كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    إن هناك حيرة عند المسلمين، حيث يقولون: لا ندري ما هو التكليف في هذه الحالة حيث يقول تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.. فالله -عز وجل- أوكل أمور المؤمن إلى نفسه، إلا أن يذل نفسه.. ليس له الحق أن يجعل نفسه في مواضع الذل والوهن، وهذه قضية بديهية واضحة في الشريعة.

    ولكن من ناحية أخرى أمرنا بالصفح عن زلل الغير، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: {رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}، {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.. وعن علي (ع) قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ‏(‏ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين‏؟..‏ قال‏:‏ قلت: يا رسول الله، نعم.‏.‏ قال‏:‏ تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك).. فكيف نجمع بين العزة الإيمانية، وبين الصفح عن زلل الغير؟.. وهذه من المشاكل الأخلاقية.

    إن القضية تختلف باختلاف الموارد، فالعزة الإيمانية أو إثبات الشخصية الإيمانية لها موراد، وكذلك العفو له موارد.. والقوانين غير منضبطة في هذا المجال، ولكن إجمالا: إذا كان العفو عن الظالم يوجب له مزيدا من الظلم، نعم في هذا المورد يجب أن يأخذ موقفا حاسما؛ ولكن من باب دفع الظلم، وعدم تمادي الغير في الباطل.

    أما إذا كانت القضية بالعكس؛ أي أن عفوي عمن ظلمني يوجب احترام الطرف المقابل؛ فإنه يجب العفو.. فهذه قاعدة معروفة، عندما تغضب المرأة على الرجل، ويسكت ويحسن إليها بسكوته؛ فإنه يدخل إلى قلب المرأة بهذه الحركة.. هو أراد أن يملكها بالعنف وغيره، ولكنه احتواها بتصرفه هذا.. الإمام الحسن (ع) بصبره وحلمه على الشامي الذي كان ينصب له العداء، تحول إلى إنسان موال.. فالإمام (ع) كسب الجماهير؛ بصبره، وحلمه، وسكوته على من ظلمه.

    وعليه، فإن المؤمن في هذا المجال ينظر إلى الأمر، ويدرسه دراسة ودية.. هناك قاعدة في القرآن الكريم تقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، وهناك قاعدة أخرى تقول: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.. نحن عندما نتخاصم مع أحد، فإن الحل عندنا هو المحاكم، ولكن القرآن يقول: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.. وبالنسبة إلى الزوجين المتخاصمين يقول: {إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا}.

    فإذن، إن القاعدة العامة هي: رحماء بينهم، وإذا أراد الإنسان أن يخرج من الرحمة؛ لا بد له من سبيل!..
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    رائع ماجادنا به قلمكِ الباهر

    شكراً ع الموضوع الراقي

    وتقبل

    تح ــــــــياااااااتي

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46763

        #4
        شكرا جزيلا للمرور الكريم

        تعليق

        • أنوار الولاية
          • Dec 2010
          • 2871

          #5



          يسلمو وجزاك الله خيرا






          تعليق

          • * || نور على نور ||*
            • Nov 2008
            • 11135

            #6
            اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
            وعليكم السلام والرحمةِ والإكرام
            شكرًا جزيلاً ع الطرح النافع أخي العزيز
            بوركت وفي ميزان حسناتك
            تحيّاتي

            تعليق

            • ** خـادم العبـاس **
              • Mar 2009
              • 17496

              #7
              احسنت واجدت
              بارك الله بك
              وجزاك كل خير

              تعليق

              • الـدمـع حـبـر العـيـون
                • Apr 2011
                • 21803

                #8
                اح،،ــــــــــــسنت ع الطـــــــرح ال،هــــأآآدف
                ج،،ــزآآكـ الله خ،،ــير ج،،ــزآء المح،،ــسنين
                باركـ الله فيــــكـ واآدامــكـ الله

                تعليق

                • محـب الحسين

                  • Nov 2008
                  • 46763

                  #9
                  شكرا جزيلا للمرور الكريم

                  تعليق

                  • نور الزهراء
                    • May 2012
                    • 3660

                    #10
                    جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

                    بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ

                    آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

                    دمْت بـِ طآعَة الله ..}

                    تعليق

                    يعمل...
                    X