عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2017, 05:05 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

المنتدى : احباب الحسين للأسرة المسلمة
افتراضي اسبــــــــــــاب فشــــل الحيـــاة الزوجيــــة

اسبــــــــــــاب فشــــل الحيـــاة الزوجيــــة :


الحياة الزوجية يفترض فيها أنها أبدية, وأبدية هنا لا تعنى استمرارها فقط في حياة الزوجين بل تعنى أيضا امتدادها في الحياة الآخرة بشكل أكثر روعة وإمتاعا في حالة كونهما زوجين وفيين مخلصين صالحين. وأبدية العلاقة الزوجية ضرورة لإشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة والرحمة وما يتفرع عنها من حب ورعاية واحتواء وارتواء, وضرورة أيضا لنمو الأبناء في جو أسرى دافئ ومستقر ومطمئن, خاصة وأن طفولة الإنسان هي أطول طفولة بين المخلوقات, ولذلك تحتاج لمحضن أسرى مناسب يمنح الأبناء ما يحتاجونه من مأكل ومشرب ومأوى وأمان وحب وتقدير ورعاية لكي يحققوا الغاية العظمى التي خلقوا من أجلها.

ولكن للأسف يحدث في بعض الأحيان خلل في منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة في أحد الزوجين أو كليهما أو مشكلة في توافقهما أو مشكلة في طبيعة العلاقة بينهما.

ولكي نتجنب فشل الحياة الزوجية ما استطعنا تعالوا نستعرض أهم أسباب ذلك الفشل من خلال أرشيف العيادة النفسية, وصفحات الحياة اليومية:

* أسباب شخصية:1- اضطراب شخصية أحد الزوجين أو كليهما: وفيما يلي نستعرض بعض سمات الشخصيات الأقرب للفشل في الحياة الزوجية, وهذه السمات والأنماط الشخصية قد توجد في الزوج أو الزوجة على حد سواء, وننبه القارئ أننا سنستخدم صيغة المذكر في أغلب الأحوال ( باستثناء الشخصية الهستيرية التي يغلب وجودها في النساء ) لسهولة التناول ولكن ما سنقوله ينطبق على الرجل أو المرأة على حد سواء:
- الشخصية البارانوية ( الشكّاك, الغيور, المستبد, المتعالي )

- الشخصية النرجسية ( المتمركز حول ذاته, الأناني, المعجباني, الطاووس, المتفرد, الساعي إلى النجومية والنجاح والتألق وحده على حساب الآخرين, الذي يستخدم الآخرين لتحقيق نجاحه حتى إذا استنفذوا أغراضهم ألقاهم على قارعة الطريق وبحث عن غيرهم )

- الشخصية السيكوباتية ( الكذّاب, المحتال, المخادع, الساحر, معسول الكلام, الذي لا يلتزم بعهد ولا يفي بوعد, ويبحث دائما عن متعته الشخصية على حساب الآخرين, ولا يلتزم بقانون, ولا يحترم العرف, ولا يشعر بالذنب, ولا يتعلم من خبراته السابقة فيقع في الخطأ مرات ومرات )

- الشخصية الهستيرية ( الدرامية, الاستعراضية, الزائفة, الخادعة والمخدوع, السطحية, المغوية, التي تعد ولا تفي وتغوى ولا تشبع, الجذابة, المهتمة بمظهرها أكثر من جوهرها, الخاوية من الداخل رغم مظهرها الخارجي البرّاق الأخّاذ, التي تجيد تمثيل العواطف رغم برودها العاطفي, وتجيد الإغواء الجنسي رغم برودها الجنسي, ولا تستطيع تحمل مسئولية زوج أو أبناء, هي للعرض فقط وليست للحياة, كل همها جذب اهتمام الجميع لها )

- الشخصية الو سواسية ( المدقق, الحريص بشدة على النظام, العنيد, البطيء, البخيل في المال والمشاعر, المهتم بالشكل والنظام الخارجي على حساب المعنى والروح )

- الشخصية الحدية ( شديد التقلب في أرائه وعلاقاته ومشاعره, سريع الثورة, كثير الاندفاع, غير المستقر في دراسته أو عمله أو علاقاته, يميل إلى إيذاء نفسه, ويميل إلى الاكتئاب والغضب, ومعرض للدخول في الإدمان, ومعرض لمحاولات الانتحار)

- الشخصية الاعتمادية السلبية (الضعيف, السلبي, الاعتمادي, المتطفل, أينما توجهه لا يأتي بخير)

- الشخصية الاكتئابية (الحزين, المهموم, المنهزم, اليائس, قليل الحيلة, المتشائم, النكد, المنسحب, المنطوي)

2- عدم التوافق (رغم سواء الطرفين): قد يكون كلا من الزوجين سويا في حد ذاته, ولكنه في هذه العلاقة الثنائية يبدو سيئا , وكأن هذه العلاقة وهذه الظروف تخرج منه أسوأ ما فيه .

3- القصور في فهم النفس البشرية بما تحويه من جوانب مختلفة إيجابية وسلبية: فهناك بعض الناس لديهم بعض التصورات المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة, وعندما لا يحقق الشريك هذه التوقعات نجدهم في حالة سخط وتبرم , فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو ويحبونه كما هو, وإنما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له, فإن لم يحققها سخطوا عليه وعلى الحياة, وهؤلاء يفشلون في رؤية إيجابيات الشريك لأنهم مشغولون بسلبياته ونقائصه .

4- القصور في فهم احتياجات الطرف الآخر بشكل خاص: فالمرأة لها احتياجات خاصة في الحب والاحتواء والرعاية لا يوفيها الرجل أو لا ينتبه إليها (رغم حسن نواياه أحيانا), والرجل له مطالب من الاحترام والتقدير والسكن والرعاية لا توفيها المرأة أو لا تنتبه إليها (رغم حسن النوايا غالبا) .

5- عدم القدرة على التعايش مع آخر : فهناك أفراد أدمنوا العيش وحدهم, وهم لا يتحملون وجود آخر في حياتهم, فهم يعشقون الوحدة , ويفضلون حريتهم الشخصية على أي شيء, ويعتبرون وجود آخر قيد على حريتهم وحياتهم, لذلك يفشلون في حياتهم الزوجية ويهربون منها في أقرب فرصة متاحة .

6- العناد : قد يكون أحد الزوجين أو كليهما عنيدا , ومن هنا يصعب تجاوز أي موقف أو أي أزمة لأن الطرف العنيد يستمتع ببقاء الصراع واحتدامه بلا نهاية , وهذا يجهد الطرف الآخر ويجعل حياته جحيما .

7- العدوان : سواء كان لفظيا ( السب , الانتقاد الدائم , السخرية اللاذعة ), أو جسدي (الضرب), وهذا العدوان ينزع الحب والاحترام من العلاقة الزوجية ويجعله أقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة .

والأسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص في هذه الأيام نظرا لما يرتديه الناس من أقنعة تخفى حقيقتهم, ونظرا لعدم أو ضعف معرفة الطرفين ببعضهما قبل الزواج , وصعوبة المعرفة عن طريق سؤال الأقارب أو الجيران حيث ضعفت العلاقات بين الناس ولم يعد لديهم تلك المعرفة الكافية ببعضهم .

* أسباب عاطفية : - غياب الحب : فالحب هو شهادة الضمان لاستمرار الحياة الزوجية , وهذه الشهادة تحتاج لأن تكتب وتؤكد كل يوم بكل اللغات المتاحة (لفظية وغير لفظية) والتي تصل إلى الطرف الآخر فتسعده وتشعره بالأمان والرغبة في الاستمرار اللانهائي .
- الغيرة الشديدة: فعلى الرغم من أن الغيرة السوية المعقولة دليل حب ورسالة حرص وتنبيه رقيق للطرف الآخر, إلا أن الغيرة الشديدة المرضية هي بمثابة سم زعاف ينتشر في جسد الحياة الزوجية فيقضى عليها لأنها تحول الحياة الزوجية إلى نكد وعذاب لا يحتمله الطرف الآخر فيضطر للهروب.
- الشك: وهو مرحلة أخطر من الغيرة لأنه اتهام للطرف الآخر ينتظر إقامة الدليل لإذلاله أو إهانته أو إنهاء العلاقة به.
- الرغبة في التملك: وهى تدفع الطرف المتملك إلى خنق الطرف الآخر حيث يحوطه من كل جانب ويشل حركته , ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الأسباب .



* أسباب عائلية :
1- التدخل المفرط من إحدى أو كلا العائلتين:
ذلك التدخل الذي ينتهك صفة الخصوصية والثنائية في العلاقة الزوجية , ويسممها بمشاعر وأفكار واتجاهات متضاربة بعضها حسن النية وبعضها سيء النية .
2- تأخر الفطام العائلي لأحد الطرفين: وهذا يجعل الزوج أو الزوجة شديد الارتباط والاعتماد على أسرة المنشأ , وكأن الحبل السري بينه وبينهم لم ينقطع , وعلامة ذلك عدم قدرة هذا الطرف الذي لم يفطم على الابتعاد ولو قليلا عن أسرة المنشأ فهو يريد أن يقضى كل وقته أو معظمه لديهم, ويأتي ذلك على حساب شريك الحياة الذي يجد نفسه وحيدا
3- وجود حالات طلاق في العائلة: فهذا يسهل اتخاذ قرار الطلاق, ويجعل الهجر سهلا, ويؤكد أن الحياة بدون شريك ممكنة.


* أسباب دينية :1- عدم فهم وإدراك قداسة العلاقة الزوجية: تلك العلاقة التي يرعاها الله ويحوطها بسياج من القداسة ويجعلها أصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل: " وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا " ... " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة “.... " هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن “.
2- غياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة من الحياة الزوجية: السكن بمعنى الطمأنينة والاستقرار, والمودة جامعة لكل معاني الحب والرعاية والحنان ( خاصة في حالة الرضا ), والرحمة جامعة لكل معاني التسامح والغفران ونسيان الإساءة والتغاضي عن الزلات ( وخاصة في حالة الغضب )
3- عدم وضوح دور الرجل والمرأة وواجباتها في العلاقة الزوجية
4- سوء استغلال مفهوم القوامة: فبعض الرجال يراها تحكما واستعبادا وانتقاصا من حرية المرأة وانتهاكا لكرامتها, في حين أن القوامة في مفهومها الصحيح هي قيادة حكيمة ورعاية مسئولة.
5- غياب مفهومي الصبر والرضا: فلا يوجد شريك يحقق لنا كل توقعاتنا, لذلك يصبح صبرنا على الأخطاء والزلات ورضانا بما يمنحه لنا الشريك قدر استطاعته من ضرورات استمرار الحياة الزوجية السعيدة.
6- عدم القدرة على التسامح: فلا يوجد إنسان ( أو إنسانة ) بلا زلات أو أخطاء, وبالتالي فلا بد من وجود آلية مثل التسامح لكي تستمر الحياة.
7- النشوز: وهو استعلاء طرف على آخر وتمرده عليه وعصيانه له, ولا يوجد إنسان سوى يحب من يستعلى أو يتمرد عليه أو يعصيه احتقارا أو استهزاءا.


* أسباب اجتماعية :- ضغوط العمل والحياة عموما : وهى تجعل كلا الطرفين أو أحدهما شديد الحساسية وقابل للانفجار, فالمرأة تعمل كموظفة ثم تعود للقيام بواجبات رعاية الأسرة ومساعدة الأبناء في واجباتهم الدراسية, والرجل يعمل في أكثر من وظيفة ولساعات طويلة ليلا ونهارا ليغطى احتياجات الأسرة
- تهديد التفوق الذكوري: فالمرأة التي تحاول الاستعلاء على زوجها بمالها أو منصبها أو حسبها, إنما تهدد عقيدة التميز الذكورى لدى زوجها, وتنزع منه قيمة يعتز بها, وتفجر لديه مشاعر الانتقام والعدوان بلا مبرر.


* أسباب اقتصادية :
- الضغوط المادية الخانقة: والتي تجعل الحياة الزوجية عبارة عن حلقات من الشقاء والمعاناة يصعب معها الإحساس بالمشاعر الرقيقة.
- الفقر الشديد أو الغنى الفاحش: فكلاهما يؤديان إلى حالة من عدم التوازن النفسي لدى أحد الطرفين أو كليهما خاصة في حالة عدم النضج وعدم القدرة على التواؤم مع النقص الشديد أو الزيادة الشديدة في المال.


* فشل أو اضطراب العلاقة الجنسية :

وهذا هو السبب الخفي ( والأهم في نفس الوقت ) لفشل كثير من العلاقات الزوجية, ونادرا ما يتطوع الزوجان بالحديث عنه رغم أهميته, وإنما يأتيان للعيادة الزوجية أو لمحاضر الصلح العائلي أو لمحكمة الأسرة بأسباب فرعية هامشية, ولكن السبب الأصلي للشقاق يكون كامنا في العلاقة الخاصة بينهما, وقد وجدت بعض الدراسات أن هذا السبب يكمن وراء 70-90% من حالات الطلاق, ومع هذا فهو سبب صامت لا يبوح به الكثيرون, ومن هنا نستطيع أن نقول دون مبالغة أن نجاح الحياة الزوجية يبدأ من الفراش, وأن فشلها يبدأ أيضا من الفراش .


العلامات المبكرة للفشل :1- الإحساس السلبي بالآخر, وذلك يبدو في صورة عدم الارتياح في وجوده, وتمنى البعد عنه قدر الإمكان
2- المشاحنات والخلافات المتكررة أو المستمرة, واختلافات وجهات النظر حول كل شيء, وكأن كل منهما يسير دائما عكس اتجاه الآخر
3- فقد أو جفاف الإحساس بالآخر, فكأنه غير موجود, حيث أصبحت المستقبلات النفسية ترفض وتنكر وجوده.

الارتباطات الشرطية وأثرها :
نمو ارتباطات شرطية سالبة تجعل وجود الطرفين معاً وجوداً مؤلماًَ أو على الأقل غير مريح. وهذا يحدث نتيجة الاختلافات والخلافات العميقة بينهما ونتيجة الصراعات المستمرة والمؤلمة, والتي تجعل ظهور أي طرف أمام الآخر محفزا لظهور مشاعر الغضب والكره والاحتقار والاشمئزاز, مع ما يصاحب ذلك من آلام جسما نية, أو رغبة في القيء أو صداع أو دوار.


محاولات الإنقاذ المبكر :
1- محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما يجلسان سويا ليتدبرا أسباب ذلك دون أن يلقى أحدهما المسئولية على الآخر . وهذا الحل ينجح في حالة نضج الطرفين نضجا كافيا, وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية وإعادتها إلى مسارها الصحيح دون تدخل أطراف خارجية.
- دخول طرف ثالث: من أحد الأسرتين أو كليهما، استشارة زواجية، علاج زواجي أو عائلي. ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا في حالة إصرار أو عناد أحد الطرفين أو كليهما, وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى جهودا خارجية لاستعادة التناغم في الحياة الزوجية بعد إحداث تغييرات في مواقف الطرفين من خلال إقناع أو ضغط أو ضمانات خارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الآخر.
2- تعلم مهارات حل الصراع: فالحياة عموما لا تخلو من أوجه خلاف, وحين نفشل في تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت إلى صراعات, ولهذا نحتاج أن نتعلم مهارات أساسية في كيفية حل الصراع حين ينشأ حتى لا يهدد حياتنا واستقرارنا, وهذه المهارات تتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة.
3- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين: مثل : تغييرات في البيئة المحيطة بهما كأن ينتقلا من مكان لآخر أكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الأكبر – تخفيف الضغوط المادية أو الاجتماعية أو ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء أوقات سعيدة كالتي اعتاداها وسعدا بها في فترة الخطوبة .
4- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج – الزوجة )، تخفف من حدة الصراع وتهيئ النفس للتسامح
5- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره: وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة أو التهديد أو كشف الأسرار الزوجية.
6- تجنب استخدام الأبناء كأدوات في الصراع للي الذراع أو الضغط على الطرف الآخر.
7- التنبه للتدخلات العائلية المتحيزة أو ذات المصلحة ( الشعورية أو غير الشعورية ) في الانفصال
8- إعادة الرؤية والاكتشاف للطرف الآخر بعيدا عن الأحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز .
9- الكف عن الانتقاد أو اللوم المتبادل, فهما يقتلان أي عاطفة جميلة.
10- العلاقة بالحواس الخمس, وذلك بتنشيط كل وسائل ومستويات الإمتاع والاستمتاع بين الزوجين بحيث لا نترك حاسة إلا وتأخذ حقها لدى الطرفين حبا وفرحا وطربا.
11- العلاقة بكل اللغات الممكن, من الكلمة الطيبة إلى الغزل الرقيق, إلى النظرة المحبة الودودة إلى اللمسة الرقيقة, إلى الحضن الدافئ, إلى العلاقة المشبعة, إلى نظرة الشكر والامتنان, إلى الهدية المعبرة, إلى النوايا والأمنيات البريئة والجميلة.



المدمرات الخمس للعلاقات الزوجية والشخصية .............. مؤشرات الخطر في الحياة الزوجية


أولا: النقد الدائم: وهو علامة التحذير المبكرة بان الزواج مهدد والنقد هنا هو الذي يمارس على الشخصية ( في العمل الصحي يشعر الزوجين بحرية التعبير عن أي شكوى). وحتى يكون النقد بارعاً عاطفياً فلا بدا للشخص المنتقد إن يكون:

1) محدد في النقد – أي الإشارة مباشرة إلى نموذج يمثل عدم الكفاءة

2) إن يقدم حلاً: يجب إن نشير إلى طريقة تحدد المشكلة وتقدم حلاً لها

3)ليكن الشخص حاضرا: فهو أكثر فعالية حين يقال للشخص وجها لوجه على انفراد، وعدم توجيه النقد عن بعد.

4) إن يكون نقداً حساساً: وهي دعوة للتعاطف مع الأخر فلا توجه نقداً جارح لان وقعه على الشخص المتلقي اليم ومحطم للنفسية

في مقابل النقد البارع والعاطفي فلا بد لنا إن نواجه نصائح عاطفية لمن يتلقون النقد:
1) يجب النظر إلى النقد كمعلومة لها قيمتها حول كيفية تحسين العمل وليس بوصفه هجوما شخصياً.
2) إن تراقب حافزك إلى اتخاذ موقف دفاعي بدلا من تحمل المسؤولية.
3) اطلب عقد اجتماع إذا رأيت أن النقد غير حقيقي.
4 ) انظر إلى النقد بوصفه فرصة للناقد والمنتقد للعمل معا بهدف حل المشكلة


ثانياً: التفسير السلبي للأخر: ( سيطرة الأفكار المسمومة ) إن عدم التمس الأعذار يكون من الأسباب الرئيسية في تدمير العلاقة الزوجية إن اعتقاد الطرفين أو طرف واحد في العلاقة الزوجية بان الأخر يحمل له النوايا العدائية مما يساهم في دخول الريبة والشك وعدم التماس الأعذار والحكم المسبق على العلاقة بأنها في مرحلة الخطر الحقيقي.
يقول تعالى( إن يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيء) ويقول رسول الله ( الظن اكذب الحديث) إن إحسان الظن يؤدي إلى الثقة المؤدية إلى الراحة والسعادة ، إن معظم المشكلات الزوجية تأتي من الغيرية غير المبررة والتي تنج سيطرة الأفكار المسمومة على حياة الأسرة وبتالي العيش في حزن ونكد دائم.، ومن الآثار الجانبية للأفكار المسمومة غير المتسامحة التي تسيطر على عقولنا آثار نفسية ذات مظهر جسمي ومنها :
- الشعور بالأم الرأس والصداع
- الآم الرقية والظهر
- آلام المعدة كالقرحة
- الاكتئاب والوهن والإحساس بقلة النشاط
- القلق والأرق
- الانفعال وشدة التوتر وما يصاحبه من سوء سلوك وتشوش إدراك
- الشعور بالتعاسة
فالشعور بالرغبة بالانتقام والأخذ بالثأر هو علاج للأذى والاهانة محفوف بالكثير من الإعراض الجانبية التأثير قد لا نقوى على تحمل تبعاتها . فأي الايجابيات تختار؟ .


ثالثاً: التحقير في صورة هجوم ضد الشخص ذاته وليس ضد الفعل الذي قام به. إن التحقير له وقع مدمر إلى أقصى حد مثل إن يقول الرجل للمرأة يا عديمة التربية أو يا قليلة الأصل. إن التحقير يولد الحقد المؤدي إلى الانتقام بصور مختلفة، ويعتبر الضرب أعلى درجات الاحتقار فهو يعرض الزوجة لسلسلة من المشاكل الصحية. بداية من تكرار إصابتها بالبرد والأنفلونزا إلى تعدد مرات التبول ومختلف التهابات. فعندما يعبر وجه الزوج أو الزوجة عن مشاعر الاشمزاز والقرف اتجاه الأخر وهذا السلوك هو ابن عم الاحتقار أربع مرات في محادثة تستغرق 15 دقيقة بينها فان هذا علامة على احتمال الانفصال خلال مدة قصيرة جداً: فلا بد إن يعامل الرجل الزوجة بكل أنواع التكريم والاحترام فرسول الله يقول ما أكرمهن إلا كريم وما أهنهن إلا لئيم. وهي دعوة للحب بين الزوجين بكلمة الطيبة إننا في حاجة ماسه ونحن في حالات الغضب إلى سلوك طريق التسامح في لحظة انفعال الأخر الذي يدفع إلى السب والشتم من خلال؛ الاستعداد لنيسان الماضي الأليم بكل إرادتنا، إن نشعر بالتعاطف والرحمة والحنان ،إن نشعر بالسلام الداخلي والسعادة وهذا متاح لنا ، التوقف عن الكره والغضب والألم،حماية الذات من الكراهية وطلب الثأر،الخروج من الظلمة إلى النور،التحرر من الخوف والغضب

رابعاً: التصعيد الذي يحمل لغة التهديد: والذي يشكل خطراً اكبر فيما يتعلق بالطريق المؤدي إلى الطلاق، إن النقد والتحقير يؤدي بطبيعة الحال إلى هجوم يجعل كل الطرف المتلقي في حالة دفاع، أو على استعداد بدوره إلى شن هجوم مضاد، فالمسائل الصغيرة تصبح معارك كبيرة وكل المشاكل مستحيل علاجها.
ويمكن لنا الإشارة إلى إن كل وحد منا معرض للإساءة فتسيطر علينا مشاعر الغضب والغيظ من مصدر هذه الاهانة وتمتلئ صدورنا بالغل والغضب وتعتجنا الرغبة في الانتقام , وقد لا يتناسب وحجم الإساءة التي تعرضنا لها – نكيل الصاع صاعين _ .
إن مشاعر الرغبة في الانتقام والتفكير في ذلك يسرق منا أوقات ثمينة ويخطف أجمل لحظات حياتنا التي يمكن إن نغتنمها ونتمتع بها دون إحساس بحسرة أو تأوه ورغبة انتقام. مما ينعكس على سلوكنا وتصرفاتنا وإدراكنا الذي يعيق متطلبات حياتنا اليومية ويعد مؤشرا خطيرا على تدني مستوى الصحة النفسية لدينا , بل قد يعرضنا إلى اضطرابات انفعالية نفسية وتوتر وقلق وحسد بحيث يكون من الشدة ما يجعل الرؤيا ضبابية لدينا وبالتالي ينعكس إعراضا جسيمة نعاني منها .
كيف نواجه هذه الأزمات وما يترتب عليها من ضغوطات نفسية وأعراض جسمية لنحافظ على الحد الأدنى من الصحة النفسية اللازمة لمواصلة مشوار الحياة .
إن تسامح مع أنفسنا أولا ومع الآخرين ثانيا لكي ننعم بالحياة ونرضى عن أنفسنا في الدنيا ويرضى الله عنا في الآخرة. وتأتي أهمية هذه الوصفة النفسية الربانية في قدرتها على خفض التوتر والحقد والحسد ومدى تأثيرها على أنفسنا وعلى الآخرين وعلاقاتنا المتبادلة معهم.

خامساً: الانسحاب السلبي: أسلوب يتمثل في الهروب وتجنب العراك وهو أسلوب لمواجهة الهجوم وهذا البديل يعتبر أكثر إيلاما خاصة إذا كان الهروب يمثل تراجعا خاليا من التعبير. ويعتبر تجميد المناقشة أقصى صور الدفاع السلبي، إذ يوجه الطرف الذي جمد المناقشة رسالة قوية غير عصبية تعبر عن ( التباعد، التعالي ، النفور) ويعتبر 85% من الرجال هم الطرف الذي بني عائقاً إمام المناقشة وتجرد تماما من أي تعبير كرد فعل لزوجة، فالزوجة وهي في قمة الغضب بحاجة اللى التواصل وتطلب ذلك لان ذلك بالنسبة إليها احترام وتقدير.
ينتج مما سبق ممارسة الحياة بطريقة متوازية- حيث يعيش كل من الزوجين في عزله عن الأخر( وجدانيا وجسديا) ويشعر بالواحدة على الرغم أنهما يعيشون في بيت واحد.

النتيجة النهائية: الانفصال( طفح الكيل












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس