منتديات احباب الحسين عليه السلام

منتديات احباب الحسين عليه السلام (https://www.ahbabhusain.net/vb/index.php)
-   منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) (https://www.ahbabhusain.net/vb/forumdisplay.php?f=108)
-   -   أسد الله وأسد رسوله (https://www.ahbabhusain.net/vb/showthread.php?t=65191)

دمعة الكرار 27-02-2012 02:53 AM

أسد الله وأسد رسوله
 


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



أسد الله وأسد رسوله



نتكلم في هذا الموضوع عن حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله(صلى الله عليه واله) فإذا قيل " أسد الله " انصرف ذهن السامع إلى ذلكم البطل المجاهد حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب السيد البطل الضرغام – أسد الله – أبو عامرة ، وأبو يعلى القرشي الهاشمي المكي ثم المدني البدريّ الشهيد، عم الرسول(صلى الله عليه واله) وأخوه من الرضاعة.
لقد كان لحمزة(رضوان الله عليه) مواقف تسطر بماء الذهب، بل سطرها التاريخ بأحرف من نور وحضنها بين دفتيه يخبر بها أجيال المستقبل كي تستفيد منها، لقد سطر التاريخ سيرة أفضل جيل شهدته البشرية، فو الله لو حلفنا بين الركن والمقام لحلفنا: انه لم تعرف البشرية جيلاُ مثل جيل هؤلاء، نبلا وعدلا، وعزة، وتضحية، وإيمانا، وصدقا. لقد صال حمزة بسيفه ميمنة وميسرة يهد الناس بسيفه هدا، مدافعاُ عن كلمة الحق( لا إله إلا الله )، فكان (رضوان الله عليه) يتمتع بقوة الجسم ورجاحة العقل وقوة الإرادة، وكانت له مكانة بين زعماء قريش، وعندما بدأت الدعوة لدين الله تعالى كان يبهره ثبات ابن أخيه وتفانيه في سبيل إيمانه ودعوته، أما قضية أسلامه فقد كان حمزة رضي الله عنه عائداً من رحلة صيد، فقابلته زوجته وقالت له: لو علمت ما لقى ابن أخيك محمداً اليوم من أبي الحكم بن هشام، وجدّه جالساً فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكرهه، فخرج حمزة ووصل إلى الكعبة ووجد أبا الحكم جالساً بين القوم، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له: أتسب محمداً وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرُدّ عليّ ذلك إن استطعت .. وفي لحظة نسي الجالسون جميعا الاهانة التي نزلت بزعيمهم أبي جهل والدم الذي ينزف من رأسه، وشغلتهم تلك الكلمة التي حاقت بهم كالصاعقة، الكلمة التي أعلن بها حمزة أنه على دين محمد يرى ما يراه، ويقول ما يقوله..
فقد كان (رضوان الله عليهم) من أعزّ فتيان قريش وأقواهم شكيمة، انه الطامّة التي لن تملك قريش لها دفعا، فإسلام حمزة سيغري كثيرين من الصفوة بالإسلام، وسيجد محمد حوله من القوة والبأس ما يعزز دعوته ويشدّ أزره، وستصحو قريش ذات يوم على هدير المعاول تحطم أصنامها وآلهتها..!! أجل أسلم حمزة، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي عليه صدره، وترك الجمع الذاهل يجترّ خيبة أمله، وأبا جهل يلعق دماءه النازفة من رأسه المشجوج ... وهكذا عرفت قريش أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد عزّ وامتنع، وأن حمزة رضي الله عنه مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلى دينه .. فمنذ أسلم حمزة ، نذر كل حياته وقوته لنصرة الإسلام ، وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة.. وكناه الرسول أسد الإسلام ، وآخى بينه وبين زيد بن حارثة .. وفي غزوة بدر، كان حمزة يقاتل بسيفين . ووقف شامخا قويا يذود عن رسول الله، وعن المستضعفين من أصحابه، ورآه أبو جهل يقف في صفوف المسلمين، فأدرك أنها الحرب لا محالة، وراح يحرّض قريشا على إنزال الأذى بالرسول وصحبه ... ولم يستطع حمزة أن يمنع كل الأذى ولكن إسلامه كان وقاية ودرعا كما كان إغراءا ناجحا لكثير من القبائل التي قادها إسلام حمزة ...
أيها الأخيار الأنصار أيتها الناصرات الطاهرات:
لقد كان لحمزة الدور الفعال إلى جنب النبي الأكرم والإمام علي (صلوات الله عليهم أجمعين) في معركة بدر الكبرى التي كتب فيها النصر المؤزر للمسلمين على المشركين، وكان من بين القتلى بسيف علي ابن أبي طالب وعمه الحمزة بن عبد المطلب (عليهما السلام) في غزوة بدر(عتبه وشيبة والوليد)، والوليد ابن عتبه ، وشيبه أخوه ،وهم أب وعم وأخ لهند بنت عتبة ـ زوجة أبي سفيان ـ التي أضمرت الحقد والعداء ولم تنفك عن التحريض وزع الكره لمحمد وعلي وعمهم الحمزة (عليهم أفضل الصلاة السلام) على مدار السنة التي تلت معركة بدر، وقد أعطت وحشياً (وهو عبد جبير بن مطعم) عهداً لئن قتلت محمّداً أو علياً أو حمزة، لأعطينّك كذا وكذا، فقال وحشي: أمّا محمّد فلم أقدر عليه، وأمّا علي فرأيته حذراً كثير الالتفات فلا مطمع فيه، فكمنت لحمزة فرأيته يهدّ الناس بسيفه كالليث الغضوب ويقتلهم ويبددهم، ما يلقي أحداً يمرُّ به إلا قتله، فهززت حربتي فرميتُه، فوقعت في أربيته ـ أصل الفخذ حتّى خرجت من بين رجليه فوقع، فأمهلته حتّى مات، وأخذت حربتي وانهزمت من المعسكر .
ثم جاءت هند إلى مصرع حمزة فقطعت أذنيه وبعض أعضائه فشدتها في عنقها فتأست بها نساء قريش وذهبن إلى مصارع المسلمين، وأخذن يمثلن بهم ويجعلنَّ أعضاءهم حلياً وأسورة، بقرت بطنه وأخرجت كبده فلاكته، فلم تستطع أن تسيغه فلفِظَته. فجاء أبو سفيان إلى مصرع حمزة وجعل يضرب فمه برأس النبل ويقول: «ذق يا عقق» ـ أي يا عاق . فقال حُليس بن علقمة: «يا معشر بني كنانة انظروا إلى من يزعم انه سيد قريش ما يصنع بابن عمه الذي قد صار لحماً»، فاستحى أبو سفيان وخجل وقال: استرها عليّ .
روى علي بن إبراهيم القمي انه: « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من له علم بعمي حمزة فقال حارث بن الصِمّه، أنا أعرف موضعه فجاء حتى وقف على حمزة فكَرِه أن يرجع إلى رسول الله فيخبره، فقال رسول الله(صلى عليه وآله) لأمير المؤمنين(عليه السلام) يا علي اطلب عمك فجاء علي فوقف على حمزة فكَرِهَ أن يرجع إليه، فجاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى وقف عليه فوجد حمزة (رضوان الله عليه) في بطن وادي الجبل شهيدا مضرجا بالدماء، فأخذ الرسول(صلى الله عليه وآله )عمه حمزة ووضعه إلى القبلة ووقف على جنازته وانتحب حتى نشق أي شهق حتى بلغ به الغشي ويقال قد رثاه بكلمات مؤثرة وقال: والله ما وقفت موقفاً قط أغيظ عليّ من هذا المكان، وكان(صلى الله عليه وآله) يقول: «يا عمّ رسول الله، وأسد الله، وأسد رسول الله، يا حمزة، يا فاعل الخيرات، يا حمزة، يا كاشف الكربات، يا حمزة، يا ذابّ يا مانع عن وجه رسول الله»، فألقى على حمزة بردة كانت عليه فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه وإذا مدها على رجليه بدا رأسه، فمدها على رأسه وألقى على رجليه الحشيش، وقال: لو لا إني احذر نساء بني عبد المطلب لتركته للعادية والسباع حتى يحشر يوم القيامة من بطون السباع والطير، وأمر بحمزة(رضوان الله عليه) فسجي، ثم صلى عليه، ثم أتى بالقتلى فيوضعون إلى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة ودفنهم في مضاجعهم ...
وورد في الحديث انه (صلى الله عليه وآله) كفن حمزة لأنه سلبت ثيابه وكان عاري الجسد. وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدفن حمزة وعبد الله ـ ابن أخته ـ في قبر واحد، وهكذا دفن كل مع صاحبه، فكان يدفن في قبر واحد اثنان أو ثلاثة من الشهداء، وكانوا يدفنون مع ثيابهم الملطخة بالدماء، وكان (صلى الله عليه وآله) يقول: « زملّوهم في ثيابهم ودمائهم فانه ليس من كَلِم ٍ، كَلِمَ في الله إلا وهو يأتي الله يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك». ولما انصرف الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة كانت القبائل تخرج إليه وتحمد الله على سلامته وتنسى قتلاها، وكان البكاء يسمع من أكثر بيوت المدينة فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكاء النوائح عل قتلاهن ترقرقت عيناه وبكى، ثم قال: لكن حمزة لا بواكي له اليوم، فلما سمعه سعد بن معاذ وأُسيّد بن حضر، قالا لنساء الأنصار: لا تبكين امرأة حميمها حتى تأتي إلى فاطمة (عليها السلام) فتواسيها في البكاء على حمزة ثم تبكي على قتيلها. فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الواعية على حمزة قال: ارجعن رحمكن الله فقد آسيتن بأنفسكن فاتخذت سُنّة، انه إذا مات الميت منهم بدأن البكاء على حمزة ثم بكين على ميّتهن.
أيها الأنصار أيتها الناصرات:
التاريخ الثابت والمسلّم يشهد بأنّ وجود رجال ذوي بأس وقوة بين صفوف المسلمين مثل «حمزة» الذي كان له أثرا كبيرا في حفظ الإسلام، فمتى ما وَجدت مسيرة الدعوة إلى الله رجال أكفاء لا يبالون إن وقع الموت عليهم أو هم وقعوا عليه همهم الأول هو قضية الله تعالى لا يُقدّمون عليها رغبة ولا يُؤثرون عليها راحة أو دعة، فيسلكون كل سبل النصرة ويسيرون في اقرب الطرق لنصرة قائدهم، ويطرقون كل أبواب الانتصار لتحقيق مرادات جهتهم الشرعية مهما كلفهم ذلك، فهؤلاء قدوتنا وأسوتنا التي لابد لنا أن نحتذي خطواتهم ونسير بهديهم، فلنجدد العهد بالطاعة التي لا يشوبها شك، وامتثال لا يغطيه تردد حتى نحظى بالخاتمة المطلوبة والنهاية الطيبة والعاقبة الحسنة، فبالجد والاجتهاد في الواقع ومن على النت من خلال النصرة الالكترونية المباركة التي هي أقرب طريق لنصرة المعصوم (عجل الله فرجه الشريف) نكون خير مرابطين على ما تأمر به قيادتنا وجهتنا الشرعية، فالله الله بالارتباط بالقيادة ارتباطا روحيا وعقائديا كي يكون كل واحدٍ منا حمزة أو عمارا، وبخلافه سوف نكون لا سمح الله ممن يساهم بقتلهم ويحسب انه يحسن صنعا، رحم الله سيد الشهداء حمزة أسد الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، جعلنا الله وإياكم ممن سار على هدي الأولياء ورزقنا شفاعتهم والسلام على سيد الشهداء حمزة يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا

محب الرسول 27-02-2012 11:17 AM

بارك الله بك
وجزك الله كل خير

دمعة الكرار 27-02-2012 11:47 AM

يسلمووووع المرور الطيب
تقبل تحياتي

غربتي طالت 27-02-2012 12:16 PM

بارك الله بكِ على الطرح القيم
رعاكِ الباري

دمعة الكرار 27-02-2012 12:58 PM

جزيت الله خيرأختي الكريمه
ع المرورالطيب تقبلي تحياتي

نور البتول الطاهرة 27-02-2012 03:13 PM

بارك الله فيك أختي ع الطرح القيم
جزاك الله خير

دمعة الكرار 27-02-2012 04:27 PM

جزاكي الله كل خير ع المرورالطيب
تقبلي تحياتي


الساعة الآن 10:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين