بسم الله الرحمن الرحيم
اليأسُ : شُعورٌ يُصيبُ الاٍنسانَ بفُقدان الأمل في تحقيق
أمرٍ ما . وأشدّه يُسمَّى قُنُوطًا ، وقد يُؤدِّي اليأسُ اٍلى تحريكِ
مشاعـر وعواطف سلبية ، كالاكتئاب والإحباط .
يَدُلُّ اليأسُ على الاستسلام ، وقبول الحال كما هو ،
والعَجز عن حَلِّ ما هو به ، أو الخروج منه بسلامة .
ولكنْ له مدلول خاصٌّ عند مَن قَوِيَ إيمانُه ، إذ هو
الرِّضا بالقضاء والقَدَر ، وتعلّق برَبِّهِ ؛ رجاءَ كَشفِهِ
وتحقيقه .
يَدفعُ اليأسُ بمَن ضَعُفَ إيمانُهُ ، أو كان فاقِـدًا للإيمانِ
بالله ، إلى الانحراف ، وطلبِ المَوتِ بالانتحار ، أو
العيش في قُنُوطٍ وإحباط . ولو أيقنَ برَبِّه ، لَسَعِدَ
بإيمانه .
يَدفَعُ اليأسُ بالمُؤمن إلى الاستعانةِ بقُدرةِ الله ورحمته ،
﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾
النحل / 40 ، فتُجلَبُ الرحمةُ مِنَ اللهِ بالدُّعاء .
بلغ اليأسُ ببعضهم بعدم رجاء وقوع شيءٍ مِن الرحمة له
من الله ، ﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾
الحِجر / 56 ، وهـذا مِنَ الضَّلال .
.
اليأسُ يَدخُلُ القلبَ في بابٍ مِن أبواب الشَّكِّ في رحمةِ الله ،
والعياذُ بالله . فدخولُ الشَّكِّ في رجاءِ العَبدِ بِرَبِّهِ ، يُحدِثُ
في قلبه مَرضًا وشقاءً ، فلا يَرحمه الله .
اليأسُ بالدُّعاءِ يَحصُلُ لَكَ ، ( إمَّا أن يُعَجِّلَ له دعوتَه ,
وإمَّا أن يَدَّخِر له , وإمَّا أن يَكُفَّ عنه مِنَ السُّوءِ بمِثلِها ) .
والدُّنيا بها كَدَرٌ مِن طبيعتها ، فلا بُدَّ منه .
اليأسُ : ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ الأعراف / 156 ،
فإنَّ اللهَ لا يُخرِجُ عبدًا مِن رحمتِهِ , بل العَبدُ هو الذي يُخرِجُ
نَفْسَهُ مِن رحمةِ رَبِّهِ ؛ بتركِ دُعائِهِ وخُضُوعِهِ له .
يَبقَى المُؤمِنُ في سعادةٍ بقُربِهِ مِن رَبِّهِ ، ويقينِهِ به ،
مهما أصابه في دُنياه مِن كَدَر ، والرُّسُلُ كانوا أشَدَّ
في البلاءِ منه . فلا اليأسُ فيه رحمةٌ ، ولا إحسانٌ
ربَّانِيٌّ .
تحياتي
نور على نور
:65:
تعليق