عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2013, 09:47 PM   رقم المشاركة : 14
الكاتب

عون عباس


الملف الشخصي









عون عباس غير متواجد حالياً


افتراضي

ولمّا وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين عليه السلام قال يزيد :
نفلّقُ هاماً مِن رجالٍ أعِزة * عَلينا وَهُم كانُوا أعَقّ وأظلما
فقال يحيى بن الحكم ـ أخو مروان بن الحكم ـ وكان جالساً مع يزيد :

لَهامٌ بـأدنى الطَفّ أدنى قَرابة * من ابنِ زياد العبدِي ذي الحَسَب الرَّذلِ
أميّةُ أمسى نسلها عددَ الحَصى * وبــــنتُ رســولِ اللهِ لَيسَ لها نَسلُ
فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم وقال : اُسكت .
ثمَ قال لعليّ بن الحسين عليهما السلام : يا ابن حسينٍ أبوك قطع رحمي ، وجهل حقّي ، ونازعني سلطاني ، فصنع الله به ما قد رأيت .
فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام : (ما أَصابَ مِن مّصِيبَةٍ فِي ألأرضء وَلأ فِي أَنفُسِكم إلاّ في كتاب من قبل أَن نَّبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَى الله يسير)
فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه ، فلم يدر خالد ما يردّ عليه ، فقال له يزيد : قل : (ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبما كَسَبَت أَيدِيكُم ويَعفو عَن كَثيرٍ )
ثمّ دعا بالنساء والصبيان فأجلسوا بين يديه فرأى هيئة قبيحة فقال : قبّح الله ابن مرجانة، لوكانت بينكم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ولا بعث بكم على هذا.
قالت فاطمة بنت الحسين عليهما السلام : فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا، فقام رجل من أهل الشام أحمر فقال : يا أميرالمؤمنين هب لي هذه الجارية ـ يعنيني ـ وكنت جارية وضيئة ، فاٌرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم فاخذت بثياب عمّتي زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت عمّتي للشامي : كذبت والله ولؤمت ، ما ذلك لك ولا له .
فغضب يزيد وقال : كذبتِ ، إنّ ذلك لي ولوشئت لفعلت .
قالت : كلاّ والله ما جعل الله ذلك لك إلاّ أن تخرج من ملّتنا وتدين بغيرها.
فاستطار يزيد غضباً وقال : إياي تستقبلين بهذا، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك .
قالت زينب : بدين الله ودين أبي وأخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلماً .
قال : كذبتِ يا عدوّة الله .
قالت له : أنت أميرتشتم ظالماً وتقهر بسلطانك .
فكأنّه استحيا وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية، فقال له يزيد : اعزب ، وهب الله لك حتفاً قاضياً .
ثم امر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهنّ عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السلام ، فافرد لهم داراً تتّصل بدار يزيد ، فاقاموا أيّاماً ، ثمّ ندب يزيد النعمان بن بشيروقال له : تجهّزلتخرج بهؤلاء النسوة إلى المدينة، ولمّا أراد أن يجهّزهم دعا عليّ بن الحسين عليه السلام فاستخلاه ؟ قال له : لعن الله ابن مرجانة ، أم والله لوأنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة إلاّ أعطيته ايّاها ، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ، ولكن الله قض بما رأيت


رد مع اقتباس