عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2014, 03:50 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
العلوية ام موسى الاعرجي
 
الصورة الرمزية العلوية ام موسى الاعرجي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
العلوية ام موسى الاعرجي غير متواجد حالياً

المنتدى : احباب الحسين للمنبر الحر (الرأي والرأي الآخر)
أسس العلاقة الاجتماعية في الإسلام

لقد اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً في بناء مجتمع وأمة متعاونة متكافئة تأمر بالمعروف, وتنهى عن المنكر ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
ومن الواضح أنَّ تكوين الأمة لا يتم إلا من خلال الاهتمام بالعلاقات التي تربط بين أبنائها المنضوين تحت لوائها, وبين الجماعات الأخرى التي تدعوهم إلى الخير، ولذا فإنَّ الإسلام في عقيدته, وشريعته يهدف إلى بناء المجتمع الإسلامي بصورة سليمة لينال الإنسان فيها سعادته ورفاهيته، فعلى المستوى العقائدي دعا إلى اجتماع الناس على توحيد الله تعالى، ولا شك أنَّ التوحد العقائدي أعظم رابطة في توحيد الأمة, لا تفوقها رابطة أخرى، فإنَّ الوحدة العقائدية تجمع قلوب الناس على مبدأ واحد، وتدفعها في اتجاه واحد, وتُذَوِّبُ جميع الفوارق الأخرى سواء كانت اقتصادية, أو قومية، أو وطنية, يقول تعالى: ((وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون))
فالأمة هي جماعة من الناس ترتبط برباط عقائدي واحد، (يتخيرون العلم والعمل الصالح، يكونون أسوة لغيرهم)
يقول تعالى: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) فبالتوحيد العقائدي يتحقق التوحيد الاجتماعي كما جاء على لسان إبراهيم (ع) في دعائه وهو يرفع قواعد البيت العتيق ((رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ))
فالأساس الأول في العلاقات الاجتماعية هو الرابط العقائدي السليم، وهو التوحيد الإلهي.
وأما الأساس الثاني فهو الولاية بين المؤمنين يقول عز وجل: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)) وهي بمعناها تشمل: النصرة, والتعاون على البر والتقوى، وهذه الرابطة هي فرع لرابطة التوحيد، فإنَّ المؤمن يتولى المؤمن؛ لأنَّهما يرتبطان برباط التوحيد لا غير، فولاية المؤمن للمؤمن فرع ولاية الرسول (ص) وولاية الرسول فرع ولاية الله عز وجل؛ لأنَّ الولاية بالأصل لله تعالى، وغيرها تتفرع منها وترجع إليها، وعلى هذا الأساس جُعِلَ المؤمنون في ترابطهم كمثل الجسد الواحد يحس كل عضو بآلام الأعضاء الأخرى يقول الرسول (ص): (مثل المؤمنين في توادهم, وتراحمهم, وتعاطفهم, مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
يقول الإمام الصادق (ع): (لا والله لا يكون المؤمن مؤمناً أبداً حتى يكون لأخيه مثل الجسد، إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه)
وقوام الولاية هو التحابب في الله, والتناصر في الله, والتباذل في الله, وتلك هي ثمرة رابطة الأيمان الاجتماعية، (من أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله)، ومن هنا وصل المتوالون في الله إلى أسمى منازل القرب من الله، فهم (جيران الله في دار رحمته) هو تعبير دقيق عن المنزلة الرفيعة التي منحها الله لأوليائه .
وقد ورد عن الثمالي، عن أبي جعفر، عن آبائه (ع) ، عن رسول الله (ص) قال: (... ثم ينادي منادٍ من الله عز وجل يُسْمِعُ آخرَهم كما يُسْمِعُ أولَهم, فيقول: أين جيران الله جل جلاله في داره؟ فيقوم عنقٌ من الناس، فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم: ما [ذا] كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله في داره؟ فيقولون: كنا نتحابُّ في الله عز وجل، ونتباذل في الله، ونتزاور في الله، فينادي منادٍ من عند الله: صدق عبادي خلوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنة بغير حساب، قال: فينطلقون إلى الجنة بغير حساب, ثُمَّ قال أبو جعفر (ع): فهؤلاء جيران الله في داره، يخاف الناس ولا يخافون، ويحاسَب الناس ولا يحاسَبون)
والأساس الثالث الذي تبتني عليه الروابط الاجتماعية في الإسلام هي الرابطة الإنسانية، فالبشر أبناء طينة واحدة، مصدرهم واحد، ومآلهم واحد، منه يصدرون، وإليه يرجعون، أبناء أب واحد وأم واحدة، (كلكم لآدم وآدم من تراب)، هكذا أقر الإسلام الرابطة النسبية بين أبناء البشر بقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ))
فالشعوب والقبائل تتعارف على أساس الإنسانية ولهذا حرمت الشريعة الإسلامية المقدسة على المسلم أن يظلم, أو يغدر, أو يخدع, أو يقتل إنساناً مهما كان بلا حق، يقول أمير المؤمنين (ع) في وصيته لمالك الأشتر: (واشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونَنَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أَكْلَهم، فإنَّهم صنفان: إما أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق)
ومن هذا المنطق سبق الإسلام جميع الحضارات، (وأعطى الإنسان قيمته الحضارية ودوره الريادي, وكان التأكيد على حقوقه واضحاً جلياً, جسده دستور الإسلام الخالد القرآن الكريم والسنة الشريفة)












عرض البوم صور العلوية ام موسى الاعرجي   رد مع اقتباس