ما هو الصفح؟ وما هو الجميل منه؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    ما هو الصفح؟ وما هو الجميل منه؟

    "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ"

    ما هو الصفح؟ وما هو الجميل منه؟وما علاقته بسعادة الإنسان وراحته في الحياة؟
    قد يُقال بأنّ الصفح هو العفو الذي هو التجاوز عن الذنب، فإذا قلت: عفوت عن فلان،
    أردت بأنّك تجاوزت عن ذنبه ولم تؤاخذه به.والعفو مرغوب ومطلوب لذاته، وقد قال تعالى:
    "وأن تعفو أقرب للتقوى"
    وفي الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
    "إذا وقف العباد – يوم القيامةناد منادٍ:
    لِيَقم مَن أجره على الله، وليدخل الجنّة، قيل: مَن ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس"
    وذلك مصداق قوله تعالى: (وجزاء سيِّئة سيِّئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله).
    وفي المأثور، عن النبي (ص) أيضاً: "مَن كثر عفوه مدّ في عمره"،
    وفي ذلك إشارة إلى أنّ الإنسان الكثير العفو يعيش في راحة بال وعافية، تُحسِّن حاله وتمدّ في عمره.
    والسبب في ذلك أنّ خلاف العفو هو الإنتقام، والإنتقام وإن كان يُشفي غليل الإنسان لبرهة من الزمن،
    ولكنه على أي حال:إنتقام، وهو يحمل معه الحقد والنقمة ويورث الضغينة في النفوس،
    فتضيق على صاحبها الدنيا،
    لأنّه تجعله يحسّ بالعداء مع الآخرين وعدائهم له،وبالتالي سيرث القلق والإضطراب،
    بل الخوف.. فيرتد ضائقاً بنفسه التي ضاقت ولم تتسع للعفو.
    إذن، مَن عفا عفا الله عنه وكان في راحة من نفسه وسلامة لمستقبله، ويبقى خيار العقوبة بالمثل
    قائماً لمساحة ضيقة،وذلك إذا كان المُسيء لئيماً والعفو يزيد في لؤمه،أو في عدوانه،
    أو كان العفو يورث وهناً للحق وسلطانه،
    وفي هذا نقرأ من المأثور عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام :
    "العفو يفسد من الليئم بقدر إصلاحه من الكريم".
    "جاز بالحسنة وتجاوز عن السيِّئة ما لم يكن ثلماً في الدين أو وهناً في سلطان الإسلام".
    وعود على بدء، فإنّ الصفح هو العفو وزيادة، فهو:
    "عفو من غير عقوبة، ولا تعنيف، ولا عتب".
    فهو أبلغ من العفو، لذا قال تعالى:
    (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره)
    فقد يعفو الإنسان ولا يصفح، كأن لا يعاقب الطرف المُسيء ولكنه لا يواصله ولا يتعامل معه، ولكن الصفح
    يكون بالعفو وإلغاء أي أثر للإساءة في النفس، ليفتح الإنسان صفحة جديدة مع الآخر المُسيء.
    ففي اللغة:صفحت عنه: أوليته منِّي صفحة جميلة معرضاً عن ذنبه، أو لقيت صفحته – وجهه
    متجافياً عنه، أو تجاوزت الصفحة التي أثبت فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها..
    والمصافحة: الإفضاء بصفحة اليد.
    فالصفح ليس تجاوزاً عن ذنب المُسيء فحسب، بل غلق القضية تماماً، من دون عتاب وتذكير بها،
    وفتح صفحة جديدة بيضاء في العلاقة، لاشوب فيها ولا غش، ليتعايش الطرفان في ودٍّ وسلام،
    لذلك قال تعالى:(فاصفح عنهم وقل سلام)
    إنّه السلام الذي يملأ القلب فيفيض على الآخرين، وهكذا كان الصفح جميلاً،
    لأنّه ينفي البغض والضغينة وكل قبيح، ويتعامل بالحبّ والمودّة وكل جميل.
    إنّ الإنسان المتسامح مع غيره، ينفع نفسه أوّلاً ومن ثمّ يسري النفع إلى غيره،
    لأن في التسامح سماحة النفس وسلامة القلب وراحة البال واطمئنان الوجدان.
    إذا كان بمقداري أن أمسح ما في قلبي من غلٍ وحقد على الآخرين وأعيش مرتاحاً أستنشق الهواء
    بصدر واسع رَحِب، فلماذا أضيق على نفسي وأجعل روحي حبيسة العصبية والأحقاد والضغائن.
    لنجعل في قلوبنا مساحة للصفح والتسامح
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل عى محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
    طرح رائع وموضوع روووؤعة وجميل
    الله يعطيك العافيه
    سلمت الاناملك

    تعليق

    • وعد عباس
      • Nov 2012
      • 565

      #3
      الله يسامح ويهدي الجميع

      شكرا ع الطرح

      تعليق

      • ** خـادم العبـاس **
        • Mar 2009
        • 17496

        #4
        احسنت اخي العزيز
        جزاك الله خير الجزاء

        تعليق

        • نور الزهراء
          • May 2012
          • 3660

          #5

          موضوع في قمة الجمال
          وأضاء بجماله أرجاء المكان
          فجزاك لله خيرا

          تعليق

          يعمل...
          X