اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي في بغداد وسط إدانات واسعة ومطالبة أممية بتحديد الجناة
شفقنا العراق-متابعة-اغتال مسلحون مجهولون الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، مساء الإثنين، أمام منزله في منطقة زيونة وسط العاصمة بغداد.
وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية اللواء سعد معن في بيان مقتضب، (6 تموز 2020)، أن “اعتداءً مسلحاً طال الخبير الأمني الهاشمي ما أدى إلى مقتله في الحال بعدة إطلاقات نارية من منطقة البطن وصولاً إلى الرأس.
كما أظهرت صورة تداولتها المواقع الخبرية، جثمان الهاشمي وهو مضرج بدمائه في مستشفى ابن النفيس بالعاصمة بغداد.
وهشام الهاشمي البالغ من العمر ٤٧ عاماً، كان خبيرا مختصا بشؤون الجماعات المسلحة وباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية ومختص بملف تنظيم داعش له دراسات استراتيجية عديدة، ومن مواليد بغداد 1973 عَمِل في تحقيق المخطوطات التراثية الفقهية والحديثية، مع أن تحصيله الأكاديمي بكالوريوس إدارة واقتصاد – قسم الإحصاء، وتم اعتقاله وحكم عليه بالسجن من قبل نظام صدام، وقد خرج من السجن عام 2002، وبعد عام 2003 انصرف إلى العمل في الصحافة، وبدأ يشارك في كتابة التقارير والوثائقيات مع الصحف والقنوات الأجنبية، وبدأ يكتب مدونة عن خريطة الجماعات المسلحة في العراق.
حكمت الجماعات المتطرفة على الهاشمي بأحكام مختلفة، منها الردة والعمالة بسبب مواقفه المناهضة لهم، ويعد الهاشمي أول من أماط اللثام عن قيادات داعش في كُلٍ من العراق و سوريا، حيث أفصح عن أسماء ومعلومات تخص قيادات التنظيم وآلية عملهم.
له عدة مؤلفات ومنها كتاب (عالم داعش) وكتاب (نبذة عن تاريخ القاعدة في العراق) وكتاب (تنظيم داعش من الداخل) بالإضافة الى أكثر من 500 مقالة وبحث منشور في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية عن الجماعات المتطرفة.
آخر تغريدة لهشام الهاشمي قبيل اغتياله بأقل من ساعة
وقبل نحو ساعة من اغتياله شخّص الهاشمي، الانقسامات في العراق عبر 3 نقاط، دوّنها على منصته في تويتر.
وذكر الهاشمي في تدوينته: “تأكدت الانقسامات العراقية بـ: أولاً (عرف المحاصصة الذي جاء به الاحتلال “شيعة، سنة، كرد، تركمان، أقليات” الذي جوهر العراق في مكونات)”.
وأضاف: ثانياً: (الأحزاب المسيطرة “الشيعية، السنية، الكردية، التركمانية..” التي أرادت تأكيد مكاسبها عبر الانقسام)”، وثالثا: “الأحزاب الدينية التي استبدلت التنافس الحزبي بالطائفي”.
كما كتب قبلها إن المغرر بهم يريدون إقناع فقراء الشعب العراقي بأن الحرب مع أمريكا والخليج هي حول مبادئ الكرامة والسيادة، وليس حول توزيع النفوذ والثروات، مبينا إن معظم تجار الحرب الصغار يمتلكون ثروات كبيرة جمعوها خلافًا للقانون، وأما كبارهم فهم مثل الديكتاتوريات يعتقدون ان كل العراق ملكهم وورثهم.
إدانة وصدمة
اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي ترك صدمة كبيرة عند زملائه الإعلاميين والصحافيين الذي عبروا عن صدمتهم من حادثة اغتياله.
كما غرد العديد في استنكار الحادثة التي وصفوها محاولة لإسكات الأصوات الحرة والكفاءات العراقية.
كما كتب السفير البريطاني استيفن هيكي عبر حسابه في تويتر بالقول: لقد أوجعني وآلمني سماع خبر مقتل هشام الهاشمي. لقد فقد العراق احد افضل رجاله المفكرين الشجعان. لا يمكن لهذه الهجمات ان تستمر، اذ يجب على الحكومة العراقية وبدعم من المجتمع الدولي محاسبة الجناة.
من جانبه قالت البعثة الأممية في العراق في تغريدة لها عبر تويتر إنها صدمت باغتيال هشام الهاشمي. وفيما دانت ما وصفته بالعمل الجبان الخسيس، قدمت تعازيها القلبية لعائلته وأحبائه، داعية الحكومة إلى تحديد الجناة بسرعة وتقديمهم للعدالة.