المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السياسة التعليمية في فكر وأراء المرجع الشهيد السعيد آية الله السيد محمد باقر الصدر


جواد المنتفجي
25-05-2009, 08:40 PM
:55555": السياسة التعليمية وآفاقها المستقبلية:

في فكر وأراء المرجع الشهيد السعيد آية الله السيد محمد باقر الصدر (قدس)

الجزء الثالث

جواد المنتفجي



بسم الله الرحمن الرحيم

( إنّا هديناه السبيل إمّا شاكرا وإمّا كفورا)

صدق الله العلي العظيم

عرض لملخص الدراسة

أهمية الدراسة والحاجة أليها:-

لم تحرص الحكومات المتعاقبة على السلطة منذ قيام العهد الملكي حتى سقوط النظام البائد على إشباع حاجات المجتمعات التربوية سوى أن كان ذلك في سن القوانين والأنظمة أو عند وضع المناهج والخطط الدراسية التي شرعت أهدافها العامة لخدمة المجتمع ، وهذا ما نوهنا عنه في الجزء الأول والثاني من دراستنا الموسوم عنوانها أعلاه إذ عمد النظام السابق ومنذ توليه للسلطة عام ( 1968 ) إلى توجيه وتسخير تلك الفلسفة بسياسات تربوية خاطئة كانت قد أسهمت في وضعها الجهات المعنية بإصدار مثل تلك التشريعات وبدون أي تخطيط علمي مدروس وكان الغرض الرئيسي منها هو تحقيق مآربه ومصالحه معتمدا نفث سموم نهج فكرة الحزب الواحد الذي فرض واقعة السياسي المرير على مجتمع كانت حضاراته الأولى حافلة بالأمجاد بدء من العصر السومري ومرورا بالعصر الإسلامي الزاخر بفلسفاته الدينية والفكرية وشتى أنواع المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية الأخرى ، وهذا ما يوضحه الشهيد السعيد في( راسلتنا وواقع الأمة الإسلامية) ص47 حيث يقول :(( وهذا ما جعلها آمة فريدة في التاريخ .فهي أمة (أخرجت للناس) بعد أن لم تكن . أخرجت إخراجا وصنعت صنعا. صنعت على عين الله بما رسم من حدود وما شرع من أحكام، وصيغت ملامحها وفق حدود الله وأحكامه التي أكسبتها معنى الأمة يوم لاحمت بين أفرادها، وواءمت بين عناصرها ووحدت بين وسائلها وأهدافها )) ، هذا بالإضافة إلى ما كانت تحفل به الآفاق الواسعة التي حفلت بها لأراء راء وأفكار العديد من العلماء في دراساتهم ومراجعهم كدعوات إصلاحية شملت كافة النشاطات التي يقوم بها أو يمارسها الأفراد داخل مجتمعاتهم ، حيث أن النظام المذكور لم يخذ بها كتجارب ليفيد بها المجتمعات التربوي من اجل النهوض بها بل عمل ومن خلال طرح كميات هائلة من شعاراته الزائفة التي كان يدرجها في مجمل (التقارير السياسية ) الصادرة بما كانت تسمى بالمؤتمرات القطرية للحزب، وقد أصر ومنذ بدايات حكمه للعراق على طمس معالم تلك الفلسفات بمفاهيم غريبة ومتخلفة كانت بعيدة كل البعد عن واقع ما كان يعيشه المجتمع العراقي ، ومنها على سبيل المثال قانون التعليم الإلزامي المرقم (118) لسنة (1976، مما أدى ذلك إلى فقدان مصداقية العمل ببنود هذا القانون من قبل جميع الإطراف بسبب ما كان يتبعه من سلوك للأساليب الملتوية بتعامله مع أهداف ومبادئ هذه التشريعات التي هي أساسا تقوم بتسيير قطاع التربية والتعليم ، ذلك القطاع الذي كان هو الأخر ينوء بحمل أوضاع علمية واجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية سيئة طيلة تبوء الحزب للسلطة، وبالتالي أدى هذا إلى جرف ذلك القطاع الحيوي والمهم نحو اتجاهات كانت هي الأخرى خارجة عن ضوابط الفكرة والعقيدة التي استلهمها أفراده منذ صغرهم نتيجة للتربية العائلية والاجتماعية ، والتي استنبطت دروس وعبر تربيتها من التعاليم الإسلامية التي أشع بنورها على الأمة الإسلامية خاتم الأنبياء والرسل نبينا المصطفى محمد (ص ) ودافع واستشهد من اجل مبادئها أل بيته الطاهرين عليهم السلام ، وهذا ما فسره المرجع الشهيد السعيد حسبما جاء في المصدر: ( رسالتنا الشرط الأساسي لنهضة الأمة ) ص 16 بقوله: (( أن الشرط الأساسي لنهضة الأمة- أي أمة كانت- أن يتوفر لديها (المبدأ) الصالح الذي يحدد لها أهدافها وغاياتها ويضع لها مثلها العليا ويرسم اتجاهها في الحياة)) . ومن هذا وانطلاقا بما جاء في منظور الشهيد السعيد في نفس المصدرص17:(( وهكذا أصبحت الأمة بعد أن نفذ أعداؤها فيها مخططهم الفظيع وهي لا تعرف من الإسلام شيئا واضحا محددا أو تعرف ما زوّره المستعمرون من أفكاره وحقائقه )) ، وهنا يصح لنا القول أن القيادات التي تسلطت على وزارة التربية طيلة تلك الفترات لم تضطلع يوما بتحمل مسؤولياتها للشعور بما كان يعانيه قطاع التربية والتعليم والمتسمة أنظمته بمعوقات كثيرة شملت شتى مجالات حياة الأسرة التعليمية بما فيهم التلاميذ والطلبة الذين كانوا هم محور العملية التربوية ، حيث اثر هذا كثيرا على تردي أو انخفاض في مستوياتهم العلمية والتعليمية ، وقد امتدت يد هذا التأثير لتطال بدورها البرامج التنموية لجميع قطاعات الدولة، فالمفاهيم والأفكار التي وضعها المعنيين كما أسلفنا ذلك في بداية المقدمة كانت تتصف أصلا بانخفاض الوعي وعدم مقدرتهم على الدراية والتخطيط في صياغة الفلسفات التربوية لكونهم لا علاقة لهم أصلا بالعملية التربوية بعد أن كانوا يتولون قيادات هذه المؤسسات على ضوء الدرجات الحزبية التي ينالوها في دوائر الفرق والشعب والفروع الحزبية المختلفة والمتواجدة جميعها في أنحاء البلاد وهذا خلافا لما جاء في المصدر( رسالتنا فكرية انقلابية) ص72 للشهيد السعيد بقوله:(( من الضروري أيضا لإصلاح الحياة التي يمارس الإنسان حياته في أطرها أن يطور هذا لمؤسسات نحو الأفضل)) ، فكانت الحصيلة الأولى لمخرجات تلك العمليات هو انحرافها عن مسارات النهج التربوي الصحيح الذي كان يوجه به الإدارة - والمعلم - والتلاميذ - أو الطلبة بعد أن تعمدت تلك القيادات على تغييب النظريات الفكرية وخصوصا الإسلامية منها التي هي أصلا من نتاج العلماء ورجال الدين والفقهاء والسياسيين والباحثين التربويين ومنها ما عثرنا عليه بين النظريات الفكرية للشهيد السعيد في ( رسالتنا وواقع الأمة الإسلامية) ص48 : (( إما رسالة الأمة المسلمة فهي نموذج آخر من الرسالات، نموذج فذ لم يقدر لأمة من أمم الأرض أن تضطلع بمثله، ذلك لان رسالة الأمة المسلمة إلى العالم هي رسالة وهي في كلمات: رسالة الحرية والعلم والحضارة والرخاء إلى كل إنسان )) . وهذا ما يلاحظه كل من لمس من الخراب الذي أطال البنية التحتية لمؤسسات التربية والتعليم برمتها بما فيها الأنظمة والقوانين التي تعتبرها الدولة هي المحركات الأساسية في توجيه الإدارة المدرسية وهيئاتها التعليمية حيث تعمل الأخيرة بالتالي على توجيه وتعليم التلاميذ داخل الصف أو المؤسسة التربوية عن طريق تطبيقهم للنشاطات الصفية واللاصفية بواسطة ما توفره الجهات المعنية من الأدوات والتجهيزات التي تمكن أولئك التلاميذ من التزود بالمنهجية العلمية والمعارف التعليمية سعيا لبناء حياة سليمة بين أوساط المجتمع الذي ينتمون أليه.. علما بأن هذه المحركات لم تعد هي الأخرى تتوازن والتقدم العلمي المنشود فيما بعد التغيير، والذي بلغ ذروته القصوى ليرتقي بحياة المجتمعات المنفتحة على عالم باتوا يسمونه بالعالم الرحب ، والذي أضحت منهجيته هو الأخرى خطرة على حياة الفرد المسلم بالنظر لما يحمله هذا الانفتاح بين ظهرانيه من تيارات وأفكار مضادة للفكر الإسلامي توجهها الفضائيات تطالعنا بها مرئياتها كل يوم بما هو مضرا بتربية وتنشئة أجيالنا الجديدة، وكذلك نتيجة لما توصلت أليه السياسة التعليمية لثلاثة عقود من الزمن ولت وبدون رجعة ، وفي هذا يوجه الشهيد السعيد في ( رسالتنا وواقع الأمة الإسلامية) ص 52 : (( وما يطرأ على مظاهر الحياة الإنسانية من تغير تارة يمس الطبيعة المادية التي تحيط بالإنسان وأخرى يمس النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذه الحياة)) ، ولما انبلج فجر العراق الجديد ، وبعد ما أتيحت لنا الفرصة للاطلاع على ما حظيت به المجتمعات الأخرى من خلال الانفتاح الواسع الأفق الذي كنا محرومين منه لعقود طويلة ، وهذا ما فوجئنا به بل وذهلنا نتيجة لما كان يدور فيما حولنا ، وكانت دهشتنا كبيرة من تلك التحولات الفكرية والتنظيمية التي حظي بها العالم من درجات الرقي والتطور.. كان كل شيء يسير باتجاه السمو، أي شيء.. إلا أمنيات شعبنا الذي قبرت أنفاسه وصودرت حرياته وتشتت دوائره الذهنية والفكرية بنظريات وفلسفات حزب نازي خلافا لما كان ما يجري في خارج نطاق حدود البلاد ، انه شيء جميل ومميز اتسم بآفاقه المتسعة لتشمل جميع مجالات ومرافق الحياة نتيجة للكّم السكاني الهائل الذي كان يصاحبه تطور علمي شمل الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، لذا بات علينا التمعن جيدا في مثل هذه التغيرات خوفا من انجراف تلاميذنا وطلبتنا نحو هذه التيارات ، وهذا ما يرشدنا به الشهيد السعيد في نفس المصدرص53: (( والقسم الثاني من التغيرات يظهر في النظم الاجتماعية والاقتصادية المبتدعة التي تمخضت عنها الحضارة الغربية ومفاهيم الإنسان الغربي عن الكون والحياة والإنسان، وموقف الإسلام من هذه النظم مما قد يستحدث فيها من تغيير وتبديل ليس موقف الرفض المطلق وليس موقف القبول المطلق)) ، وهذا ما نحن بحاجة أليه بدلا من التباكي على دفع فواتير مظالم أنظمة لم تعد تناسب النظرة المستقبلية لبناء العراق الجديد والتي تسهم بانفتاحه على العوالم الغنية بالمعارف والعلوم الإنسانية ومنها النظريات التي انتهجتها الفلسفات التربوية الإسلامية في كافة مجالاتها الإنسانية لبناء حضارة جديدة تستمد أهدافها من منارات العلم والفكر الذي تميز به علمائنا في الفقه والعقيدة حتى راح يقصدها كل ذي طالب علم تجسيدا لتطبيق الفكرة الإنسانية والعلمية التي جاءت بها أفكار الشهيد السعيد في نفس المصدر ص56:(( أن الإسلام ليس في حاجة إلى التعديل، وليس في حاجة إلى التطوير والتحرير، وإنما الإنسان هو الذي يجب عليه إذا أراد الحياة السعيدة النبيلة)) ، وها نحن اليوم لا زلنا نسّير ونعاقب ونلازم تلاميذنا وطلبتنا الدعوة لممارسة حرياتهم والتي ستؤدي بالفعل إلى نمو أفكارهم باتجاه بناء الديمقراطية من أوسع أبوابها ، وفي هذا ينوه الشهيد السعيد في نفس المصدر ص19:(( فالرسالة الإسلامية تمون الدعوة بهذه العناصر والشروط والمقومات بما لا يمكن لرسالة أخرى أن تقوم بذلك )) ، لذلك اضطر مجتمعنا إلى عدم الاستجابة لكثير من الدعوات التي تعتمر قوانين وزارة التربية الكسيحة والقابعة معظم أنظمتها الآن على رفوف مكاتب وأقسام المديريات العامة في عموم القطر ، حاملة بين طياتها تعليمات أنظمة أكل الدهر عليها وشرب، بل ولا زالت تزوقها أسماء رموز النظام السابق منذ صدور قانون التعليم الإلزامي بتاريخ (22/9/1976) وحتى يومنا الحاضر ، وهذا ما يوجه به الشهيد السعيد أيضا في ( رسالتنا يجب أن تكون قاعدة فكرية للمجتمع ) ص38 :(( مادامت القاعدة خطأ فما يستنبط منها خطأ)) .. ولهذا ترانا اليوم أيضا مشغولين بالانتحاب على سوء الطالع الذي اشرأبت منه أخاديد كفوفنا.. نبحث بين خطوطها عن بصيص أمل يوصلنا إلى إقناع ولي الأمر أو رب الأسرة والذي هو نفسه كان يعاني الكثير من أثار الأمية المتفشية في حياته، كانت كالوباء اخذ ينتشر بسرعة هائلة بين طبقات مجتمعنا بسبب أعباء ما قامت به القيادات السالفة منذ أن طبقت أنظمة وقوانين ( عسكرة أفراد المجتمع ) ، إذ عمد على إصدار قوانينه تلك ليدعوا فيها 98% من طبقاته للنفير العام كجيش نظامي - أو مهمات خاصة - وتحديد العمر بالدراسة والفشل بين مراحلها من اجل إلحاق اكبر عدد ممكن من المواطنين لتحقيق أحلامه المريضة سعيا للانتصار في حروب مدمرة لا مبرر لها .. وها نحن أيضا نعمل على إقناع أولياء الأمور بوجوب إرسال أطفالهم المشمولين ( بإلزامية التعليم) من اجل إدخالهم مدارس اليافعين أو إلحاقهم بمراكز( التعليم المسّرع)، بل ونلجأ في أحايين كثيرة إلى اقصر السبل للضغط على من يتكفل بمعيشة الطفل بمعاقبة ولي أمره الذي تخلف أو تشرد عن التعليم لأسباب اضطر يوما إلى الهجرة من المناطق التي كانوا يعيشون فيها مع أهله تخوفا من قمع السلطة البائدة ، فقبعوا في العراء بدون مأوى ، ولذلك تراه في تلك الفترة يعمل جاهدا على إرسال أبناءه إلى تلك المؤسسات التي لا زالت تبعد عدة كيلوات من الأمتار عن أهاليهم، والكل على علم أيضا بأننا سنعلمهم ما هو لم يعد صالحا صمن تشريعات لم تعد أنظمتها تقوّم اصغر أطفالنا ، وفي هذا يوضح الشهيد السعيد في ( رسالتنا فكرة انقلابية) ص72 : (( ونضمن ألا تسهم المؤسسات الاجتماعية في إفساد الإنسان وبعثه إلى صنع الشر وممارسته)) .. لذا صار لزاما علينا انتهاز الفرص السانحة لتغيير مثل هذه الأنظمة ، أو أيجاد حلول أو بدائل لها بعد أن انتشلتنا يد القدر من الضياع لتضعنا مرة أخرى بأيادي أمينة مباركة منّ بها الله علينا بها بعد التحرير لتخلصنا من القوانين المفروضة بعدما اضطهدت حريات شعب بأكمله تلك الأيادي التي ستقوم برسم الخطط القويمة لمستقبل واعد جديد ، مرتفعة بمستوى مهماتها ، مستنبطة الفكر الذي انتهجته الرسالات السماوية وفسرته تعاليم ومناهج الإسلام أسس تلك الروابط المتجسدة فيها العلاقات الصميمية بين المجتمع الموحد والقادر على اضطلاعه بمواجهة التحديات المصيرية ليكون من شانه التفكير بالبناء ضمن خطط تنموية كفيلة بالنهوض بعراقهم الجديد ، وهذا هو مكنون الفكرة التي نادى بها الشهيد السعيد في( رسالتنا والدعاة ) ص19: (( فان الدعوة إلى الرسالة الإسلامية تمتاز على أكثر الدعوات إلى مختلف الرسالات الأخرى بأنها تستمد من الرسالة نفسها وطبيعتها الخاصة، عناصر قوتها وشروط نجاحها ومقوماتها الروحية في مجال الجهاد والكفاح)) .. ومن هنا دأبنا مستنيرين بتلك الحكم وخصوصا بعدما شهد أفراد المجتمع التغييرات الجديدة إضافة إلى الارتفاع الملحوظ بمستوى معيشته وظهور علامات مد ّقوية تلوح في فضاءاته الرحبة التي تدعوه لممارسة حرياته والتي ستؤدي بالفعل إلى نمو أفكاره باتجاهات بناء الديمقراطية من أوسع أبوابها تفسيرا بما جاء في نظريات الشهيد السعيد في نفس المصدر ص19 : (( فالرسالة الإسلامية تمون الدعوة بهذه العناصر والشروط والمقومات بما لا يمكن لرسالة أخرى أن تقوم بذلك ولهذا تضطر كثير من الدعوات أن تستجدي بعض تلك المقومات الروحية من جهات أخرى غير رسالتها التي تتبناها وتحمل رايتها تضطر كثير من الدعوات أن تستجدي بعض تلك المقومات الروحية من جهات أخرى غير رسالتها التي تتبناها وتحمل رايتها)) ، وهذا ما سيدفع وبلا شك جميع العاملين في قطاعات الدولة المختلفة والتي لها علاقة بالعملية التربوية على ضرورة الارتقاء بمستوى طموحات شعبهم والتي يجب أن توازي تزايد طلباتهم على الاحتياجات المتخلفة وذلك بالكشف عن أوسع السبل التي تنهض بأعمالها المتخلفة التي افتقدها عبر (35 ) عاما ، وأولى تلك الخطوات هو ضرورة إعادة النظر ببناء الأنظمة والقوانين التي ستأخذ بها وزارة التربية ، ومنها ضرورة العمل بقانون التعليم الإلزامي واستخلاص ما هو صالح منه وتقويم كل ما لا يناسب هذه العملية عن طريق دعوة العلماء والفقهاء والباحثين والمعنيين بالعملية التربوية ، إضافة إلى الأخذ بآراء ممن هم خارج العملية التربوية ، ونقصد بذلك الأحزاب الدينية والسياسية والمنظمات الجماهيرية ومكونات المجتمع المدني ممن غيبهم النظام السابق تحقيقا لما جاء بفكر الشهيد السعيد والذي يشير فيه في نفس المصدر ص38:(( فليس من الصحيح إغفال هذه الناحية الخطيرة- ناحية الصلة بين الفكرة ودراسة الفكرة- بغض النظر عما قد يكون لها إطار خاص أو قد يكون فيها من استيحاءات مستمدة من القاعدة الفكرية)) .. وعملا بما وضح لنا في المصدر( رسالتنا والدعاة) ص 21: (( فان هذه الرسالة تفتح بنفسها للدعاة أجواء من الأمل وتقوّي من عزيمتهم ورجائهم)).. وبهذا تكون القرارات قد اتسمت بالشرعية لكون الاتفاق عليها كان جماعيا في أجواء ديمقراطية مستفيضة ناقشتها جميع أطياف المجتمع المدني والذي هو القاعدة الجماهيرية للمجتمع عكس ما كان معمول به سابقا حيث كانت الدكتاتورية الصفة الغالبة على اتخاذ كل القرارات التي تهم المجتمع ، وهذا ما سيكسبها القوة في تنفيذها وهو السبيل الوحيد لبناء المجتمع التربوي الحديث والذي هو بحاجة إلى مثل هذه القرارات، وفي هذا يقول الشهيد السعيد في ( رسالتنا فكرية انقلابية) ص71 : (( دعاة الإصلاح في العلم وفي المجتمعات المنفعلة به حضاريا يرون أن الفساد والانحطاط والشرور التي يعاني منها الإنسان وتحفل بها حياته إنما نشأت من المؤسسات الاجتماعية التي يمارس الإنسان حياته في أطرها))

تنويه : حقوق النشر محفوظة لمنتدى أحباب الحسين

يتبع في الأجزاء القادمة

محـب الحسين
25-05-2009, 08:46 PM
جزاك الله خير الجزاء
بأنتظار القادم من ابداعك
تقبل خالص شكري وتقديري

ابوجعفرالديواني
28-05-2009, 11:40 PM
بفائق الاحترام والتقدير
اشكر جهودك اخي في
طرح هذا البحث الشيق
والمفيد

خادم الائيمه
22-06-2009, 07:23 PM
جزاك الله خير الجزاء
بأنتظار القادم من ابداعك
تقبل خالص شكري وتقديري

خادم الائيمه
23-06-2009, 01:37 PM
جزاك الله خير الجزاء
بأنتظار القادم من ابداعك
تقبل خالص شكري وتقديري