المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلامنا والمُستقبل


* || نور على نور ||*
29-06-2013, 12:15 PM
مشكلة الكثيرين منّا أنهم يعيشون الأحلام الكبيرة في المستقبل، على أساس أن تأتيهم الأحلام كفارس يأتي على صهوة جواد مطهّم، يقطعُ البراري والقِفار ليقدّم نفسه إليهم! إنّ الأحلام لا تأتي على جواد مطهّم أو غير مطهّم؛ إنّ الأحلام هي فكرنا الّذي يتطلّع إلى الأعلى، وهي قلبنا الّذي ينبض بالأصفى والأنقى، إنّ الأحلام هي حركتنا الّتي تنطلق في الخطّ المستقيم. لذلك اصنعوا أحلامكم في خطّ إنسانيّتكم لا في خطّ غرائزكم، لأنّه عندما تتحرّك أحلامكم في خطّ إنسانيّتكم، فسوف تنطلقون لتجسّدوا هذه الأحلام بنسبة عشرة في المئة هنا وعشرة في المئة هناك.


اِزرعوا في كلّ حلم تعيشونه عندما تفكّرون في الحديقة الكبيرة، وردةً واحدة، لعلّها ترمي إليكم في نهاية الرّبيع ألف بذرة من بذور المستقبل، اِصنعوا شيئاً للحياة تجسّدون فيه بعض أحلامكم.. تحبّون العدالة؟ اعدلوا مع أنفسكم، مع ربّكم، مع أهلكم، مع أزواجكم، مع زوجاتكم، مع أولادكم وبناتكم، مع الحياة من حولكم، اعدلوا مع البيئة الّتي تشتركون فيها مع الآخرين، أعطوا شيئاً من العدل في الواقع حتّى تُقنِعوا أنفسكم أنّ الأحلام ليست شيئاً في الخيال، كما يقول ذلك الشّاعر:


مُنىً إنْ تكن حقّاً أعذبَ المُنى .. وإلا فقد عِشْنا بها زَمناً رَغْدا


كأنّه يريد للأمنيات أن تعيش بالصّدفة.. نحن نريد أن نصنع الأحلام في عقولنا، لتكون أحلاماً في الواقع، لا أحلاماً لليقظة كما يقولون، نصنعها في عقولنا، ونصنعها في قلوبنا، ونصنعها في حركتنا في الحياة، عند ذلك، عندما نفكِّر في الدولة العادلة، نكون قد صنعنا شيئاً من العدل في مجتمعنا، يُهيِّئ لمجتمع الدّولة العادل، عندما نفكّر في الأمّة الحرّة، نكون قد صنعنا شيئاً من الحريّة في حياتنا الصّغيرة، من أجل أن تكون دليلاً للحريّة في الحياة الكبيرة.


كونوا النّاس الّذين يعيشون عصرهم وإنسانيّتهم وقضاياهم، ولا تكونوا حياديّين أمام القضايا الكبرى في العالم كلّه، لا تكون الوطنيّين الّذين يختنقون في وطنهم، ولكن كونوا الّذين ينفتحون بوطنهم على كلّ الأوطان، لا تكونوا القوميّين الّذين يحبسون أنفسهم في سجن قوميّتهم، بل كونوا القوميّين الّذين يعيشون القوميّة حالةً تنفتح على الحالات الإنسانيّة الأخرى.


كونوا المتديّنين الّذين لا يعتبرون أنّهم وحدهم عباد الله، وأنّ الجنّة لهم وحدهم، كونوا المتديّنين الّذين ينفتحون على الله، فينفتحون على كلّ عباده، على أساس أنّ الخلق كلّهم عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله.. لا أقولها موعظة تقليديّة، لكن أقولها من خلال كلّ تعبنا الإنسانيّ، ومن خلال كلّ صرخاتنا الرّوحيّة، ومن خلال كلّ التحدّيات الّتي تواجهنا في الحياة.


رآق لي فـ نقلتهُ
تحيآتي
نور على نور

عاشقة ام الحسنين
29-06-2013, 02:56 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
تسلم يمينك ع طرحك رائع
الله يعطيك الصحه والعافيه
كلمااااااات في قمة الجمااااال
بنتظار جديدك بكل شوووق

* || نور على نور ||*
29-06-2013, 05:26 PM
حياكِ الله غآليتي
شُكرآ لِمروركِ الجميل
نوّرت
لاخلا ولاعدم

محب الرسول
29-06-2013, 08:13 PM
يعطيك الف الف عافيه

موضوع رااائع

وجهود أروع

ننتظر مزيدكم

بشوووق

نور الزهراء
29-06-2013, 11:16 PM
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الإختيار
دمت لنا ودام تألقك الدائم