بسم الله الرحمين الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبا القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين المنتجبين الأخيار واللعنة الدائمة على أعدائهم حتى قيام يوم الدين
بهذا الموضوع نرجع لنكمل ما بداناه في موضوع سابق على و
لنتسائل من جديد ما هي حقيقة هذا الأنسان اهو جسد يتحرك بركوع وسجود وهذا هو المطلوب منه؟؟ ام ان هنالك اسرار وخفايا خلف هذاالجسد المادي؟
هنا يجب ان نوضع للجميع ان فاقد الشئ لا يعطية
وان كل فاقد لتركيبة شيئا ما فهو يجهل كيفية عملها واصلاحها
بمعنى ان الأنسان يقود سيارته ولكن حينما تتعطل فأنه لا يستطيع معرفه عطلها وذلك لجهله بكيفية تركيبها وعملها ولذلك يضطر لأخذها لمن هو عارف في كيفية عملها وتركيبها وإصلاحها
والأنسان كذلك هو بنفس المقياس والمنظور
فحينما نجهل وجهتنا ونجهل خلقتنا ونجهل اساس وجودنا ونجهل كذلك تكويننا كبشر فاننا لن نصل للحقيقة ابدا
فأحببنا هنا ان بين حقيقة الإنسان وكيفية تكوينه وخلقته حتى نصل للهدف المنشود من الوجود
لنتعرف على اول درجة نخطوها في تفصيل وتكوين هذا المخلوق
فيقول هذا المؤمن
ان هنالك فرق بين البشر والناس بالرغم من انهما واحد فكيف ذلك؟؟
يفسر لنا بقوله إن الإنسان خلق قبل البشر بدليل قوله تعالى (( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ) السجدة (7))
المراد بالإنسان النوع فالمبدوء خلقه من طين هو النوع الذي ينتهي أفراده إلى من خلق من طين من غير تناسل من أب و أم كآدم و زوجه (عليهما السلام)
والدليل على ذلك قوله بعده: « ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين» فالنسل الولادة بانفصال المولود عن الوالدين
وقال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) (26)
فبداية خلق الإنسان هي من الصلصال من الحمأ المسنون ثم أصبح بشراً بعدما نفخ فيه من الروح الإلهية ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) الحجر(29)
فالملائكة سجدت لبشر ولم تسجد لإنسان . (قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33)
اختصار لحديثة واقتباسا منه يقول :-
من تعلق بالمبدأ الأعلى صار بشراً وإذا بقي بما هو عليه بقي إنساناً . فالمتكاملين الإنبياء والأصفياء والرسل والخاصة هم مثل الإنسان بالخلقة لكنهم بالمعرفة والإرتباط بالمبدأ ودرجة الترقي بشراً .
عندما يريد القرآن أن يخاطب هذه الفئة يخاطبهم على أنهم بشر وليس على أنهم ناس .
( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ) آل عمران
الكلام هو عن الأنبياء ( لبشر ) ثم قال تعالى ( ثم يقول للناس كونوا عباداً لي ) ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (51)
لم يقل سبحانه ما كان للإنسان أو للناس أن يكلمهم الله إلا وحياً بل قال لبشر .
( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً ) (94)الإسراء
( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ) مريم (17)
ولم يقل سبحانه ( تمثل لها إنسانا سويا )
وعندما يتكلم أصحاب هذه الفئة عن أنفسهم يصفون أنفسهم بأنهم بشر :
( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) (110) الكهف .
( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً ) الإسراء (93)
( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ) آل عمران 47 .
فهي ليست من الناس لأنها من درجة الأولياء .
وبخلاصته النهائية يقول :-
الإنسان خلق قبل البشر والأنبياء من ناحية الإنسانية هم ناس ومن ناحية المعرفة والترقي هم بشر , الآيات الواردة حول الإنسان هي آيات معظمها ذم بينما الآيات التي تذكر البشر فهي آيات مدح وثناء .
ومع طول شرح الموضوع الا اننا ما زلنا نتسائل اذا كان هنالك فرق بين البشر والناس اما يزل هنالك خفايا في جسد هذا المخلوق ؟؟
وسنجيب هنا نعم يوجد خفايا لم نتطرق اليها خوفا من ملل القارئ الكريم
وسيكون لنا بالحلقة القادمة تطرق لما هو جديد ان شاء الله
وهنا سأكتب رساله مفادها قول الأمام علي عليه السلام (ما اخذ الله على أهل الجهل ان يتعلموا حتى اخذ على اهل العلم ان يعلموا )
وليعذرني من اعنيهم بمفاد رسائلي
ونسال الله التوفيق لنا ولكم
دعواتكم سادتي