فن الادارة في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قيادة الامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    فن الادارة في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قيادة الامة





    من الأمور التي تميزت في حياة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الفترة التي عاش في مجتمع تسوده الجاهلية بكل تفاصيلها , لا نظام , لا قيم , لا مبادئ , كل شيء تحكمه العصبية القبلية التي تحكم دائما بالتعسف والاعتداء أناس تربو على البداوة والغلظة حتى مع أولادهم بعكس بعض البلدان المجاورة التي كان فيها الشيء الكثير من الحضارة والمدنية مثل وادي النيل والرافدين وفارس وروما. لذلك حاول وبكل ما يملك من قوة وإرادة وعزم وتسديد من الله تعالى أن يبني دولة تتميز عن باقي الدول بالكثير من الأمور لأن دستورها القرآن الذي يحكم بالعدل وقدوتها رسول من الله تعالى . ومن أهم تلك الأمور التي استحدثها في تلك المنطقة هو فن الإدارة الذي تميز بكل خصائصه على المستوى النظري والتطبيقي في عهد نبوته (صلى الله عليه وآله وسلم) .
    وتعريف الإدارة هي فن قيادة الآخرين، فالإنسان يتشكل من مجموعة من العواطف والمشاعر، لذا فهو بحاجة إلى مرونة كاملة في التعامل معه، لذا فالواجب على الإدارة أن تكون مرنة، وعلى المدير الناجح أن يلاحظ ذلك جيداً..ولنا في حياة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- الأسوة الحسنة في كل نواحي الحياة على وجه الخصوص في قيادة الآخرين على الأسس السليمة التي رسخها الإسلام، وفي الرفق والتعاون حيث يقول الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}([1]) المائدة2وروى عنه أبو ذر: (( قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليمًا، ولسانه صادقًا، و نفسه مطمئنة، و خلقه مستقيمة))([2]).وحسن الخلق لا يؤسس في المجتمع بالتعاليم المرسلة، أو الأوامر والنواهي المجردة، إذ لا يكفى في طبع النفوس على الفضائل أن يقول المعلم لغيره: أفعل كذا، أو لا تفعل كذا، فالتأديب المثمر يحتاج إلى تربية طويلة ودروس تطبيقية لكل المفاهيم التي تطرح على المتلقي، و يتطلب تعهدًا مستمرًا في العمل . و لن تصلح تربيه إلا إذا اعتمدت على الأسوة الحسنة، فالرجل السيئ لا يترك في نفوس من حوله أثرًا طيبًا.وإنما يتوقع الأثر الطيب ممن تمتد العيون إلى شخصه، فيروعها أدبه و يسبيها ليله وتقتبس- بالإعجاب المحض من خلاله، و تمشى بالمحبة الخالصة من أثاره

    [1] - سورة المائدة آية - 2
    [2]- كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ج 1 ص 56
    بل لابد- ليحصل التابع على قدر كبير من الفضل- أن يكون في متبعه قدر أكبر وقسط أجل..
    وهذا ما ركز عليه في مكة وكذلك المدينة , لأن الناس كانت تحكمهم أحكام قبلية مبنية على التعصب أكثر من العقلانية وعلى هذا أستطاع الرسول الأكرم (صلى عليه وآله وسلم ) خلال فترة وجيزة أن يرسم للمجتمع صورة ناصعة تحمل كل مقومات الإدارة الناجحة من خلال الأحاديث التي يقولها في شتى المناسبات والتطبيقي الميداني لها.وقد كان رسول الإسلام بين أصحابه مثلاً أعلى للخلق الذي يدعو إليه، فهو يغرس بين أصحابه هذا الخلق السامي، بسيرته العطرة، قبل أن يغرسه بما يقول من حكم وعظات مبنية على القول فقط لأن أفعاله كاشفة عن أفعاله وهذا ما يوصي به حفيده الإمام الصادق (u) شيعته ومحبيه بقوله (في دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (u) أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ لِمَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَحُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبْتُمُوهُ وَأَنْ تَكُونُوا لَنَا دُعَاةً صَامِتِينَ فَقَالُوا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَيْفَ نَدْعُو إِلَيْكُمْ وَنَحْنُ صُمُوتٌ قَالَ تَعْمَلُونَ بِمَا أَمَرْنَاكُمْ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَتَتَنَاهَوْنَ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَتُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ وَتُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ وَتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَا يَطَّلِعُ النَّاسُ مِنْكُمْ إِلَّا عَلَى خَيْرٍ فَإِذَا رَأَوْا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ عَمِلُوا أَفْضَلَ مَا عِنْدَنَا فَتَنَازَعُوا إِلَيْهِ الْخَبَرَ )([1]) .وفي دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ، رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (u) أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ لِمَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَحُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبْتُمُوهُ وَأَنْ تَكُونُوا لَنَا دُعَاةً صَامِتِينَ فَقَالُوا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَيْفَ نَدْعُو إِلَيْكُمْ وَنَحْنُ صُمُوتٌ قَالَ تَعْمَلُونَ بِمَا أَمَرْنَاكُمْ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَتَتَنَاهَوْنَ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَتُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ وَتُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ وَتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَا يَطَّلِعُ النَّاسُ مِنْكُمْ إِلَّا عَلَى خَيْرٍ فَإِذَا رَأَوْا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ عَمِلُوا أَفْضَلَ مَا عِنْدَنَا فَتَنَازَعُوا إِلَيْهِ الْخَبَرَ. ([2]) وعن أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وأبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الإخوان الملتمسون للبراء العثرات .([3]) وفي الأمالي للصدوق( ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن محمد بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن الصادق (u) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم )([4])
    [1] - مستدرك الوسائل ج 1 ص 116
    [2] - بحار الأنوار 68 - ص 383
    [3] - نفس المصدر
    [4]- نفس المصدر
    الأمالي للصدوق( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا (([1])
    الأمالي للصدوق : قال الصادق (u) عليكم بحسن الخلق فإنه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم )([2]) وعن أبي الدرداء قال : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما من شي‏ء أثقل في الميزان من خلق حسن.([3]) وعن الرضا عن آبائه عليه و عليهم السلام عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة و إياكم و سوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة .([4]) و يعضده ما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .([5]) و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) أدبني ربي فأحسن تأديبي .([6]) و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل و صائم النهار .([7]) وعن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي صلى الله عليه واله وسلم تسعة سنين. فما اعلمه قال لي: أف قط هلا فعلت كذا وكذا ، ولا عاب علي شيئا قط.([8])
    [1] - [2] - [3] - بحار الأنوار ج 68 ص - 384
    [4] - [5] - [6] - [7] - نفس المصدر
    [8] - حلية الأولياء لأبي نعيم ج 9 ص 225
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
    جهد متميز واختيار راائع
    يعطيك العافية عل الطرح الجمميل

    تعليق

    • مرام علي
      • Oct 2012
      • 1736

      #3

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4

        جزااك الله كل خير
        وجعله الباري في موازين حسناتك

        تعليق

        • أنوار الولاية
          • Dec 2010
          • 2871

          #5

          تعليق

          • ** خـادم العبـاس **
            • Mar 2009
            • 17496

            #6
            جزاك الله خير الجزاء

            تعليق

            • نور البتول الطاهرة
              • Aug 2010
              • 3064

              #7
              يعطيك العافية على الطرح القيم
              إختيار موفق
              جزاك الله خير

              تعليق

              • نور الزهراء
                • May 2012
                • 3660

                #8
                بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

                وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

                لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

                وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ

                تعليق

                • ابوعلى ابوعلى
                  • Oct 2013
                  • 6

                  #9
                  جزااك الله كل خير

                  تعليق

                  • basrah4ever
                    • Oct 2013
                    • 6

                    #10
                    بارك الله بك

                    تعليق

                    يعمل...
                    X