
    قال: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام): مالله نبأ أعظم مني وما لله آية أكبر مني، وقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي)

    مستدرك سفينة البحار -
    للشيخ علي النمازي: ج9 ص509.

    وكان تفاضل الأنبياء بعضهم على بعض بالإقرار بفضل محمد وآل محمد وكل بحسبة، بل إن أولي العزم وصفوا بذلك لعزمهم على الإقرار بفضل محمد وآل محمد (صل الله عليه وآله وسلم)، كما في الرواية الآتية:
    عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل:
    (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال:
    (عهدنا إليه في محمد والأئمة من بعده، فترك ولم يكن له عزم أنهم هكذا وإنما سمي أولوا العزم أولي العزم؛ لأنه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته وأجمع عزمهم على أن ذلك كذلك والإقرار به) الكافي: ج1 ص416.

    فكلام السيد أحمد الحسن هنا عن مراتب الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) والأئمة (عليهم السلام)، فالسابق بالخيرات هم محمد وآل محمد (صل الله عليه وآله وسلم)؛ لأنهم سبقوا الجميع في الإقرار بالله تعالى واستجابة دعاءه عندما خاطب الخلق بقوله: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ والمقتصد هم الأئمة من الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، وهذه المرتبة لا ينالها الظالمون ـ بهذا المعنى ـ ولذلك تجد أن الله تعالى أجاب إبراهيم عندما سأل عن الإمامة في ذريته، بأنها لا ينالها الظالمون، قال تعالى:
    (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
    والظالم لنفسه هم بقية الانبياء والمرسلين (عليهم السلام)الذين قصروا في غير معصية، وكل الأصناف الثلاثة في الجنة كما أخبر الله تعالى ومن المصطفين أي الذين اختارهم الله تعالى للإمامة أو الرسالة أو النبوة. (المعلق).

    [113]- البقرة: 124.
    [114]- عن حبة العرني، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض، أقربها من أقر، وأنكرها من أنكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها) مدينة المعاجز- للسيد هاشم البحراني: ج2 ص35.

    وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان المحمدي (عليه السلام) في حديث بينهما: (... أتدري ما قصة أيوب وسبب تغير نعمة الله عليه ؟ قال: الله أعلم وأنت يا أمير المؤمنين. قال: لما كان عند الانبعاث للمنطق شك [أيوب في ملكي] وبكى فقال: هذا خطب جليل وأمر جسيم. قال الله عزوجل: يا أيوب أتشك في صورة أقمته أنا ؟ قد ابتليت آدم بالبلاء، فوهبته له وصفحت عنه بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين فأنت تقول: خطب جليل وأمر جسيم ؟ فوعزتي لاذيقنك من عذابي أو تتوب إلي بالطاعة لأمير المؤمنين. (ثم أدركته السعادة بي)) مدينة المعاجز- للسيد هاشم البحراني: ج2 ص32. (المعلق).

    [115]- المتشابهات: ج4 ط1 ص18، وما بعدها. (المعلق).



    نسألكم الدعاء..





    [/align]
    [/cell][/table1][/align]
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2

    دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ

    يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم

    وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ

    تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي

    لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4

        أشكركم على مروركم الرآآئع
        تتعطر وتشرف متصفحي بحضوركم
        لكِم أعذب زهور اليآسمين
        دمتِم بكل خير

        تعليق

        • محـب الحسين

          • Nov 2008
          • 46763

          #5
          شكرا جزيلا على الفائده
          جزاكِ الله أحسن الجزاء

          تعليق

          • ** خـادم العبـاس **
            • Mar 2009
            • 17496

            #6
            شكرا جزيلا لك اختي العزيزه
            جزاك الله خير الجزاء

            تعليق

            • نور البتول الطاهرة
              • Aug 2010
              • 3064

              #7
              يعطيك العافية أختي على الطرح القيم
              لاحرمنا من هذا العطاء المميز
              تحياتي لك

              تعليق

              • الـدمـع حـبـر العـيـون
                • Apr 2011
                • 21803

                #8

                كل الشكر والتقدير والاحترام على مروركم
                الراقي الذي أعتبره وساماً على صدري
                دمتم بكل خير

                تعليق

                يعمل...
                X