:55555":
روى أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول:
(أوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبيائه: إذا أصبحت فأول شيء يستقبلك فكله ، والثاني فاكتمه ، والثالث فاقبله ، والرابع فلا تؤيسه ، والخامس فاهرب منه.
فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف، وقال أمرني عز وجل أن آكل هذا ، وبقي متحيراً ثم رجع إلى نفسه وقال: إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما أطيق ، فمشى إليه ليأكله فكلما دنا منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة ، فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله.
ثم مضى فوجد طستاً من ذهب، فقال له: أمرني ربي أن أكتم هذا. فحفر له حفرة وجعله فيها وألقى عليه التراب، ثم مضى فالتفت فإذا بالطست قد ظهر، قال: قد فعلت ما أمرني ربي عز وجل.
فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال: أمرني ربي عز وجل أن أقبل هذا ، ففتح كمه فدخل الطير فيه. فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيام. فقال: إن ربي أمرني أن لا أؤيس هذا ، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه.
ثم مضى فلما مضى إذا هو بلحم ميتة منتن مدود، فقال: أمرني ربي عز وجل أن أهرب من هذا ، فهرب منه ورجع.
فرأى في المنام كأنه قد قيل له: إنك قد فعلت ما أمرت به، فهل تدري ما ذاك كان؟
قال: لا
قيل له: أما الجبل: فهو الغضب لعبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلها.
وأما الطست: فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عز وجل إلا أن يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الآخرة.
وأما الطير: فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته.
وأما البازي: فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه.
وأما اللحم المنتن: فهو الغيبة فاهرب منها.
(عيون أخبار الرضا عليه السلام- الجزء الأول، الصفحة 275-276)
روى أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول:
(أوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبيائه: إذا أصبحت فأول شيء يستقبلك فكله ، والثاني فاكتمه ، والثالث فاقبله ، والرابع فلا تؤيسه ، والخامس فاهرب منه.
فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف، وقال أمرني عز وجل أن آكل هذا ، وبقي متحيراً ثم رجع إلى نفسه وقال: إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما أطيق ، فمشى إليه ليأكله فكلما دنا منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة ، فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله.
ثم مضى فوجد طستاً من ذهب، فقال له: أمرني ربي أن أكتم هذا. فحفر له حفرة وجعله فيها وألقى عليه التراب، ثم مضى فالتفت فإذا بالطست قد ظهر، قال: قد فعلت ما أمرني ربي عز وجل.
فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال: أمرني ربي عز وجل أن أقبل هذا ، ففتح كمه فدخل الطير فيه. فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيام. فقال: إن ربي أمرني أن لا أؤيس هذا ، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه.
ثم مضى فلما مضى إذا هو بلحم ميتة منتن مدود، فقال: أمرني ربي عز وجل أن أهرب من هذا ، فهرب منه ورجع.
فرأى في المنام كأنه قد قيل له: إنك قد فعلت ما أمرت به، فهل تدري ما ذاك كان؟
قال: لا
قيل له: أما الجبل: فهو الغضب لعبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلها.
وأما الطست: فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عز وجل إلا أن يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الآخرة.
وأما الطير: فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته.
وأما البازي: فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه.
وأما اللحم المنتن: فهو الغيبة فاهرب منها.
(عيون أخبار الرضا عليه السلام- الجزء الأول، الصفحة 275-276)
تعليق