المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرجعيه رحمه من الله تعالى


حبيب الصدرين
19-12-2008, 04:19 PM
من الراجح أن تسعى النفس الإنسانية إلى الاستقرار والطمأنينة والأمن والرفاه وطيب المعاش كل ذلك لأجل أن يشعر الإنسان بإنسانيته الحقة التي تميزه من بين سائر المخلوقات وكذلك أن لا يكون من شر الدواب الذين لا يعقلون شيئاً من الذين لهم آذان فلا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم قلوب لا يفقهون بها . إنما في ذلك تقرير في داخل الإنسان يرفضه أشد رفضاً لأنه يرى في الرقي إلى مستوى الكمال غاية من غايات وصول الإنسان إلى رغد العيش والحياة الحرة بصورة عامة سواء الفكرية أو المادية .
واليوم ونحن في عراقنا الحبيب الذي طالما نتحسر عليه في كل زمان ومكان وأوان من بين سائر البلدان العربية من أن نجعل منه موطناً يرفض كل أشكال الطغيان والاستبداد والظلم والفساد وذلك لأن العراق هو غاية التغير الحقيقي العالمي يبيد ويفتت كل المقدرات الاستعمارية التي طالما ترى إن في قوة العراق هو ضعف قوى الشر الاستعمارية وكابحاً ومعرقلاً واضحاً أمام المخططات والمقدرات والمقاصد والغايات المستقبلية والراهنة في حياتها .
فأننا عندما ننظر إلى بلد عربي مثل الأردن وما نرى أو نلحظ ما فيه من فساد وسقوط خلقي وولاء إسرائيلي قائم على أساس المؤاخاة والمآزرة والمناصرة والتهادن ألتعاملي بالشرعية السماوية وتعطيل الأحكام بل محاربتها وتبديل الإسلام بالفساد على أساس الحرية والثقافة والتطور ( وأي تطور بلغة العرب فلم نجد بلد من البلدان العربية قد وضع السيارة اعتماداً على نفسه أو الطائرة أو جهاز الكومبيوتر أو حتى إبرة الخياطة ) .
ولكن ما التطور الذي يدّعونه إلا التقليد الشكلي الذي تمثّل بالمأكل والملبس ويتظاهرون بهذا المأكل وهذا الملبس وكأنهم أهل البضاعة بل منشأ الصناعات كافة . والمهم عندنا ننظر إلى هذه البلاد لا نتألم على تعاملهم وتصرفاتهم وهم على هذا الحال أكثر من هذا البلد وهو العراق (( لأنه باعتبار أن الدهر أكل وشرب عليهم وأنه لا قائمة تقوم لهم في ظل دولة تسعى إلى تطبيق الشرعية الإلهية أو على أبسط تقدير أن ترفض أو تحارب مقاصد الغرب وتتخلص من مزالقهم .
بعد هذه المقدمة فلو أمعنا النظر إلى أننا ما إن ذهبنا إلى ليبيا أو مصر أو غيرها من البلدان العربية أو أحد البلدان الغربية مثل اسكتلندا أو بولونيا وغيرها وطرحنا في هذه البلدان مسألة المرجعية أو بالأحرى (التقليد) فإن التصفيق والصفير يكون مهرجاناً على رؤوس الناس الداعين إلى هذه المسألة لأنهم قد جاؤوا بشيء غريب لم تألفه عقولهم وكأن الدعوة الإسلامية في أول وهلة لها عندما بدأ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بدعوة ملوك كسرى وقيصر أن يبشرهم بالإسلام حيث يكون حال المرجعية آنذاك بهذا الشكل ، وقد وضعنا هذه البلدان بهذا الشكل لأننا نريد أن نبيّن هذه النعمة (أي المرجعية) في العراق الذي امتاز بها من بين أكثر أو سائر البلدان واجب أن يحتضن هذه النعمة والبركة التي حباه الله تعالى بها وكذلك يحتضن هذا الأمل وهذا الرزق الوفير بالخير وهذا النموذج العريق ، فلا غرابة من أن هذا الرزق وهذه النعمة وهذا النموذج العريق بالحصانة والحكمة أن يذهب من أيدينا عندما لا نعطي حق ما احتضنّاه عندما نضيّع حدودها الحقيقية (أي المرجعية) فيكون حالنا كحال البلدان الأخرى التي حُرمت هذه النعمة لسوء العمل أو عدم إعطاء كل ذي حقٍ حقه .
من هنا تبدأ حركة احتضان هذه النعمة ومداراتها والخوف عليها من أن تسلب وهذا لايتم إلا بالسير بالمنهج الصحيح الذي يقوّمها ويجعلها تحتفظ بحيويتها وعناصرهــا الأساسية ومقوماتها الأصلية والحقيقية ، نعم لابد من تفويض الأمر إلى الناس ((الذين هم أهل الحق وأهل الإنصاف وأهل الحجة الإلهية وحب الخير للناس )) من أن يختاروا الأمين على هذه النعمة (أي المرجعية) بمن هو أهلاً لها ، وهنا يبدأ التمييز بل يبدأ الاختيار الأفضل ألا وهو ((أعلمهم)) .
قال تعالى : -
] ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن ْرَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن ْبَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ #يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِن ْخالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِن السَّماءِ وَالأَْرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُون َ# وَإِن ْيُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِن ْقَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُْمُورُ [ سورة فاطر/ آية 2-4

محـب الحسين
19-12-2008, 04:46 PM
احسنت اخي الكريم
جزاك الله خير جزاء المحسنين

ابوجعفرالديواني
19-12-2008, 10:04 PM
بارك الله بك
اخي الكريم

فداء كربلاء
19-12-2008, 10:47 PM
الله يعطيك الف عافيه

موضوع جميل جدا


تحياتي