لقد قتل الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد في سبيل الحيلولة دون الأخطار التي عاشها المسلمون ويعيشونها إلى يومنا هذا. إنّ واعية الحسين (عليه السلام) لم تنقطع يوم عاشوراء، إنّ واعية الحسين (عليه السلام) حيث إنّها واعية رسالية وليست واعية شيخ عشيرةٍ أو قبيلة، فواعية الرسالة لا تنقطع ما دامت الأخطار تكتنف هذه الرسالة ، وقد قال هذا الإمام الشهيد الصادق(عليه السلام): ((... إنّه ما سمع واعيتنا شخص ولم ينصرنا إلاّ أكبّه الله على وجهه يوم القيامة ...)) . فيجب علينا أن نعرف أنّ هذه الواعية نواجهها في كل يوم، فإن لم نواجهها من فم الحسين(عليه السلام) فنواجهها من دم الحسين ومن تأريخ الحسين ومن بطولة الحسين يوم عاشوراء ومواقفه المتعدّدة . نواجه هذه الواعية من كلّ الأخطار التي تكتنف الرسالة وتكتنف الإسلام والأُمّة الإسلامية من كلّ صوبٍ وحدب، نواجه هذه الواعية في كلّ هذا الضياع في القيم والأخلاق في المبادئ والمُثُل في كلّ هذا التمييع، كلّ هذا هو واعية الإسلام. إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حينما ثار وحينما بدأ ببذل دمه في سبيل الإسلام أراد بذلك أن يواجه بداية خطٍّ الانحراف في طريق الأمة، وهذا الخطّ من الانحراف نحن الآن نعيش قمّته، نعيش أزمّته، نعيش كلّ أبعاده . إذن فواعية الإسلام اليوم أوسع وأكبر، ونحن وأيّ فردٍ من المسلمين لا يزال اليوم مدعوّاً كما كان عبيد الله بن الحرّ الجعفي مدعوّاً أنّ يغضّ النظر عن مصالحه عن وجوده، عن كيانه، عن شهواته، عن رغباته الشخصية في سبيل أن يساهم في إنقاذ الإسلام، في إنقاذ المسلمين، في إعادة الإسلام إلى الحياة، في رفع هذا الوهن عن وجود المسلمين وعن كرامات المسلمين. إنّ كلّ مسلمٍ قادر على أن يساهم في هذه العلمية بقليلٍ أو كثيرٍ في حدود إمكانيّاته وقابلياته
واعية الامام الحسين عليه السلام
تقليص
X
تعليق