[frame="4 85"]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها
و العن ظالميها و مغتصبي حقها و أبيها و بعلها و بنيها و كل ناكريها
أما بعد السلام عليكم ...
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ، عَنْ أَبِيهِ
مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهم
السلام، قَالَ : " إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ
لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ وَهَبَ لِي
مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، سَخَّرَ لِيَ الرِّيحَ
وَالْإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالطَّيْرَ وَالْوُحُوشَ، وَعَلَّمَنِي مَنْطِقَ
الطَّيْرِ، وَآتَانِي مِنْ كُلِّ شَيْء ٍ، وَمَعَ جَمِيعِ مَا أُوتِيتُ
مِنَ الْمُلْكِ مَا تَمَّ لِي سُرُورُ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ!..
وقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَدْخُلَ قَصْرِي فِي غَدٍ فَأَصْعَدَ أَعْلَاهُ
وَأَنْظُرَ إِلَى مَمَالِكِي، فَلَا تَأْذَنُوا لِأَحَدٍ عَلَيَّ،
لِئَلَّا يَرِدَ عَلَيَّ مَا يُنَغِّصُ عَلَيَّ يَوْمِي.
قَالُوا : نَعَمْ.
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، أَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، وَصَعِدَ إِلَى
أَعْلَى مَوْضِعٍ مِنْ قَصْرِهِ، وَوَقَفَ مُتَّكِئاً عَلَى عَصَاهُ،
يَنْظُرُ إِلَى مَمَالِكِهِ مَسْرُوراً بِمَا أُوتِيَ، فَرِحاً بِمَا
أُعْطِيَ، إِذْ نَظَرَ إِلَى شَابٍّ حَسَنِ الْوَجْهِ وَاللِّبَاسِ قَدْ
خَرَجَ عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ زَوَايَا قَصْرِهِ.
فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ سُلَيْمَانُ قَالَ لَهُ : مَنْ أَدْخَلَكَ إِلَى
هَذَا الْقَصْرِ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْلُوَ فِيهِ الْيَوْمَ،
فَبِإِذْنِ مَنْ دَخَلْتَ؟!..
فَقَالَ الشَّابُّ : أَدْخَلَنِي هَذَا الْقَصْرَ رَبُّهُ، وَبِإِذْنِهِ
دَخَلْتُ.
فَقَالَ : رَبُّهُ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي، فَمَنْ أَنْتَ؟!..
قَالَ : أَنَا مَلَكُ الْمَوْت.
قَالَ : وَفِيمَا جِئْتَ؟..
قَالَ : جِئْتُ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ.
قَالَ : امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ، فَهَذَا يَوْمُ سُرُورِي، وَأَبَى
اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَكُونَ لِي سُرُورٌ دُونَ لِقَائِه.
فَقَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصَاهُ.
فَبَقِيَ سُلَيْمَانُ مُتَّكِئاً عَلَى عَصَاهُ وَهُوَ مَيِّتٌ مَا شَاء
َ اللَّهُ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَهُمْ يُقَدِّرُونَ
أَنَّهُ حَيٌّ، فَافْتَتَنُوا فِيهِ وَاخْتَلَفُوا.
فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : إِنَّ سُلَيْمَانَ قَدْ بَقِيَ مُتَّكِئاً
عَلَى عَصَاهُ هَذِهِ الْأَيَّامَ الْكَثِيرَة، وَلَمْ يَتْعَبْ، وَلَمْ
يَنَمْ، وَلَمْ يَأْكُلْ، وَلَمْ يَشْرَبْ، إِنَّهُ لَرَبُّنَا الَّذِي
يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْبُدَهُ!..
وقَالَ قَوْمٌ : إِنَّ سُلَيْمَانَ سَاحِرٌ، وَإِنَّهُ يُرِينَا أَنَّهُ
وَاقِفٌ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصَاهُ يَسْحَرُ أَعْيُنَنَا وَلَيْسَ
كَذَلِكَ.
فَقَالَ الْمُؤْمِنُونَ : إِنَّ سُلَيْمَانَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ
وَنَبِيُّهُ، يُدَبِّرُ اللَّهُ أَمْرَهُ بِمَا شَاء.
فَلَمَّا اخْتَلَفُوا، بَعَثَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الْأَرَضَة َ
فَدَبَّتْ فِي عَصَاهُ، فَلَمَّا أَكَلَتْ جَوْفَهَا انْكَسَرَتِ
الْعَصَا، وَخَرَّ سُلَيْمَانُ مِنْ قَصْرِهِ عَلَى وَجْهِهِ،
فَشَكَرَتِ الْجِنُّ لِلْأَرَضَة ِ صَنِيعَهَا، فَلِأَجْلِ ذَلِكَ لَا
تُوجَدُ الْأَرَضَة ُ فِي مَكَانٍ إِلَّا وَعِنْدَهَا مَاء ٌ وَطِينٌ،
وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : "فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ
الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّة ُ الْأَرْضِ
تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ - يَعْنِي عَصَاهُ - فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ
الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي
الْعَذابِ الْمُهِين".[/frame]
اللهم صل على فاطمة وأبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها
و العن ظالميها و مغتصبي حقها و أبيها و بعلها و بنيها و كل ناكريها
أما بعد السلام عليكم ...
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ، عَنْ أَبِيهِ
مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهم
السلام، قَالَ : " إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ
لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ وَهَبَ لِي
مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، سَخَّرَ لِيَ الرِّيحَ
وَالْإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالطَّيْرَ وَالْوُحُوشَ، وَعَلَّمَنِي مَنْطِقَ
الطَّيْرِ، وَآتَانِي مِنْ كُلِّ شَيْء ٍ، وَمَعَ جَمِيعِ مَا أُوتِيتُ
مِنَ الْمُلْكِ مَا تَمَّ لِي سُرُورُ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ!..
وقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَدْخُلَ قَصْرِي فِي غَدٍ فَأَصْعَدَ أَعْلَاهُ
وَأَنْظُرَ إِلَى مَمَالِكِي، فَلَا تَأْذَنُوا لِأَحَدٍ عَلَيَّ،
لِئَلَّا يَرِدَ عَلَيَّ مَا يُنَغِّصُ عَلَيَّ يَوْمِي.
قَالُوا : نَعَمْ.
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، أَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، وَصَعِدَ إِلَى
أَعْلَى مَوْضِعٍ مِنْ قَصْرِهِ، وَوَقَفَ مُتَّكِئاً عَلَى عَصَاهُ،
يَنْظُرُ إِلَى مَمَالِكِهِ مَسْرُوراً بِمَا أُوتِيَ، فَرِحاً بِمَا
أُعْطِيَ، إِذْ نَظَرَ إِلَى شَابٍّ حَسَنِ الْوَجْهِ وَاللِّبَاسِ قَدْ
خَرَجَ عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ زَوَايَا قَصْرِهِ.
فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ سُلَيْمَانُ قَالَ لَهُ : مَنْ أَدْخَلَكَ إِلَى
هَذَا الْقَصْرِ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْلُوَ فِيهِ الْيَوْمَ،
فَبِإِذْنِ مَنْ دَخَلْتَ؟!..
فَقَالَ الشَّابُّ : أَدْخَلَنِي هَذَا الْقَصْرَ رَبُّهُ، وَبِإِذْنِهِ
دَخَلْتُ.
فَقَالَ : رَبُّهُ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي، فَمَنْ أَنْتَ؟!..
قَالَ : أَنَا مَلَكُ الْمَوْت.
قَالَ : وَفِيمَا جِئْتَ؟..
قَالَ : جِئْتُ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ.
قَالَ : امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ، فَهَذَا يَوْمُ سُرُورِي، وَأَبَى
اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَكُونَ لِي سُرُورٌ دُونَ لِقَائِه.
فَقَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصَاهُ.
فَبَقِيَ سُلَيْمَانُ مُتَّكِئاً عَلَى عَصَاهُ وَهُوَ مَيِّتٌ مَا شَاء
َ اللَّهُ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَهُمْ يُقَدِّرُونَ
أَنَّهُ حَيٌّ، فَافْتَتَنُوا فِيهِ وَاخْتَلَفُوا.
فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : إِنَّ سُلَيْمَانَ قَدْ بَقِيَ مُتَّكِئاً
عَلَى عَصَاهُ هَذِهِ الْأَيَّامَ الْكَثِيرَة، وَلَمْ يَتْعَبْ، وَلَمْ
يَنَمْ، وَلَمْ يَأْكُلْ، وَلَمْ يَشْرَبْ، إِنَّهُ لَرَبُّنَا الَّذِي
يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْبُدَهُ!..
وقَالَ قَوْمٌ : إِنَّ سُلَيْمَانَ سَاحِرٌ، وَإِنَّهُ يُرِينَا أَنَّهُ
وَاقِفٌ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصَاهُ يَسْحَرُ أَعْيُنَنَا وَلَيْسَ
كَذَلِكَ.
فَقَالَ الْمُؤْمِنُونَ : إِنَّ سُلَيْمَانَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ
وَنَبِيُّهُ، يُدَبِّرُ اللَّهُ أَمْرَهُ بِمَا شَاء.
فَلَمَّا اخْتَلَفُوا، بَعَثَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الْأَرَضَة َ
فَدَبَّتْ فِي عَصَاهُ، فَلَمَّا أَكَلَتْ جَوْفَهَا انْكَسَرَتِ
الْعَصَا، وَخَرَّ سُلَيْمَانُ مِنْ قَصْرِهِ عَلَى وَجْهِهِ،
فَشَكَرَتِ الْجِنُّ لِلْأَرَضَة ِ صَنِيعَهَا، فَلِأَجْلِ ذَلِكَ لَا
تُوجَدُ الْأَرَضَة ُ فِي مَكَانٍ إِلَّا وَعِنْدَهَا مَاء ٌ وَطِينٌ،
وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : "فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ
الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّة ُ الْأَرْضِ
تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ - يَعْنِي عَصَاهُ - فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ
الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي
الْعَذابِ الْمُهِين".[/frame]
تعليق