منتديات احباب الحسين عليه السلام

منتديات احباب الحسين عليه السلام (https://www.ahbabhusain.net/vb/index.php)
-   منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) (https://www.ahbabhusain.net/vb/forumdisplay.php?f=113)
-   -   شخصية الإمام حيث تجلت في كربلاء (https://www.ahbabhusain.net/vb/showthread.php?t=123239)

صدى المهدي 07-01-2018 11:17 AM

شخصية الإمام حيث تجلت في كربلاء
 


https://i.ytimg.com/vi/lFnm7yAWPkU/hqdefault.jpg
صفات الجلال والجمال في شخصية الإمام حيث تجلت في كربلاء

الكرم والفيض : التضحية بكل شيء، هي تعبير عن الكرم الحسيني اللامحدود، فلم يبق شيء يمكن التضحية به لم يقدم على مذبح الشهادة، ولم يبق جانب من جوانب الوجود الإنساني لم يتعرض للطعن المادي أو المعنوي ما لا يحصى من المرات، هذا الكرم هو كرم تجاه الأمة وفيض معنوي وواقعي من الروح الحسينية العظيمة، وتجاه الأجيال القادمة، فهو قدم دمه لأجلي أنا ولأجلك أنت، لكي يبقى لنا فرصة التكامل والبقاء في دائرة الإنسانية.
الرحمة والرأفة : التضحية هي كذلك شكل من أشكال الرحمة، فهذا الفعل الجهادي الذي يفوق الوصف، تم بدافع الرحمة، الرحمة للأمة في حاضرها ومستقبلها. من ناحية أخرى، إذا رحنا إلى مشاهدة السلوك الحسيني طوال عمر الثورة، منذ بدايتها وحتى لحظاتها الأخيرة، نشاهد الرحمة التي كانت تتجلى في أبهى صورها وحقائقها وسط الجراح والدماء والحصار والعطش، الرحمة التي لم يحجزها شيء من أحداث كربلاء عن الظهور في أجمل ما يمكن لها أن تظهر. فنرى الإمام الحسين صلوات الله عليه يفتح ذراعيه للحر بن يزيد الرياحي الذي منعه من الوصول إلى الكوفة وتركه وأهله وأصحابه وسط الصحراء مانعاً إياه من العسكرة قرب الماء ليقع فريسة العطش، وهو الذي لم ينتظر الحر الرياحي حين لقيه في أول مرة ليطلب منه الماء، بل بادر إلى أصحابه طالباً منهم سقاية جنود الحر وترشيف خيولهم، وحتى أنه ساعد في ترشيف الخيول بيديه الشريفتين.
الهداية والربوبية : شدة ظلامية المجتمع الإسلامي في تلك الفترة، لم تكن حاجباً أمام الحسين صلوات الله عليه من محاولة هداية وتوضح الأمور للمعسكر المعادي المقاتل والقاتل والمنتهك. من ناحية أخرى، كان الإمام يستقطب حتى من لم يرغب في لقائه، مثل زهير بن القين، أو حتى من ناوأه ووقف في طريقه مثل الحر بين يزيد الرياحي، فكان يداً ممدودة إلى الجميع، لإخراجهم من ظلمات الجاهلية والإستعباد الأموي إلى نور الإسلام والحرية والعزة في الدنيا والآخرة.
البأس والشدة : الرحمة والهداية والرأفة والتربية كانت يداً، واليد الأخرى كانت تحمل السيف، السيف الذي يدافع عن الإسلام وعن الفكرة التي حملتها الجماعة الحسينية التي لم يكن لديها أي أمل بالإنتصار المادي المباشر، السيف الذي أخرج من غمده للدفاع عن رسول الله وعن القرآن وعن رسالة الإنسانية التي وقفت عزلاء في مواجهة الجاهلية الحيوانية والمفاهيم الوثنية المادية والإستكبار الأموي، هذا السيف الذي لم يتعب ولم يكل رغم كل الجراح المعنوية والنفسية والمادية، السيف الذي حملته يد بصيرة وعارفة وموقنة، كان لا يزال يقاتل بعد استشهاد جميع الرجال، يقاتل وخلفه النساء والأطفال ينتظرهن السبي، لكن الروح المتوقدة والوثابة للإمام صلوات الله عليه لم تتعب ولم تلن، فهيهات منا الذلة. كان يحمل على العدو، ولا ينتظره، كان يتقدم نحو الجيش وهو وحيد فريد عطشان مثكول بأبنائه وإخوته وأصحابه، وكان يقتل كل من برز إليه.
الأناة والصبر : المشهد الكربلائي يتميز بخاصية رئيسية، هو حجم الضغط الهائل للمشاهد والأحداث والأحاسيس المتناقضة والمتعالية والتي تعجز العقل والمخيلة البشرية عن إمكانية حصرها ورسمها أمام الشعور في إطار موحد. مشهد آخر للفطرة الإنسانية الكاملة يتمظهر أمامنا وسط هذا الحشد وهذا الطوفان من الأحاسيس، إنه الصبر والهدوء الذي كان يلف سلوكيات وكلمات الإمام الحسين صلوات الله عليه، فعندما ننظر بعين كلية جامعة للظروف والأحداث التي جرت في ذلك النهار، ونحاول أن نضع أنفسنا وسط هذا الطوفان، سنجد أننا سنكون في حالة نفسية وعصبية هائجة ومتوترة إلى أقصى الحدود من الإنفعال ورد الفعل، هنا ندرك بعداً من أبعاد التجلي الأسمائي، هو الأناة والصبر والهدوء. هنا يقدم الإمام مسرحاً ما فوق بشري، مسرحاً إلهياً واقعياً في آن، هذه الأناة التي لا تعني الخمول ولا تعني الجبن ولا تعني التأخير ولا تعني الإنعزال عن الواقع ولا تعني الضعف. الأناة وعدم الإنفعال السلبي والغضب في غير محله هي سمة بارزة في الإنسان الكامل الذي تجلى في أنقى وأوضح وأبلغ صورة ومشهد في يوم العاشر من المحرم.
العزة : العبودية لله تعالى التي هي جوهرة كنهها الربوبية، تعني في أحد أبعادها رفض العبودية للآخرين، ونيل العزة التي للمؤمن الذي لا يسجد للمخلوقات ولا ينحني أمام الطواغيت، والذي لا يرضى بأن تسحق إرادته وفكرته وقناعته ودينه لأجل الآخرين. صفة العزة هي محور من محاور كربلاء، وتعبير هيهات منا الذلة هو توضيح لأصل الموقف الحسيني الذي أظهر هذه الصفة الفطرية الإلهية في مشهد فريد على المسرح التاريخي، فقد كان أمامه خيارات كثيرة تتيح له البقاء، سواءً العودة من حيث أتى أو المبايعة والمسالمة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان ثمن العزة هو تمزق الكيان الإنساني بجميع أبعاده والدوس بسنابك السلطة الظالمة على كل ما هو دنيوي من الوجود الحسيني المقدس. العزة هذه التي ليست جفاءً ولا قسوةً ولا استكباراً ولا بعداً ولا تفاخراً، وإنما هي عزة محض وكبرياء محض، لا تغيب معها الرأفة ولا الرحمة ولا الهداية ولا الكرم، يتجلى هنا معنى العزة بأبهى صوره مجتمعاً مع الصفات الأخرى وسط الميدان الكربلائي الذي كان مسرحاً لإكراه الحسين الشهيد على التخلي عن فكرته ومبدئه وحراسة دينه.
المعرفة والحكمة : اتساع المشهد إلى حدود لامتناهية قد يدفع العقل والمخيلة الإنسانية إلى أخذ صورة مبتسرة عنه، فينظر إلى الحسين الشهيد مندفعأً عاشقاً متحمساً غير آبه بالواقع والمعوقات والظروف، فهو محض إرادة واندفاع، بحيث تغيب الأناة وهدوء العقل وحضور الوعي والمعرفة من الصورة. كل هذا الإبتسار في الصورة ناشئ من جماليتها اللامحدودة، ومن عظمة الوجود المتسامي للإنسان الكامل. فالإمام القائد المشرف على كل ما يحصل، والذي يحرك الأصحاب والأبناء والأخوة بدقة متناهية باتجاه تحقيق الهدف، كان صاحب الإدراك الشامل والوعي الكلي للحادثة، ولم يكن يسير متجاهلاً للوقائع والظروف مسيراً أو مجبراً بالتكليف الإلهي، متحركاً في اتجاه المواجهة بشكل مباشر وأحادي. كان ذهن الإمام متقداً ومشحوناً بالمشهد وبالمهمة الملقاة على عاتقه وبالجراحات الروحية والمعنوية في ذلك النهار وما سيتلو ذلك النهار من سبي وطريق آلام متطاولة، وكذلك بالمشهد الحضوري الإلهي الذي كان في أرقى القم
شبكة الامامين الحسنين للتراث والفكر الاسلامي - جزء من مقالة


عاشقة ام الحسنين 20-10-2018 07:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
ربي ‏‎يعطيك الف عآفيه على الطرح الرائع
لاحرمنا الله منك آبدآ ولآمن تميزك
‏‎بآنتظار جديدك المتميز بشوق
‏‎دمتي بسعآدهـ لا تغادر روحك


الساعة الآن 12:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين