عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2016, 04:20 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

الشيخ عباس محمد


الملف الشخصي









الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً


افتراضي ما هو سبب نهضة الحسين عليه السلام؟

ما هو سبب نهضة الحسين عليه السلام؟
لا ينكر أحدا أن يزيد بن معاوية كان رجلا فاسقا، متجاهرا بالفجور، مولعا ‏بشرب الخمور، وكانت آمال بني أمية معلقة عليه على أنه المعد واللائق ‏للأخذ بثأر قتلاهم، من آل محمد وعلي عليه السلام.‏
ويزيد بن ميسون النصرانية، الذي ربي في حجرها وعند قومها النصارى ‏لاعبا مع الكلاب والفهود والقرود، شاربا للخمور، مولعا بالفسق والفجور، ‏مع هذه الخصائص وغيرها من الرذائل التي اجتمعت فيه، كان قادرا على ‏أن يجرد سيف الكفر والإلحاد الذي صنعه أبو سفيان وقومه في عهد خلافة ‏عثمان.‏
إذ يروي ابن أبي الحديد عن الشعبي قال: فلما دخل عثمان رحله ـ بعدما ‏بويع بالخلافة ـ دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار، ثم أغلقوها ‏عليهم ، فقال أبو سفيان أعندكم أحد من غيركم؟
قالوا: لا.‏
قال: يا بني أمية، تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان، ما من ‏عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ‏

ولا قيامة!(1).‏
فيزيد هو الذي يقرّ عيون قومه بانتقامه من آل رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله) ويقبض على مقابض السيف الذي صقله أبو سفيان وحده معاوية ‏وأعده ليزيد، حتى يقضي به على رسالة محمد (صلى الله عليه وآله) والدين ‏الذي جاء به من عند الله سبحانه وتعالى (2).‏
____________
1- شرح نهج البلاغة 9/ 53 ط دار إحياء التراث العربي.‏
2- وفي شرح نهج البلاغة ـ لابن ابي الحديد ـ 5/129قال: و روى الزبير بن بكار في ‏الموفقيات و هو غير متهم على معاوية و لا منسوب إلى اعتقاد الشيعة لما هو ‏معلوم من حاله من مجانبة علي ع و الانحراف عنه قال المطرف بن المغيرة بن ‏شعبة دخلت مع أبي على معاوية و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي ‏فيذكر معاوية و عقله و يعجب بما يرى منه إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء و ‏رأيته مغتما فانتظرته ساعة و ظننت أنه لأمر حدث فينا فقلت ما لي أراك مغتما منذ ‏الليلة فقال يا بني جئت من عند أكفر الناس و أخبثهم قلت و ما ذاك قال قلت له و ‏قد خلوت به إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا و بسطت خيرا فإنك ‏قد كبرت و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم ‏اليوم شي‏ء تخافه و إن ذلك مما يبقى لك ذكره و ثوابه فقال هيهات هيهات أي ذكر ‏أرجو بقاءه ملك أخو تيم فعدل و فعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن ‏يقول قائل أبو بكر ثم ملك أخو عدي فاجتهد و شمر عشر سنين فما عدا أن هلك ‏حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل عمر و إن ابن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس ‏مرات ‏

ولكن يزيد لا يتمكن من تنفيذ ما خططه أسلافه وقومه، ما دام الحسين بن ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحظى بالحياة.‏
والحسين عليه السلام تربى في حجر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ‏وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام وهو المعد لإحياء الدين وإنقاذ شريعة سيد ‏المرسلين من التحريف والتغيير، فنهض ليصد طغاة بني أمية عن التلاعب ‏بالدين والاستخفاف بالشريعة المقدسة .. فروّى شجرة الإسلام بدمه الزاكي ‏ودماء أهل بيته وأنصاره الطيبين، فاخضرت وأورقت وترعرعت، بعدما ‏كانت ذابلة وكأنها خشبة يابسة تنتظر نيران بني أمية وأحقادها الجاهلية ‏لتحولها إلى رماد تذروه الرياح (1).‏
____________
=>
أشهد أن محمدا رسول الله فأي عملي يبقى و أي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك؟
لا و الله إلا دفنا دفنا!!‏
أقول: هذه نيات معاوية الإلحادية نقلها لابنه يزيد وأمره أن يسعى ويجتهد لتنفيذها. ‏


من مواضيع الشيخ عباس محمد » الشخصية الاستفزازية واسبابها
» الشخصية الطيبة
» الشّخصيّة في علم النّفس
» الإرشاد النفسي
» مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي
رد مع اقتباس