عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2017, 04:25 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

الشيخ عباس محمد


الملف الشخصي









الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً


افتراضي اسئلة واجوبة في الامام الحسين ع وواقعة الطف

اسئلة واجوبة في الامام الحسين ع وواقعة الطف





ما هو سبب نهضة الحسين عليه السلام؟
لا ينكر أحدا أن يزيد بن معاوية كان رجلا فاسقا، متجاهرا بالفجور، مولعا ‏بشرب الخمور، وكانت آمال بني أمية معلقة عليه على أنه المعد واللائق ‏للأخذ بثأر قتلاهم، من آل محمد وعلي عليه السلام.‏
ويزيد بن ميسون النصرانية، الذي ربي في حجرها وعند قومها النصارى ‏لاعبا مع الكلاب والفهود والقرود، شاربا للخمور، مولعا بالفسق والفجور، ‏مع هذه الخصائص وغيرها من الرذائل التي اجتمعت فيه، كان قادرا على ‏أن يجرد سيف الكفر والإلحاد الذي صنعه أبو سفيان وقومه في عهد خلافة ‏عثمان.‏
إذ يروي ابن أبي الحديد عن الشعبي قال: فلما دخل عثمان رحله ـ بعدما ‏بويع بالخلافة ـ دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار، ثم أغلقوها ‏عليهم ، فقال أبو سفيان أعندكم أحد من غيركم؟
قالوا: لا.‏
قال: يا بني أمية، تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان، ما من ‏عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث ‏
[table]
[tr]



[/tr]
[/table]
ولا قيامة!(1).‏
فيزيد هو الذي يقرّ عيون قومه بانتقامه من آل رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله) ويقبض على مقابض السيف الذي صقله أبو سفيان وحده معاوية ‏وأعده ليزيد، حتى يقضي به على رسالة محمد (صلى الله عليه وآله) والدين ‏الذي جاء به من عند الله سبحانه وتعالى (2).‏
____________
1- شرح نهج البلاغة 9/ 53 ط دار إحياء التراث العربي.‏
2- وفي شرح نهج البلاغة ـ لابن ابي الحديد ـ 5/129قال: و روى الزبير بن بكار في ‏الموفقيات و هو غير متهم على معاوية و لا منسوب إلى اعتقاد الشيعة لما هو ‏معلوم من حاله من مجانبة علي ع و الانحراف عنه قال المطرف بن المغيرة بن ‏شعبة دخلت مع أبي على معاوية و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي ‏فيذكر معاوية و عقله و يعجب بما يرى منه إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء و ‏رأيته مغتما فانتظرته ساعة و ظننت أنه لأمر حدث فينا فقلت ما لي أراك مغتما منذ ‏الليلة فقال يا بني جئت من عند أكفر الناس و أخبثهم قلت و ما ذاك قال قلت له و ‏قد خلوت به إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا و بسطت خيرا فإنك ‏قد كبرت و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم ‏اليوم شي‏ء تخافه و إن ذلك مما يبقى لك ذكره و ثوابه فقال هيهات هيهات أي ذكر ‏أرجو بقاءه ملك أخو تيم فعدل و فعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن ‏يقول قائل أبو بكر ثم ملك أخو عدي فاجتهد و شمر عشر سنين فما عدا أن هلك ‏حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل عمر و إن ابن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس ‏مرات ‏
[table]
[tr]



[/tr]
[/table]
ولكن يزيد لا يتمكن من تنفيذ ما خططه أسلافه وقومه، ما دام الحسين بن ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحظى بالحياة.‏
والحسين عليه السلام تربى في حجر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ‏وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام وهو المعد لإحياء الدين وإنقاذ شريعة سيد ‏المرسلين من التحريف والتغيير، فنهض ليصد طغاة بني أمية عن التلاعب ‏بالدين والاستخفاف بالشريعة المقدسة .. فروّى شجرة الإسلام بدمه الزاكي ‏ودماء أهل بيته وأنصاره الطيبين، فاخضرت وأورقت وترعرعت، بعدما ‏كانت ذابلة وكأنها خشبة يابسة تنتظر نيران بني أمية وأحقادها الجاهلية ‏لتحولها إلى رماد تذروه الرياح (1).‏
____________
=>
أشهد أن محمدا رسول الله فأي عملي يبقى و أي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك؟
لا و الله إلا دفنا دفنا!!‏
أقول: هذه نيات معاوية الإلحادية نقلها لابنه يزيد وأمره أن يسعى ويجتهد لتنفيذها. ‏
[table]
[tr]



[/tr]
[/table]
لسؤال: فلسفة أخذه (عليه السلام) لعياله الى كربلاء
لماذا اخذ الامام الحسين (ع) النساء والاطفال معه الى كربلاء مع انه يعلم بانهم سوف يسبون ؟
الجواب:

كان الحسين (عليه السلام) مطّلعاً على سبي أهل بيته وذلك بالعلم الغيبي والباطني، ولكنّه (عليه السلام) مكلّف بالعمل بالظاهر، فانه حينما قدم الى الكوفة بان له من الظاهر توفر كافة الشروط له للقدوم اليها بعد بيعة أهل الكوفة له، فحمل الامام (عليه السلام) أهل بيته ليتسنى له محافظتهم وحراستهم لانّ تركهم في الحجاز كان يسبب ان يجعلهن يزيد رهينة لتحجيم حركة الحسين (عليه السلام) وورقة ضغط لتراجع الحسين (عليه السلام) عن مبادئه كما ذكر ذلك السيد ابن طاووس في كتاب (الملهوف).
ولكن عندما انقلبت الموازين وتراجع أهل الكوفة عن بيعتهم وحوصر الإمام (عليه السلام)، فكان نتيجة ذلك أن تقع عيال الحسين (عليه السلام) في الأسر، فكان ذلك الامر من قضاء الله وقدره ومشيئته التي لابد من الصبر عليها. وإن شكلت بالطبع حالة الأسر لعيال الحسين (عليه السلام) عاملاً في فضيحة بني أمية وهي نتيجة بديهية لا يصح ادراجها في أهداف حركة الحسين (عليه السلام) لانه لا يصح خلط الهدف مع النتيجة الحاصلة، وذلك لان القوانين المنطقية ترفض أن تكون النتيجة هو كل ما كان مستهدفاً من قبل .






سؤال: علة تلاوة رأسه الشريف آية (أم حسبت أن أصحاب الكهف)
عندما حمل رأس الحسين (عليه السلام) على الرمح كان يرتل آية من سورة الكهف لماذا اختار الإمام (عليه السلام) هذه الآية من سورة الكهف ؟
الجواب:

الآية التي كان يتلوها رأس الامام الحسين (عليه السلام) : (( أَم حَسبتَ أَنَّ أَصحَابَ الكَهف وَالرَّقيم كَانوا من آيَاتنَا عَجَبًا )) (الكهف: 9) .
وإنما تلى هذه الآية لأن تكلم رأس بلا جسد أعجب, كما قال الراوي : ((والله إن رأسك أعجب)).
ويحتمل أن يكون في انتخاب هذه الآية إشارة خفية إلى الرجعة .
وكذلك يمكن لنا أن نفهم الربط بين أصحاب الكهف وعصرهم الذي عاشوا فيه, وبين الإمام الحسين (عليه السلام) وأمته .
وكل هذه احتمالات يمكن لنا أن نوردها .


لسؤال: رأس الحسين (عليه السلام) يمثل في عالم الآخرة ا
بعد الرجعة في رواية أن السيدة الزهراء يوم القيامة تأتي برأس ولدها الشريف إلى آخر الرواية....
ما المقصود منها ؟؟
الجواب:

بالنسبة الى ما يتعلق برواية فاطمة الزهراء (عليها السلام) فان الرواية تصف ان رأس الحسين (عليه السلام) يمثل لفاطمة (عليها السلام)، والمثال إما أن يكون صورة على غرار ما تشهده في الاجهزة الحديثة، أو هو مثال حقيقي يخلقه الله على هيئة الرأس يوم قتل الحسين (عليه السلام)، ولا علاقة لهذا المثال بالحسين (عليه السلام)، لعل الحسين (عليه السلام) أيضاً حاضراً في ذلك المحل وامكان حضوره في ذلك المحل وانسجام ذلك مع الرواية, فالأولى إمكان حضوره في عالم الرجعة وبعد لم يحصل ذلك الموقف ولم يحضر مثال الرأس.



السؤال: في الاربعين الحق رأسه الشريف بجسده
عندما عرج بالسبايا الى الشام كان رأس الحسين معهم، فمتى أرجع مع الجسد، هل كان في العشرين من صفر؟
الجواب:

انّ المشهور عند الشيعة انّ رأس الحسين (عليه السلام) قد أعاده الامام زين العابدين (عليه السلام) بعد الرجوع من الاسر وألحقه بالجسد الشريف بعد أربعين يوماً من استشهاده، أي يوم العشرين من صفر (اللهوف / 86 - مثير الأحزان لابن نما / 107 - روضة الواعظين / 192 - البحار45/145 و 44/199).
نعم، قد ورد في بعض الاخبار الخاصّة بانّ مدفن رأسه (عليه السلام) هو عند أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) (كامل الزيارات / 35)، وأوّل بانّه بعد الدفن الاوّل أخرج من هناك والحق بالجسد الشريف بكربلاء جمعاً بين هذه الروايات. والطائفة الاولى التي تدلّ على اجتماع رأسه وجسده (عليه السلام) والتي عليها معظم الطائفة الشيعيّة .



تعليق على الجواب (1)
اذا ما هو مقام رأس الحسين الموجود في مصر و لماذا سمي بهذا الاسم


الجواب:

هناك أقوال ان الرأس الشريف دفن في مصر لكن المعمول به عند الأغلب من الشيعة أن رأسه الشريف أعيد إلى جسده وأن هذا مقدم على تلك الروايات التي تشير إلى الدوران به في الأقطار ومنها مصر.


السؤال: تحقيق حول مكان دفن رأس الإمام الحسين (عليه السلام)
سؤالي يتعلق بموقع رأس الإمام الحسين - رضي الله عنه - بعد أن قطع عن جسده الشريف و أخذ ليعرض لعدو الله و الأمة السفاح "يزيد ابن معاوية" لعنة الله عليه في دمشق؟
الجواب:

لقد اختلفت الروايات والأقوال في ذلك الى سبعة أقوال بل ثمانية - كما سيأتي بيانها - ولمّا كان القطع واليقين محالاً في بعضها، وإن ذهب الى القول بذلك بعض الأعلام - كما سيأتي بيانه -، غير أن أقربها للقبول والمعقول هو ما اشتهر عند العلماء من الفريقين الشيعة والسنة بأنه أعيد الى جثته (عليه السلام) بعد أربعين يوماً، وهذا الاتفاق يوحي باطمئنان الرجحان في ذلك.
والآن الى بيان الأقوال ونستعرض أسماء القائلين بها تنويراً لكم:

القول الأول: وهو مدفون بكربلاء عند جثته الطاهرة أعيد إليها بعد أربعين يوماً. ذهب الى ذلك من أعلام الفريقين:
1ـ هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى حكى ذلك عنه السبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص 150 ط حجرية 1278هـ) عنه وغيره.
2ـ السيد المرتضى 436 هـ حكى ذلك عنه كل من الطبرسي في (أعلام الورى 255 ط الحيدرية)، وابن شهر آشوب في (المناقب 3 / 231 ط الحيدرية).
3ـ الشيخ الطوسي 480 هـ حكى ذلك عنه من تقدم وقالا عنه انه قال: ومنه زيارة الاربعين.
4ـ الحافظ ابن شهر آشوب 488هـ ذكر ذلك في المناقب كما أشرنا إليها آنفاً.
5ـ الفتال النيسابوري المستشهد سنة 508هـ ذكر ذلك في (روضة الواعظين).
6ـ الشيخ الطبرسي 548هـ ذكر ذلك في (أعلام الورى) كما اشرنا اليه آنفاً.
7ـ ابن نما الحلي في (مثير الاحزان) وقال: انما الذي عليه المعول من الأقوال إنه أعيد الى الجسد بعدما طيف به في البلاد ودفن معه.
8ـ المجلسي 1111هـ في (بحار الأنوار) وقال إنه المشهور بين علمائنا الإمامية رده علي بن الحسين (عليه السلام).
9ـ القزويني 682هـ في (عجائب المخلوقات 67) قال: في العشرين من صفر رد رأس الحسين (عليه السلام) الى جثته.
10ـ ابن حجر الهيثمي 973هـ في شرحه همزية البوصيري قال: أعيد رأس الحسين بعد أربعين يوماً من مقتله.
11ـ المناوي 1031هـ في (الكواكب الدرية 1 / 57) نقل اتفاق الامامية على انه أعيد الى كربلاء ولم يعقب بشيء، وحكى ترجيحه عن القرطبي، ونسب الى بعض أهل الكشف انه حصل له اطلاع على انه أعيد الى كربلاء.
12ـ الشيخ الشبراوي 1171هـ في (الاتحاف بحب الاشراف / 12) قيل: انه اعيد الى جثته بعد أربعين يوماً.
13ـ وأخيراً قال أبو الريحان البيروني في (الآثار الباقية 1 / 331): في العشرين من صفر ردّ رأس الحسين الى جثته حتى دفن مع جثته.
فهذا القول هو الراجح والأولى بالقبول، لاتفاق كثير من أعلام الفحول من الفريقين الدال على القبول حسب النقول.

القول الثاني: انه عند أبيه لورود أخبار بذلك وردت في (الكافي، والتهذيب)، لا تخلو بعض اسانيدها من المناقشة.

القول الثالث: انه مدفون بظهر الكوفة دون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في خبر عن الصادق (عليه السلام) رواه الكليني في (الكافي).
وهذان القولان من مختصات الامامية، ولم يقل بها أحد من غيرهم.

القول الرابع: انه دفن بالمدينة عند قبر امه فاطمة (عليها السلام)، وهذا ما حكاه السبط ابن الجوزي عن ابن سعد في (الطبقات)، وقال به غيره.

القول الخامس: إنه بدمشق بباب الفراديس حكاه السبط أيضاً عن ابن أبي الدنيا وعن الواقدي وعن البلاذري في تاريخه.

القول السادس: انه بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة حكاه السبط أيضاً عن عبد الله بن عمر الوراق ذكره في كتاب المقتل.

القول السابع: انه في عسقلان ومنه نقله الفاطميون الى القاهرة، وهو فيها وله مشهد عظيم يزار.

القول الثامن: انه في حلب، أشار اليها ابن تيمية في رسالته جواباً عن سؤال عن رأس الحسين (عليه السلام) وهي مطبوعة حققها وطبعها محب الدين الخطيب، وقد تجاوز الحد في سوء الأدب مع الحسين (عليه السلام) حتى علا وغلا على صاحب الرسالة في حماه المسعورة، وقد ساق ابن تيمية سبعة وجوه في نفي أن يكون الرأس مدفوناً بالقاهرة، متحاملاً فيها على من يقول بها، ولم تخل الرسالة متنا وهامشاً من تعريض وتصريح بالحسين (عليه السلام) ونهضته، ودفاع عن يزيد وجريمته، ولا يستنكر اللؤم من معدنه، فجزى الله كلا على نيته وحشره مع من يتولاه انه سميع مجيب.
ولنختم الجواب بما قاله السبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص ص151 ط حجرية سنة 1278هـ) قال: وفي الجملة ففي أي مكان كان رأسه أو جسده، فهو ساكن في القلوب والضمائر، قاطن في الاسرار والخواطر، أنشدنا بعض أشياخنا في هذا المعنى:
لا تطلبوا رأس الحسين ***** بأرض شرق أو بغرب
ودعوا الجميع وعرّجوا ***** نحوي فمشهده بقلبي
ونضيف نحن قول ابن الوردي في (تاريخه ج1 / 232 ط الحيدرية):
أرأس السبط ينقل والسبايا ***** يطاف بها وفوق الأرض رأس
ومالي غير هذا السبي ذخر ***** ومالي غير هذا الرأس رأس


السؤال: لولا الإمام الحسين (عليه السلام) لما بقي لهذا الدين من أثر
اكيف يمكن أن نقول ان لو لا الامام الحسين عليه السلام لما بقي لهذا الدين من أثر ؟
أريد شرحاً لهذه العبارة من كتب السنة إذا وجد , وهل الائمة الأطهار عليهم السلام من بعد الحسين عليه السلام لا يشكلون دوراً كبيراً في الخلافة من بعد الحسين ؟
.
الجواب:

المراد من العبارة هو : أنّ الامام الحسين (عليه السلام) قد أحيى أمر الدين بعد أن طمست أعلامه بيد الأمويين, فلولا نهضته (عليه السلام) لشوّهت بني أميّة وجه الدين بحيث لا يبقى له عين ولا أثر بعد مضي سنوات قليلة من حكمهم الجائر, ألا ترى إلى : صلاة الجمعة لمعاوية في يوم الأربعاء, وقتله لخيرة أصحاب علي (عليه السلام), ووقوفه في وجه أمير المؤمنين (عليه السلام) وادعائه الخلافة لنفسه, وتنصيبه يزيد خليفة مع ما فيه من جهره بالمنكرات والموبقات و... .
أليس هذا كله مؤشراً واضحاً في هذا المجال !!
ومن جانب آخر, ترى أن الامة الاسلامية أصبحت آنذاك في سبات, يحتاج الى من يوقظها ويكشف زيف حكّامها الظلمة ويخلع عنهم ثوب الرياء والتظاهر بالاسلام, فكان هذا دور الامام الحسين (عليه السلام).
ثم إن هذه العبارة لا تنفي دور سائر الائمة (عليه السلام) في حياتهم وسيرتهم, بل كل ما في الامر أن الظروف السياسية والاجتماعية قد فرضت وظائف لكل إمام (عليه السلام) يقوم بأدائه, فمثلاً لو كان أيّهم (عليه السلام) يعيش في زمن إمامة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) لقام بنفس الدور .


السؤال: استقامة الدين بقتل الحسين (عليه السلام)
كيف لا يستقيم الدين, الا باسشتهاد الحسين (عليه السلام), وما خلفته تورته على الاسلام ?
الجواب:

لقد كان هناك سعي من البعض لأرجاع الآمر الى الجاهلية بتحريف الدين لكن هذا الآمر يحتاج إلى وقت وبني أميّة وصلوا إلى ذروة في حرف الأمة حتى أنكر يزيد النبوة والقرآن والسنة حيث قال :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
ولوا استمر الأمر على هذا الحال لا ندرس الدين بالكامل لكن ثورة الحسين عليه السلام المخطط لها من قبل السماء أشعلت جذوة الضمير لدى المسلمين فبدوا يستوعبون حجم الخطورة التي وصل اليها الحال فتوالت الثورات حتى سقط بنو أميه تحت شعار يالثارات الحسين . والتضحية من قبل الاولياء سنة الهية في البشرية لإحياء جذوة الدفاع عن الحق في قلوب الناس عن طريق استشعارهم بالمظلومية والناس مفطورون على كراهة الظلم والتعاطف مع المظلومين والتعلق بهم ورفع شعارهم وكان شعار الحسين (عليه السلام) هو شعار جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) .


سؤال: أمر الامام الحسين (عليه السلام) الشباب طلب الإذن من أمهاتهم
في حادثة عاشوراء الحسين (ع) :لماذا كان الإمام عليه السلام يطلب من الشباب طلب الإذن من أمهاتهم للقتال , في حين كما نعرف أن الإمام عليه السلام هو ولي أمر جميع المسلمين ؟
الجواب:

لم نتحقق حتى الآن أنّ الطلب المذكور كان عامّاً وبالنسبة للجميع, بل كلّ ما في الأمر أنّ التاريخ يشير اليه بالنسبة لبعضهم .
وعلى أيّ حال، فلعلّ الاذن من الأمهات كان لتقدير دورهنّ في تربية هذه المثل الذين كانوا على شرف نيل مرتبة الشهادة, أو كان للتوديع بصيغة الاذن, أو أمور أخرى خفيت علينا, وإلا فان الاذن والأمر الحقيقي كان ولا يزال للامام المعصوم (عليه السلام) .


السؤال: من دفن الإمام الحسين (عليه السلام) ؟
من دفن الإمام الحسين عليه السلام ؟
الجواب:

الامام زين العابدين (عليه السلام) هو الذي دفن جسد الامام الحسين الشهيد (عليه السلام)
(راجع: تاريخ الطبري، والكامل في التاريخ، وارشاد المفيد، وبحار المجلسي، ولهوف سيد ابن طاووس، والانوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري، وأسرار الشهادة للدربندي، والايقاد للسيد العظيمي، والكبريت الاحمر للتستري، وغيرها في تاريخ حوادث سنة 61 هجرية).


لسؤال: الامام السجاد (عليه السلام) تولى عملية دفن جسده الطاهر
من الذي دفن جسد الامام الحسين (عليه السلام) ؟ واذا كان الامام السجاد (عليه السلام) فكيف يكون ذلك وهو كان أسيرا هو وأهل بيته ومقتادين الى الشام خصوصا ان الدفن كان بعد ثلاثة أيام من يوم شهادة الحسين ؟
أرجو ذكر السند والمصدر .
الجواب:

توجد قاعدة أولية, وهي أن الامام المعصوم لا يقوم بتجهيزه والصلاة عليه إلا الامام المعصوم الذي يليه.
إذا عرفت هذا, فان السيد نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية) والدربندي في (أسرار الشهادة) والسيد محمد نقي آل بحر العلوم في (مقتل الحسين) رووا بطرقهم: أن بني أسد لما أرادوا دفن الاجساد الطاهرة, جاءهم الامام السجاد (عليه السلام), وهو الذي تولى عملية الدفن بمساعدتهم.
وأما أن الإمام السجاد (عليه السلام) كيف جاءهم وهو أسير, فهذا بالقدرة الإلهية التي يتمتع بها المعصوم .


السؤال: سبب تأخر دفن الامام الحسين (عليه السلام)

هل هناك احاديث او روايات في كتب الشيعة تذكر سبب عدم دفن الامام زين العابدين (عليه السلام) لجثمان الامام الحسين (عليه السلام) الا بعد مرور ثلاث ايام في حين هو كان بامكانه قبل ذلك؟ وما هو هذا السبب لو تكرمتم؟


الجواب:

لم نعثر على سبب يذكر لذلك والذي نحتمله ان الامام زين العابدين (عليه السلام) توجه الى دفن ابيه بعد ان استقر به الامر في الكوفة بحيث يستطيع ان يتوارى عن القوم دون ان يلفت النظر ولعله لا يستطيع ان يتوارى عن القوم وهو في الطريق الى الكوفة لاستمرار الرقابة عليه فغيابه يلفت نظر الاعداء وبالتالي يكون عرضة للقتل حين رجوعه.



تعليق على الجواب (1)

اذا كان وكما اسلفتم مما لاشك فيه ان مقدم الامام السجاد ع الى كربلاء لدفن ابيه ع كان بحكم المعجزه فلم لم يكن كذلك في طريقهم الى الكوفه بان يخيل للقوم انه ع مازال بينهم في حين انه يقوم بتجهيز وتكفين اباه ع حتى لايبقى جسده الطاهر ثلاثة ايام على رمضاء كربلاء


الجواب:

الائمة (عليه السلام) لا يعملون الاشياء بطريقة المعجزة الا في حالات خاصة فقطع المسافة الطويلة في وقت قصير ليس فيه ارغام على فعل معين لاي شخص بخلاف التحكم بارادة الاعداء وارغامهم او اجبارهم على عدم قتلهم في الحال غيابهم ولو بتوهم انهم لم يفعلوا فعلا معينا.
وبعبارة اخرى هم لا يعملون المعجزة للتحكم في ارادات الاشخاص والحد من قدراتهم مع القدرة على فعل ذلك الشيء بدون التحكم باراداتهم .



تعقيب على الجواب (1)
اجاب احد مشايخنا عن سبب تاخر دفن الامام الحسين(ع) بما يلي :
من الأمور التي يمكن تناولها لأخذ العظة والعبرة مما هو مرتبط بالإمام الحسين (ع)، هو التساؤل عن الحكمة المحتملة في سبب تأخير دفن الإمام(ع) لمدة ثلاثة أيام. مع الإلتفات إلى أننا لسنا مطلعين على الواقعيات، وعلينا أن نقدم جهلنا تجاه ذلك، وبالتالي فلا يمكن لنا أن نجزم بوجه الحكمة في ذلك لأنه فوق مستوى عقولنا. وإنما غاية ما نستطيع تقديمه بهذا الصدد، هو بعض المحتملات أو الأطروحات التي تصلح للجواب عن هذا السؤال.
وقبل الدخول في تفاصيل الجواب علينا أن نذكر بأننا عندما ننظر إلى أي فعل يصدر من أي فرد، فإننا تارة ننظر إلى هذا الفعل من زاوية نفس الفاعل وأنه يتحمل مسؤولية فعله سلباً أو إيجاباً. وتارة ننظر إلى نفس الفعل من زاوية الحكمة الإلهية، وأنها يمكن أن توظف فعل أي فرد بما يتماشى مع التخطيط الإلهي والحكمة الإلهية.
ونستطيع أن نمثل لذلك بمثال واضح، وهو نفس مقتل الحسين(ع)، فإننا إذا نظرنا إليه من زاوية نفس الفاعل الذي قتل الإمام(ع) فإنه قد قام بأبشع جريمة في التأريخ، وأنها تنتج له الخلود في جهنم وساءت مصيراً. وإذا نظرنا إلى هذا الفعل من زاوية الحكمة الإلهية، وأن الله تعالى شاء أن يرى الحسين(ع) قتيلاً، فإن للحسين مقامات لا ينالها إلا بالشهادة على المستوى الشخصي، وأن هناك مصالح عليا لنفع الدين على المستوى العام. لوجدنا النفع والصلاح الذي الذي أعده الله تعالى من مختلف الجهات بسبب مقتل الحسين(ع).
وإذا طبقنا هذا المستوى الفكري على ما نحن بصدد الحديث عنه، وما يتعلق بالحكمة الإلهية التي تعلقت ببقاء الجسد الطاهر للحسين(ع). فإننا لا نريد الحديث هنا عن السبب الذي جعل أعداء الإمام الحسين (ع) يتركونه من دون دفن، فإن هذا متوقع منهم بعد ما قاموا به من جرائم شنيعة. إلا أننا نريد التساؤل هنا عن هذا التأجيل من زاوية الحكمة الإلهية. مع الإلتفات إلى أن الإمام السجاد (ع) كان باستطاعته الرجوع إلى دفن الأجساد الطاهرة قبل يوم الثالث عشر، ولا يحول دون ذلك أي حائل، لأنه أساساً قد عاد إلى الدفن بالمعجزة وليس بحسب الأسباب الطبيعية كما هو المروي تأريخياً بوضوح. فلماذا حصل ذلك؟
ويمكن الجواب على ذلك بعدة وجوه محتملة غير متنافية وهي كما يأتي:
أولاً: إن في ذلك ابتلاءاً لنفس الإمام الحسين(ع)، مما ينتج له أخص الدرجات العالية في تكامل ما بعد العصمة، فإننا نعلم بأن طريق التكامل لا متناهي الدرجات وهذا يشمل المعصومين(ع) وغيرهم. وهذا ما يؤيده نفس ما يروى عن رسول الله(ص) من أنه قال للحسين(ع) ما مضمونه: ((إن لك مقامات في الجنة لا تنالها إلا بالشهادة)). فإن الشهادة التي أنتجت له هذه النتيجة العظيمة، هي تلك الشهادة التي رزقه الله تعالى إياها، ووفقه إليها بكل تفاصيلها. وما جرى عليه من قتل بذلك الشكل الذي يقرح القلوب، وما أعقب ذلك من تقطيعه، ورض صدره، وقطع رأسه، وبقائه ثلاثاً من دون دفن، وغير ذلك من تفاصيل، قد ساهم بأن تكون شهادته فريدة بكل المقاييس. فإنه وفق إلى شهادة لم يوفق لها أحد من البشر على الإطلاق. ولذا ورد عن الإمام الحسن (ع) قوله بحسب الرواية: ((لا يوم كيومك أبا عبد الله)).
فإن قلت: بأن بقاء الحسين(ع) من غير دفن قد حصل بعد شهادته، فكيف يكون في ذلك البلاء له وقد استشهد (ع)، والإبتلاء يكون على الفرد في حياته وليس بعد وفاته؟
قلنا: بأن الحسين(ع) عندما أقدم على المصير الذي أقدم عليه، فإنه كان يعلم به تفصيلاً. وهو الذي روي عنه قوله: ((كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواوييس وكربلاء))، فيكون (ع) قد وطن نفسه لهذه الشهادة، وأنه سوف يقع عليه بعد القتل الكثير من المظالم، بما في ذلك رض صدره وسلبه وبقاؤه من دون دفن على رمضاء كربلاء، تصهره حرارة الشمس لمدة ثلاثة أيام.
ثانياً: إن ثورة الحسين (ع) قد اتسعت رقعتها عن علم وعمد من قبله (ع)، وكذلك عن علم وعمد من الله سبحانه وتعالى (إذا صح التعبير)، وذلك لإعطائها الزخم المكثف الذي يعطيها أسباب البقاء والخلود ظاهراً وباطناً.
فإننا نجد ثورة الحسين(ع) تحتوي على عدة مستويات وجوانب، فكرية وثقافية وإعلامية وعسكرية وعاطفية وغيرها. فإنها لم تركز على الجانب العسكري فقط كما يحصل في بعض المعارك، وإنما قد أشبعت بكل ذلك.
وإذا نظرنا إلى الجنبة العاطفية، وهي جنبة مهمة وحيوية من أجل إعطائها الديمومة والخلود بهذه القوة المتجددة. فإننا نجد أنها أشبعت بالكثير من المواقف التي تثير العاطفة والبكاء. وهذه المواقف العاطفية المنتجة للجذب تجاه هذه الثورة المباركة بكل تفاصيلها العظيمة، مكثفة ومركزة. سواء في ذلك ما كان في يوم عاشوراء أم قبل ذلك أو بعده. فيكون تأجيل الدفن داخلاً في هذا المستوى من التفكير. وهي مصيبة عظيمة باستقلالها تظهر مدى الظلم الذي وقع على الإمام(ع) وما تحمله في سبيل الله عز وجل.
ثالثاً: إن بعض الحوادث التي مرت عبر التأريخ فيها الدلالة الواضحة على الغضب الإلهي، كما حصل ذلك من خلال خفاء قبر الزهراء(ع) حتى اعتبر شهيدنا الحبيب ذلك سوء توفيق للأمة حينما قال: ((واعتبرها سوء توفيق لكل الأجيال الإسلامية ابتداءاً من الجيل المعاصر لوفاتها والى الآن والى حين يتضح الأمر بظهور الحق الأصيل (سلام الله عليه). فليس فينا أي شخص يستحق أن ينال هذه النعمة الخاصة والرحمة الحقيقية مهما كان ادعاء هذا الشخص عالياً في دين أو دنيا)). انتهى كلامه .
وكذلك الأمر فيما يخص غيبة الإمام المهدي(ع) فإنه علامة على الغضب الإلهي على اختلاف مستويات هذا الغضب.
والأمر كذلك فيما نحن بصدده، فإن بقاء ريحانة رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة بتلك الهيئة على الرمضاء، لهو مؤشر يدل على ما آل إليه حال الأعم الأغلب من المجتمع، والتقاعس الذي ابتليت به الأمة تجاه الإمام الفعلي للكون، الذي له الولاية التكوينية والتشريعية، والذي هو خامس أهل الكساء الذين هم أعلى الخلق على الإطلاق. هذا التقاعس والتخاذل في أداء الواجب وإرجاع الحقوق إلى أهلها هو الذي أنتج هذه المأساة من قتل الحسينd وأهل بيته وأصحابه، وما أعقب ذلك من مصائب جمة كان فيها الاعتداء الفاضح على الإنسانية وعلى الحق المهتضم.
وتلك المظالم التي لا نظير لها هي التي أنتجت الغضب الإلهي، الذي تجسد بأن مطرت السماء دماً، وأن أي حجر كان يرفع فإنه يوجد تحته الدم كما هو المروي. وكذلك يمكن أن يكون قد رمز له ببقاء الجسد الطاهر ثلاثاً من دون أن يوارى.
وهذا ما يجعل في ذمة الأجيال التي أعقبت ثورة الحسين(ع) المسؤولية الدائمة في أن لا نكون مشمولين بهذا الغضب الحسيني. فإننا وإن لم نعاصره (ع) لنكون مكلفين مباشرة بندائه المبارك: ((من سمع واعيتنا فلم يجبنا أكبه الله على منخريه في النار)) وذلك على المستوى العسكري. إلا أننا مشمولون بهذا النداء على عدة مستويات، ومنها مستوى الإلتزام بشريعة سيد المرسلين(ص) التي استشهد الحسين(ع) من أجلها. وأما بخلاف ذلك فإننا نكون مقصرين تجاه تلك التضحيات الجسام، ولا نكون في المعسكر الحسيني بمعناه العام. بل نكون مشمولين للغضب الحسيني الذي تجسد بتلك الرمزية التي نتحدث عنها.
وهذا الالتزام الذي نتحدث عنه يكون في جميع أوقاتنا وأحوالنا، ولا يقتصر الأمر على الأيام التي نستذكر فيها مصيبة سيد الشهداء(ع). بل لابد من الاحتفاظ بكل ما ينتجه القيام بالشعائر الحسينية في مثل هذه الأيام من نتائج إلى جميع أيام السنة، لنكون حسينين في جميع أفعالنا وأقوالنا وتصرفاتنا. فإن من التجني على أنفسنا وعلى ديننا فيما إذا احتفظنا بنتائج الشعائر الحسينية لبعض الأيام من حياتنا فقط. فعلينا أن نكون على مستوى المسؤولية تجاه ذلك جزاكم الله خيراً.
رابعاً: إن في ذلك ابتلاءاً وامتحاناً لعائلة الحسين(ع) الذين تحملوا مسؤولياتهم بعد واقعة الطف، بما فيهم الإمام السجاد(ع). فإنهم مروا بصعوبات ومصائب قلَّ نظيرها، وكل ذلك ينتج لهم مقاماتهم الخاصة التي ادخرها الله تعالى لهم بسبب مساهمتهم في ثورة الإمام الحسين(ع)، ولما فتحه الإمام الحسين(ع) لهم من الفرصة الفريدة، لينهلوا من ذلك العطاء الخاص كل بحسبه واستحقاقه. ومن تلك الفجائع التي ابتلوا بها هي أن يتركوا سيدهم وإمامهم وحبيبهم مقطعاً على ثرى الطف، بعد أن مروا بهم على جسده الطاهر، وساروا بهم إلى الكوفة وعيونهم ترنو نحو المصرع، بتلك الحالة التي أبكت الحجر دماً، فكيف بهم وقد عاشوا في كنفه وتحت ظله ردحاً طويلاً من الزمن، يحنو عليهم بعطفه وحنانه ويمدهم بالتربية المركزة علماً وعملاً.
وليس من السهل على الفرد أن يترك أخاه أو أباه أو زوجه بتلك الحالة، فكيف إذا كان هذا الشهيد المضرج بدمائه مضافاً إلى ذلك هو شيخه وسيده وإمامه.
فكانت في ذلك بلاءات مضاعفة ترفع من شأنهم ودرجاتهم، إذا قابلوها بالصبر والتسليم وعدم الإعتراض على ما أراده الله تعالى، كما كان موقفهم أمامه جل شأنه.
وعلينا أن نأخذ من هذا الموقف السامي العظة والعبرة، وعلينا أن نتأسى بذلك. فإن الله تعالى لا متناهي العظمة وتهون أمامه أعظم التضحيات. وما قيمة تضحياتنا قياساً بهذه التضحيات الجليلة؟
إلى غير ذلك من الوجوه التي لا يسع المجال لذكرها. يكفي أن نكون قد أثرنا مثل هذا التساؤل الذي قد يفتح أمامكم وجوهاً أخرى يمكن التفكير بها


لسؤال: هل استجار إبراهيم (عليه السلام) بالحسين (عليه السلام) ؟
يقول بعض أصحابنا من أهل السنة والجماعة : بأن نبينا ابراهيم (ع) عندما ألقي في النار استجار بالحسين (ع)، قائلا: (( يا حسين )) ، فجعل الله سبحانه وتعالى النار برداً وسلاماً على إبراهيم (ع) , ما صحة هذه المقولة ؟
.
الجواب:

لم نعثر على نصّ معتبر يدلّ على ما ذكرتموهز
نعم، جاء في بعض الروايات أنّ إبراهيم (عليه السلام) كان من دعائه عندما ألقي في النار : (اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما نجيتني منها)، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً. (تفسير البرهان 3/64 , تفسير نور الثقلين 3/438), فيمكن أن يدل هذا الدعاء بإطلاقه على ما نقلتموه عن البعض.


السؤال: لماذا لم يرجع الإمام (عليه السلام) بعد مقتل مسلم
ا
لماذا استمر الامام الحسين (ع) في مسيره نحو كربلاء بعد وصوله نبأ استشهاد مسلم (رض) فاذا قتلوا رسوله فسوف يغدرون به ويقتلوه... ارجو توضيح الامر لي بشئ من التفصيل


الجواب:

لم يكن غائباً عن الإمام الحسين (عليه السلام) المصير النهائي له، بل كان يعلم انه سيؤول أمره الى الشهادة في سبيل الله تعالى قبل مسيره الى كربلاء. وهناك الكثير من الروايات عن الرسول والائمة تشير الى علمهم (عليهم السلام) بمقتله قبل ان تكون واقعه الطف، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال للبراء: (يا براء يقتل ابني الحسين عليه السلام وانت حي لا تنصره).
ثم إن الحسين (عليه السلام) وان علق خروجه الى أهل الكوفة على الكتاب الذي سيرجعه مسلم اليه عند وصوله الكوفه وذلك عندما كتب الحسين (عليه السلام) الى اهل الكوفة: (انا باعث اليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل, فان كتب الي بأنه قد اجتمع رأي ملائكم وذوي الحجر والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فاني أقدم اليكم وشيكاً انشاء الله). (انظر بحار الانوار ج44 ص231).
إلا أن الحسين (عليه السلام) جعل ذلك على الخروج من مكة ولم يجعله على الرجوع, فبعدما وصل الحال الى قتل مسلم، فانه يعني اقدام السلطة على القضاء على الحسين (عليه السلام) وأتباعه رجع أم لم يرجع, فقد عرف أرباب السلطه ان الحسين (عليه السلام) ضعيف وان أهل الكوفة سوف لا يكونون عونا للإمام الحسين (عليه السلام), ولذلك عندما كتب عمر ابن سعد الى ابن زياد: ((اني حيث نزلت بالحسين وبعثت اليه برسولي فسألته عما تقدم وماذا يطلب, فقال: كتب الي أهل هذه البلاد واتتني رسلهم يسألونني القدوم ففعلت فاما إذا كرهتموني وبدا لي غير ما اتتني به رسلهم فانا منصرف عنهم فسمع الحاضرون عند عبيد الله بن زياد عند وصول كتاب ابن سعد انه قال: الآن حين اذا علقت مخالبنا به يرجوا النجاة, ولات حين مناص, وكتب الى بن سعد اما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين ان يبايع ليزيد هو وجميع اصحابه فاذا فعل رأينا رأينا والسلام)). (انظر روضة الواعظين 182).
اذن ما كان ليترك الامام الحسين (عليه السلام) حتى يبايع سواء رجع أم لم يرجع!!
وان كان الرجوع عسيراً عليه وممنوعاً منه فانهم غير تاركيه, فقد قال الحر للحسين (عليه السلام) عندما جاءه تائباً: ((انا صاحبك الذي جعجعت بك في هذا المكان وما ظننت ان القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة ..)) (انظر اعلام الورى للطوسي ج1 ص460).
على ان هذا السلوك الذي سلكه الامام الحسين (عليه السلام) من قبول كتب أهل الكوفة والخروج ما هو أي عملاً بالظاهر فقد تمت الحجة على الامام للنصرة، وخرج الحسين (عليه السلام) اتماماً للحجة على أهل الكوفة, وكذلك الحال في طلبه ان تركوه الانصراف عنهم اتماماً للحجة على عدم قبولهم ذلك الطلب, والا فهو يعلم أن هؤلاء غير تاركيه, بل يعلم مقتله بكربلاء، فعندما جاءه محمد بن الحنفيه في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة فقال له محمد: ((يا أخي ان أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت ان يكون حالك كحال من مضى فان رأيت تقيم فانك أعز من بالحرم وأمنعه)) فقال: (يا اخي قد خفت ان يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت)، فقال له ابن الحنفيه: ((فان خفت ذلك فصر الى اليمن أو بعض نواحي البر فانك أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد))، فقال: (أنظر فيما قلت). فلما كان السحر ارتحل الحسين (عليه السلام) فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ بزمام ناقته ـ وقد ركبها ـ فقال: ((يا اخي الم تعدني النظر فيما سألتك؟)) قال: (بلى)، قال: ((فما حداك على الخروج عاجلاً؟))، قال: (أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما فارقتك فقال ياحسين اخرج فان الله قد شاء ان يراك قتيلا)، فقال محمد بن الحنفية: ((انا لله وانا اليه راجعون...)) (انظر بحار الانوار ج44 ص39).
فهو (عليه السلام) يعلم بخروجه انه مقتول، بل يعلم أن مقتله بكربلاء, ففي رواية أخرى عن الواقدي وزرارة بن صالح قالا: ((لقينا الحسين بن علي (عليهما السلام) قبل خروجه الى العراق بثلاثه أيام فأخبرناه بهوى الناس بالكوفه وان قلوبهم معه وسيوفهم عليه فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عددا لا يحصيهم الا الله تعالى فقال (عليه السلام): (لولا تقارب الاشياء وهبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء ولكن أعلم يقينا أن هناك مصرعي ومصرع أصحابي ولا ينجو منهم الا ولدي علي) )). (انظر بحار الانوار ج44 ص36 ).


سؤال: نبذة عن تاريخ المشهد الحسيني في مصر
ما حقيقة مقام الإمام الحسين عليه السلام الموجو في مصر


الجواب:

جاء في كتاب (مزارات أهل البيت (ع) وتأريخها) للسيد محمد حسين الجلالي (ص272) أن هناك أقوالاً عدّة فيما يتعلّق بموضع رأس الحسين (عليه السلام) , قال :
القول الثالث: ان مدفن الرأس في القاهرة وهو المشهور بين الجمهور ويساعده الإعتبار فإن من الثابت تأريخياً أن عدو الله يزيد نكت بمخصرته وجهه الشريف وفعل ما فعل وقال ما تقشعرّ منه الأبدان كما هو مفصل في المقاتل , وأيضا ً طلب الإمام زين العابدين (عليه السلام ) للرأس , وإمتناع يزيد من ذلك خوفاً من غضب جمهور المسلمين , كل ذلك يدلّ على أن الرأس الشريف كان في الشام ولم تتحقق السرقة قبل ذلك والقول بتحقق ذلك فيما بعد بعيد فإن صحت الرواية بحفظه وحراسته عند الأمويين ثم نقله إلى عسقلان ومنها إلى القاهرة .
ولو صحت رواية السرقة فإن الرأس الشريف الموجود اليوم بالقاهرة لا شكّ أنه من رؤوس شهداء كربلاء الذي استشهدوا مع الحسين (عليه السلام) عام 61 للهجرة.
ولنعم ما قاله المقريزي في (خططه ج2 ص 285) من أن لحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقلة الأخبار ما أن طولع وقف منه على المسطور وعلم منه ما هو غير المشهور .
وإنما هذه البركات مشاهدة مرئية وهي بصحة الدعوى ملية. قال الجلالي : والأهم هو الإعتبار بالأهداف التي قتل من أجلها الحسين (عليه السلام) والتي من أجلها يكرم المسلمون هذا المكان الذي دفن فيه رأس الحسين (عليه السلام) , ولأجل نسبته إلى الحسين أو أحد شهداء واقعة كربلاء الرهيبة , ولنعم ما قال سبط ابن الجوزي : ففي أي مكان كان رأس الحسين فهو ساكن في القلوب والضمائر قاطن في الأسرار والخواطر , انتهى.
واقتبس ذلك أبو بكر الآلوسي فقال :
لا تطلبوا رأس الحسين ***** بشرق أرض أو بغرب
ودعوا الجميع وعرجوا ***** نحوي فمشهده بقلبــي
من تأريخ المشهد :
قال الشبلنجي رضي الله عنه في (نور الأبصار ص 134) ذهبت طائفة إلى أن يزيد بن معاوية أمر بأن يطاف به البلاد أي رأس الحسين (عليه السلام) فطيف به حتى انتهى به إلى عسقلان فدفنه أميرها بها , فلما غلب الفرنج على عسقلان افتداه منه الصالح طلائع وزير الفاطميين بمال جزيل ومشى للقائه من عدّة مراحل ووضعه في كيس حرير أخضر على كرسي من الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبنى عليه المشهد الحسيني المعروف بالقاهرة قريبا ً من خان الخليلي , انتهى .
ونقل المقريزيك أن المشهد في عسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وأكمله ابنه الأفضل سنة 491 هـ قال المقريزي في (خططه ج2 , ص 283) : في شعبان سنة 491 هـ خرج الأفضل بن أمير الجيوش إلى بيت المقدس - إلى قوله - فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس , فيه قبر رأس الحسين بن علي بن أبي طالب فأخرجه وعطّره وحمله في سفط إلى أصل دار بها وعمّر المشهد , فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشياً إلى أن أحلّه في مقبرة.
وفي سنة 548هـ كان قد نقل رأس الحسين من عسقلان الشام إلى القاهرة وقد وصل بالرأس الشريف الأمير سيف المملكة تميم والي عسقلان في يوم الأحد ثامن جمادي الآخرة سنة ثمان واربعين وخمسمائة (1153 م ) كما يقوله المقريزي , وقد وصف ذلك المقريزي بقوله : ( فقدم به الأستاذ مكنون في عشاريّ من عشاريّات الخدمة وأنزل به إلى الكافوري ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة , انتهى .
وفي سنة 549 هـ بنى الملك الصالح طلائع بن رزيك جامعة خارج باب زويلة ليدفن الرأس فيه فيفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر وقالوا : لا يكون ذلك الإ عندنا فعمدوا هذا المكان ( المعروف اليوم بمشهد رأس الحسين ) وبنوا له ونقلوا الرخام إليه وذلك في خلافة الفائز على يد الملك الصالح .
وفي سنة 578هـ وصف المشهد , الرحالة ابن جبير فقال في (رحلته ) ما نصّه : المشهد العظيم الشأن الذي بمدينة القاهرة حيث رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه ) . وهو في تابوت من فضّة مدفون تحت الأرض قد بني عليه حفيل يقصر الوصف عنه , ولا يحيط الإدراك به مجلل بأنواع الديباج محفوف بأمثال العمد الكبار شمعاً أبيض ومنه ما دون ذلك قد وضع أكثره في أنوار فضة طالعة ومنها مذهبة , وعلقت عليه قناديل فضة وحف أعلاه كله بأمثال التقاحيح ذهبا ً في مصنع شبيه الروضة يقيد الأبصار حسناً وحمالاً , فيه من أنواع الرخام المجزع الغريب الصنعة البديع الترصيع مما لا يتخيله المتخيلّون والمدخل إلى هذه الروضة على مسجد مثالها في التأنق والغرابة , وحيطانها كلّها رخام على الصفة بعينها والأستار البديعة الصنعة من الديباج معلقة على الجميع , انتهى .
وفي سنة 634 هـ أنشأ أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري منارة على باب المشهد والمتبقي اليوم قاعدتها وعليها ما نصّه : (بسم الله الرحمن الرحيم : الذي أوصى بإنشاء هذه المأذنة المباركة على باب مشهد السيد الحسين تقرباً إلى الله ورفعاً لمنار الإسلام الحاج إلى بيت الله أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور تقبل الله منه وكان المباشر بعمارتها ولده لصلبه الأصغر الذي أنفق عليها من ماله بقية عمارتها خارجاً عما أوصى به والده المذكور وكان فراغها في شهر شوال سنة أربع وثلاثين وستمائة ).
وفي سنة 640 هـ احترق المشهد في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بسبب أن أحد خزّان الشمع دخل ليأخذ شيئاً فسقطت منه شعلةً , فوقف الأمير جمال الدين نائب الملك الصالح بنفسه حتى أطفىء كما يرويه المقريزي.
وفي سنة 662هـ زاد فيه الملك الظاهر ركن الدين بيبرس المملوكي , وفي سنة 684هـ بنى فيه الملك الناصر محمد بن قلاوون إيواناً وبيوتاً للفقهاء العلوية.
وفي سنة 740 هـ إحترق المشهد كما نقله جرجي زيدان فأ فعيدَ بناؤه.
وفي سنة 1004هـ أمر السلطان سليم العثماني بتوسيع المسجد فاستمر حتى عام 1006هـ.
وفي سنة 1175 هـ قام الأمير عبد الرحمن كتخدا بإعادة بناء المسجد الملحق بالروضة وأضاف إليه إيوانين ورتب للسدنة مرتبات.
وفي سنة 1279 هـ زار السلطان عبد العزيز العثماني الروضة الحسينية.
وأمر الخديو أن يقوم بالعمارة التي استمرت حتى عام 1290هـ.
وفي سنة 1290 هـ أ فضيف عباس حلمي الثاني قاعة الآثار النبوية بها .
وفي سنة 1372 هـ - 1953م وسعت الحكومة المصرية المساحة المحيطة بالروضة والمسجد حتى بلغت المساحة الكلية لها : 3340 متراً مربعاً .
وفي سنة 1385 هـ - 1965 م في أول شوال أهدت طائفة البهرة الإسماعيلية مقصورة شبّاك من الفضّة المرصّعة بفصوص من الألماس إلى المشهد الشريف , وقد رأيت حجراً تذكارياً يفيد ذلك منصوباً هناك .
وقد أطالت الدكتورة المعاصرة سعاد ماهر في وصف الروضة والمسجد بما لا يستغني عنه ومما قالت ما نصه: وبالجامع منبر خشبي بديع مطلّي بطلاء مذهب وهو في الأصل منبر جامع ازبك الذي كان عند العتبة الخضراء , فلّما تخرب المسجد نقل إلى مشهد الحسين وفي مؤخرة المسجد دكة تبليغ كبيرة أما صحن الجامع فيحتوي على أربعة وأربعين عموداً عليها بوائك حاملة للسقف , وهو من الخشب المطلي بزخارف نباتية وهندسية متعددة الألوان ومذهبة غاية في الدقة والإبداع وفي وسط السقف ثلاث منائر مرتفعة مسقوفة كذلك . وفي جدران المسجد الأربعة يوجد ثلاثون شباكاً كبيراً من النحاس المطلي بالذهب يعلوها شبابيك أخرى صغيرة دوائرها من الرخام, وللمسجد مئذنتان إحداهما قصيرة وقديمة وهي التي بناها أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور سنة 634 هـ (1236م) فوق القبّة - كما سبق أن أشرنا إليه - وقد طوقتها جمعية حفظ الآثار بحزامين من الحديد محافظة على بقائها , أما المئذنة الثانية فتقع في مؤخر المسجد وهي مرتفعة ورشيقة على الطراز العثماني الذي يشبه المسلة أو القلم الرصاص وعليها لوحان بخط السلطان عبد المجيد خان كتبهما سنة 1366 هـ أحدهما من سورة الانعام الآية 6 : ((أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو الإ ذكر للعالمين )).
وآخر (أحب أهل بيتي إليّ الحسن والحسين ).
وقالت أيضاً : في سنة 1953م (فقد عنيت عناية خاصة بتجديد مسجد الحسين وزيارة مساحته وفرشه وإضاءته حتى يتسع لزائريه والمصلين به , فقد كان المسجد القديم يضيق بهم وخاصة ً في المواسم والأعياد فزيدت مساحته حتى بلغت مساحته 3340 متراً مربعاً بعد أن كانت 1500متراً أي بإضافة 1840 متراً مربعاً إليه ) إلى آخر الكلام الطويل .


ؤال: المراد من قوله تعالى (وفديناه بذبح عظيم)
هناك من يفسّر قوله تعالى (( وفديناه بذبح عظيم )) أنه الإمام الحسين مع علمنا أنه (عليه السلام) أفضل من المفدى له .فكيف تجيبون عليه ؟
الجواب:

الرواية الواردة في هذا المعنى تذكر موقف نبي الله ابراهيم (عليه السلام) بعد إفداء إسماعيل (عليه السلام) بالكبش وأنه تمنى أن يكون قد ذبح ابنه اسماعيل (عليه السلام) بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع الى قلبه ما يرجع الى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب.
فأخبره الله تعالى بمقتل الحسين (عليه السلام) على أيدي أعدائه لأنه أعظم من قتل إبنه بيده في طاعة الله فجزع إبراهيم (عليه السلام) لذلك فتوجع قلبه وأقبل يبكي فأوحى الله تعالى إليه: يا إبراهيم قد فديت جزعك على إبنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عزوجل (( وفديناه بذبح عظيم )) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. (راجع عيون أخبار الرضا (عليه السلام) وتفسير نور الثقلين للحويزي .
فعلى هذا يكون أحد معاني الآية الكريمة أن الله تعالى فدى حزن إبراهيم (عليه السلام) وثوابه على مصابه المطلوب باسماعيل (عليه السلام) بحزنه على الحسين (عليه السلام) والثواب على مصيبته.
فلا وجه لما أوردتموه إن لم نقل قد ثبت العكس، ونرجو منك مطالعة تمام الرواية.


السؤال: معنى (لا يوم كيومك يا أبا عبد الله)
يروى عن أهل البيت قولهم بأن "لايوم كيومك ياأبا عبد الله"؟
فما المقصود من ذلك؟
مع أن هناك الكثير من المصائب والكوارث التي تحل بالناس نتيجة الحروب أو غيرها مما لاتقل فظاعة عن يوم الطف وقد يتعرض البعض في السجون وتحت التعذيب لأبشع أنواع التشفي والانتقام فما المقصود من تلك العبارة إذن؟
الجواب:

مقولة للإمام الحسن (عليه السلام) يصف فيها عظم واقعة كربلاء، وانها كبيرة بالقياس إلى دس السم إليه، وان الذي يستحق البكاء الكثير والحزن الطويل هو مصيبة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). ومهما يفعل الظالمون اليوم من ويلات وكوارث فان واقعة الطف تبقى أكثر ألماً واشد حسرة، وذلك انه قتل فيها سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحجة على الخلق أجمعين بأبشع قتلة، حتى امتلأ جسده جراحات حتى صار الجرح على الجرح والطعنة على الطعنة، وقتل معه خيرة أهل بيته من أخوته وولده وقتل الأطفال وخيرة الأصحاب خير الناس بعد المعصومين على وجه الأرض وسبيت نساءه وضربن وهتكن ولوعن...
إذن ليس هناك مصيبة مهما تكن بلغت إلى تلك الفضاعة ولعل قتل حجة الله على الخلق أجمعين لوحده يعدّ من أعظم المصائب، وقد صار قاتل ناقة صالح أشقى الأولين لقتله الناقة التي هي المعجزة التي احتج فيها نبي الله (ص) على الناس، كذلك قاتل الحسين (عليه السلام) من أشقى الآخرين، لانه قاتل للإمام المعصوم الحجة على الناس أجمعين.


السؤال: حال أهل الكوفة والمدينة ومكّة
وجدت عباره في احد الكتب القديمه تقول (لو كان في الكوفة مسلمٌ غير مسلم(اي مسلم بن عقيل)لما قتل الحسين) وفي بحار الانوار كتاب الحسين عليه السلام الشهير الى اخيه محمد بن الحنفية(من لحق بي فقد استشهد ومن لم يلحق لم يدرك الفتح والسلام) اذن كيف لي ان اقيم المسلمين في الكوفة والمدينة في ذلك الوقت بعد استثناء اصحاب الحسين عليه السلام.
الجواب:

العبارة الأولى غير صحيحة لو حملناها على معناها الحقيقي! فحتماً هناك مسلمين غير مسلم ومع ذلك قتل الحسين (عليه السلام).
نعم، يمكن فهم العبارة بمعنى آخر، وهو عدم وجود مسلم متكامل الإسلام كمسلم بن عقيل الذي كان على استعداد للقتال والقتل بين يدي الحسين (عليه السلام).
ولو وجد مثل هكذا مسلم متكامل الإسلام لوجدته في قعر السجون مغلوب على أمره لا يستطيع نصرة الحسين (عليه السلام) أو مقطوعة عليه الطرقات مراقب من جميع الجهات.
وما عدا أولئك الذين لديهم الأعذار لعدم نصرة الحسين (عليه السلام) يبقى الأعم الأغلب سواءاً كان من أهل المدينة ومكة ومن أهل الكوفة مقصرين في عدم نصرة الحسين (عليه السلام) والخروج معه للقتال وان كان حسابهم أقل من غيرهم الذين سمعوا واعية الحسين (عليه السلام) وطلبه للنصرة ولم ينصروه وأقل أيضاً من الذين قاتلوه.
فعن هرثمة قال: ((كنت في البعث الذين بعثهم عبيد الله بن زياد فلما رأيت المنزل والشجر ذكرت حديث علي (عليه السلام) فجلست على بعيري ثم صرت إلى الحسين (عليه السلام) فسلمت عليه أخبرته بما سمعته من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين (عليه السلام) فقال: (معنا أم أنت علينا؟) فقلت: لا معك وعليك، خلفت صبية أخاف عليهم عبيد الله بن زياد قال: (فامض حيث لا ترى لنا مقتلاً ولا تسمع لنا صوتاً فو الذي نفس الحسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا احد فلا يعيننا إلا كبه الله لوجهه في نار جهنم))).


لسؤال: حديث تقبيل النبي(صلى الله عليه و آله) زبيبته
.
خلال مناظراتي مع أهل السنة في النت رووا رواية تثير العجب وهي:
أن رسول الله قبل (زب) الحسين (ع) (كرمكم الله) ثم نهض و صلى بغير وضوء .
هل الرواية صحيحة و كيفية ابطالها .
الجواب:

هذه الجعجعات التي يثيرها أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بين الحين والآخر عبر الاصطياد في الماء العكر سوف لن يحققوا بها مآربهم في تشكيك المؤمنين في دينهم وفي اعتقادهم بأهل بيت العصمة، لان ما عند أعداء أهل البيت أدهى وأمر ولأننا نثق بما عندنا لأن ما نأخذه صادر عن أهل البيت الذين هم أدرى بما فيه وهم وصية رسول الله (صلى الله عليه واله) وخلفاؤه.
يتبين من طرح المسألة وقاحتهم وسوء أدبهم مع النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وآل محمد إلى درجة التكلم بذلك يومياً في المنتديات والبالتوكات وشبكات الانترنيت والمواقع التي يسمونها بأسماء مضللة.
وهذا ـ لو توخينا الإنصاف ـ أمر عادي يدل على مدى اهتمام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأبنائه وحبه لهم وتعظيمه إيّاهم وتعلقه بهم ودرجة اعتزازه بالحسن والحسين وفاطمة(عليهم السلام), فتقبيل الأبناء أصبح في قاموس الاعراب الاجلاف عيباً ومنكراً وكبيرة لا تغتفر تبعاً لما كان أسلافهم يعتقدون كما في الحديث المشهور الذي يرويه البخاري (7/75) وغيره عن أبي هريرة قال: قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً فقال الاقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال من لا يرحم لا يرحم ، وقد قال إمامهم إمام الحنابلة ابن قدامة في (المغني 1/ 172): وعن الزهري والاوزاعي لا وضوء على من مس ذكر الصغير لأنه يجوز مسه والنظر إليه وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قبل زبيبة الحسن ولم يتوضأ.
فهذه الرواية موجودة عند السنة بدمها ولحمها وبكل تفاصيلها، فلماذا لا تثير العجب عندهم وتثير كل شيء إن كانت عندنا (مالكم كيف تحكمون)؟!!
هذا كله إن قلنا بصحة سندها، وإلا ففي ثبوته أو صحته كلام لأن الرواية جاءت عندنا بسند واحد مفرد عن كتاب (الجعفريات) لا غير! أما أهل السنة فروايتهم له متعددة الطرق والأسانيد وإليك بعض رواياتهم في هذه المسألة:
1- حديث ابن عباس قال: رأيته رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته.. رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد 9/186)، وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن. وقال ابن حجر بعده في كتابه (الدراية في تخريج أحاديث الهداية): وفيه دليل على أن الصبي ليس له عورة. وقال الذهبي في (تاريخ الإسلام4/26) قابوس: حسن الحديث.
2- وحديث ابن أبي ليلى الانصاري قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فجاء الحسن فأقبل يتمرغ عليه فرفع عن قميصه وقبل زبيبته. أخرجه البيهقي (1/137) وقال: إسناده غير قوي.
قال الالباني في (إرواء الغليل 6/213): وعلته ابن أبي ليلى... وهو ضعيف لسوء حفظه.
ونقول: إن سوء الحفظ لا يجعل من الراوي يروي قصة كاملة خيالية وإنما يجعله يخطأ في لفظ أو يقدم ويؤخر في الرواية أو يغير لفظاً بلفظ أو يشتبه بين الحسن والحسين مثلاً فافهم. وبذلك تثبت الرواية في الجملة لعدم وجود كذاب فيها وتعدد طرقها وشواهدها!
3- ورواية أنس عند ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن(ع) من (تاريخ دمشق الكبير 13/222).
4- ورويت عن جابر بن عبد الله الانصاري عند ابن عساكر في (تاريخ دمشق) بنفس سند ابن عباس.
قال: باب ما روي عن أنس بن مالك من تلطف رسول الله(صلى الله عليه وآله) بابنه الحسن: قال أنس: رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يفرج بين رجلي الحسن ويقبل ذكره.
5- وقال ابن كثير في (البداية والنهاية 8/37) في ترجمة الإمام الحسن(ع): وهو أكبر ولد أبويه وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحبه حباً شديداً حتى كان يقبل زبيبته وهو صغير وربما مص لسانه واعتنقه وداعبه.
وقد رأيتم من كل ما نقلناه بأننا لم نر أحداً من العلماء يستحي أو يتعجب من هذه الروايات أو يفهمها كما يحاول النواصب اليوم طرحه وفهمه منها لخبث نياتهم، بل رأينا يأن العلماء جميعاً يروونها ويبينون أنها مداعبة الاب لابنه وحبه له، وانها أمر عادي وخصوصاً عند صدوره من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أن الوهابية والنواصب يدعون بأنهم لا يفهمون النصوص الإ من خلال فهم السلف!
والأمر بعد ذلك هين نظراً لصغر الحسن(ع) في تلك الواقعة. فلاحظ.


السؤال: أبيات منسوبة إليه (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
انه عندنا في كتب التاريخ والروايات ان الامام الحسين عليه السلام عندما كان يذهب للحرب يوم الطف كان يقول كلمات او اراجيز او ما شابه ذلك وكان الامام لوحده انذاك ولم يكن عنده احد ولكن نحن نقول ان الامام سلام الله عليه قال كذا وكذا فمن نقل عنه هذه الكلمات ونحن نعلم بانه كان لوحده لا صاحب قريب منه ولا عدو.
فمثلا مناجاته سلام الله عليه في اللحظات الاخيرة من حياته الشريفة وهو يجود بنفسه الكريمه كان يقول
تركت الخلق طرا في هواكا ***** وايتمت العيال لكي اراكا
لئن قطعتني في الحب اربا لما ***** مال الفؤاد الى سواكا
هذا المناجاة من سمعها منه؟!
ومن نقلها وكيف وصلت الينا رغم ان الامام كان لوحده وهناك روايات تقول بانه قالها عندما كان اللعين شمر جالس على صدره وقد هم بذبحه..
اذن هل يعقل بان شمر يكون ناقل لهذا الكلام؟؟


الجواب:

لم يثبت ان هذه الابيات قالها الإمام الحسين (عليه السلام)، بل هي منسوبة إليه وبعضهم يصرح بأنها من قول شاعر قالها على لسان الحسين (عليه السلام). ولو فرض صحة النسبة إليه فلا يبعد أن يكون سمعها أحد من المهتمين بتسجيل الوقائع وحفظ الأقوال والأشعار، كما حصل لحميد بن مسلم الذي نقل كثير من الأقوال والأفعال التي شاهدها عن الحسين (عليه السلام), فمثلاً نقل لنا انه سمع الحسين (عليه السلام) وصرح بهذا السماع ـ انه (عليه السلام) قال عند مقتل ولده علي الأكبر: (قتل الله قوماً قتلوك يا بني ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله) ثم قال: (على الدنيا بعدك العفا).
قال حميد: وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي يا حبيباه يا ابن اخاه, فسألت عنها؟ فقالوا: هذه زينب بنت علي بن أبي طالب, ثم جاءت حتى انكبت عليه فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط. فقدرة الراوي على سماع هذه الأقوال ونقل هذه التفاصيل معناه قدرته على سماع الحسين (عليه السلام) وهو طريح منتظر ساعة اللقاء بربه مترنمّاً بتلك الأبيات الشعرية .
وهناك طريق آخر في النقل موجود في رواياتنا هو نقل الأئمة من أولاد الامام الحسين (عليه السلام) أحداث يوم عاشوراء. فلاحظ.


السؤال: حديث فيه أن الله فدى الحسين (عليه السلام) بإبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه و أله)
ارجوا ببيان صحة الحديث التالي وعلى فرض صحته على ماذا يأخذ ابراهيم عليه السلام؟
تفسير النقاش بإسناده ، عن سفيان الثوري ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلى الله عليه واله وعلى فخذه الايسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن علي وهو تارة يقبل هذا وتارة يقبل
هذا إذ هبط جبرئيل بوحى من رب العالمين .
فلما سري عنه قال : أتاني جبرئيل من ربي فقال : يا محمد إن ربك يقرء عليك السلام ويقول : لست أجمعها لك فأفد أحدهما بصاحبه ، فنظر النبي صلى الله عليه واله إلى إبراهيم فبكى ونظر إلى الحسين فبكى ، وقال : إن إبراهيم امه أمة ، ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وام الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه ، وأنا اوثر حزني على حزنهما يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته للحسين .
قال : فقبض بعد ثلاث فكان النبي صلى الله عليه واله إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه ، وقال : فديت من فديته بابني إبراهيم .
بحار الانوار
الجواب:
ا
هذا الحديث سنده عامي من أوله إلى أخره، وقد أورده علمائنا عن طرقهم فقد رواه ابن شهر أشوب في (المناقب ج3: 24) عن طريق النقاش في تفسيره شفاء الصدور، ورواه السيد ابن طاووس في (الطرائف ص202) عن (غاية السؤول) ورواه عنهما المجلسي في (البحار).
وقد رواه عن النقاش الخطيب في (تاريخ بغداد ج2: 201) وقال أن النقاش دلّس فيه، وعنه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج52: 24)، وعده ابن الجوزي في (الموضوعات 1:407) من موضوعات النقاش .
نقول: لا نعتقد أن الأمر في هذا الحديث وصل إلى الوضع كما يدعيه ابن الجوزي المتحامل على كل من ينقل فضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) إذ لم يتهم أحد النقاش بالوضع وإن نسبوا إلى أحاديثه مناكير، ونسب الدارقطني هذا الحديث إلى الكذب وهو فيه كابن الجوزي.


السؤال: لماذا لم يسلم من يحب الحسين (عليه السلام) من المسيحيين

قرأنا وسمعنا عن الكثير من المسيحيين ممن عشقوا الرسول (ص) والامام الحسين (ع).
فلماذا رغم حبهم واقتناعهم لم يسلموا؟!
الجواب:

قضية الإمام الحسين(عليهم السلام) قضية إنسانية يتفاعل معها صاحب كل ضمير ونفس بشرية تملك قدراً من الرحمة بين جوانحها، فلا يوجد إنسان يسمع بقصة قتل عبد الله الرضيع ولا يتألم، أو يسمع بقضية حرق الخيام على رؤوس الأرامل واليتامى ولا يتألم أو يسمع بقصة منع الماء عن النساء والأطفال ولا يتألم.. أن مأساة الإمام الحسين (عليه السلام) وعياله استقطبت كل المشاعر والقلوب. على مختلف المذاهب والأديان، وهي قد تنفع المتأثر بها فتحفزه للبحث عن الدين الحق من خلال ملاحظة أن الحق كان مع هذا المظلوم، وإن هذا المظلوم كان ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيد شباب أهل الجنة وقد لا يتجاوز التأثر بهذه القضية حدود الشعور الإنساني المعتاد أمام هذه الحالات فالمسألة تعود بالتالي إلى ذكاء الإنسان وهمته وفظنته في الأستفادة من هذه الحادثة.


السؤال: حديث (من تباكى فله الجنّة) (1)
ما هو رأيکم في صحة الحديث الوارد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام حول التباكي على الامام الحيسن عليه السلام:(من تباكى فله الجنة)؟
الجواب:

ورد في أحاديث متعددة جملة منها معتبرة الوعد بالجنة لمن بكى على الحسين (عليه السلام) كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه او أنشد شعراً فتباكى عليه . ولا غرابة في ذلك إذ الوعد بالجنة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال، ومن المعلوم انه لا يراد بذلك أن يشعر المكلف بالأمان من العقوبة حتى لو ترك الواجبات وارتكب المحرمات، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك ان العمل المفروض يجازى عليه بالجنة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضى به إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار .
وأما ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين : فلأن البكاء يعبر عن تعلقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً، لأنه إنما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدي إلى انفعال نفسي يهز الإنسان، ومن ثم فان البكاء على الإمام (عليه السلام) يمثل الولاء الصادق للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الاطهار وللمبادئ التي نادى بها ودعى إليها واستشهد لأجلها ومن المشهود ان حركته (عليه السلام) قد هزت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسخت القيم الإسلامية في قلوب المؤمنين ولم يحدث ذلك إلاّ في أثر التمسك والتعلق بذكره نتيجة حث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمثل هذه الأحاديث .
وأما التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقياً به ولكنه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلف البكاء عسى ان يستجيب قلبه ويتدفق مشاعره لنداء عقله، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنة لمن بكى او تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى كما نبّه عليه غير واحد منهم العلامة المقرم (ره) في مقتل الحسين .


السؤال: أسباب عدم نصرة الإمام الحسين (عليه السلام)
ما هي الاسباب التي أدت إلى التخلي عن نصرة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ؟


الجواب:

ان ما طلبت يحتاج الى بحث موسع كبير للاجابة عليه فإنّ لما حدث أسباباً كثيرة تحتاج الى شرح وشواهد ومؤيدات وتحليلات، ولكن يمكن أن نشير الى عناوين بعض الاسباب فقط:
اولاً: الوضع العام في مدينة الكوفة كان ذا ألوان مختلفة من الشيعة الحقيقيين وتوسطاً بالخوارج الى العثمانيين والأمويين. وليس صحيحاً ما غلب على الاسماع أن الكوفة كانت كلها من الشيعة فان الموالين الحقيقيين الذين يعرفون الإمام (عليه السلام) على حقيقته ووجوب طاعته كانوا نسبة قليلة منهم، والنسبة الاكبر محبين يفضلونهم على الامويين وعلى عثمان مثلاً، مع أنهم يوالون أبا بكر وعمر، فقد كانت هناك شريحة واسعة في الكوفة هي على عقائد أغلب المسلمين قبل استيلاء معاوية على الحكم، ثم هناك الناقمين على ظلم بني أمية وان لم يكونوا شيعة وأيضاَ الخوارج، فلم يخلص من هذه الفئات عندما جد الجد الا القليل مع أن الكثير من تلك الفئات كتبت الى الإمام الحسين (عليه السلام) تدعوه.
ثانياً: ان مواقع القوة والنفوذ كانت بيد غير الشيعة الموالين للائمة (عليهم السلام) نتيجة لحكم معاوية الذي استمر عشرين سنة وهذا طبيعي في الحكومات المستبدة ، فكان أصحاب المال والقادة ورؤساء العشائر والعرفاء وغيرهم يوالي أكثرهم الحكومة الأموية فان مناصبهم واطماعهم متعلقة بالحكومة.
ثالثاً: لم يكن الوعي الديني عند الشيعة بالعنوان العام في ذلك الوقت كما نعرفه اليوم عند الشيعة الإمامية بالنسبة لمكانة ومعرفة حق الإمام (عليه السلام) المفروض الطاعة، وذلك نتيجة ما عمله الخلفاء قبل الامام علي (عليه السلام) من تشويه لمبدأ الإمامة خاصة ومبادئ الاسلام عامة.
رابعاً: الارهاب والقمع الشديد الذي مارسه ابن زياد ، فانه اتبع اسلوب الترغيب والترهيب فرغب ضعفاء النفوس بزيادة العطاء واستمال رؤساء العشائر بالمناصب والقيادة، وبالمقابل قمع من كان صلباً في عقيدته فالقى عليهم القبض وزجهم في السجون وكثير منهم لما خرجوا قاموا بحركة التوابين المتمثلة بسليمان بن صرد الخزاعي واتباعه، واما رؤساء العشائر الموالين فقد غدر بمن غدر وسجن من سجن، ونحن نعرف ان الذي يحرك الناس نحو الهدف الصحيح ويجمعهم هم الرجال اصحاب المكانة والنفوذ فاذا غيبوا انفرط عقد الناس خاصة في مجتمع قبلي يكون ولاء الناس فيه للقبيلة ورئيس القبيلة ويكونون معه في أي جهة كان، فقد كانت ولاءات رؤساء العشائر مقسمة بين الامويين والعلويين فاستعان ابن زياد بمن والاه من رؤساء العشائر للقضاء على من خالفه، فكل قبيلة فقدت رئيسها وذو الكلمة فيها ضعفت عن اخذ المبادرة وانفرط عقدها وتشتتت، هذا مع ملاحظة ما كان يبثه اعوان ابن زياد من التهديد والوعيد والارهاب، والقبض على المخالفين وبث الجواسيس والعيون وجعل الارصاد على مداخل الكوفة وتهديدهم بجيش الشام ففي مثل هذا الوضع يسقط ما في يد الرجل المستضعف المنفرد ولا يقوى على التحرك والصمود الا الأوحدي.
خامساً: ان من لا يكون له حريجة في الدين يفعل أي شيء ويستعمل أي وسيلة للوصل الى غايته ويأخذ الناس بالظنة والتهمة ويأخذ الاخرين بجريرة غيرهم، فينتشر الرعب بسرعة وتثبط عزيمة الناس وهذا دأب كل الطغاة، اما اصحاب الدين والمبادئ فلا يمكنهم أن يستعملوا هذه الاساليب، فيتوقفون ويتأملون في كل حركة لمعرفة كونها موافقة للدين أو مخالفة ولذا يكون عملهم بصورة عامة واقل مبادرة من عمل الطغاة وغير الملتزمين بالدين، فانك ترى في بعض الاحيان تدبير جيد يمكن النجاح فيه ولكن لا يفعله المؤمنون خوفاً من الله فيستغل المقابل هذا التوقف لصالحه، فمثلاً لم يقتل مسلم بن عقيل ابن زياد غدراً ولكن قتل ابن زياد هاني غدراً، وكذا لم يهدد أو يقتل أصحاب مسلم عندما كانوا مسيطرين على الكوفة مخالفيهم حتى انهم بقوا آمنين أحرار يكيدون لمسلم بينما أخذ ابن زياد يقتل على الظن والتهمة ويهدد بهدم الدور وقطع الارزاق، فان مثل هذه الحالة تظهر الطغاة كأنهم مسيطرين على البلد ولهم الكثرة وتجعل المؤمنين كأنهم قلة خائفين وهذه قاعدة عامة في كل المجتمعات وفي كل الأوقات وفي مثل هذه الحالات تتجلى مواقف الرجال والمؤمنين وقوة شخصيتهم.
سادساً: هناك حالة تصيب المجتمعات وتعتبر مرضاً عاماً لكل الحركات الرسالية المبدأية، وهي انه بعد فترة من ظهور الحركة سوف تضعف نفوس المعتنقين لمبادئ هذه الحركة ويلجؤون الى الدعة والراحة وطلب الدينا وملذات الحياة وهو ناتج عن طبيعة النفس البشرية المحبة للشهوات والكارهة للتضحية، وهذه الحالة المرضية يسميها الشهيد الصدر بمرض ضعف الارادة وخورها، أي انهم لا يملكون الارادة للتحرك والفعل العملي مع كونهم يرغبون بذلك في قلوبهم إذ أنهم لازالوا مؤمنين بالمباديء التي قامت عليها حركتهم ويعلمون أن الحق معها وان التحرك والثورة هو الطريق الصحيح ولكن يخافون التحرك الفعلي الواقعي، فيكون هناك أزدواج في الشخصية عندهم من جهة كونهم لا زالوا يعرفون الحق ومن جهة ليس لهم إرادة فاعلة للتحرك واصابهم ما يشبه التخدير والخوف من التضحية والهرب من الموت والركون الى الدنيا والتوكل على الآخرين، فقد فسدت نفوسهم وظمائرهم مع أن عقلهم لازال يميز الحق.
هذه الحالة نجدها تنطبق على مجتمع الكوفة والمجتمع الاسلامي عامة في عصر الامام الحسين (عليه السلام)، فقد أفسد معاوية طوال سني حكمه ضمائر الناس أي جانب الارادة والفاعلية بما اتخذه من سياسات، اذ تربى الناس على أن الفوز بالمناصب والاموال يكون مع معاوية وان الحرمان والقتل يكون مع مخالفيه، وانقسموا قسمين قسم باعوا ضمائرهم بالمال وحب الدنيا وآخرين ماتت ضمائرهم خوفاً من القتل والتضحية، فاحتاجوا الى حركة وتضحية كبرى تهز نفوسهم وضمائرهم وتوقضها من هذا السبات وتشفيها من هذا المرض الوبيل الذي اصاب الامة فقام الحسين (عليه السلام) بهذه الحركة والتضحية.
هذا ما موسع المجال بذكره وهناك أسباب اخرى، ونعود ونقول أن الامر يحتاج الى دراسة موضوعية.


السؤال: سبب عدم خروج محمد بن الحنفية وابن عبّاس وعبد الله بن جعفر

كان احد الخطباء يتكلم عن احداث عاشوراء على المنبر وقد حمل بشدة على بعض من تخلف عن الامام الحسين عليه السلام امثال عبدالله ابن عباس وعبدالله ابن جعفر ومحمد بن الحنفية وقد قلت له بعد ذلك ان هؤلاء الثلاثة كانوا معذورين
فمثلا ابن عباس كان ضريرا ومحمد ابن الحنفية كان مصابا باصابة في معركة صفين وكان شبه مشلول وعبد الله ابن جعفر كان مريضا كثيرا
فطلب مني الدليل العلمي على ذلك فارجو منكم ارسال الادلة الواضحة والجلية !


الجواب:

إن قبول الإمام الحسين (عليه السلام) ببقاء محمد بن الحنفية في المدينة بل وجعله عيناً فيها كما تشير رواية لذلك تدل على عدم وجود حزازة فيما فعله محمد من عدم الخروج، نعم أنه لم يدرك الفتح كما تشير بذلك رواية أخرى ولكن عدم أدراك الفتح لا يعني الوقوع في المعصية أو أنه أرتكب ذنباً بعدم الخروج بل قد يكون معذوراً بعدم الخروج، أو موجهاً نحو ذلك ، ففي البحار قال الامام الحسين لمحمد بن الحنفية : وأما أنت يا أخي فلا عليك بأن تقيم بالمدينة فتكون لي عيناً لا تخفي عني شيئاً من أمورهم، ثم إنّ كتابة الوصية لمحمد بن الحنفية تؤكد أيضاً قبول الإمام بقاء محمد في المدينة بل ولبقاءه حياً بعد وفاة الحسين (عليه السلام) حيث يُبلغ وصيته.
أما ابن عباس فيقول السيد محمد مهدي الخرسان في كتابه موسوعة ابن عباس: (اعلم أن ابن عباس كان يومئذ مكفوف البصر وعن مثله يسقط التكليف بالجهاد على أنه مر بنا في أولى محاوراته قوله للحسين (عليه السلام) بعد كلام جرى بينهما: (جُعلت فداك يا بن بنت رسول الله ، كأنك تنعى إلي نفسك وتريد مني أن أنصرك ، فوالله الذي لا أله إلا هو لو ضربت بين يديك بسيفي حتى ينقطع وتنخلع يداي جميعاً من كتفي لما كنت ممن أوفى من حقك عُشر العشير وها أنا بين يديك فأمرني بأمرك ، فقال ابن عمر، وكان حاضراً مهلاً ذرنا من هذا يا بن عباس) وأحسبه قال ذلك خشية أن يحرج هو ليقول مثل مقالة أبن عباس.
أما عبد الله بن جعفر فأن مقولته التي ذكرها ابن الأثير والطبري تشير إلى رغبته في القتال مع الحسين (عليه السلام) فلا بد أن يكون هناك مانعاً من عدم الخروج مع الحسين، فعن ابن الأثير عند ذكره مقتل الحسين في سنة أحدى وستين من تاريخه الكامل ما نصه: ولما بلغ عبد الله بن جعفر قتل أبنيه مع الحسين (عليه السلام) دخل عليه بعض مواليه يعزيه والناس يعزونه ، فقال مولاه: هذا ما لقيناه من الحسين فحذفه ابن جعفر بنعله وقال: يا بن اللخناء أللحسين تقول هذا؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه، والله أنه لما يسخي بنفسي عنهما ويهون علي المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه، ثم قال: إن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي).



تعليق على الجواب (1)
اذن لماذا لم يرسل محمد ابن الحنفية اولاده للقتال مع الحسين
الجواب:
لم تذكر المصادر التاريخية سبب عدم خروج اولاد محمد بن الحنفية مع الامام الحسين(عليه السلام) ولكن نقول :
1- ان الامام الحسين(عليه السلام) لم يخرج من المدينة قاصدا كربلاء والشهادة بل هو لم يبايع والي المدينة ليزيد وخرج الى مكة وقبل ان تأتيه كتب اهل العراق فلذا جاء في ينابيع المودة 3/54 ( قال له محمد بن الحنفية : اني خائف عليك ان يقتلوك فقال(عليه السلام) : اني اقصد مكة فان كانت بي امن اقمت بها والأ لحقت بالشعاب حتى انظر ما يكون ) وجاء في معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري 3/51 ( ولقي الحسين(عليه السلام) عبدالله بن مطيع فقال له : جعلت فداك اين تريد؟ فقال(عليه السلام) اما الان فمكة واما بعد فاني استخير الله.
2- لم يرد لدينا نص بانه(عليه السلام) اوجب الخروج معه على الجميع .
3- لعل اولاد محمد بن الحنفية كانوا صغارا لم يبلغوا وخاصة انه اصغر من الامام الحسين(عليه السلام) ب(14 او 13 سنة) وان ولد الامام الحسين الامام السجاد عمره (22 سنة) يوم الطف وعلي الاكبر عمره (23 سنة) او على اكثر الروايات 27 سنة .


السؤال: هل دعى على شيعته

ماقولكم في هذه الرواية: ( وقال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته لهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد 241)
ماقولكم في هذه الرواية
الجواب:

لقد دعا الإمام الحسين (عليه السلام) بهذا الدعاء على من قاتله وهم ليسوا من شيعته بل من شيعة آل أبي سفيان، كما وصفهم الإمام الحسين (عليه السلام)
وإذا كان الاعتبار بكلام الحسين (عليه السلام) فأنه قد دعا على الجيش الذي قاتله كما وصف نفس الجيش بأنه شيعة آل أبي سفيان، فينتج أنه دعا على شيعة آل أبي سفيان وليس على شيعته (سلام الله عليه) ولا يدعي ذلك إلا جاهل موتور.


تعليق على الجواب (1)
الجواب ليس واضح؟؟
كيف الدعاء كان على شيعة ابي سفيان وهم من قاتلوا الحسين؟؟ فاذا لا حظنا الدعاء موجه لمن دعى الحسين لنصرته؟؟ وليس من قاتله؟؟ بقول الحسين عليه السلام في نص الدعاء (( دعونا لينصرونا ثم قتلونا )) فهذا دليل على ان من قتل الحسين هو من شايعه ودعاه لنصرته؟ وليس من كان ضده وعدوه؟ والا لما كان قال دعونا لينصرونا !! والمعروف من دعاه لنصرته هم شيعة ابيه علي بن ابي طالب في الكوفه !!
ا
الجواب:

إن الذين دعوا الحسين (عليه السلام) لينصروه لم يدعوه لكونه الخليفة المفترض الطاعة المنصوص عليه من قبل الله تعالى بل دعوه لكونه المؤهل لمنصب الخليفة كونه ابن الخليفة الرابع عندهم وأن أخاه صالح معاوية على أن يعود الأمر إليه, فالدعوة كانت لهذه الأسباب لا لكونه إماماً مفترض الطاعة من الله تعالى وهذا الاعتقاد وهو الذي يجب أن يكون عندهم حتى يكونوا شيعة فالإمام الحسين (عليه السلام) قال له في خبطة: (يا شبث بن ربعي يا حجار بن أبجر يا قيس بن الأشعث يا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا أن قد أينعت الثمار وأخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجندة).
وشبث بن ربعي يقول عنه ابن حبان في (الثقات ج2ص295) فلما دخل علي الكوفة خرج من كان يقول لا حكم إلا لله ونزلوا بحروراء وهم قريب من أثني عشر ألف فسموا الحرورية ومناديهم ينادي أمير القتال شبث بن ربعي التميمي والأمر بعد الفتح شورى والبيعة لله.
فهذا شبث كان من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي الفرقة التي مرقت من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
أما قيس بن الأشعش فيطلب من الإمام الحسين (عليه السلام) بعد هذه الخطبة أن ينزل على حكم بني عمه أي بني أمية فأي شيعي هذا؟!
وأن حجاراً أسلم على يد عمر وكان أبوه نصرانياً, فمن أين يعرف هذا الإمام والنص على علي والأئمة (عليهم السلام) من بعده حتى يصير شيعياً؟!
وكيف يصير هؤلاء أو غيرهم شيعة وهم يقاتلون الإمام المعصوم المفترض الطاعة إن عملهم هذا يجعلهم خارجين عن التشيع قطعاً, لا بل من النواصب!
ولا يشتبه عليك الحال وتخلط بين مفهوم الشيعة الذين يشترط فيهم الإيمان بالإمامة وبين الحب العادي أو الرغبة في النصرة أو حتى الروح للقتال مع الإمام (عليه السلام) باعتبار أنه أحد القادة الأشراف أو العلماء, فان هؤلاء لا يسمون شيعة وإن حاول المتصيدون بالماء العكر كالوهابية الآن إلصاقهم بالشيعة.


لسؤال: لماذا خرج إلى الكوفة
اذا كان الامام الحسين بن علي يريد الاصلاح، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما جاء في وصيته ، فلماذا خرج الى الكوفة، لماذا لم يبدأ من المدينة نفسها ؟
يقول المخالفون أن اختياره للخروج الى الكوفة دليل على أنه كان يريد السلطة ، فذهب واختار المكان الذي يوجد فيه الرجال والسلاح والأنصار، فماذا انتم قائلون؟
الجواب:

إن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج لطلب الإصلاح،والإصلاح يتمثل بإظهار المذهب الحق،ورجل المذهب الحق، وهو الإمام الحسين (عليه السلام) وذلك بالمسير من مكة إلى الكوفة لطلب أهلها منه ذلك وأما البقاء في مكة أو المدينة دون أن يكون له أنصار وأتباع يساندونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر لا يتحقق منه الهدف الذي يبتغيه وهو إظهار المذهب الحق والشخص المحق فلعله كان يقتل بمفرده هناك، كما أشار ذلك هو صلوات الله وسلامه عليه فلا تظهر مظلوميته ومطالبته للحق ورفضه للظلم والطغيان، والحصيلة أنه كان يريد الانتصار وإظهار فساد الطغمة الحاكمة من خلال إظهار مظلوميته وأن هذه الفئة الحاكمة تتجاوز على كل المقدسات ولا تحمل من هذا الدين أي صفة أو مقدار، ولم يكن ذلك ليتحقق الإّ بالمسير إلى الكوفة حيث قتل هو وأصحابه بأشبع قتلة أظهرت مدى قباحة ذالك العدو.


السؤال: الانتصار العسكري وانتصار المبادئ
ا
1- لماذا لم ينصر الله الحسين ؟ أي لماذا تركه يقتل ؟
2- أين كانت ستكون الفائدة الاطاحة بيزيد او قتل الحسين؟ وكيف؟
3- كيف يكون الحسين منتصرا في النهاية؟ يزيد بقي على الحكم، وبالعكس في عهده أبيحت المدينة باكملها، واغتصبت كم عذراء، ورميت الكعبة، وبقي يزيد يشرب الخمر, وتمكن بنو أمية من تولية ابنه بعده؟
فعن أي انتصار نتكلم؟
الجواب:
1- إن الله خلق الحياة للاختبار والامتحان ويختلف الناس في صعوبة الاختبار والامتحان فالإمام الحسين (عليه السلام) لأنه بتلك الدرجة العالية كان اختباره بهذه الطريقة يقول تعالى: (( الَّذِي خَلَقَ المَوتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ )) (الملك:2).
ولا يمكن لنا أن نعرف قدر الإمام الحسين (عليه السلام) وعظمته إلا من خلال ما جرى عليه،ولو أن الله سبحانه وتعالى أعطى الإمام الحسين منزلة عالية يوم القيامة دون أن يجري عليه ذلك الاختبار في الدنيا لاعتراض المعترض، لماذا يرفع مثل هكذا شخص إلى مثل هذا المستوى؟
ولكي يبرز الله سبحانه وتعالى قدر كل شخص لابد من أن تجري عليه تلك الاختبارات التي تظهر مدى استعداده وقابليته والتي يستحق بحسبها منزلته ودرجته في الآخرة.
2- الفائدة من قتل الحسين (عليه السلام) هو استمرار الخط الإسلامي الأصيل إلى يوم القيامة والإطاحة على مر العصور بالأنظمة الفاسدة التي تعادي الإسلام والخط الحسيني الذي يرفع شعار الثورة على الظلم والاضطهاد.
ولو حصل في ذلك الزمان الإطاحة بيزيد ورجوع الخلافة إلى أهلها لقل الانحراف الذي حصل بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ولحصلت الهداية إلى أناس كثيرين منذ ذلك الزمان وإلى يومنا هذا.
3- نحن لا نقول أن الحسين انتصر عسكرياً بل الذي نقوله أن الخط الحسيني اليوم هو المتبقي وهو المنتصر، أما الخط الذي انتصر عسكرياً في ذلك الزمان فلم يتاح له أن يستمر إلى أكثر من سنوات معدودة وبعد ذلك ذهب إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة، أما الخط الحسيني فإنه وإن خسر عسكرياً إلا أنه هو المنتصر اليوم وهو الذي استحق كل هذا الخلود والبقاء، وهذا ما نقصده من الانتصار.




تعليق على الجواب (1)
ذكرتم مشكورين في جوابكم الفائدة من قتل الحسين عليه السلام وهي استمرارية الخط الاسلامي الأصيل، وبيان ضرورة الثورة ضد الظلمة والطغاة، ولكن هذه فوائد ثورة الحسين بن علي عليهما السلام بغض النظر عن قتله أو عدم قتله ، قد تكون الفائدة من قتله سلام الله عليه هو بيان عمق الايمان بالمبادئ والأصول الحقة، اذ أن المؤمن بها يقتل ولا يتركها أو يستغني عنها، وكذلك ذكرتم الفائدة التي كانت ستكون جراء الاطاحة بحكم يزيد بن معاوية وعودة الخلافة الى أصحابها الشرعيين، فلو قارنا هذه الفائدة - أي الناتجة جراء الاطاحة بحكم بني امية - وتلك - أي المرجوة من قتل واستشهاد الحسين بن علي عليه السلام - أيهما أفضل وانفع للناس، أليست الاولى؟
وقد ذكرتم مشكورين أيضا أن قتل الحسين عليه السلام هو جواب الله لكل معترض على منزلة الحسين عليه السلام يوم القيامة، ولكن قد يعترض المعترضون على منزلة بقية الأئمة الذين لم ينهضوا لا عسكريا، ولا فكريا بسبب انهم كانوا مراقبون من قبل السلطات المعادية، فقد يعترض المعترض ويقول لماذا هذه المكانة لهم، وهم لم يفعلوا شيئا للبشرية، واذا كانت لديهم القدرات لكي يفعلوا فما ادرانا؟ فاذا كان الجواب الالهي بأنه أعلم بالامر منهم، فنفس الجواب قد يصلح في قضية الحسين بن علي عليهما السلام من دون الحاجة الى مقتله، فالسؤال يفرض نفسه مرة أخرى، ماهي الحاجة الى مقتل الحسين بن علي عليهما السلام؟ لماذا أراد الله له القتل والشهادة؟
الجواب:

أنت تريد التمييز بين ثورة الحسين (عليه السلام) وقتله فأيّ ثورة لابدّ أن تكون نتائجها إما النصر وإما الاستشهاد ولا يمكن تصور فرض ثالث كان تكون هناك ثورة بلا قتل أو انتصار ولو أمكن تصور فرض ثالث فإن هذا لا يتحقق بيد الإمام الحسين (عليه السلام) بل ان لإرادة الأعداء دخل فيها كما تشير لذلك بعض الروايات من ان عبيد الله بن زياد رفض أي مقترح لإيقاف الحرب والتوقف عن قتل الحسين (عليه السلام).
أما سؤالك الثاني: فأنت تقصد من الاولى رجوع الخلافة إلى أصحابها الشرعيين وهذا ما لم يحصل واعتراضك الذي مضمونه :إذا كان هذا هو الأفضل لماذا لم يحصل؟
ونحن نجيبك إن هذا الأمر يحتاج إلى جماعة صالحة بمقدار كاف لتحصيل النصر فعدم حصوله يرجع بالتالي إلى تلك الأمة التي أنحرفت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وارتدت على أعقابها فالنصر لا يتحقق بالجبر والإعطاء من الله تعالى دون أن تكون في تلك الجماعة مقومات النصر فعدم انتصار الحسن (عليه السلام) العسكري يرجع بالنتيجة إلى تقصير الأمة الإسلامية آنذاك التي لم تكن مستعدة للقتال والمجاهدة وإزالة الانحراف الذي حصل منذ يوم السقيفة.
ثم كيف لم يعمل بقية الائمة للبشرية شيئاً؟ فكل إمام تعرض للون من البلاء يختلف عن الآخر وما ذكرناه للإمام الحسين (عليه السلام) من نيله لمنزلة الشهادة بهذه الطريقة التي قتل بها لم ينلها بعض الأئمة (عليهم السلام)، ولكن ليس معناه إنهم لم يبتلوا بابتلاءات صعبة يعجز عنها بقية البشر فنالوا بها درجاتهم العالية. والحصيلة أن كل إنسان سينال درجة عالية في عالم الآخرة لابد أن يبرز من العمل في الدنيا ما يستحق به ذلك واحد الأمور التي يستحقون بها تلك الدرجات العالية هو عدم صدور أي ذنب منهم في كل أعمارهم ونيلهم درجة العصمة.



تعليق على الجواب (2)
شكرا جزيلا على تفاعلكم معي والتفضل بالاجابة على أسئلتي
من جوابكم الأخير يتضح أنكم ترجعون ما حل بالحسين بن علي في كربلاء وما حصل لأهله وعياله بعد مقتله الى علل وأسباب كعدم توفر العدد الكافي من الأنصار وعزم أعداء الحسين على قتله والتخلص منه بأية طريقة وبهذه الطريقة أجبتم على سؤالي الذي يقول أنه اذا كانت الفائدة من عدم مقتل الحسين أكبر فلماذا تركه الله ليقتل ولم ينصره. استفساري الآن هو أن هناك مقولات نسمعها من خطباء المنبر الحسيني منسوبة الى الحسين بن علي نفسه كقوله عند خروجه من المدينة شاء الله أن يراني قتيلا وقوله في حق أهله شاء الله أن يراهن سبايا، وحسب ما نفهم فان الله شاء وأراد أن يقتل الحسين في كربلاء وأن الله شاء وأراد أن تسبى حرمه وعياله وأن الأمر ليس راجعا الى عدم توفر العدد الكافي من الأنصار وعزم العدو بالذات بل هو راجع الى مشيئة الله وارادته ولعل ما ذكرتموه من قلة العدد وغيره هو تطبيق لمشيئة الله وارادته لمقتل الحسين بن علي.
فلماذا شاء الله وأراد أن يقتل الحسين بن علي في كربلاء اذا كانت المنفعة والمصلحة من بقاءه وانتصاره ولو بالمعجزة أكبر؟
الجواب:

ينبغي التنبيه أولاً أن هذه القضية لا تندرج تحت عنوان الجبر بأن نتصور أن الله تعالى قد أجبر الحسين (عليه السلام) على القتل وأجبر عياله على السبي، وبالتالي فلا جدوى من الحديث عن مقومات النصر والغلبة وافتراض تغير موازين القوى وأثره على النتائج النهائية لواقعة الطف..الخ. إن هذا الفهم لا ينسجم مع عقيدة الشيعة الإمامية القائلة بأنه (( لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين)) كما طرحت من قبل الأئمة (عليهم السلام)، وحينئذ يجب أن نفهم تلك المقولة (( إن الله شاء أن يراني قتيلاً... وشاء أن يراهن سبايا )) على أساس صحيح لا يصادم ذالك الاعتقاد الحق، ويكون ذلك عبر التأمل في معنى المشيئة، فإن المشيئة الإلهية لا تتقاطع مع مشيئة العباد ولا تلجأ العباد أو تجبرهم على أفعالهم ، فهي ليست في عرض مشيئة العباد بل في طولها، أي أن الله تعالى قد شاء أن يشاء العبد ويختار، والفعل الصادر من العبد إنما صدر باختيار العبد وبمشيئة الله تعالى التي جعلته مختاراً.
أما الأفعال الشنيعة لبعض العباد فهي وإن لم تكن مرادة لله عز وجل الإّ أن الله تعالى لما شاء أن يكون العبد مختاراً في أفعاله لاجرم أن تصدر جملة من الأفعال التي لا تكون التي لا تكون مرضية لله عز وجل، فهي مراده من حيث اندراجها تحت الاختيار المراد من الله عز وجل أن يكون في الإنسان، وهي غير مراده من جهة كونها أفعالاً شنيعة كالمعاصي والآثام - أي أنها غير مشاءة في ذاتها لأن الله تعالى لا يأمر بالظلم والعدوان ولا يشاء المعاصي والآثام، وبعبارة ثانية: فهي مراده من جهة وغير مراده من جهة ثانية، وليست هي مراده على الإطلاق فيقع الجبر ولا هي غير مراده على الإطلاق فيستحيل أن تقع.
وعلى هذا... يكون معنى المقولة: إن الله تعالى قد شاء أن يراني قتيلاً لانه قد قضى بأن تجري الأمور بأسبابها، ولما كانت أسباب غلبة العدو أكثر لكثرة العدد وقوة السلاح وغيرها... وكانت أسباب مقتل الحسين وسبي عياله موجودة لقلة العدد وخذلان الناصر...
فإن النتيجة هي الشهادة وسبي العيال لا محالة.
وربما كانت المشيئة هنا بمعنى العلم، أي أن الله عز وجل قد علم بسابق علمه أن أقتل وأن عيالي تسبى، وهذا العلم السابق عبّر عنه بأن ((شاء أن يراني... وشاء أن يراهن)).


السؤال: طلاق بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) لنسائهم
لماذا طلق اصحاب الامام الحسين في كربلاء زوجاتهم قبل التوجه الى كربلاء؟
لماذا لم يتركوهن ينلن هذا الفخر الكبير والشرف الذي لا بعده شرف (بان يبقين ارملات اصحاب الحسين عليه السلام لا مطلقات) في الدنيا؟


الجواب:

إن طلاق بعض أصحاب الحسين لزوجاتهم هو لأجل الحفاظ عليهن من السلطة الحاكمة، حيث كانوا يأخذون النساء بأفعال أزواجهن ، فمثلاً زهير بن القين طلق زوجته وقال لها: (اني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خيراً وقد عزمت على صحبة الحسين لأفديه بروحي وأقيه بنفسي).
وإن هذا الطلاق لا يضر بمقام النساء العظيمات بل يزيدهن درجة وسموا وعلوا إن رضين بمثل هكذا فعل الذي ترفض عامة النساء القبول به ، لكنهن ضحين بسمعتهن لأجل نصرة الحسين (عليه السلام) وليس مثل زوجة زهير بن القين بأقل درجة من تحمل مثل هكذا أصحاب وهي التي دفعت زوجها للذهاب للحسين (عليه السلام).


السؤال: هل كان أصحاب الحسين يقاتلون حبّاً للحسين أم طمعاً في الجنّة
هل فعلا أن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا يفضلون الموت في سبيل الحسين عليه السلام على الجنة؟
الجواب:

إن أصحاب الحسين كانت لهم مراتب مختلفة فبعضهم كان يقاتل طمعاً في الجنة وبعضكم كان يقاتل حباً للحسين، فمثلاً زهير بن القين قال للحسين والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة وأن الله يرفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك لفعلت ، وقال مسلم بن عوسجة والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أحرق ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك.
فمثل هؤلاء واستعداهم بهذا المقدار لابد أن يكون قتالهم حبّاً للحسين (عليه السلام) لا طمعاً في الجنّة بينما كان بعض الأصحاب يقول: (ما هو إلا نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم ساعة ثم نعانق الحور العين.) فمثل هذا لعله كان يقاتل من أجل الدخول في الجنة. بينما كان بعض يصدح بطلب الجنة فيقول الحسين لجون مولى أبي ذر: أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقتنا، فقال يا ابن رسول الله إنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم والله ان ريحي لنتن وأن حسبي لئيم ولوني لاسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي.. وكان رجزه في القتال:
كيف يرى الكفار ضرب الأسود ***** بالسيف ضرباً عن بني محمد
اذب عنهم باللسان واليد ***** أرجو به الجنة يوم المورد


السؤال: أفضلية أصحابه (عليه السلام)

يقولون أن أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أفضل وأشرف وأعظم منزلة من أصحاب الإمام الحسين(ع) ويستدلون بذلك بأن نبينا معصوماً من أولي العزم يكون من أصحاب الإمام المهدي(ع) والخضر وأصحاب الرسول(ص) المخلصين مثل سلمان المحمدي والمقداد وغيرهم، فهل هذا الكلام صحيح ومقبول في عقائدنا.
الجواب:

إن أصحاب الحسين(عليه السلام) أفضل من كل الأصحاب فان الإمام الحسين(عليه السلام) يصرح بذلك فيقول: (اللهمَّ انك تعلم أني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي).
ولعل قائل يقول: إن مقصود الحسين(عليه السلام) أنه لم يعلم أصحاباً للأنبياء والأئمة السابقين عليه، وأما من يأتي بعده من الأئمة فهل لا يعلم بهم لأنهم بعد في علام الغيب.
فنقول: عن الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعسر عليه معرفة أصحاب كل إمام يأتي بعده وعددهم والمخلص فيهم من غير المخلص وبهذه المعرفة يكون كلام الإمام شاملاً لجميع من كان قبله ومن يأتي بعده، فيكون أصحابه أفضل من أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ولعلك تجد الفرق واضحاً بين أصحاب الحسين(عليه السلام) وبين غيره من الأصحاب، فأصحاب الحسين تمسكوا بالحسين(عليهم السلام) وهم يعلمون أن مصيرهم الموت بينما أصحاب المهدي يبايعون المهدي وهم يتوقعون النجاة وهم مقبلون على دنيا وانتصارات مفرحة فالأفضلية تكون أصحاب الحسين(عليه السلام) الذين رغبوا في الآخرة، بخلاف أصحاب المهدي الذين لعل فيهم من توجد عنده رغبة في الدنيا، والرغبة في الآخرة أفضل من الرغبة في الدنيا.
ثم إن المقارنة بين المجموعتين تكون من خلال المجموع لا من خلال الأفراد فلا يبعد أن يكون هناك فرد أفضل من بعض الأفراد في المجموعة الأخرى، ثم إن الأصحاب الذين يذكرون للمهدي هم أصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر وهم خلص أصحابه لا كل من يظهر في زمانه وإلا يكون الحسين أيضاً من أصحابه فلا تصح بذلك المقارنة، ثم أن الخضر كان في عهد الأئمة (عليهم السلام) وهو موجود في عهد الإمام المهدي(عليه السلام) فلا يدخل في المقارنة ونبي الله عيسى (عليه السلام) يظهر بعد فترة من قيام المهدي فلا يدخل في أصحابه الذين هم محل المقارنة وكذلك سلمان والمقداد وكل من يرجع في الرجعة.


السؤال: فضل أصحاب الحسين (عليه السلام) على سائر أصحاب الأئمة (عليهم السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
الثابت أن الامام الحسين (عليه السلام) قال في فضل أصحابه (فأني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي) وقد ورد في كتب الادعية بأن النواب الاربعة للامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة(عليهم السلام) وخواصهم مرتبة وفضلاً فكيف نجمع بين القولين ؟
الجواب:

الجمع بين القولين هو أن نقول: أن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) هم أفضل أصحاب الأئمة (عليهم السلام) في مقام التضحية والجهاد، حيث جادوا بأنفسهم من أجل الحسين (عليه السلام)، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، ولكن من الجهات الأخرى ربما كان السفراء الأربعة أو سائر أصحاب الأئمة (عليهم السلام) كميثم وسلمان الفارسي وكميل بن زياد وكذلك أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) الثلاثمائة وثلاثة عشر أفضل من أصحاب الحسين (عليه السلام)، فباختلاف مقامات الفضل يمكن الجمع بين هذين القولين ولا إشكال, مع أنه لم يثبت لدينا دعوى كون السفراء الأربعة قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وخواصهم حتى أصحاب الحسين (عليه السلام).
فما ذكرناه لكم مبتن ٍ على تسليم هذه الدعوى لا أنها بالفعل كذلك .. فإذا كان لديكم نص يثبت ما ذكرتموه بخصوص السفراء فياحبذا لو اشرتم إليه.


لسؤال: رواية توسل وتمسح الملَك فطرس به (عليه السلام)
...
من الروايات التي نسمعها منذ الصغر رواية فطرس ...
روي عن الإمام الصادق عليه السلام : إنّ الحسين بن علي لما وُلِّد, أمر الله عزّ وجلّ جبرائيل أن يهبط في ألف من الملائكة, فيهنّئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الله عزّ وجلّ ومن جبرائيل.
فهبط جبرائيل فمرّ على جزيرة في البحر فيها ملَكٌ يقال له فِطرس, كان من الحملة بعثه الله عزّ وجلّ في شيء فأبطأ عليه, فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة, فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى وُلد الحسين بن علي عليهما السلام.
فقال الملك لجبرائيل : يا جبرائيل !.. أين تريد ؟!!
قال جبرائيل : إنّ الله عزّ وجلّ أنعم على محمد بنعمة, فبُعثت أهنّئه من الله مني.
فقال فطرس : يا جبرائيل !.. احملني معك لعلّ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لي. فحمله.
فلما دخل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنّأه من الله عزّ وجلّ ومنه, وأخبره بحال فطرس.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قل له : تمسّح بهذا المولود, وعد إلى مكانك !!..
فتمسّحَ فطرس بالحسين بن علي عليه السلام وارتفع.
فقال فطرس : يا رسول الله !.. أماَ إن أمتك ستقتله وله عليّ مكافأةٌ, ألا يزوره زائرٌ إلا أبلغته عنه, ولا يسلّم عليه مسلّمٌ إلا أبلغته سلامه, ولا يصلي عليه مصلٍّ إلا أبلغته صلاته. ثم ارتفع.
ما مدى صحة هذه الرواية وكيف يمكن لملك أن يقع في الخطأ ...
جزاكم الله خير ووفقكم لما يحب ويرضى وأدامكم ذخرا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الجواب:

الرواية واردة في الفضائل وروايات الفضائل قد لا يدقق في أسانيدها مثلما يدقق في بقية الروايات التي عليها عماد المذاهب, ونحن بعد التتبع لبعض الأسانيد لم نعثر على سند صحيح لوجود بعض المجاهيل فيها, ولكن وجود المجاهيل في الرواية لا يعني أن الرواية غير صادرة عن الإمام, بل كل ما يقال أننا لم نستطع التعرف على رجالها كونهم ثقات أم لا.
ثم إن هناك مجموعة من القرائن يمكن من خلالها تقوية الرواية منها أن الرواية وردت في كتبنا المعتبرة كبصائر الدرجات وكامل الزيارات وأمالي الصدوق وبأسانيد مختلفة متعددة وورد ذكر الملك واستعاذته بالحسين في كتب الأدعية كـ(مصباح المتهجد) للشيخ الطوسي.



تعليق على الجواب (1)
ما هو مقدار صحّة قضية الملك فطرس ؟
وهل فيها ما ينافي إعتقاد الشيعة بعصمة الملائكة ؟
وهل هناك تغاير بين قصّة الملك فطرس وإعتقاد الشيعة بعصمة الملائكة؟
الجواب:

قصة تمسح فطرس بالإمام الحسين (عليه السلام) حال ولادته قصة مشهورة، تلقاها علمائنا بالقبول، فذكرها الشيخ الطوسي في دعاء من الأدعية التي ذكرها في (مصباح المتهجد)، وذكرها الصفار في (بصائر الدرجات) وابن قولويه في (كامل الزيارات) والشيخ الصدوق في (الأمالي) والنيسابوري في (روضة الواعظين) والطبري في (دلائل الإمامة) وابن حمزة في (المناقب) والراوندي في (الخرائج والجرائح) وابن شهر آشوب في (المناقب) وابن ادريس في (مستطرفات السرائر) والمشهدي في دعاء من أدعية المزار وابن طاووس كذلك والكفعمي في (المصباح) والمجلسي في (البحار) وغيرهم وذكر الوحيد في (تعليقة على منهج المقال) أن حكاية فطرس مشهورة مقبولة.
أما السبب الذي من أجله كسر جناح فطرس فالروايات تختلف في ذلك فبعضها تقول أنه عرضت عليه ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فرفض، وأخرى أنه بعث في شيء فأبطأ فيه فكسر جناحه ويمكن الجمع بينها باعتبار أن الشيء الذي بعث إليه كان متعلقاً بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام) فأبطأ فيه ثم إن كسر جناحه وحبسه في جزيرة من الجزائر قد يؤكد عصمة الملائكة وذلك من خلال ما جرى عليه من العقوبة التي هي نظير مخالفة الإنسان للسنن التكوينية كإلقاء نفسه من شاهق فيتعرض مباشرة للعقوبة التكوينية.
فالظاهر أن للملائكة مراتب تحصل عليها نتيجة الجهد في العبادة والحرص على أداء الواجبات التدبيرية الملقاة على عاتقها، والإبطاء والتلكؤ في أداء هذه الوجبات قد يؤدي إلى نزول بعضها في الرتبة الذي قد يعبر عنها كما في الرواية بكسر الجناح ومنها يظهر أيضاً أن شفاعة أهل البيت (عليه السلام) تصل حتى إلى الملائكة.


تعليق على الجواب (2)

سؤال جيد ولكن اود القول ان فعل فطرس او بطرس هل يضر بعصمة الملائكة ام لا ارجوا الجواب
الجواب:

هناك من الأدلة القرآنية والروائية ما يشير إلى عصمة الملائكة، فلذا فإن ما صدر عن هذا الملك لابد أن يؤول بما ينسجم مع عصمتهم، فلذا قلنا أن كسر الجناح يؤكد عصمة الملائكة حيث أن هذا الملك أهبط من درجته التي كان فيها إلى درجة تجعله خارج درجة الملائكة التي لابد من عصمتها، هذا إذا فسرنا الذنب الصادر عنه بكونه قادحاً في العصمة، واما إذا قلنا أن ذلك الذنب لا يقدح في العصمة فإن عقوبته تكون لمخالفته للأوامر الإرشادية التي لها هذا الأثر التكويني بكسر الجناح.



يتبع


من مواضيع الشيخ عباس محمد » الشخصية الاستفزازية واسبابها
» الشخصية الطيبة
» الشّخصيّة في علم النّفس
» الإرشاد النفسي
» مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي
رد مع اقتباس