فدك بمعناها الحقيقي والرمزي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مرام علي
    • Oct 2012
    • 1736

    فدك بمعناها الحقيقي والرمزي

    * بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين . ( قرين الزهراء ) أمير المؤمنين عليه السلام ( نهج البلاغة / تنظيم صبحي الصالح : 416 )


    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر قد : -


    فدك : قرية في الحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة ، وهي أرض يهودية في مطع تاريخها المأثور ( 1 ) .

    وكان يسكنها طائفة من اليهود ، ولم يزالوا على ذلك حتى السنة السابعة حيث قذف الله بالرعب في قلوب أهليها فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على النصف من فدك وروي أنه صالحهم عليها كلها ( 2 ) .



    ( فدك في أدوارها الاولى : )

    وابتدأ بذلك تاريخها الأسلامي ، فكانت ملكا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنها مما لم


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) راجع معجم البلدان / ياقوت الحموي 4 : 238 - 239 طبعة دار احياء التراث العربي - بيروت - 1399 .

    ( 2 ) راجع : فتوح البلدان / البلاذري : 42 - 46 ، وما كان من أمر فدك ومصالحة أهلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على النصف ، وأنها خالصة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب .

    وفي ص 46 قال : ( ولما كانت سنة عشر ومائتين أمر أمير المؤمنين المأمون عبد الله بن هار ون الرشيد ، فدفعها إلى ولد فاطمة ، وكتب بذلك إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة . . . )




    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر قد


    يوجف عليها بخيل ولا ركاب ( 1 ) ، ثم قدمها لابنته الزهراء ( 2 ) ، وبقيت عندها حتى توفي أبوها صلى الله عليه وآله وسلم فانتزعها الخليفة الأول رضى عنه الله - على حد تعبير صاحب الصواعق المحرقة ( 3 ) - وأصبحت من مصادر

    المالية العامة وموارد ثروة الدولة يو مذاك ، حتى تولى عمر الخلافة فدفع فدكا إلى ورثة ( 4 ) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبقيت فدك عند آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن تولى الخلافة عثمان بن عفان فأقطعها مروان بن الحكم

    على ما قيل ( 5 ) ، ثم يهمل التاريخ أمر فدك بعد عثمان فلا يصرح عنها بشئ . ولكن الشئ الثابت هو أن أمير المؤمنين عليا انتزعها من مروان على تقدير كونها عنده في خلافة عثمان - كسائر ما نهبه بنو امية في أيام خليفتهم .



    ( في عهد أمير المؤمنين : )

    وقد ذكر بعض المدافعين عن الخليفة في مسألة فدك أن عليا لم يدفعها عن المسلمين بل اتبع فيها سيرة أبي بكر ، فلو كان يعلم بصواب الزهراء وصحة دعواها ما انتهج ذلك المنهج . ولا اريد أن أفتح الجواب بحث التقية على مصراعيه واوجه بها


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) كما هو مقتضى النص القرآني : ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) الحشر / 6 .
    ( 2 ) فتوح البلدان : 44 .
    ( 3 ) راجع : الصواعق المحرقة : 38 .
    ( 4 ) راجع : شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 213 .
    ( 5 ) فتوح البلدان : 44 ، إن بني امية اصطفوا فدك وغيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
    شرح نهج البلاغة 16 : 216 . ( * )




    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر قد: -


    عمل أمير المؤمنين ، وإنما أمنع أن يكون أمير المؤمنين عليه السلام قد سار على طريقة الصديق ، فإن التاريخ لم يصرح بشئ من ذلك ، بل صرح بأن أمير المؤمنين كان يرى فدك لأهل البيت ، وقد سجل هذا الرأي بوضوح في رسالته إلى عثمان بن حنيف ( 1 ) كما سيأتي .


    فمن الممكن أنه كان يخص ورثة الزهراء وهم أولادها وزوجها بحاصلات فدك ، وليس في هذا التخصيص ما يوجب إشاعة الخبر ، لأن المال كان عنده وأهله الشرعيون هو وأولاده .

    كما يحتمل أنه كان ينفق غلاتها في مصالح المسلمين برضى منه ومن أولاده عليهم الصلاة والسلام ( 2 ) ، بل لعلهم أو قفوها وجعلو ها من الصدقات العامة .


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) راجع : شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 208 ، رسالة الأمام عليه السلام إلى عثمان بن حنيف - ( نعم كانت في أيدينا فدك . . . ) .

    ( 2 ) وهذا أقرب الاحتمالات ، لأن الأول تنفيه رسالة أمير المؤمنين إلى عثمان بن حنيف إذ يقول : ( وسخت عنها نفوس آخرين . . . ) ، والثالث يبعده قبول الفاطميين لفدك .


    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر قد : -


    ( في فترة الامويين : ) ولما ولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة أمعن في السخرية وأكثر من الاستخفاف بالحق المهضوم ، فأقطع مروان بن الحكم ثلث فدك ، وعمر بن عثمان ثلثها ، ويزيد ابنه ثلثها الاخر ، فلم يزالوا يتدا ولونها ( 3 ) حتى

    خلصت كلها لمروان بن الحكيم أيام ملكه ، ثم صفت لعمربن عبد العزيز بن مروان ، فلما تولى هذا الأمر رد فد ك على ولد فاطمة عليها السلام وكتب إلى واليه على


    * ( هامش ) *
    ( 3 ) راجع : شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 216 ،
    فتوح البلدان / البلاذري : 46 ، قال : ( ثم ولي معاوية فأقطعها ( فدك ) مروان بن الحكم . . ) . ( * )

    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر قد : -


    المدينة أبى بكر بن عمرو بن حزم يأمره بذلك ، فكتب إليه : ( إن فاطمة عليها السلام قد ولدت في آل عثمان وآل فلان وفلان فعلى من أرد منهم ؟ فكتب إليه : أما بعد ، فإني لو كتبت إليك أمرك أن تذبح بقرة لسألتني ما لونها فإذا ورد عليك كتابي هذا

    فاقسمها في ولد فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام ) ( 1 ) ، فنقمت بنو أمية ذلك على عمر بن عبد العزيز وعاتبوه فيه وقالوا له : ( هجنت فعل الشيخين ) .


    وقيل : إنه خرج إليه عمر بن قيس في جماعة من أهل الكوفة فلما عاتبوه على فعله قال لهم : ( إنكم جهلتم وعلمت ، ونسيتم وذكرت ، إن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم حدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

    ( فاطمة بضعة مني يسخطها ما يسخطني ، ويرضيني ما أرضاها ) ( 2 ) وإن فدك كانت صافية على عهد أبي بكر وعمر ثم صار أمرها إلى مروان فوهبها لعبد العزيز أبي فورثتها أنا واخوتي عنه فسألتهم أي يبيعوني حصتهم منها فمن بائع وواهب حتى استجمعت لي فرأيت أن أردها على ولد فاطمة ) ،

    فقالوا له : ( فإن أبيت إلا هذا فامسك الأصل واقسم الغلة ، ففعل ) ( 3 ) . ثم انتزعها يزيد بن عبد الملك من أولاد فاطمة فصارت في أيدي بني مروان حتى انقرضت دولتهم ( 4 ) .


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) شرح نهج البلاغة / ابن أبى الحديد 16 : 278 .

    ( 2 ) الحديث أخرجته الصحاح والمسانيد ، راجع : التاج الجامع للاصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم / الشيخ منصور علي ناصف 3 : 353 ، الطبعة الثالثة - مكتبة ياموق - استانبول 1381 ه‍ . وقد مر تخريجه أيضا .

    ( 3 ) راجع : فتوح البلدان / البلاذري : 46 ، شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 278 .

    ( 4 ) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 216 . ( * )




    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر قد: -

    ( في فترة العباسيين : ) فلما قام أبو العباس السفاح بالأمر وتقلد الخلافة ردها على عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثم قبضها أبو جعفر المنصور في خلافته من بني الحسن وردها المهدي بن المنصور على الفاط ميين ثم قبضها موسى بن المهدي من أيديهم ( 1 ) .


    ولم تزل في أيدي العباسيين حتى تولى المأمون الخلافة فردها على الفاطميين سنة ( 210 ه‍ ) وكتب بذلك إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة : ( أما بعد ، فإن أمير المؤمنين بمكانه من دين الله وخلافة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والقرابة به

    أولى من استن سنته ، ونفذ أمره ، وسلم لمن منحه منحة وتصدق عليه بصدقة منحته وصدقته ، وبالله توفيق أمير المؤمنين وعصمته وإليه في العمل بما يقربه إليه رغبته ، وقد كان رسو ل الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطى فاطمة بنت رسول الله

    فدك وتصدق بها عليها ، وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم تزل تدعي منه ما هو أولى به من صدق عليه ، فرأى أمير المؤمنين أن يردها إلى ورثتها ويسلمها إليهم تقربا إلى الله تعالى بإقامة

    حقه وعدله وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتنفيذ أمره وصدقته ، فأمر بإثبات ذلك في دواوينه والكتاب به إلى عماله ، فلئن كان ينادى في كل موسم بعد أن قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يذكر كل من كانت له صدقة أو

    هبة أو عدة ذلك فيقبل قوله وتنفذ عدته ، إن فاطمة ( رضي الله عنها ) لأولى بأن يصدق قولها فيما جعل

    * ( هامش ) *
    ( 1 ) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 216 - 217 . ( * )

    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر قد: -

    رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها ، وقد كتب أمير المؤمنين إلى المبارك الطبري - مولى أمير المؤمنين - يأمره برد فدك على ورثة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحدودها وجميع حقوقها المنسوبة إليها وما فيها من الرقيق

    والغلات وغير ذلك ، وتسليمها إلى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لتولية أمير المؤمنين إياهما القيام بها لأهلها . فاعلم ذلك من

    رأى أمير المؤمنين وما ألهمه الله من طاعته ووفقه له من التقرب إليه وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلمه من قبلك ، وعامل محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله بما كنت تعامل به المبارك الطبري ، وأعنهما على ما في عمارتها ومصلحتها ووفور غلاتها إن شاء الله والسلام ( 1 ) .

    ولما بويع المتوكل على الله انتزعها من الفاطميين وأقطعها عبد الله بن عمر البا زيار وكان فيها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده الكريمة ، فوجه عبد الله بن عمر البازيار رجلا يقال له : بشران بن أبي امية الثقفي
    إلى المدينة فصرم تلك النخيل ثم عاد إلى البصرة ففلج ( 2 ) . وينتهي آخر عهد الفاطميين بفدك بخلافة المتوكل ومنحه إياها عبد الله ابن عمر البازيار ( 3 ) .

    هذه إلمامة مختصرة بتاريخ فدك المضطرب الذي لا يستقيم على خط ولا يجمع على قاعدة ، وإنما حاكت أكثره الأهواء ، وصاغته الشهوات على ما اقتضته المطامع والسياسات الوقتية ، وعلى هذا فلم يخل هذا التاريخ من

    * ( هامش ) *
    ( 1 ) فتوح البلدان / البلاذري : 46 - 47 .
    ( 2 ) و ( 3 ) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 217 . ( * )

    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر قد: -
    اعتدال واستقامة في أحايين مختلفة ، وظروف متباعدة ، حيث توكل فدك إلى أهلها وأصحابها الأولين . ويلاحظ أن مشكلة فدك كانت قد حازت أهمية كبرى بنظر المجتمع الأسلامي وأسياده ، ولذا ترى حلها يختلف باختلاف سياسة الدوة ، ويرتبط

    باتجاه الخليفة العام نحو أهل البيت مباشرة ، فهو إذا استقام اتجا هه ، واعتدل رأيه ، رد فدك على الفاطميين ، وإذا لم يكن كذلك وقع انتزاع فدك في أول القائمة من أعمال ذلك الخليفة .
    نسألكم الدعاء
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
    شكرا ع الموضوع الجميل
    جزاك الله خير
    كل الشكر لروعة طرحك المفيد والقيم
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

    تعليق

    • ** خـادم العبـاس **
      • Mar 2009
      • 17496

      #3
      شكرا جزيلا لكِ اختي العزيزه
      بارك الله بكِ

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4
        أح،،ـــــــــــــسنتي
        ج،،ـــــــــــزيتي خ،،ـــــــــير الج،،ـــــزآآء ع الطـــــــرح القيم

        تعليق

        • عبد الحق
          • Sep 2011
          • 5697

          #5
          بسم الله
          السلام عليكم

          شكراً جزيلاً لك
          على الطرح

          تعليق

          • مرام علي
            • Oct 2012
            • 1736

            #6
            عاشقة ام الحسنين

            تعليق

            • مرام علي
              • Oct 2012
              • 1736

              #7
              عاشق البطل عباس

              تعليق

              • مرام علي
                • Oct 2012
                • 1736

                #8
                الـدمـع حـبـر العـيـون

                تعليق

                • مرام علي
                  • Oct 2012
                  • 1736

                  #9
                  عبد الحق

                  تعليق

                  • محب الرسول

                    • Dec 2008
                    • 28579

                    #10
                    جزاكِ الله كل خير

                    تعليق

                    • نور الزهراء
                      • May 2012
                      • 3660

                      #11
                      [بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
                      وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
                      لك مني أجمل التحيات
                      وكل التوفيق لك يا رب

                      تعليق

                      • مرام علي
                        • Oct 2012
                        • 1736

                        #12
                        اخي
                        محب الرسول

                        تعليق

                        • مرام علي
                          • Oct 2012
                          • 1736

                          #13
                          شكرا اختي العزيزة
                          نور الزهراء

                          تعليق

                          • سرى
                            • Aug 2013
                            • 43

                            #14

                            تعليق

                            يعمل...
                            X